تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: اهتز العرش لموت سعد بن معاذ من فرح الرب عز وجل

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    14,489

    افتراضي اهتز العرش لموت سعد بن معاذ من فرح الرب عز وجل

    1288 - " اهتز العرش لموت سعد بن معاذ من فرح الرب عز وجل " .


    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 280 :


    رواه تمام في " الفوائد " ( 3 / 2 ) أخبرنا خيثمة بن سليمان حدثنا أبو جعفر
    أحمد بن حاتم القاضي - بسامرا - حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا يحيى
    ابن سعيد القطان حدثنا عوف عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري مرفوعا .
    قلت : و هذا إسناد جيد ، رجاله ثقات رجال مسلم غير أحمد بن حاتم القاضي
    السامرائي ترجمه الخطيب ( 4 / 114 ) و قال : " ما علمت من حاله إلا خيرا " .
    و خيثمة بن سليمان ثقة حافظ .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    14,489

    افتراضي رد: اهتز العرش لموت سعد بن معاذ من فرح الرب عز وجل


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    14,489

    افتراضي رد: اهتز العرش لموت سعد بن معاذ من فرح الرب عز وجل

    ((اهتز عرش الرحمن))
    عن جابر-رضي الله عنه-قال:سمعت رسول الله
    -صلى الله عليه وسلم-
    ((اهتز العرش لموت سعد بن معاذ ))
    .متفق عليه.
    قال الأمام النووي-رحمه الله-في شرحه على صحيح مسلم(16\31): [قوله -صلى الله عليه وسلم-
    ((اهتز العرش لموت سعد بن معاذ ))
    اختلف العلماء في تأويله.
    فقالت طائفة:هو على ظاهره،
    واهتزاز العرش:تحركه بقدوم روح سعد،وجعل الله تعالى في العرش تمييزاً،حصل به هذا ولا مانع منه كما قال تعالى:
    {وإن منها لما يهبط من خشية الله}.
    وهذا القول هو ظاهر الحديث وهو المختار].
    وقد ورد عن ابن عمر-رضي الله عنهما-ما يؤيد هذا الفهم من حديثٍ يرفعه كما أخرجه الحاكم(3\206)وصححه وهو قوله:
    ((اهتز العرش لحب لقاء الله سعداً))
    وكذلك ورد في معناه في السلسلة الصحيحة (3 / 280)
    (اهتز العرش لموت سعد بن معاذ من فرح الرب عز وجل ).
    لهذا قال الأمام الذهبي-رحمه الله-في السير (1\297):-
    ((والعرش خلق مسخر إذا شاء أن يهتز اهتز بمشيئة الله،وجعل فيه شعوراً لحب سعد،كما جعل تعالى شعوراً في جبل أُحد بحبه النبي-صلى الله عليه وسلم-)).
    أيها الأحبة:
    مع هذه الفضيلة والمكرمة الجزيلة والتشريف الكبير لهذا العبد الصالح، من فتح أبواب السماء لأستقبال روحه الطاهرة،ونزول الملائكة لتشييع جنازته ثم اهتزاز العرش لموته،
    إلا أنه ضم في قبره ضمة
    قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-
    ((هذا العبد الصالح
    الذي تحرك له العرشُ،
    وفتحت أبواب السماء،
    وشهده سبعون ألفاً من الملائكة لم ينزلوا إلى الأرض قبل ذلك،
    لقد ضُمَ ضمة ثم أفرج عنه)).
    صحيح الجامع(6987).
    نعم ضمهُ القبر!!!
    فما هذه الضمة؟؟؟
    هل هي من عذاب القبر!!!؟؟؟
    أم هي غير ذلك!!!
    هذا ما بينه ووضحه وجلاه لنا العلامة الذهبي-رحمه الله-في سير أعلام النبلاء(1\290-291)فقال:
    (( هذه الضمة
    ليست من عذاب القبر في شيء،
    بل هو امر يجده المؤمن
    كما يجد ألم فقد ولده وحميمه في الدنيا،
    وكما يجد من ألم مرضه،
    وألم خروج نفسه،
    وألم سؤاله في قبره وامتحانه،
    وألم تاثره ببكاء اهله عليه،
    وألم قيامه من قبره،
    وألم الموقف وهوله،
    وألم الورود على النار،
    ونحو ذلك فهذه الأراجيف كلها قد تنال العبد
    وما هي من عذاب القبر،ولا من عذاب جهنم قط،
    ولكن العبد التقي يرفق الله به في بعض ذلك أو كله،
    ولا راحة للمؤمن دون لقاء ربه.
    فنسأل الله تعالى العفو واللطف الخفي.
    ومع هذه الهزات،
    فسعد ممن نعلم انه من أهل الجنة ،وانه من ارفع الشهداء-رضي الله عنه-
    كأنك يا هذا تظن أن الفائز لا يناله هول في الدارين،
    ولا روع
    ولا ألم،
    ولا خوف.
    سل ربك العافية،وأن يحشرنا في زمرة سعد)).
    منقول

