تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 16 من 16

الموضوع: دعاء ختم القران في ركعة الشفع دراسة تأصيلية / د. سعد القويعي

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    34

    افتراضي دعاء ختم القران في ركعة الشفع دراسة تأصيلية / د. سعد القويعي

    ختمة في شفع.. بين الاتباع والـ...!
    د. سعد بن عبد القادر القويعي

    كلما أرخى الليل ستاره, وزاد ظلامه, كانت صلاة التراويح ألذ, ومناجاة الرب أكمل, احتساباً للأجر والثواب.

    وكلما مر على الأكوان هلال رمضان, عاد إلى الناس حنينها إلى صلاة التراويح. فصلاة التراويح من السنن المؤكدة. كما في الحديث المتفق عليه, عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً, غفر له ما تقدم من ذنبه). وكما في الصحيحين من حديث عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج ذات ليلة من جوف الليل, فصلى في المسجد, فصلى رجال بصلاته, فأصبح الناس فتحدثوا, فاجتمع أكثر منهم فصلوا معه, فأصبح الناس فتحدثوا, فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة, فخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم-, فصلوا بصلاته, فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله, حتى خرج لصلاة الصبح, فلما قضي الفجر أقبل على الناس فتشهد, ثم قال: (أما بعد, فإنه لم يخف علي مكانكم, لكني خشيت أن تفرض عليكم, فتعجزوا عنها).

    وإلى هذا المعنى يشير ابن عبد البر- رحمه الله - في التمهيد (8/ 108- 109): (قيام رمضان سنة من سنن النبي -صلى الله عليه وسلم-, مندوب إليها مرغوب فيها. ولم يسن منها عمر- رضي الله عنه - إذ أحياها إلا ما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحبه ويرضاه. ولم يمنع من المواظبة عليه إلا خشية أن يفرض على أمته, وكان بالمؤمنين رؤوفا رحيما -صلى الله عليه وسلم-، فلما علم ذلك عمر- رضي الله عنه - من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعلم أن الفرائض لا يزاد فيها ولا ينقص منها بعد موته -صلى الله عليه وسلم-, أقامها للناس وأحياها وأمر بها. وذلك سنة أربع عشرة من الهجرة, وذلك شيء ادخره الله له وفضله به).

    وقد كان جبريل عليه السلام يدارس القرآن مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في رمضان كل ليلة, يسمعه ويتدبره ويتلوه, ويتأمل مواعظه وعبره ومعانيه ودلالاته, كما في الصحيحين عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود الناس, وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن, فلرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود بالخير من الريح المرسلة. وفي العام الذي توفي فيه الرسول -صلى الله عليه وسلم- عارضه جبريل القرآن مرتين. فاستنبط أهل العلم من تلك المدارسة والمعارضة بين جبريل عليه السلام والنبي -صلى الله عليه وسلم- مشروعية ختم القرآن في رمضان. فختم القرآن في رمضان وغيره, والدعاء عند ختمه, أمر محمود لصاحبه. وهذا لا إشكال فيه عند أهل العلم, بل هو مستحب, لحديث عمران بن حصين - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: (من قرأ القرآن فليسأل الله - تبارك وتعالى - به). رواه أحمد والطبراني. وكما في سنن الدارمي - بسند جيد - أن أنس ابن مالك - رضي الله عنه - (كان إذا ختم القرآن الكريم جمع أهل بيته فدعا بهم).

