4956- ما بال أقوام يتنقصون عليًا ؟! من تنقص عليًا فقد تنقصني ، ومن فارق عليًا فقد فارقني ، إن عليًا مني وأنا منه ، خلق من طينتي ، وخلقت من طينة إبراهيم ، وأنا أفضل من إبراهيم (ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم).
قال الألباني : 10/ 667 : ضعيف جدًّا
أورده الهيثمي في "المجمع" (9/ 128) من حديث بريدة . قال : بعث رسول الله صلي الله عليه وسلم عليًا أميرًا على اليمن ، وبعث خالد بن الوليد على الجبل ، فقال : إن اجتمعتما فعلي على الناس" . فالتقوا وأصابوا من الغنائم ما لم يصيبوا مثله ، وأخذ علي جارية من الخمس ، فدعا خالد بن الوليد بريدة فقال : اغتنمها ؛ فأخبر النبي صلي الله عليه وسلم ما صنع . فقدمت المدينة ودخلت المسجد ؛ ورسول الله صلي الله عليه وسلم في منزله ، وناس من أصحابه على بابه ، فقالوا : ما الخبر يا بريدة ؟ فقلت : خيرًا ! فتح الله على المسلمين . فقالوا : ما أقدمك ؟ قلت : جارية أخذها على من الخمس ، فجئت لأخبر النبي صلي الله عليه وسلم . فقالوا : فأخبر النبي صلي الله عليه وسلم ؛ فإنه يسقط من عين النبي صلي الله عليه وسلم ، ورسول الله صلي الله عليه وسلم يسمع الكلام ، فخرج مغضبًا فقال ... فذكره. "يا بريدة ! أما علمت أن لعلي أكثر من الجارية التي أخذ ، وأنه وليكم بعدي ؟!" . فقلت : يا رسول الله ! بالصحبة ، إلا بسطت يدك فبايعتني على الإسلام جديدًا . قال : فما فارقته حتى بايعته على الإسلام . وقال الهيثمي : رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه جماعة لم أعرفهم ، وحسين الأشقر ؛ ضعفه الجمهور ، ووثقه ابن حبان.
قلت : قال في "الميزان" : قال خ : فيه نظر . وقال أبو زرعة : منكر الحديث . وقال أبو حاتم : ليس بقوي . وقال الجوزجاني : غال شتام للخيرة ... وأما ابن حبان ؛ فذكره في (الثقات).
وأقول : إن قصة بريدة هذه مع علي ؛ وردت عنه من طرق : عند النسائي في "الخصائص" (ص 15-16) ، وأحمد (5/ 347،350،350-351،356،359) ، وابن عساكر (12/ 105/ 2-108/ 1) من طرق عنه بعضها صحيح ، وليس في شيء منها حديث الترجمة.
نعم ؛ في بعضها قصة الجارية ، وقوله صلي الله عليه وسلم في آخرها : فإن له في الخمس أكثر من ذلك.
(تنبيه) : قال الشيعي في "مراجعاته" (ص 155-156) ، بعد أن ساق الحديث من طريق الطبراني هذه ، : وهذا الحديث مما لا ريب في صدوره ، وطرقه إلى بريدة كثيرة ، وهي معتبرة بأسرها" !
فأقول : وهذا كذب مكشوف ، فمن أين لهذه الطريق الاعتبار ؛ وفيها ما عرفت من جهالة جماعة من رواته ، وضعف حسين الأشقر مع تشيعه ؟!
وهب أن هذا مرضي عنه عند الشيعي ؛ فهل الجماعة من الشيعة أيضًا على جهالتهم ؟! ثم إنه إن كان يعني أنه لا ريب في صدوره من رسول الله صلي الله عليه وسلم ؛ فهو التقول على رسول الله صلي الله عليه وسلم ، وحسبه قوله صلي الله عليه وسلم : من حدث عني بحديث يرى أنه كذب ؛ فهو أحد الكاذبين.
وكيف لا يرى أن هذا الحديث كذب ؛ مع تفرد أولئك المجهولين وذاك الشيعي الضعيف به ، دون سائر الرواة الثقات وغيرهم كما سبق بيانه ؟! فصدق رسول الله صلي الله عليه وسلم إذ يقول : إذا لم تستحي ؛ فاصنع ما شئت" .