الجزء الثالث عشر
( قال الملك أتوني به استخلصه لنفسي )
دخل يوسف السجن بتهمة ونسي فيه مدة وخرج عزيزاً بريئاً كريماً
زاده البلاء رفعة ومنزلة
(ولأجر الآخرة خير للذين أمنوا وكانوا يتقون)
عزاء لمن لم يظفر في الدنيا وأن الآخرة هي العاقبة الحقيقية والفرحة الكبرى
( إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين )
تقواه عن الشهوات للحظات نافست صبره في السجن للسنوات
(إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّه)
حينما تشكو لله بثك تجد أُنساً يُنسيك همّك.
+
( وعلمتني من تأويل الأحاديث )
بعض الناس يأول ويجزم خبطأ عشواء
فربما أربك الناس واقلقهم بلا علم ولا هدى
( وتفصيل كل شئ )
كل شئ يحتاجه القلب لهدايته و كل ما تحتاجه النفس لاستقامتها
وكل ما يتطلع إليه المجتمع لصلاحه فهل من مدكر
( صنوان وغير صنوان )
ذات الصنوان هن النخيلات اللاتي يخرجن من أصل النخلة ويطمئن المزارع
أنهن من نفس نوعها منة من الله
( سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّار )
هنيئا لكم أيها الصابرون، هنيئا لكم أيها الصابرون
(وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ)
بذلك للأسباب لا ينافي توكلك على الله، وإيمانك بقضائه.
"إني حفيظ عليم"
اجتمعت الأمانة والعلم فاستحق المنصب.
"كذلك كدنا ليوسف"
من الكيد والحيلة ماهو جائز إذا كان لاسترداد حق وليس فيه إضرار بأحد.
دمع العين وحزن القلب لايتعارضان مع الصبر الجميل
(وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم)
تأمل كيف حصل له ذلك وهو نبي كريم
(إن النفس لأمّارة بالسوء)
احذر العدو الذي بين جنبيك،
فهو أشد خطراً عليك، وأكثر إغواءً لك
[ولاتحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون]
فلا تغتر بقوة ظالم أو امهال الله له
فما من قوي إلا وفوقه القوي سبحانه.
"فصبرجميل"
لا يسمى الصبر صبرا
إلا إذا كان بعيدا عن التشكي والتسخط على الله
ولا يكون جميلا إلا مع الإحتساب وحسن الظن بالله
قد يصيبك البلاء في أحب ما تملك
وتظن أن ابواب السعادة أُغلقت دونك
فيأتي هاتف من قلبك بِ
{ ولا تيأسوا من روح الله } ،
تفال ..!
(ويسبح الرعد بحمدة والملائكه من خيفته )
يسبحون ويحمدون ... ويخافون والعبد يعصي ويذنب ...ولا يخاف .
{وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ الْمَثُلاتُ}
تتعدد العقوبات،والمخا لفة واحدة
إذن السعيد من وعظ بغيره
مهما آلمتك الأقدار فإن فيها من ألطاف الله مالا يخطر لك على بال!
تأمل قول يوسف : (.... إن ربي لطيف لما يشاء)
بلغ الغاية وتمام النعمة ...
ولكن لا تسكن النفس لغاية دون:
(توفني مسلما وألحقني بالصالحين)
(قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله)
افعل مثله!
فلن يفهم عمق جرحك سوى ربك
ولن يدفع عنك البلاء وضيق النفس سواه
"فأسرها يوسف في نفسه"
فكم من الكلمات والمواقف التي حُبست ..فقط لكي يدوم الود!
(قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ){ 55}
تحسس مميزاتك ابحث عن الوظيفة التي تناسب قدراتك وإبداعاتك
"إنه من يتقِ ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين"
وقصة نبي الله يوسف دارات كلها حول هذه الآية
(فأما الزبد فيذهب جفاء)
بالرغم من قلة الإمكانيات؛
موعظة صادقة تمحي ما شاء الله لها أن تمحي من أثر أهل الفساد في القلوب
{إنما أشكو بثي وحزني إلى الله}
شكواك للذي هو أعلم بك من نفسك فرج ونصر. وسكينة واطمئنان .
حينما تشكو لله بثك تجد أُنساً يُنسيك همّك.
من علامات القلوب المؤمنة سكونها واطمئنانها بذكر الله
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
لست وحدي وإنما:
(أنا ومن اتبعني)
إشارة إلى ضرورة التعاون في الدعوة إلى الله تعالى
وأهمية العمل الجماعي المؤسسي.
من أسباب الثبات [الدعاء] فأكثروا منه تدبر
{تَوفَّني مُسلِمًا وَ أَلحِقنِي بالصَّالحِين}
وصّى به يعقوب ودعا به يوسف.
"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"
فإذا أردت تغيير ما أنت فيه من الكروب،
فغير ما أنت عليه من الذنوب!
{ ربنا أنك تعلم ما نخفي وما نعلن }
تعاهد قلبك حتى إذا نظر له ربك
وجده خالياً من منكرات الأخلاق والأهواء ..
(يدعوكم ليغفر لكم)
من تخطئ بحقه قد لا يرغب برؤية وجهك، إلا الله !!
مع انك شارد عنه بأخطائك إلا أنه يناديك ليصفح عنك.
"ياصاحبي السجن"
لم يفسر لهما احلامهما إلا بعد حديث دعوي..
إنه الحرص على الدعوة إلى الله حتى في السجن!!
يتبع