    وإنما وقع الإشكال بين أهل العلم في مسألة دعاء ختم القرآن في صلاة التراويح والقيام. فهناك من أجازه بإطلاق, وهناك من لم يشدد فيه, وهناك من منعه, وقال: لا أصل للدعاء بعد ختم القرآن في الصلاة. فممن أجازه ابن قدامة - رحمه الله - في المغني (2-171) حيث قال: (فصل في ختم القرآن. قال الفضيل بن زياد: سألت أبا عبدالله, فقلت: أختم القرآن, أجعله في الوتر أو في التراويح؟. قال: اجعله في التراويح حتى يكون لنا دعاء بين اثنين. قلت: كيف أصنع؟. قال: إذا فرغت من آخر القرآن فارفع يديك قبل أن تركع, وادع بنا ونحن في الصلاة وأطل القيام. قلت: بم أدعو؟. قال: بما شئت. قال: ففعلت بما أمرني, وهو خلفي يدعو قائما ويرفع يديه. قال حنبل: سمعت أحمد يقول في ختم القرآن: (إذا فرغت من قراءة (قل أعوذ برب الناس) فارفع يديك في الدعاء قبل الركوع. قلت: إلى أي شيء تذهب في هذا؟. قال: رأيت أهل مكة يفعلونه, وكان سفيان بن عيينة يفعله معهم بمكة. قال العباس بن عبد العظيم: وكذلك أدركنا الناس بالبصرة وبمكة. ويروي أهل المدينة في هذا شيئا, وذكر عن عثمان..). قال الشيخ عطية محمد سالم تعقيباً على ما سبق: (يدل أنه كان عملا عاما في تلك الأمصار, مكة والبصرة والمدينة. ويشير إلى أنه لم يكن قبل زمن عثمان, كما يدل على أنه من عمل عثمان إن صحت عبارته, ويروي أهل المدينة في هذا شيئا.. إلخ. وعلى كل فقد فعله أحمد - رحمه الله - مستدلا بفعل أهل الثلاثة المذكورة, مستأنسا بما يروي أهل المدينة في هذا عن عثمان. مما يدل على أنه كان موجودا بالمدينة عمل دعاء الختم الذي يعمل اليوم في التراويح مع طول القيام).

    وقد سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله - في مجموع فتاوى ومقالات متنوعة (11-333-334) أن كثيرا من الأئمة يحرصون على ختم القرآن في التراويح والتهجد لإسماع الجماعة جميع القرآن. فهل في ذلك حرج؟. فأجاب - رحمه الله -: (هذا عمل حسن, فيقرأ الإمام كل ليلة جزءا أو أقل, لكن في العشر الأخيرة يزيد حتى يختم القرآن ويكمله, هذا إذا تيسر بدون مشقة. وهكذا دعاء الختم فعله الكثير من السلف الصالح, وثبت عن أنس - رضي الله عنه - خادم النبي صلى الله عليه وسلم أنه فعله, وفي ذلك خير كثير. والمشروع للجماعة أن يؤمنوا على دعاء الإمام, رجاء أن يتقبل الله منهم).

    ويرى الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين - رحمه الله - أنه لا أصل للدعاء بعد الختم من الصلاة. ففي فتاوى الشيخ (14-226) يقول: (والدعاء بعد ختم القرآن إما أن يكون بعد ختمة في الصلاة, أو خارجها. ولا أصل للدعاء بعد الختمة في الصلاة. وأما خارجها فقد ورد فعله عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -). وعندما سئل - رحمه الله - في فتاوى أركان الإسلام (354) عن حكم دعاء ختم القرآن في قيام الليل في شهر رمضان؟. أجاب: (لا أعلم في ختمة القرآن في قيام الليل في شهر رمضان سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم, ولا عن أصحابه أيضا. وغاية ما ورد في ذلك أن أنس بن مالك - رضي الله عنه - كان إذا ختم القرآن جمع أهله ودعا, وهذا في غير الصلاة).

    بل إن الشيخ بكر بن زيد - رحمه الله - لم يتردد في تأصيل هذه المسألة تأصيلا شرعيا, وتحريرها بأسلوب علمي في كتابه (الأجزاء الحديثية) المتسم بالمنهجية والمرجعية. ومما جاء في خاتمتها من مجموع السياقات في الفصلين السالفين, نأتي إلى الخاتمة في مقامين. المقام الأول: في مطلق الدعاء لختم القرآن - والمتحصل في هذا ما يلي:

    أولاً: أن ما تقدم مرفوعاً وهو في مطلق الدعاء لختم القرآن لا يثبت منه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم, بل هو إما موضوع أو ضعيف لا ينجبر. ويكاد يحصل القطع بعدم وجود ما هو معتمد في الباب مرفوعا, لأن العلماء الجامعين الذين كتبوا في علوم القرآن وأذكاره, أمثال: النووي و ابن كثير و القرطبي و السيوطي لم تخرج سياقاتهم عن بعض ما ذكر, فلو كان لديهم في ذلك ما هو أعلى إسنادا لذكروه.

