بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه، وبعد.
فإن هذه الحكاية لا أصل لها بهذا السياق وأما أصل القصة، وهي لا تصح أيضا.
ذكرها ابن شبة في تاريخ المدينة (2/44 ط العلمية) معلقا، فقال: قال عبد الله بن جعفر بن برقان، قال:
قال رجل لعمر رضي الله عنه أدنوا منك فإن لي إليك حاجة قال لا قال إذن أذهب فيغنيني الله عنك فولى ذاهبا فأتبعه عمر رضي الله عنه فأخذ بثوبه فقال حاجتك قال الرجل أبغضك الناس أبغضك الناس كرهك الناس ثلاثا قال عمر رضي الله عنه له ويحك قال لسانك وعصاك فرفع عمر رضي الله عنه يديه فقال اللهم حببني إليهم وحببهم إلي وليني لهم ولينهم لي قال فما وضع يديه حتى ما على الأرض أحب إلي منه . اهـ.
وعبد الله بن جعفر بن برقان أبوه مشهور معروف أما هو فلا يعرف ولا يوجد له ترجمة.
ولعل فيه تحريفا وصوابه: قال عبد الله (وهو ابن داود الخريبي الكوفي) عن جعفر بن برقان (الكوفي)، فعليه يكون الخبر معضلا منقطعا.
فقد روى ابن شبة لابن داود في تاريخه [996]، فقال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، قال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ وهو الهمداني الكوفي.
وخرج البيهقي في سننه [3 : 154] من طريق الصلت بن سعد، قال: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ.

وقد روي بإسناد آخر فيما أخرجه البلاذري في أنساب الأشراف (10/ 374)، عن المدائني، قال:
عن يعقوب بن عوف عن أفلح الثقفي عن أبيه قال: قال مالك بن عوف النصري لعمر: هلم أكلمك.
قال: إني عنك لفي شغل، قال: أما والله لقد كنا نهاب عصاك ويدك وأنت سوقة، فكيف اليوم؟ فقال عمر: «اللهم حببني إليهم وحببهم إلي»،
قال مالك: فانصرفت وما في الأرض أحد أحب إلي منه. اهـ.
وإسناده مظلم، لا يعرف يعقوب بن عوف ولا الثقفي ولا يوجد ترجمة لهم.
والله أعلم.