تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: التداوي من السحر

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي التداوي من السحر

    التداوي من السحر (1)

    د. أمين بن عبدالله الشقاوي

    الحَمدُ للهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَأَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ، أما بَعدُ:
    فإن السحر داءٌ يمرضُ الأبدان، ويقتُلها، ويُفرَّقُ به بين المرء وزوجة، ويُشرع للمرء الذي أُصيب به ويسعى في علاجه الأخذ بالأسباب المباحة المؤدية إلى الشفاء؛ لأن اللَّه تعالى جعل لكل داء دواءً، روى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً»[1]، ويعالج السحر بالقرآن والأدعية المشروعة والأدوية المباحة.


    قال ابن القيم رحمه الله: وقد رُوي فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أي في علاج السحر نوعان: أحدهما وهو أبلغها: استخراجه وإبطاله، كما صح عنه أنه سأل ربه سبحانه في ذلك فدُل عليه. والنوع الثاني: الاستفراغ في المحل الذي يصل إليه أذى السحر[2].


    وقال أيضًا: من أنفع الأدوية وأقوى ما يوجد من النشرة مقاومة السحر الذي هو من تأثير الأرواح الخبيثة بالأدوية الإلهية من الذكر والدعاء وقراءة القرآن[3].


    روى مسلم في صحيحه من حديث أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ، فإنَّ أخْذَها بَرَكَةٌ، وتَرْكَها حَسْرَةٌ، ولا تَسْتَطِيعُها البَطَلَةُ»[4]؛ قالَ مُعاوِيَةُ: بَلَغَنِي أنَّ البَطَلَةَ: السَّحَرَةُ.


    وفي هذه السورة المباركة أعظم آية في القرآن آية الكرسي، وهي حصنٌ منيعٌ من الشياطين والسحرة، كما أنها سلاحٌ قويٌّ لنسف الأعمال السحريَّة، وتطهير الأبدان منها لمن داوم على قراءتها والرقية بها.


    اللهم وفِّقنا لاتِّباع سُنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، والعمل بما دلت عليه من الخير والهدى.


    والحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


    الأسئلة:
    1- اذكر علاج السحر من الكتاب والسنة.


    2- مَن البَطَلة؟


    3- اذكر الدليل على فضل سورة البقرة.
    ----------------------------------------------------
    [1] برقم (5678).

    [2] زاد المعاد (4/114) والمقصود بالاستفراغ: الحجامة أو القيء أو المسهلات ونحو ذلك، بتصرف واختصار.

    [3] الطب النبوي ص (252) بتصرف واختصار.

    [4] جزء من حديث برقم (804).

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: التداوي من السحر

    التداوي من السحر (2)

    د. أمين بن عبدالله الشقاوي

    الحَمدُ للهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَأَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ، أما بَعدُ:
    فقال ابن القيم رحمه الله: « كلما كان الساحرُ أكفرَ وأخبث، وأشد معاداة لله ولرسوله ولعباده المؤمنين، كان سحره أقوى وأنفذ، ولهذا كان سحر عبَّاد الأصنام أقوى من سحر أهل الكتاب، وسحر اليهود أقوى من سحر المنتسبين إلى الإسلام»[1].


    ومما ينبغي التنبيه عليه أن علاج السحر بالسحر حرام؛ لعموم النصوص الواردة في تحريم السحر؛ لأنه من عمل الشيطان.


    ولا يجوز علاجه بسؤال الكهنة والعرافين والمشعوذين، واستعمال ما يقولون؛ لأنهم كَذَبةٌ فَجَرَةٌ يدَّعون علم الغيب ويلبسون على الناس؛ روى الإمام أبو داود في سننه من حديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئل عن النُّشْرَة، فقال: «هِيَ مِن عَمَلِ الشَّيطَانِ»[2]، والنُّشْرَة المحرَّمة هي حلُّ السحر بسحرٍ مثله.


    فإذا عُلِمَ ما تقدَّم *ذكرُه *تبيَّن أن ما يفعله بعض الناس من الاتصال ببعض القنوات الفضائية التي تستضيف السحرة، وسؤالهم عما يحدث له من مشاكل أو هموم، أو قضايا اجتماعية، أمر محرَّم، بل هو في غاية الخطورة، وكيف يُقدم مسلم على ذلك وهو يعلم الآيات والأحاديث الواردة في ذم السحرة، والنهي عن إتيانهم وتصديقهم، ومن فعل ذلك فإنه يخشى على إيمانه وتوحيده.


    اللهم إنَّا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم أصلِح أحوالنا وأحوال أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ورُدَّنا وإياهم إليك ردًّا جميلًا.


    والحمد للَّه رب العالمين، وصلى اللَّه وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



    الأسئلة:
    1- هل يجوز علاج السحر بالسحر؟ اذكر الدليل على ذلك.


    2- هل يجوز الاتصال على القنوات الفضائية التي تستضيف السحرة وسؤالهم عما يحدث من مشاكل أو قضايا اجتماعية؟
    -------------------------------------------------
    [1] بدائع الفوائد (2 /758).

    [2] برقم (3868)، وقال الحافظ في الفتح (10/ 233): إسناده حسن.



الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •