1161- لا يولد بعد سنة مائة مولود لله فيه حاجة.
قال الألباني : (3/301) : موضوع
أخرجه الطبراني في "الكبير" (7283) : حدثنا أحمد بن القاسم بن مساور
الجوهري ومحمد بن جعفر بن أعين قالا : حدثنا خالد بن خداش : حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن الحسن عن صخر بن قدامة قال : فذكره مرفوعا.
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، ومتن موضوع ، وعلته صخر بن قدامة هذا ، فإنه لا يعرف إلا في هذا الحديث ، ولم يورده البخاري في "التاريخ " ولا ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل " ولا ابن حبان في "الثقات " فإنه على شرطه ! وثمة علة أخرى وهي عنعنة البصري ، فإنه كان مدلسا ، ويبدو لي أن الآفة ممن
حدثه عن صخر ; فإن هذا قد أنكر الحديث لما سئل عنه ، فقد أخرجه ابن شاهين عن خالد له . وزاد في آخره : قال أيوب : فلقيت صخر بن قدامة فسألته عنه فقال : لا أعرفه " !
ذكره الحافظ في "الإصابة " وقال : قال ابن منده : صخر بن قدامة مختلف في صحبته.
قلت : لم يصرح بسماعه من النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يصرح الحسن بسماعه منه ، فهذه علة أخرى لهذا الخبر"قلت : فإن ثبتت عدالته ، فالمتهم به الواسطة بينه وبين الحسن البصري ، لأنه إن
كان عدلا ، فيبعد أن يكون حدث ثم ينكره . فتأمل . وقد خفيت هذه العلة الأولى على ابن الجوزي ، فإنه أورد الحديث في "الموضوعات" (3/192) عن خالد بن خداش دون أن يعزوه لأحد ، ثم قال : قال أحمد بن حنبل : ليس بصحيح.
قلت : فإن قيل : فإسناده صحيح ، فالجواب : إن
العنعنة تحتمل أن يكون أحدهم سمعه من ضعيف أو كذاب ، فأسقط اسمه ، وذكر من رواه له عنه بلفظ (عن) . وكيف يكون صحيحا وكثير من الأئمة والسادة ولدوا
بعد المائة. وأشار الذهبي إلى أن علة ثالثة ، وذلك بأن أورده في ترجمة خالد بن خداش هذا ، وذكر اختلاف العلماء فيه . ثم ساقه من رواية الرمادي في "تاريخه " : حدثنا خالد بن خداش به . وعقب عليه بقوله : قلت : وصخر تابعي ، والحديث منكر.
قلت : وما أشار إليه مما لا يلتفت إليه ، فإن خالدا هذا وثقه جماعة ، وروى له مسلم ، وفوقه ما ذكرنا من العلل ، فالتعلق بها في إنكار الحديث هو الواجب . وقد خفي ذلك كله على الهيثمي فقال في "المجمع" (8/159) : رواه الطبراني عن شيخيه أحمد بن القاسم بن مساور ومحمد بن جعفر بن أعين ، ولم أعرفهما ، وبقية رجاله رجال الصحيح " !
فأقول : ابن مساور ترجمه الخطيب في "التاريخ" (4/349) برواية جمع من الحفاظ
الثقات عنه وقال : وكان ثقة. ومثله قرينه ابن جعفر ، وهو محمد بن جعفر بن محمد بن أعين أبو بكر ، ترجمه
الخطيب أيضا (2/128 ، 129) وروى عن سعيد بن يونس أنه قال : بغدادي قدم مصر ، وحدث بها ، وكان ثقة. ولذلك لما أخرج ابن شاهين الحديث من طريقه ، وقال عقبه : هذا حديث منكر ، وهذا البغدادي (يعني محمدا هذا) لا أعرفه " تعقبه الحافظ
بقوله : قلت : هو ثقة مشهور ، ولم يتفرد به. وجملة القول : إن علة الحديث الإرسال ، وجهالة المرسل ، وعنعنة الحسن البصري
. والمتن موضوع قطعا لمعارضته لأحاديث كثيرة صحيحة ، كحديث " لا تزال طائفة من أمتي .. " بطرقه الكثيرة المخرجة في "الصحيحة" (270 و403) وحديث : أمتي
كالمطر لا يدرى الخير في أوله أم في آخره " وهو مخرج في "الصحيحة " 0 2286)
مع مخالفة الحديث للواقع كما تقدم عن ابن الجوزي . واعلم أن الحديث وقع في جميع المصادر التي نقلت عنها بلفظ الترجمة " مائة"إلا " الميزان " ، فهو فيه بلفظ " ستمائة " ، وكذا في "موضوعات علي القارىء"(ص ، 471) ووقع في "اللآلي المصنوعة" (2/389) من رواية ابن قانع بلفظ : المائتين. وهو باللفظ الأول أبطل من اللفظين الآخرين . كما لا يخفى عبى
ذي عينين .