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    14,489

    افتراضي رد: اهتز العرش لموت سعد بن معاذ من فرح الرب عز وجل

    5438 - ( إن جبريل أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - - حين قبض سعد بن معاذ [من جرح أصابه يوم الخندق] - من جوف الليل معتجراً بعمامة من إستبرق ، فقال : يا محمد ! من هذا الميت الذي فتحت له أبواب السماء واهتز له العرش ؟ قال : فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سريعاً يجر ثوبه إلى سعد ، فوجده قد مات ) .
    قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
    ضعيف
    أخرجه ابن إسحاق في "السيرة" (3/ 271) : حدثني معاذ بن رفاعة الزرقي قال : حدثني من شئت من رجال قومي : إن جبريل ... الحديث .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لجهالة شيخ معاذ بن رفاعة .
    على أن هذا نفسه فيه نظر ؛ فإنه لم يوثقه غير ابن حبان ، وحكى أبو الفتح الأزدي عن عباس الدوري عن ابن معين أنه قال فيه :
    "ضعيف" . قال الأزدي :
    "ولا يحتج بحديثه" ؛ كما في "التهذيب" .
    وقد روى عنه جمع ، ولم يذكر فيه البخاري في "التاريخ" ، وابن أبي حاتم في كتابه جرحاً ولا تعديلاً ، فهو مجهول الحال ؛ إن لم يكن ضعيفاً .
    وأما الحافظ ؛ فقال :
    "صدوق" !
    وبيض له الذهبي في "الكاشف" .
    وقد خولف ابن إسحاق في إسناده ومتنه ؛ فقال يزيد بن الهاد : عن معاذ بن رفاعة عن جابر بن عبد الله قال : ... فذكره مختصراً نحوه ، ولفظه :
    جاء جبريل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : من هذا العبد الصالح الذي مات ؛ فتحت له أبواب السماء ، وتحرك له العرش ؟
    قال : فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؛ فإذا سعد بن معاذ .
    أخرجه البيهقي في "الدلائل" - كما في "السيرة" لابن كثير (3/ 245) - ، رواه عن شيخه الحاكم ، وقد أخرجه هذا في "المستدرك" (3/ 206) مختصراً نحوه ؛ ليس فيه ذكر جبريل عليه السلام ، فصار الحديث من قول النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وليس من قول جبريل .
    وكذلك رواه الإمام أحمد (3/ 327) ، والنسائي في "الكبرى" - كما في "تحفة الأشراف" (2/ 379) - ، وعزاه إليه الذهبي أيضاً في "سير أعلام النبلاء" (1/ 293) ؛ لكن ذكره بلفظ البيهقي الذي فيه ذكر جبريل ، وكأنه من أوهامه ؛ إذا صح ما في "التحفة" ! وتبعه على الوهم المعلق عليه ؛ فعزاه لأحمد والحاكم ، وقد عرفت أن روايتهما كرواية النسائي !