    ثانياً: أنه قد صح من فعل أنس بن مالك - رضي الله عنه - الدعاء عند ختم القرآن, وجمع أهله وولده لذلك. وأنه قد قفا, أي: (تابعه) على ذلك جماعة من التابعين, كما في أثر مجاهد بن جبر- رحمهم الله تعالى - أجمعين.

    ثالثاً: أنه لم يتحصل الوقوف على شيء في مشروعية ذلك في منصوص الإمامين أبي حنيفة والشافعي - رحمهما الله تعالى -وأن المروي عن الإمام مالك - رحمه الله - أنه ليس من عمل الناس, وأن الختم ليس سنة للقيام في رمضان.

    رابعاً: أن استحباب الدعاء عقب الختم هو في المروي عن الإمام أحمد - رحمه الله تعالى - كما ينقله علماؤنا الحنابلة, وقرره بعض متأخري المذاهب الثلاثة.

    المقام الثاني:

    في دعاء الختم في الصلاة - وخلاصته فيما يلي:

    أولاً: أنه ليس فيما تقدم من المروي حرف واحد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أو عن أحد من صحابته - رضي الله عنهم - يفيد مشروعية الدعاء في الصلاة بعد الختم قبل الركوع, أو بعده لإمام أو منفرد.

    ثانياً: أن نهاية ما في الباب هو ما يذكره علماء المذهب من الرواية عن الإمام أحمد - رحمه الله تعالى - في رواية حنبل والفضل والحربي عنه - والتي لم نقف على أسانيدها - من جعل دعاء الختم في صلاة التراويح قبل الركوع.

    وفي رواية عنه لا يعرف مخرجها, أنه سهل فيه في دعاء الوتر.

    ثم يخلص الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله - إلى أمرين, الأول: أن دعاء القارئ لختم القرآن خارج الصلاة, وحضور الدعاء في ذلك أمر مأثور من عمل السلف الصالح من صدر هذه الأمة. كما تقدم من فعل أنس - رضي الله عنه - وقفاه جماعة من التابعين, والإمام أحمد في رواية: حرب وأبي الحارث ويوسف بن موسى - رحمهم الله - أجمعين, ولأنه من جنس الدعاء المشروع.

    وتقدم قول ابن القيم - رحمه الله -: (وهو من آكد مواطن الدعاء ومواطن الإجابة).

    الثاني: أن دعاء ختم القرآن في الصلاة من إمام أو منفرد, قبل الركوع أو بعده, في التراويح أو غيرها: لا يعرف ورود شيء فيه أصلا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا عن أحد من صحابته مسنداً.

    يتبين مما سبق من أقوال الأئمة والعلماء - رحمهم الله تعالى - أن مشروعية دعاء ختم القرآن في صلاة التراويح, أي: في صلاة الوتر أمر فيه سعة, ينبغي عدم التشديد فيه. إلا أن الإشكال هو ما يحدث منذ سنوات عديدة في الحرمين - المكي والمدني - وهو دعاء ختم القرآن في شفع, أي: في صلاة ثنائية من التراويح وليس في صلاة الوتر. حيث لا أصل للدعاء في صلاة ثنائية ولا يوجد نص يفيد مشروعية دعاء ختم القرآن في هذا الموضع, لأن الوتر هو مكان الدعاء كما هو ثابت في الشرع. فالعبادات مبناها على النص والتوقيف, وهذه قاعدة فقهية عظيمة.

