{قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ}
هو خيرٌ مني وأَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ!
(هو خيرٌ مني )يقولها بعض الناس عندما يُسأل عن غيره أو عندما يذكر غيره أمامه، وذلك بدوافع نفسية تحكي عن شخصية عظيمة تقية نقية من الغل والحسد قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه كلمة في معناها في خطبته يوم ولي الخلافة حيث قال ( أما بعد أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم ).بل هو والله خيرهم.
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه كلمة في معناها فقال : (أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا )يعني بلال بن رباح رضي الله عنهم أجمعين.
أما قول : (أنا خيرٌ منه ) فأول من قالها فيما أعلم إبليس عندما أمره الله أن يسجد لأدم عليه السلام فقال : (أنا خيرٌ منه خلقتني من نار وخلقته من طين ). فكان عاقبة قوله والعياذ بالله الخلود الدائم في عذاب السعير نسأل الله السلامة والعافية .
وقد أخبر الله عن قوم نوح أنهم قالوا كلمة في معناها لنوحٍ فقال تعالى : (قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون). و أخبر الله عن صاحب الجنة أنه قال كلمة في معناها فقال تعالى: (وكان له ثمرٌ فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالاً وأعز نفراً ).
ويكفي في قبح هذه الكلمة أن أول من قالها إبليس ؛ ومن قبحها أيضاً أنها عنوان على الغرور والإعجاب بالنفس
مصلح بن زويد العتيبي
{قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ}
(أنا خيرٌ منه) لاتقال إلا حينما تسيء الظن بالآخرين ..
هي كلمة إبليس التي بسببها هلك ، يكررها البعض في نفسه كل يوم ...
حتى إبليس يرى أنه من الأخيار !!.. وأول ذنب عصى به الله كان سببه الكِبر ، وأول حجة له قياس فاسد .
(خلقتني من نار وخلقته من طين) افتخر إبليس بما ليس من اختياره ولا فعله!
كل فرع له اقتباس من أصله ، فالشيطان خُلق من نار وطبع على الغضب وأقسم ( لأغوينهم أجمعين) سيقف الشيطان أمامنا باستمرار للإيقاع بنا في النار فالحذر الحذر والثبات الثبات على الدين الحق يرحمكم ويرحمنا الله