    وجملة القول : أن حديث الترجمة ضعيف عندي ؛ للجهالة ، والضعف الذي في بعض رواته ، ومخالفة ابن إسحاق لابن الهاد في إسناده ومتنه .
    وقد وجدت له طريقاً أخرى ، ولكنها واهية أيضاً ، فلا يستشهد بها ؛ يرويه أبو قرة محمد بن حميد : حدثنا سعيد بن تليد : حدثنا محمد بن فضالة عن أبي طاهر عبد الملك بن محمد بن أبي بكر عن عمه عبد الله بن أبي بكر قال :
    مات سعد بن معاذ من جرح أصابه يوم الخندق شهيداً ، قال : فلبغني أن جبريل عليه السلام نزل في جنازته معتجراً .. الحديث مثله .
    أخرجه ابن عبدالبر في ترجمة (سعد بن معاذ) من "الاستيعاب" .
    قلت : وهذا إسناد مظلم ؛ فإنه مع كونه بلاغاً من عبد الله بن أبي بكر ، وهو ابن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري التابعي ؛ فيما يظهر لي ؛ فإن في الطريق إليه جمعاً لا يحتج بهم :
    الأول : عبد الملك بن محمد بن أبي بكر - وهو الحزمي - ؛ أورده البخاري في "التاريخ" (3/ 1/ 431) ، وابن أبي حاتم (2/ 2/ 369) من رواية ابن وهب عنه ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
    ويحتمل عندي أنه الذي في "الميزان" و "اللسان" :
    "عبد الملك بن محمد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
    "ليس في القبلة وضوء" .
    وعنه بقية . قال الدارقطني : عبد الملك ضعيف" .
    قلت : وهو من طبقة الحزمي هذا ، وحديثه في القبلة في "سنن الدارقطني" (1/ 136) معلقاً .
    الثاني : محمد بن فضالة ؛ لم أعرفه ، ويحتمل - على بعد - أنه الذي في "الميزان" و "لسانه" :
    "محمد بن فضالة بن الصقر ، شيخ شامي . حدث عن هشام بن عمار . قال أبو أحمد الحاكم : فيه نظر" .
    وإنما استبعدت أن يكون هو هذا ؛ لأمرين :
    الأول : أنه متقدم الطبقة على هذا .
    والآخر : أني أخشى أن يكون اسم (محمد) محرفاً من (المفضل) ؛ فقد جاء في ترجمة (سعيد بن تليد) من "التهذيب" أنه روى عن المفضل بن فضالة ، وهو المصري ؛ فإن يكن هو ؛ فهو ثقة . والله أعلم .
    والثالث : أبو قرة محمد بن حميد - وهو ابن هشام الرعيني - ؛ ذكره الحافظ المزي فيمن روى عن سعيد بن تليد ، ولم أجد له ترجمة .
    واعلم أن الكلام على هذا الحديث وإيراده هنا في هذا الكتاب ؛ إنما هو من أجل ما فيه من ذكر جبريل واعتجاره بعمامة الإستبرق .
    وإلا ؛ فجملة : "اهتز العرش" منه صحيحة ، جاءت من وجوه كثيرة متواترة ؛ كما قال ابن عبدالبر ، والذهبي ، وبعضها في "الصحيحين" ، فانظر : ترجمة سعد في "سير النبلاء" ، و "فتح الباري" (7/ 123-124) ، و "الصحيحة" (1288) ، و "الإرواء" (3/ 166-167) ، و "مختصر الشمائل" (31/ 16) ، و "ظلال الجنة" (1/ 247-248) .