    يقول الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين - رحمه الله - في فتاوى أركان الإسلام (355): (ولو أن الإمام جعل الختمة في القيام في آخر الليل, وجعلها مكان القنوت من الوتر, وقنت لم يكن في هذا بأس, لأن القنوت مشروع). ويؤيد ذلك, ما ذهب إليه الشيخ سلمان بن فهد العودة, في كتابه - دروس رمضان وقفات للصائمين - (41-42): (هذا الدعاء الذي يقال عند ختم القرآن إن كان في صلاة فينبغي أن يكون في صلاة الوتر, سواء في التراويح أو في القيام, وذلك لأن الوتر هو الموضع الذي ثبت شرعا أنه مكان الدعاء, فقد كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقنت في وتره, وعلم الحسن كما في سنن الترمذي - بسند حسن - أن يقول في الوتر: (اللهم اهدني فيمن هديت, وعافني فيمن عافيت, وتولني فيمن توليت, وبارك لي فيما أعطيت, وقني شر ما قضيت, فإنك تقضي ولا يقضى عليك, وإنه لا يذل من واليت, تباركت ربنا وتعاليت). فالسنة أن يكون الدعاء في الوتر إذن, وسواء كان ذلك قبل الركوع أو بعده, فكلاهما ثبت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-, وإن كان أكثر دعائه بعد الركوع).

    بكل عزم في الطلب, ورجاء في الاستجابة, أكتب ما تقدم إلى معالي الشيخ: صالح بن عبد الرحمن الحصين - الرئيس العام لشؤون مسجد الحرام والمسجد النبوي - فهو نموذج العالم بما أفاء الله عليه من علم غزير, وبصيرة نافذة, وتأصيل معرفي. وهو جامعة مستقلة, وقامة شرعية وفكرية. إذا عد أناس من أهل العلم والفضل والزهد والتقوى في العالم الإسلامي على الأصابع, عد الشيخ في مقدمهم. أن يعاد النظر في موضوع دعاء ختم القرآن في صلاة ثنائية, وأن تؤصل المسألة تأصيلا شرعيا, وحتى لا يحتج أحد علينا بقوله: في الوقت الذي تحاربون فيه البدع, تبتدعون ما لم يأت به الدين. فما المانع يا معالي الشيخ, أن يقرأ في كل ليلة جزء كامل من القرآن, فإذا كانت ليلة التاسع والعشرين, يُقرأ في القيام الأول الجزء التاسع والعشرون, وفي القيام الثاني من الليلة نفسها يقرأ الجزء الثلاثون, وبعدها يقرأ الدعاء في صلاة الوتر, لأن الوتر هو مكان الدعاء كما سبق؟.

    بقي أن أشير إلى أنه ليس في السنة النبوية دعاء خاص بعد ختم القرآن الكريم, ولا حتى عن أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-, ولا عن الأئمة المشهورين. أما ما ينسب في هذا الباب من دعاء ختم القرآن, والموجود في آخر كثير من المصاحف منسوبا إلى شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - لا يصح ولا أصل له, بل إن الشيخ عبد الرحمن بن قاسم - رحمه الله - لم ينسب هذا الدعاء إلى فتاويه, لعدم صحته.


    drsasq@gmail.com

    ـــــــــــــــ ـ
    المصدر : صحيفة الجزيرة
    الاربعاء 02 شوال 1429 العدد 13152

