3248- (وما سبيلُ الله إلاّ من قُتِل؟! من سعى على والديه؟ ففي
سبيل الله!،ومن سعى على عيالهِ!،ففي سبيل الله،ومن سعى على
نفسِهِ ليُعفَّها،ففي سبيل اللهِ،ومن سعى على التّكاثر؛ ففي سبيل
الشيطان.وفي روايةٍ:الطاغوت).
قال الالباني في السلسلة الصحيحة :
أخرجه البزار في "مسنده "(2/370/ 1871- الكشف)، والطبراني في "المعجم الأوسط "(1/254 /4372)،ومن طريقه:أبو نعيم في "الحلية" (6/196 - 197)، والبيهقي في"السنن "(9/25) و"الشعب " (6/412/ 8711 و7/299/ 10377) من طريق أحمد بن عبدالله: ثنا رِياح بن عمرو: ثنا أيوب عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال:
بينما نحن جلوس مع رسول - صلى الله عليه وسلم -؛إذ طلع علينا شاب من الثَّنيَّةِ، فلما رأيناه (وفي رواية: رميناه) بأبصارنا؛ قلنا: لو أن هذا الشاب جعل شبابه ونشاطه وقوته في سبيل الله! قال: فسمع مقالتنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال:... فذكره- والسياق
للبيهقي- وقال الطبراني:
"لا يروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد، تفرد به أحمد".
قلت: وهو ثقة حافظ، وكذلك من فوقه؛ غير(رياح)- بالمثناة من تحت-،
قال أبو زرعة:
" صد وق ".
وذكره ابن حبان في "الثقات " (6/ 310). وقال في "الميزان ":
"رجل سوء. قاله أبو داود. قلت: هو من زهاد المبتدعة بالكوفة. روى عن مالك بن دينار. وعنه روح بن عبدالمؤمن، قال أبو زرعة: صدوق وقال أبو عبيد الآجري (1): سألت أبا داود عنه؟ قال: هو،وأبو حبيب،وحبان الجريري،ورابعة رابِعتُهم في الزندقة "!
قلت: وكذا في "اللسان " لم يزد عليه شيئأ، وإني لأرى تبايناً شاسعاً بين
قول أبي داود هذا، وقول أبي زرعة وابن حبان، ومع هذا، فإني أرى في قول أبي داود مبالغة غير محمودة،وإن كان قصده التنفير أو التحذير من بدعته التي أشار إليها الذهبي! والظاهر أنه يعني غلوَّه في الزهد والعبادة، وقد روى له أبو نعيم في "الحلية" (6/192- 197) غرائب وعجائب، منها قوله: "سمعت مالك بن دينار يقول: لا يبلغ الرجل منزلة الصديقين حتى يترك زوجته كأنها أرملة، ويأوي إلى مزابل الكلاب "!ونقله الذهبي في ترجمته من"السير"(8/174)، وسكت عنه
على خلاف عادته في مثل هذه الطامة المخالفة لهدي سيد الأنبياء والصديقين
عليه الصلاة والسلام! بل إن هذا ينافي حديثه هذا الذي جعل السعي على
__________
(1)"سؤالات الآجري "(321/ 321)،ووقع فيه:(وأربعة)مكان( ورابعة)! فليصحح من هنا.
__________
العيال من سبيل الله كما هو ظاهر، ومنه أستظهر أن الرجل لم يكن داعية إلى بدعته، وإلا؛ لما روى من الحديث ما يهدمها، فهو في الرواية صدوق كما قال أبو زرعة- رحمه الله-.
هذا؛ وللحديث شواهد كثيرة عن غير واحد من الصحابة، منهم: عبدالله بن عمرنحوه.
أخرجه البيهقي في "السنن " (7/479) و"الشعب "(6/412/ 8710) من
طريق شريك عن الأعمش عن مَغراء العَبدي عنه.
وهذا إسناد حسن في الشواهد على الأقل، و (مغراء) وثقه ابن حبان
والعجلي، وروى عنه جمع.
ومنها: عن كعب بن عُجرة؛ يرويه إسماعيل بن مسلم المكي عن الحكم بن
عتيبة عن عبدالرحمن بن أبي ليلى عنه.
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(19 /129/282) و"الصغير" (193-
هند) و" الأ وسط " (6835)، و (5/169 /2862 مجمع البحرين)؛ وقال:
"لا يروى عن كعب إلا بهذا الإسناد".
قلت: وهو ضعيف، لضعف إسماعيل بن مسلم المكي، ووهم المنذري (3/4) وتبعه الهيثمي (4/325) فقالا- واللفظ لهذا-:
"رواه الطبراني في الثلاثة، ورجاله رجال الصحيح "!
والظاهر أنهما توهما (إسماعيل) هذا (إسماعيل بن مسلم العبدي البصري)؛
فإنه ثقة ومن طبقة الأول!
ومنها: عن إبراهيم بن ميسرة أن أعرابيّاً طلع على أصحاب رسول الله
- صلى الله عليه وسلم -... الحديث مثل حديث الترجمة:
أخرجه حسين بن حسن المروزي في "البر والصلة" (31/156- مخطوط) قال: أخبرنا عبدالوهاب الثقفي قال: حدثنا أيوب عنه.
قلت: وهذا إسناد صحيح مرسل.
ثم تبين أنني كنت خرجت الحديث فيما تقدم برقم (2232)، ولكن في
تخريجه هنا فوائد جديدة لم تذكر هناك. وما قُدِّر كان.