{يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُواْ فِى ٱلْمَجَٰلِسِ فَٱفْسَحُواْ يَفْسَحِ ٱللَّهُ لَكُمْ....... } [المجادلة : ١١]
يقول تعالى مؤدباً عباده المؤمنين وآمراً لهم أن يحسن بعضهم إلى بعض في المجالس: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ وقرئ في المجلس، فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وذلك أن الجزاء من جنس العمل،
كما جاء في الحديث الصحيح:من بَنَى لله مسجداً بنى الله له بيتاً في الجنةوفي الحديث الآخر: ومن يَسَّر على مُعْسِر يَسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ولهذا أشباه كثيرة؛ ولهذا قال تعالى:فَافْسَحُ ا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ.
قال قتادة: نزلت هذه الآية في مجالس الذكر، وذلك أنهم كانوا إذا رأوا أحدهم مقبلاً ضَنّوا بمجالسهم عند رسول الله ﷺ، فأمرهم الله تعالى أن يفسح بعضهم لبعض.وروى الإمام أحمد والشافعي عن ابن عمر أن رسول الله ﷺ قال: لا يقيم الرَّجلُ الرَّجلَ من مجلسه فيجلس فيه، ولكن تَفَسَّحُوا وتَوسَّعوا، وأخرجاه في الصحيحين.وروى الإمام أحمد عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال:لا يقيم الرجلُ الرجلَ من مجلسه ثم يجلس فيه، ولكن افسحوا يفسح الله لكم، ورواه أيضاً بلفظ:لا يقوم الرجلُ للرجل من مجلسه، ولكن افسحوا يفسح الله لكم، تفرد به أحمد.{يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُواْ فِى ٱلْمَجَٰلِسِ فَٱفْسَحُواْ يَفْسَحِ ٱللَّهُ لَكُمْ....... } [المجادلة : ١١]
لم تضق يوماً مجالس الأحباب ، فإذا تآخت القلوب توسعت المجالس..
دلت الآية على أن كل من وسع على عباد الله أبواب الخير والراحة ، وسع الله عليه خيرات الدنيا والآخرة.. يوسع الله لك في رزقك وحياتك بحركة يسيرة تتحركها في جلستك ولاتكلفك شيئاً ليقعد أخوك ، فما بال بمن فرج كربة أخيه أو وسع عليه في رزقه وتأمين حاجاته؟!!..
لو لم يأت فضل التفسح إلا قوله
{يَفْسَحِ ٱللَّهُ لَكُمْ} لكفى باعثا على المبادرة فضلا عن أنه أطلق جزاءه ولم يقيده ليعم كرماً منه.. ما أكرمك يا الله!!
إن الغرض من طلب الإستجابة لأمر التفسح هو إيجاد الفسحة في النفس والخلق قبل الفسحة في المكان ، فمتى رحب القلب اتسع لإخوانه وتواضع لهم.. فهنيئاً لمن سعى لإيصال الخير لأخيه وإدخال السرور عليه .