    http://www.al-jazirah.com.sa/2491446/rj8d.htm

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    34

    افتراضي رد: دعاء ختم القران في ركعة الشفع دراسة تأصيلية / د. سعد القويعي

    تعقيب ومناقشة أدعو الأخوة للنظر فيه وإبداء الرأي حوله :
    إن مناقشة مسألة دعاء ختم القرآن وما يتبعها من مسائل أمر ضروري ، ومداولة الرأي و إعادة النظر فيها أمر من الأهمية بمكان .
    و رغم أن المسألة الأولي التي طرحها الكاتب و هي مشروعية الدعاء في الصلاة بعد الختم قد رجح عدم مشروعية ذلك إلا أنه أشار - مشكوراً ـ أن " الأمر فيه سعه و ينبغي عدم التشدد فيه " , ذلك لأن فيه خلاف معتبر بين العلماء .
    و مع ذلك فإنه ينبغي على الأئمة عموماً أن يكونوا أبعد عن الكيفيات التعبدية التي لم يرد عليها دليل ثابت .
    ولئن كانت المسألة خلافية فلماذا لم يعمل بعضهم ـ ولو القليل منهم ـ بما رجحه الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله :(أن دعاء القارئ لختم القرآن خارج الصلاة وحضور الدعاء في ذلك أمر مأثور من عمل السلف الصالح من صدر هذه الأمة ).
    وإن كان في فعل ذلك صعوبة بادي الأمر ؛ فليفعلوا مثل ما فعل غيرهم ممن أحيا سنناً أميتت ، أو صوراً للتعبد مشروعة نسيت ، بأن يتدرجوا ببيان مشروعية ذلك للمصلين، و يبدأ بذلك الأئمة العلماء الذين يثق فيهم المأمومون ، و أيضاً يبدأ ذلك من كانت جماعته أقرب للعلم الشرعي و هكذا شيئاً فشيئاً حتى تتسع الدائرة ويكثر المقتدين و تصبح صورة مألوفة.
    أما المسألة الأخيرة التي ذكرها الكاتب وهي دعاء الختمة في ركعة الشفع فهي مما يكاد ينفرد بها الحرمان الشريفان ، و السبب أن الختمة مقتصرة على صلاة التراويح بينما القيام يستأنف فيها من أول القرآن ، والمعروف في غالبية المساجد أنهم يؤخرون دعاء الختم إلى وتر القيام ،وهو الموافق لما أشار إليه الشيخان ابن عثيمين ـ كما أشار الكاتب ـ.
    و المؤسف أنه ليس الأمر الوحيد الذي يخالف فيه أئمة الحرمين الأقرب للسنة أو الصفة المشروعة ؛ بل هناك : الإصرار على إحدى وعشرين ركعة بينما الأقرب للسنة إحدى عشر ركعة ، وكذلك التوسع في صيغ الدعاء غير المأثور، وكذلك رفع الصوت بالدعاء .. و غيرها .
    فليت أنهم يبادرون بخطوة جريئة نحو التصحيح ـ كما ناشدهم الكاتب ـ وليحذوا حذوا سماحة الإمام عبدا لعزيز بن باز حينما وجههم إلى تأخير دعاء ختم القرآن إلى ليلة التاسع و العشرين بدل السابع والعشرين لكي لا يظن الناس أن ليلة السابع و العشرين هي ليلة القدر يقيناً ، ولكي لا يحصل الزحام الشديد .

  3. #3

    افتراضي رد: دعاء ختم القران في ركعة الشفع دراسة تأصيلية / د. سعد القويعي

    جزى الله الكاتب والناقل خيرا.
    رحم الله الشيخ ابن عثيمين: فبكلمة حق شجاعة منه أُبطلت مخالفة صلاة الوتر مرتين في الحرم، وذهبت البدعة كأن لم تكن.
    وعقبا للمخالفة الثانية، التي هي مزيج مركب من المخالفات الشرعية من أجلاها البدعية والاعتداء في الدعاء، والله أعلم.

    وتزداد المصيبة عندما يُعتقَد أن هذا الأمر سنّة ثابتة، وينقلب الخطأ إلى صواب، ويصير الصواب خطأ، ولهذا تجد بعض العوام يثور على إمام المسجد إذا لم يدعُ دعاء ختم القرآن في رمضان، وحصل لي ذلك من نحو عشر سنوات عندما أممت في أحد المساجد نيابة عن الإمام المريض في رمضان، ووجهّني شيخنا سعد الحميد -جزاه الله خيرا- لكثير من التنبيهات من مخالفة عوائد الناس للسنّة، فتحمل بعض الجماعة (التعديلات)، لكنهم لم يحتملوا أنني فوتُّ عليهم (أجر) دعاء الختم في الصلاة.
    ومرة تركها شيخنا عادل الكلباني في إحدى السنوات في جامع الملك خالد، ولا تسل عن سخط الكثيرين ممن لم يعجبهم هذا (المقلب) وتحسروا على أنه فوّت عليهم غيره ممن يختم تلك الليلة، إن لم يتحسر بعضهم أنه بكر وزاحم (بلا فائدة).
    وبعضهم لاعتقاد الأجر فيها يتتبع الختمات في بعض المساجد، ويقول: فلان يختم ليلة 25، وفلان 27 في التراويح، وآخر في التهجد (وبعضهم يظن أن كلا صلاة مختلفة عن الأخرى، وتلك خاصة مشروعة في ليالي العشر الأخير)! وهذا يختم ليلة 29، ويحصل من الاعتداء والمخالفة في الدعاء والتخشع بغير القرآن ما يحصل.
    وسبق أن زرت أحد المشايخ السلفيين الُعبّاد، وهو الشيخ المعمر محمد بن عبد الوهاب البنّا، برفقة شيخنا الفقيه عبد العزيز بن قاسم.
    فكان مما انجر له الكلام أن عاتب الشيخ حفظه الله وقال: نحن كنا نحارب البدع في مصر، وجاءت قضية الختمة وانتشرت هذه البدعة بين السلفيين بسبب العمل بها في الحرم! ولم تكن معروفة عندنا قبل.
    وكان أحد زملائنا ممن درس على الشيخ ابن عثيمين يريد جمع رسالة في مخالفات الأئمة ولا سيما في رمضان، وليته يفعل!
    القضية تحتاج لتبنٍّ وتوجيه من أهل العلم الكبار، كما فعل سماحة الشيخ ابن باز، عندما أحيا السنة في صلاة 11 ركعة في التروايح، ولم يبالِ مخالفة السائد عندالمشايخ والعوام، بل كان الدليل رائده، وما هي إلا برهة من الدهر لما علم طلبة العلم والأئمة قوة المسألة واتضحت لهم اتجهوا لها وصارت هي السائدة، وما كان سائدا هو الغريب.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    34

    افتراضي رد: دعاء ختم القران في ركعة الشفع دراسة تأصيلية / د. سعد القويعي

    الأخ محمد زياد التكلة أشكرك على مرورك وتعليقك
    وجزاك الله خيراً

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    210

    افتراضي رد: دعاء ختم القران في ركعة الشفع دراسة تأصيلية / د. سعد القويعي

    ادعاء أن صلاة إحدى عشرة ركعة بالقيام سنةٌ محل نظر.
    والسخط على دعاء الختم في الصلاة جملة وتفصيلاً شـطط..
    بل كون الدعاء عندئذ موطن إجابة، بل من آكد أوقات الإجابة قول له وجاهته.

    ويبقى أن يعلَّم الناس، وأن يبتعد المقتدَى بهم عن التزام بعض ما لا يجوز من دعاء معين، أو صفة دخيلة على الشرع المطهر، أو اعتياد ما من شأنه الإفضاء إلى غلو الناس في بعض الأمور والوقوع في عدد من المحاذير، وبالله التوفيق.
    يا أيها الذين ءامنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً وسبحوه بكرة وأصيـلاً

  6. #6

    افتراضي رد: دعاء ختم القران في ركعة الشفع دراسة تأصيلية / د. سعد القويعي

    هل من الممكن أن يساعدنى أحد بتصوير كتاب اختلاف المفتين والموقف المطلوب تجاهه من عموم المسلمين للشيخ الفاضل الدكتور الشريف حاتم بن عارف العوني، وكتاب محبة الرسول بين الاتباع والابتداع للشيخ عبد الرءوف محمد عثمان، وكتاب آداب استقبال المولود فى الإسلام للشيخ يوسف عبد الله العريفى؟ أنا فى غاية الإحتياج إليها. جزاكم الله خيرا

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,015

    افتراضي رد: دعاء ختم القران في ركعة الشفع دراسة تأصيلية / د. سعد القويعي

    الأخ أحمد أكتب هذا الطلب في مكتبة المجلس و ليس هنا لعل أحداً يلبيه

  8. #8

    افتراضي رد: دعاء ختم القران في ركعة الشفع دراسة تأصيلية / د. سعد القويعي

    الأخ أبويوسف التواب بارك الله فيه.
    الأخ كاتب المقال أورد أدلته في بحث علمي، فهلا أجبت عما قاله بالدليل الخاص؟
    فما أكثر المخالفات والبدع التي تنطلق من دليل عام وتنزّل في محلٍّ خاص خطأً.
    وفقنا الله وإياك.

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    210

    افتراضي رد: دعاء ختم القران في ركعة الشفع دراسة تأصيلية / د. سعد القويعي

    الأخ محمد التكلة وفقه الله وسدده
    بارك الله فيك

    أما الزيادة على إحدى عشرة ركعة فقد تواتر نقله عن المسلمين دون نكير على مدار قرونٍ عدة ولم يعهَد عن أحد من أهل العلم وصمه بمخالفة السنة، ويشهد لذلك أن آي القرآن العظيم أشارت إلى فضيلة طول القيام – زمناً – ولم تشِر إلى تكثير لعدد الركعات أو تقليل ، فالفضل لمن شغل الوقت أكثر بالصلاة والقيام، ولا يجوز أن يقال بأن من صلى إحدى عشرة ركعة في نصف ساعة قد أتى بالسنة، وأن من صلى أكثر من ذلك في ساعتين مخالف للسنة!!
    ويشهد لذلك قوله صلى الله عليه وسلم: ( صلاة الليل مثنى مثنى ، فإذا خشي أحدكم الصبح فليوتر بواحدة ) متفق عليه. وقد قال إمام أهل السنة ( الإمام أحمد ): [ لا بأس بالزيادة على عشرين ركعة ] .. وكون النبي صلى الله عليه وسلم لا يزيد على إحدى عشرة لا يمنع من الزيادة، لاسيما وأنه ثبت عنه الصلاة بسبع ، وبثلاث عشرة ركعة. والله أعلم .
    والتبديع والتخطئة لمن زاد على إحدى عشرة ركعة قول شاذ، وعمل المسلمين على خلافه سلفاً وخلفاً، وقد حكى الحافظ ابن عبد البَر في "الاستذكار" الإجماع على جواز الزيادة. وبالله التوفيق.

    وأما قولي: (والسخط على دعاء الختم في الصلاة جملة وتفصيلاً شـطط..)فليتك لم تبتدرني بقولك: (فما أكثر المخالفات والبدع التي تنطلق من دليل عام وتنزّل في محلٍّ خاص خطأً) قبل أن تسمع مني أخي الكريم..
    وأقصد بما قلتُه أن مجرد أن يدعو المسلم بعد ختم القرآن في صلاته جائز.. وهذا ما يتفق مع ما ذكره الشيخ العثيمين من أنه لا بأس به إن كان في محل قنوت الوتر، بخلاف من رفضه جملة.

    وكون ذلك في شفعٍ أيضاً لا يمكن الجزم ببدعيته أو إبطاله الصلاة؛ إذ دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- في الثانية من الفجر، وما ثبت في الفرض جاز في النفل عند جمع غفير من أهل العلم، إن لم يكن عند الجميع، وهذا منا جواب عن قول الباحث: (حيث لا أصل للدعاء في صلاة ثنائية ولا يوجد نص يفيد مشروعية دعاء ختم القرآن في هذا الموضع, لأن الوتر هو مكان الدعاء كما هو ثابت في الشرع. فالعبادات مبناها على النص والتوقيف, وهذه قاعدة فقهية عظيمة).
    فإن قلت: إنما قنت لنازلة
    قلنا: لو قنت لغير نازلة مجتهداً متأولاً لم يكن مبتدعاً..وقد قال الإمام أحمد: (لا أعنف من يقنت).. ولا ينبغي أن يكون في هذا خلاف وإن كان قد قيل به.

