التطوع والحياة نقلا من: مدونة محمد الأنصاري العقارية
التطـــــوع: رسالة إنسانية وروح تنبض بالعطاء في عالم تملأه التحديات والمصاعب، يظل التطوع شعلة أمل تضيء دروب المحتاجين، وتمنح المتطوع نفسه سكينة داخلية لا تُقدّر بثمن. فالتطوع ليس مجرّد فعل وقتي أو جهد عابر، بل هو أسلوب حياة يعكس أرقى درجات الإنسانية والتكاتف الاجتماعي.
معنى التطوع وأهميته
التطوع هو تقديم الإنسان جزءًا من وقته أو جهده أو علمه دون انتظار مقابل، من أجل خدمة الآخرين أو المجتمع. تتعدّد صوره؛ فمنه ما يكون في رعاية الأيتام، أو تقديم المساعدة للمرضى، أو نشر الوعي والتعليم، أو حتى الحفاظ على البيئة.
وتكمن أهمية التطوع في أثره المزدوج: فهو يعود بالنفع على المجتمع، كما يُنمّي لدى الفرد قيم التعاون والانتماء، ويُعزّز من مهاراته الاجتماعية والمعرفية.
أثره في بناء المجتمعات
لا يمكن تجاهل دور المتطوعين في تنمية المجتمعات. فهم يدعمون الفئات الضعيفة، ويسهمون في سد الفجوات التي قد تعجز عنها المؤسسات الرسمية , وفي كثير من الدول، يُشكّل العمل التطوعي ركيزة مهمة في خطط التنمية المستدامة، لأنه ينبع من داخل المجتمع نفسه ويُلبّي احتياجاته الحقيقية.
التطوع يزرع السعادة
الجميل في التطوع أنه لا يمنح السعادة فقط لمن يتلقى المساعدة، بل لمن يُقدّمها أيضًا. وقد أظهرت الدراسات أن المتطوعين يشعرون برضا نفسي أكبر، ويعيشون حياة أكثر توازنًا وإيجابية.
التطوع ليس رفاهية، بل هو دعوة دائمة لكل إنسان أن يُشارك في صناعة الخير ونشر النور، ومهما كان عطاؤك بسيطًا، فإنه قد يكون عظيم الأثر في حياة غيرك. فلنمنح من وقتنا وقلوبنا، فالعالم بحاجة إلى كل يد ممدودة بالعون، وكل قلب نابض بالعطاء.
التطوع في المملكة العربية السعودية: عطاء منظم وفرصة متاحة للجميع ، ففي رؤية المملكة العربية السعودية 2030، يحتل العمل التطوعـي مكانة بارزة، حيث تهدف الرؤية إلى رفع عدد المتطوعين إلى مليون متطوع سنويًا، وهذا يعكس التوجّه الوطني نحو تعزيز ثقافة التطوع، وتحويلها من مبادرات فردية إلى منظومة مؤسسية مستدامة.
ثقافة التطوع في السعودية
شهدت المملكة العربية السعودية خلال السنوات الأخيرة نهضة كبيرة في مجال التطوع، سواء من حيث التنظيم أو التدريب أو التوعية أو تنوع الفرص التطوعية، فاليوم، يستطيع أي مواطن أو مقيم أن يساهم بوقته ومهاراته في خدمة مجتمعه، من خلال منصات وجهات رسمية موثوقة.
جهات رسمية للتطوع داخل المملكة
فيما يلي أبرز الجهات الرسمية والمنصات التي تُتيح فرصًا تطوعية :
كما يمكن التطوع من خلال الجمعيات الخيرية والفرق الرسمية بالمملكة وهي كثيرة ومتنوعة في مجالاتها وأنشطتها بحمد الله .