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    14,489

    افتراضي رد: اهتز العرش لموت سعد بن معاذ من فرح الرب عز وجل

    3345- ( لقد نزل لموت سعد بن معاذ سبعون ألف ملك، ما وطئوا الأرض قبلها، وقال حين دفن:
    سبحان الله! لو انفلت أحد من ضغطة القبر؛ لانفلت منها سعد ، [ ولقد ضم ضمة، ثم أفرج عنه ] ).
    قال الالباني في السلسلة الصحيحة :

    أخرجه البزار (3/256/2698- كشف الأستار) من طريق أبي عَتَّاب: ثنا مسكين بن عبدالله بن عبدالرحمن بن الخطاب: أخبرني نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:... فذكره.
    قلت: وهذا إسناد جيد، رجاله ثقات معروفون؛ غير مسكين هذا؛ فقد ذكره البخاري في "التاريخ " بروايته عن برد بن سنان، وقال:
    "يعد في البصريين، روى عنه محمد بن رومي وبشر بن الحكم ".
    وسكت عنه. وترجمه ابن أبي حاتم (4/1/ 329) برواية خمسة آخرين من الثقات، وقال:
    "سألت أبي عنه؟ فقال: وهن أمر مسكين أبي فاطمة بهذا الحديث؛ حديث أبي أمامة في الغسل يوم الجمعة".
    قلت: وهذا تضعيف لين؛ فإن الحديث الذي أشار إليه قد رواه أبو فاطمة عن حوشب عن الحسن قال: كان أبو أمامة يروي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -... فذكره؛ وهو مخرج في "الضعيفة" (1802)، وتضعيفه بهذا الحديث فيه نظر عندي؛ لأنه لا ذنب له فيه؛ إنما هو راو، والعلة فيه من الحسن- وهو البصري-؛ فإنه لم يصرح بسماعه، دل قال أدو حاتم
    "الحسن عن أبي أمامة لا يجيء".
    ثم إن بين أبي فاطمة والحسن: حوشب- وهو ابن مسلم الثقفي-، وهو دون (أبي فاطمة) في الشهرة؛ فإن ابن أبي حاتم لم يذكر عنه من الرواة مع أبي فاطمة غير ثلاثة، بينما هذا روى عنه ستة من الثقات، إذا ضم إلى الخمسة الذين ذكرهم ابن أبي حاتم (بشر بن الحكم) الذي ذكره البخاري، وفي إسناد هذا الحديث راو سابع عنه، وهو أبو عتاب- وهو سهل بن حماد-، ويمكن أن يضاف إليهم ثامن، وهو عبدالله بن عون، فقد قال ابن حبان في ترجمة (مسكين) هذا (5/449):
    "روى عن رجل من الصحابة، روى عن الحسن (!)، وأحسبه: الذي روى عن علي، روى عنه عبدالله بن عون ".
    وفرق البخاري، وابن أبي حاتم بين المترجم وبين هذا الذي روي عن علي، وأفرداه بالترجمة؛ إلا أنهما اختلفا، فقال البخاري:
    "سمع علياً، روى عنه عبدالله بن عون ".
    وقال ابن أبي حاتم عن أبيه:
    "روى عن علي رضي الله عنه؛ مرسل، روى عنه... ".
    بل، ويمكن أن يلحق بهم ثقة تاسع، وهو العباس بن الوليد النرسي، كما يأتي نقلاً عن "لسان الحافظ ".
    من أجل ذلك أستبعد جدّاً تعصيب علة حديث (غسل الجمعة) بأبي فاطمة هذا، وعلته من الانقطاع بين الحسن وأبي أمامة، فإن كان ولا بد من النزول عنه إلى غيره؛ فهو حوشب بن مسلم، لما ذكرت آنفاً أنه دون أبي فاطمة في الشهرة، وإن كان قد قال الحافظ فيه:
    " صدوق ".
    وله وجه. وقد خالفه الذهبي فقال في "الميزان ":
    "لا يدرى من هو؟ ".
    وإذا كان الحافظ قد صدّقه، وقد روى عنه أربعة؛ فإن مما لا شك فيه أن من روى عنه ثمانية بل تسعة من الثقات؛ أنه لا يجوز في النظر السليم أن تعصّب به العلة، وفوقه من هو أولى بها.
    ومن الغريب أن الحافظ قد فاته أن أبا فاطمة مترجم في المصادر الثلاثة المتقدمة: "التاريخ "، "الجرح "، "الثقات "، وأنه ذكره في كتابه: "اللسان " مختصراً جدّاً، فقال (6/28- 29):
    "مسكين أبو فاطمة، عن التمار بن يزيد، وعنه العباس بن الوليد النرسي.قال الدراقطني: ضعيف الحديث ".
    فأقول: هذا تضعيف غير مفسَّر، فأخشى أن يكون نحو تضعيف أبي حاتم الذي بينت وهاءه. والله أعلم.
    على أنه لم يتفرد به (مسكين أبو فاطمة)، بل تابعه عبيدالله بن عمر عن نافع به، وفيه الزيادة، ولفظه:
    "لهذا العبد الصالح الذي تحرك له العرش، وفتحت له أبواب السماوات، وشهده سبعون ألفاً من الملائكة، لم ينزلوا الأرض قبل ذلك، ولقد ضم... " إلخ.
    أخرجه ابن سعد في "الطبقات " (3/ 430): أخبرنا إسماعيل بن أبي مسعود قال: أخبرنا عبدالله بن إدريس قال: أخبرنا عبيدالله بن عمر به.
