2625 - " لو لم تكله لأكلتم منه، ولقام لكم ".
قال الالباني في السلسة الصحيحة :
أخرجه مسلم (7 / 60) من طريق معقل عن أبي الزبير عن جابر أن رجلا أتى
النبي صلى الله عليه وسلم يستطعمه، فأطعمه شطر وسق شعير، فما زال الرجل يأكل
منه وامرأته وضيفهما حتى كاله، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال، فذكره.
وتابعه ابن لهيعة: حدثنا أبو الزبير به. أخرجه أحمد (3 / 337، 347) من
طريقين عنه. وخالفهما حسان بن عبد الله فقال: حدثنا ابن لهيعة: حدثنا يونس
ابن يزيد: حدثنا أبو إسحاق عن سعيد بن الحارث عن جده نوفل بن الحارث بن عبد
المطلب أنه استعان رسول الله صلى الله عليه وسلم في التزويج، فأنكحه امرأة،
فالتمس شيئا فلم يجده، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا رافع وأبا أيوب
بدرعه فرهناه عند رجل من اليهود بثلاثين صاعا من شعير، فدفعه رسول الله صلى
الله عليه وسلم إلي، فطعمنا منه نصف سنة ثم كلناه فوجدناه كما أدخلناه، قال
نوفل: فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: فذكره إلا أنه قال: " ما
عشت " بدل: " ولقام لكم ". أخرجه الحاكم (3 / 246) وعنه البيهقي في "
الدلائل " (6 / 114) . وسكت عنه الحاكم والذهبي. وابن لهيعة فيه ضعف من
قبل حفظه، وأبوإسحاق هو السبيعي كما في " الإصابة "، وكان اختلط، مع
تدليس له. وسعيد بن الحارث لم أعرفه، فالإسناد مظلم، والأول أقوى لمتابعة
معقل لابن لهيعة عليه، لكن فيه عنعنة أبي الزبير، وهو معروف بالتدليس، فلا
أدري إذا كان سمعه من جابر أم لا؟ ولعل الحافظ ابن حجر قد ترجح عنده الأول،
فقد أورده في " الفتح " (11 / 240) من رواية مسلم هذه ساكتا عليه، أو من أجل
شواهد ذكرها قريبا، وبها يتقوى الحديث عندي إن شاء الله تعالى. منها حديث
عائشة رضي الله عنها قالت: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما في بيتي من
شيء يأكله ذو كبد، إلا شطر شعير في رف لي، فأكلت منه حتى طال علي، فكلته
ففني. أخرجه البخاري (6 / 146 و 11 / 239) ومسلم (8 / 218) وابن ماجه (
3345) وأحمد (4 / 108) وزاد: " فليتني لم أكن كلته ". وإسنادها جيد.