تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: معنى قوله تعالى: {وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي ولَا بِكُمْ}

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    14,481

    افتراضي معنى قوله تعالى: {وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي ولَا بِكُمْ}

    معنى قوله تعالى: {وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي ولَا بِكُمْ}

    يحتمل أنه أراد بقوله: وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي ولَا بِكُمْ من جهة تفاصيل أمر الآخرة، وإن كان يعلم أنه من عند الله، لكن التفاصيل وما قد يقع قبل ذلك قبل دخولها وفي المحشر، ما يعلم إلا ما علمه الله، وليس مراده الشك في دخول الجنة، لكن التفاصيل وما يقع قبل ذلك، فلا مانع من الجمع بين القولين، قول ابن جرير، وجماعة: المراد به في أمور الدنيا، وهل يخرج من مكة، أو يبقى في مكة، وهل يموت في المدينة، ما يدري ما قدر الله له، علم الغيب إلى الله .
    كذلك ما يقع من الأهوال والعجائب والغرائب قبل دخول الجنة، أما كون المؤمنين في الجنة فهذا أمر معلوم من حيث بعث الله نبيه ﷺ، هذا أمر معلوم، فالمؤمنون من أهل الجنة، والكفار من أهل النار، هذا قد بينه الله في كتابه العظيم، وبينه رسوله ﷺ في سنته، لكن ما يكون قبل هذا من الأهوال والغرائب والعجائب في الدنيا والعجائب في البرزخ هذه ما يعلمها إلا الله، وإن كان الأنبياء خصهم الله بمزيد من العلم، ومزيد من الخير، لكن هناك أشياء تخفى عليهم.





    https://binbaz.org.sa/pearls/569/%D9...A8%D9%83%D9%85

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    14,481

    افتراضي رد: معنى قوله تعالى: {وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي ولَا بِكُمْ}

    وقوله: { وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ } قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس في هذه الآية: نزل بعدها { لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ } [الفتح: 2]. وهكذا قال عكرمة، والحسن، وقتادة: إنها منسوخة بقوله: { لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ } ، قالوا: ولما نزلت هذه الآية قال رجل من المسلمين: هذا قد بين الله ما هو فاعل بك يا رسول الله، فما هو فاعل بنا؟ فأنزل الله: { لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَات ِ جَنَّاتٍ } [الفتح: 5].
    هكذا قال، والذي هو ثابت في الصحيح أن المؤمنين قالوا: هنيئا لك يا رسول الله، فما لنا؟ فأنزل الله هذه الآية.
    وقال الضحاك: { وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ } : ما أدري بماذا أومر، وبماذا أنهى بعد هذا؟
    وقال أبو بكر الهذلِيّ، عن الحسن البصري في قوله: { وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ } قال: أما في الآخرة فمعاذ الله، قد علم أنه في الجنة، ولكن قال: لا أدري ما يفعل بي ولا بكم في الدنيا، أخرج كما أخرجت الأنبياء [من] قبلي؟ أم أقتل كما قتلت الأنبياء من قبلي؟ ولا أدري أيخسف بكم أو تُرمون بالحجارة؟
    وهذا القول هو الذي عَوّل عليه ابن جرير، وأنه لا يجوز غيره، ولا شك أن هذا هو اللائق به، صلوات الله وسلامه عليه، فإنه بالنسبة إلى الآخرة جازم أنه يصير إلى الجنة هو ومن اتبعه، وأما في الدنيا فلم يدر ما كان يئُول إليه أمره وأمر مشركي قريش إلى ماذا: أيؤمنون أم يكفرون، فيعذبون
    فيستأصلون بكفرهم ؟ فأما الحديث الذي رواه الإمام أحمد:
    حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن ابن شهاب عن خارجة بن زيد بن ثابت، عن أم العلاء -وهي امرأة من نسائهم-أخبرته -وكانت بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم-قالت: طار لهم في السكنى حين اقترعت الأنصار على سكنى المهاجرين عثمانُ بن مظعون. فاشتكى عثمان عندنا فَمرَّضناه، حتى إذا توفي أدْرَجناه في أثوابه، فدخل علينا رسول الله فقلت: رحمة الله عليك أبا السائب، شهادتي عليك، لقد أكرمك الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وما يدريك أن الله أكرمه؟" فقلت: لا أدري بأبي أنت وأمي! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما هو فقد جاءه اليقين من ربه، وإني لأرجو له الخير، والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي!" قالت: فقلت: والله لا أزكي أحدا بعده أبدا. وأحزنني ذلك، فنمت فرأيت لعثمان عينا تجري، فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ذاك عمله".
    فقد انفرد بإخراجه البخاري دون مسلم ، وفي لفظ له: "ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل به" . وهذا أشبه أن يكون هو المحفوظ، بدليل قولها: "فأحزنني ذلك". وفي هذا وأمثاله دلالة على أنه لا يقطع لمعين بالجنة إلا الذي نص الشارع على تعيينهم، كالعشرة، وابن سلام، والغُميصاء، وبلال، وسراقة، وعبد الله بن عمرو بن حرام والد جابر، والقراء السبعين الذين قتلوا ببئر معونة، وزيد بن حارثة، وجعفر، وابن رواحة، وما أشبه هؤلاء.

    الكتاب : تفسير القرآن العظيم
    المؤلف : أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •