2870- أقيلوا السخي زلته ، فإن الله آخذ بيده كلما عثر.
قال الألباني : 6/399 : ضعيف
أخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (ص 55) : حدثنا أبو الحارث محمد بن مصعب الدمشقي : حدثنا محمد بن عبيد الله السراج : حدثنا المبارك بن عبد الخالق المدني : حدثنا سعيد بن محمد المدني : حدثنا فضيل بن عياض عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره.
قلت : وهذا إسناد ضعيف مظلم ؛ ليث ، وهو ابن أبي سليم ، كان اختلط . ومن دون فضيل لم أعرف أحدا منهم.
وأبو الحارث هذا ؛ أورده ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (15/521/2 ، 522/1) وقال : روى عنه أبو بكر الخرائطي ، ولم أجد للدمشقيين عنه رواية ، وأظنه مات في الغربة. ثم ساق له أحاديث ، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا ولا وفاة ، فهو في عداد المجهولين.
لكن قد جاء من طرق أخرى عن فضيل ؛ فأخرجه أبو عثمان البجيرمي في "الفوائد" (ق 31/1) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/166) ، وفي "الحلية " أيضا (10/4) ، والخطيب في "التاريخ" (14/98) ، والسلفي في "أحاديث وحكايات" (ق 78/1) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (61/2) عن أبي الفيض ذي النون المصري : حدثنا فضيل بن عياض به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/185/2) ، وأبو نعيم في "الأخبار" (2/319) ، وفي "الحلية" (10/4) من طريق محمد بن عقبة المكي : حدثنا الفضيل بن عياض به . وقال الطبراني : لا يروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد ، تفرد به محمد بن عقبة.
كذا قال ، وقد تابعه من عرفت ، فعلة الحديث ليث بن أبي سليم ، ولفظ الطريقين الآخرين عنه : تجافوا (وفي رواية : تجاوزا) عن ذنب السخي ... " الحديث.
وبالرواية الأخيرة ؛ أخرجه الطبراني في "الأوسط " أيضا (1/185/1) ، وعنه أبو نعيم في "الحلية" (5/59) من طريق بشر بن عبيد الله الدراسي : أخبرنا محمد بن حميد العتكي عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله مرفوعا وقال : لم يروه عن الأعمش إلا محمد بن حميد ، تفرد به بشر.
قلت : وهو ضعيف جدا؛ قال ابن عدي : منكر الحديث عن الأئمة ، بين الضعف جدا.
وساق له بالذهبي مما أنكر عليه أحاديث قال في أحدها : وهذا موضوع.
وشيخه محمد بن حميد العتكي ؛ لم أعرفه.
وأما الهيثمي فقد اقتصر في "المجمع" (6/282) على إعلاله بالدارسي فقال : وهو ضعيف " !وقد وجدت للعتكي متابعا ؛ أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (4/108) : حدثنا محمد بن حميد : حدثنا إبراهيم بن محمد بن سعيد الدستوائي : حدثنا إبراهيم بن حماد الأزدي : حدثنا عبد الرحمن بن حماد البصري قال : حدثنا الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله به . وقال : غريب من حديث الأعمش لم نكتبه إلا من هذا الوجه.
قلت : يعني من حديث الأعمش عن أبي وائل ، وإلا فقد كتبه من غير هذا الوجه عنه عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله كما تقدم.
وهذا إسناد ضعيف أيضا ؛ عبد الرحمن بن حماد البصري فيه كلام ، وقد أخرج له البخاري ثلاثة أحاديث ، ومن دونه لم أعرفهم.
وروي من حديث أبي هريرة مرفوعا نحوه.
أخرجه ابن عساكر (15/439/2) عن أبي علي الحسن بن أحمد بن محمد بن يونس بن الحسن الطائي : حدثنا محمد بن كثير : حدثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة . ثم أنشد محمد بن كثير لنفسه : كن سخيا ولا تبال ابن من كنت………فما الناس غير أهل السخاء
لن ينال البخيل مجدا ولو نال………بيافوخه نجوم السماء
قلت : ومحمد بن كثير ، وهو الصنعاني ، فيه ضعف . والراوي عنه لم أعرفه.
وأخرج أبو بكر بن المرزبان في "المروءة" (2/1) من طريق الواقدي : حدثنا ابن أبي سبرة قال : رفع إلى عمر بن الخطاب رجل جنى جناية ، فقيل له : يا أمير المؤمنين إن له مروءة ، قال : استوهبوه من خصمه فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : .... فذكره بلفظ : تجاوزوا لذوي المروءة عثراتهم ، فوالذي نفسي بيده إن أحدهم ليعثر ، وإن يده لفي يد الله عز وجل.
قلت : وهذا مع انقطاعه ؛ فإن ابن أبي سبرة متهم بالكذب ، ومثله الواقدي.
وبالجملة فطرق الحديث كلها واهية ، وبعضها أشد ضعفا من بعض ، ليس فيها ما يأخذ بعضد الآخر ، وقد قال الهيتمي الفقيه في "أسنى المطالب" (27/2) : ورواه ابن الجوزي في "الموضوعات " ، والحق أنه ضعيف.
(تنبيه) : ألفاظ الحديث في هذه الطرق كلها متقاربة ، باستثناء حديث الواقدي ، غير حديث ابن عباس عند الخطيب ؛ فإنه بلفظ : تجاوزوا عن ذنب السخي ، وزلة العالم ، وسطوة السلطان العادل ، فإن الله تعالى آخذ بأيديهم كلما عثر عاثر منهم.