    ومن هذا الوجه أخرجه الخطيب في "التاريخ " (6/ 250) في ترجمة إسماعيل
    ابن أبي مسعود، وذكر أن كنيته أبو إسحاق كاتب الواقدي، وقال:
    "حدث عن عباد بن العوام وعبدالله بن إدريس وخلف بن خليفة الأشجعي، روى عنه إبراهيم بن عبدالرزاق، وعباس الدوري، وعبدالكريم بن الهيثم العاقولي ".
    وعبدالكريم هذا ثقة ثبت، كما في "التاريخ " (6/78).
    ثم روى بسنده عن ابن السكن: "حدثنا إسماعيل بن أبي مسعود، بغدادي ثقة".
    قلت: وهذه فائدة تستدرك على "اللسان "؛ فإنه لم يذكر توثيقه إلا عن ابن حبان، وقد ذكره في الطبقة الرابعة من "الثقات " (8/95)، وقال:
    "روى عنه أبو شيبة بن أبي بكر بن أبي شيبة، وعثمان بن خُرَّزَاذَ الأنطاكي، يغرب ".
    قلت: وروى عنه أربعة آخرون، ثلاثة منهم ثقات، ذكر منهم الخطيب اثنين، والثالث ابن سعد كما ترى، فهو ثقة إن شاء الله؛ كما قال ابن حبان وابن السكن.
    على أنه قد توبع من عمرو بن محمد العَنْقَزيِّ في "سنن النسائي "، وعنه الطبراني في "المعجم الكبير" (12/ 11)، وفي "معرفة الصحابة" لأبي نعيم (1/ 270/ 1)، ومن داود بن عبدالرحمن عند البزار أيضآ (رقم 2699)؛ ولم يسق الهيثمي لفظه، ولكنه ساقه عقب حديث الترجمة، ثم قال:
    "قلت: فذكر نحوه ".
    قلت: وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
    وقد ساق لفظه الحافظ ابن كثير في تاريخه "البداية" (4/128)، وزاد في آخره:
    "ثم بكى نافع ". وقال ابن كثير:
    "وهذا إسناد جيد، لكن قال البزار: رواه غيره عن عبيدالله عن نافع مرسلاً".
    قلت: لم يذكر من هو هذا (الغير)؟ ولا ذكر إسناده إليه، ولا عرفته، فإن صح فلا يضر بعد أن أسنده العنقزي متابعآ لداود بن عبدالرحمن كلاهما عن عبيدالله ابن عمر، متابعين لعبدالله بن إدريس عنه، فهؤلاء ثلاثة من الثقات قد أسندوه، فلا يضرهم مخالفة من أرسله مهما كان شأنه؛ فكيف وقد توبع عبيدالله بن عمر على إسناده من مسكين أبي فاطمة عن نافع عن ابن عمر، كما في حديت الترجمة؟!
    وله شاهدان مختصران من حديث عائشة وابن عباس، تقدم تخريجهما برقم (1695).
    (تنبيه): كنت اعتمدت في تخريج حديث (غسل الجمعة) المتقدم في أول
    هذا التخريج تضعيف أبي حاتم والدارقطني لـ (مسكين بن عبدالله)، وبعد هذا التحقيق الذي وفقني الله تبارك وتعالى حوله، وتتبع من روى عنه من الثقات، فقد رجعت عن تضعيفه، وأسأل الله تعالى المزيد من فضله وتوفيقه، وصدق الله (وما بكم من نعمة فمن الله )ا.
    ثم وجدت له طريقاً أخرى عن ابن عمر مرفوعاً بلفظ:
    "إن سعداً ضغط في قبره ضغطة، فسألت أن يخفف الله عنه ".
    أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/205/2) عن عبدالسلام بن حرب عن عطاء بن السائب عن مجاهد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال.
    اهتز العرش لحب لقاء الله سعداً، وكان آخرهم خرج من قبره النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ، وقال:... فذ كره.
    قلت: وهذا إسناد ضعيف، عطاء بن السائب كان اختلط.
    وعبدالسلام بن حرب؛ قال الحافظ:
    "ثقة حافظ، له مناكير".
    قلت: وقد توبع، فأخرجه الحاكم (3/206)، والبزار (3/256/2697)، وابن أبي شيبة (12/142 ـ 143)، وابن سعد (3/433) من طريق ابن فضيل عن عطاء بن السائب به؛ ولفظه:
    "ضُمَّ سعد في القبر ضمة، فدعوت الله أن يكشف عنه ". وقال الحاكم:
    "صحيح الإسناد". ووافقه الذهبي!
    وهذا من أوهامهما؛ فإن اختلاط عطاء بن السائب ثابت عند أهل العلم، وقد ذكر ذلك الذهبي نفسه في ترجمته من "الميزان "، وأن من روى عنه قديماً؛ فهو صحيح الحديث، وليس عبدالسلام بن حرب ومحمد بن فضيل منهم، ولذلك فالحديث ضعيف لاختلاطه؛ لا سيما والأحاديث في ضمة القبر على سعد كثيرة؛ ذكر السيوطي طائفة منها في "شرح الصدور" (ص 44- 45)، وليس في شيء منها: "فسألت الله أن يخفف عنه " أو: "فدعوت الله أن يكشف عنه "؛ مع ملاحظة الفرق أيضاً بين "يخفف " و"يكشف ". *

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •