-(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُ مْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)
وصلنا بفضلٍ من الله للعشر الأواخر من الشهر الفضيل وهي ميدان خصب ومثال حي لمجاهدة النفس ، والتسابق في الخيرات
-(وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون)
عند المصيبة يلوم الإنسان كل شيء وكل أحد إلا نفسه وهذه مصيبة والمصيبة الأكبر قنوطه من رحمة ربه!
-﴿يدعون ربهم خوفاً وطمعاً﴾
هذاحال أهل قيام الليل يدعون ربهم خوفا من عقابه قبل الطمع في ثوابه
فهل دعوناه (خوفا ) قبل (الطمع ) !
-{ وكأين من دابة لاتحمل رزقها الله يرزقها وإياكم }
لا يوجد شيء يقلق المجتمع كالرزق،
فتأمل في الآية فإنه قدم الدابة التي لاتعقل على العقلاء ؟!
-وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ (6)
من استمع الغناء انصرف قلبه عن حب القرآن
-هل رأيت أذكى وأعقل ممن يمهد لمستقبله الأبدي من الآن ؟
يقول الله { ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون }
-﴿ تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا..﴾
نغَّصوا راحة جنوبهم ليقوموا إلى راحة قلوبهم
-﴿خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لايستكبرون﴾
سبحوا وحمدوا ..
أنفع السجود للقلوب ما جمع بين : تنزيه الله عن النقائص ، وشكر الله على الفضائل
-{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ .... }
فسره ستة من السلف بأنه"الغناء". ابن مسعود، وجابر، وابن عمر، وابن عباس ، ومجاهد، وعكرمة.
فهل تأملها مبيح الغناء؟!
الشيخ عبد اللطيف التويجري
-كلما استبطأتُ النصر ،
رددتُ قول ربي : { وكان حقاً علينا نصرُ المؤمنين }
-(وما أتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله وما أتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون)
صحِّح مفهومك للمضاعفة!
الربا محقٌ للمال وليس مضاعفة والزكاة بركة ونماء وادّخار في صندوق توفير الآخرة!
-(ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون)
بعض العذاب الأدنى رسائل تذكير للغافلين لعلهم يعودوا
-{يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} الروم
تجد البعض يعرف أسماء اللاعبين والممثلين وأشهر الماركات ويحفظ الشعر والأغاني ...
وليس للقرآن نصيب من قلبه
ولايعرف سيرة النبي ﷺ أو أسماء الصحابة وبطولاتهم رضي الله عنهم
-(لله الأمر من قبل ومن بعد)
آية تكفي لتقتلع قلقك من جذوره!
ثق بربك وكن مطمئنا لتدبيره
-( إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ )
كفى بالمتكبر والمتعالي سوءَا أن الله لايحبهم !
-"وَأَنزلَ جُنودًا لم تَرَوْها"
هناك رحمات وفتوحات يهبها الله لك
دون أن تشعر
فقط إن تخليت عن
حولك وقوتك والتجأت إلى حوله وقوته.
-﴿…ليسأل الصادقين عن صدقهم…﴾
قال ابن القيم في إغاثة اللهفان :
" عجباً والله .. سئلوا وحوسبوا وهم صادقين ! فكيف بالله بالكاذبين ؟ "..
-﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ﴾
الوالدان هما :
وصية الرحمٰن ، وبَرُّ الأمآن
وجودهما حياة ، ودعاؤهما نجاة..
بـرّهـما زاد ، وقسوتهما رشاد..
﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِي نَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ﴾
-( وإذا غَشيهُمْ موجٌ كالظُلل دعوا الله )
لا تجعل الدعاء كالدواء لا تستعمله إلا عند البلاء ،
بل ادع ربك في كل وقت في السراء وفي الضراء
-"وإذا أذقنا الناس رحمة فرحوا بها وإن تصبهم سيئة بما قدّمت أيديهم إذا هم يقنطون"
إذا أتاك الخير فكن شاكراً،وإن أتاك الشر فكن صابراً.
-{تتجافى جنوبهم عن المضاجع}
الشوق لمنجاة الله طيّر النوم عنهم
والعيش مع كتاب الله أسعد قلوبهم
فلم يلتفتوا لراحة أجسادهم
-( وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً )
لاتتكبر ولا تتعاظم ولو كان في الفخر مزية لتفاخر من هم أهلًا للفخر من الأنبياء والصالحين لكنهم تواضعوا ومازادهم ذلك إلا رفعة!
-( وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم} [العنكبوت : 60]
امتلأت البيوت من الارزاق ولا زال البعض يخاف من أن يموت جوعا..
تأمل في حال الدواب التي لا رزق لها كيف يرزقها الله
-فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17)
ليكن لك خبيئة عمل صالح .. فاعمل عمل صالح لا يطلع عليه إلا الله
-﴿ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون﴾
لا تحزن لاجتماع أهل الباطل ومناصرتهم لبعض ؛
غدا سترى شتات أمرهم لأن اجتماعهم لم يكن اجتماعا مرحوما ..
-المصيبة {ظهر الفساد في البر والبحر}
السبب {بما كسبت أيدي الناس}
العقوبة {ليذيقهم بعض الذي عملوا}
الحكمة {لعلهم يرجعون}
-الإسلام الذي ضبط صوتك { واغضض من صوتك } ومشيك { ولاتمش في الأرض مرحاً } ونظرك (ولاتمدن عينيك) وسمعك (ولاتجسسوا) وطعامك (ولاتسرفوا) كفيل أن يحييك حياة السعداء
- ( لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)
الغاية من حدوث المحن والبلاء ومايصيب الناس من وباء وغلاء ومصائب إنما هو لأجل لتلك الحكمة (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)
فإن لم نرجع ونعتبر فمتى إذًا سنرجع !؟
جميل أن تتدارس الأسر وصايا لقمان ففيها منهج تربوي عظيم والتربية تحتاج حكمة . {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ} [سورة لقمان:17]
أعمال عظيمة وشاقة ومما يكملها أن تتحلى بالصبر .
{الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (59)} (سورة العنكبوت)
الصبر على الطاعات والمكاره وتجسيد التوكل واقعًا في كل أعمالك سيجزيك الله بهما غرف الجنة.
قال ابن القيم في قوله: {لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ} [سورة الأحزاب:8]
فإذا سئل الصادقون وحوسبوا على صدقهم فما الظن بالكاذبين
وسائل تعين على أن تكون مقتدياً بالنبي
{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21)} (سورة الأحزاب) .
مشروعية الهجرة لكل مؤمن يخاف أن يفتن في دينه
ولا يستطيع أن يمارس عباداته كما أمر الله
{إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ} [سورة العنكبوت:56].
سورة العنكبوت يقرأها المؤمن المبتلى في دينه
فهذه السورة توطن في قلبه الإيمان فما أعظمها في مثل هذا الوقت
{ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا } [سورة الروم:41]
ليذيقهم (بعض) ما عملوا ولو أذاقهم كل ما عملوا لأهلكهم .
يتبع