    قلت: والكلام المنقول آنفاً من مغني ابن قدامة -رحمه الله- ظاهر في تجويز أحمد -رحمه الله- لهذا؛ حيث جاء فيه: (فصل في ختم القرآن. قال الفضيل بن زياد: سألت أبا عبدالله, فقلت: أختم القرآن, أجعله في الوتر أو في التراويح؟. قال: اجعله في التراويح حتى يكون لنا دعاء بين اثنين. قلت: كيف أصنع؟. قال: إذا فرغت من آخر القرآن فارفع يديك قبل أن تركع, وادع بنا ونحن في الصلاة وأطل القيام. قلت: بم أدعو؟. قال: بما شئت. قال: ففعلت بما أمرني, وهو خلفي يدعو قائما ويرفع يديه. قال حنبل: سمعت أحمد يقول في ختم القرآن: (إذا فرغت من قراءة (قل أعوذ برب الناس) فارفع يديك في الدعاء قبل الركوع. قلت: إلى أي شيء تذهب في هذا؟. قال: رأيت أهل مكة يفعلونه, وكان سفيان بن عيينة يفعله معهم بمكة. قال العباس بن عبد العظيم: وكذلك أدركنا الناس بالبصرة وبمكة. ويروي أهل المدينة في هذا شيئا, وذكر عن عثمان..).
    والله تعالى أعلم.
    يا أيها الذين ءامنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً وسبحوه بكرة وأصيـلاً

  10. #10

    افتراضي رد: دعاء ختم القران في ركعة الشفع دراسة تأصيلية / د. سعد القويعي

    الأخ الفاضل أبو يوسف بارك الله فيه:
    فقط للتوضيح: أنا لمن أقل إن الصلاة فوق 11 ركعة بدعة أو غير مشروعة.
    ولكن لا نختلف أنها الأولى والأقرب للسنة.
    وأما الباقي فلا أعتقد أننا دخلنا في محل النزاع الأصلي: وهو وجود دليل خاص مرفوع صحيح أو ثابت من فعل الصحابة في قضية دعاء ختم القرآن وجعله في الصلاة، مع وجود الدواعي لنقله لو كان.
    وما بعده فرع عن هذه المسألة، بارك الله فيك.

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    34

    افتراضي رد: دعاء ختم القران في ركعة الشفع دراسة تأصيلية / د. سعد القويعي

    الأخ : أبو يوسف التواب
    تمنيت أن لو ركزت على مقال الكاتب الذي نقلته ؛ بدل تركيزك على جزئية يسيرة في تعقيبي عليه , وشأن الخلاف فيها يسير , فأنا قررت في تعقيبي – من خلال ما نقل الكاتب – أن الإحدى عشرة ركعة هي الأقرب للسنة وليس معنى ذلك أن الزيادة غير مشروعة أو غير مأثورة .
    وأما قولك :
    [QUOTE=أبو يوسف التواب;151512]
    وكون ذلك في شفعٍ أيضاً لا يمكن الجزم ببدعيته أو إبطاله الصلاة؛QUOTE]
    فلم يرد في كلام العلماء الذين استشهد بهم الكاتب أي عبارة صريحة تدل على البدعية وبطلان الصلاة , فهم دقيقي العبارة , وكانت العبارة التي انتقوها مثل :
    - ابن عثيمين : ( لا أعلم في ختمة القرآن في قيام الليل في شهر رمضان سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم, ولا عن أصحابه أيضا .. )
    - بكر أبو زيد : (في مطلق الدعاء لختم القرآن لا يثبت منه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم, بل هو إما موضوع أو ضعيف لا ينجبر. ويكاد يحصل القطع بعدم وجود ما هو معتمد في الباب مرفوعا.. )
    - في دعاء الختم في الصلاة : ( أنه ليس فيما تقدم من المروي حرف واحد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أو عن أحد من صحابته - رضي الله عنهم - يفيد مشروعية الدعاء في الصلاة بعد الختم قبل الركوع, أو بعده لإمام أو منفرد).
    (أن دعاء ختم القرآن في الصلاة من إمام أو منفرد, قبل الركوع أو بعده, في التراويح أو غيرها: لا يعرف ورود شيء فيه أصلا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا عن أحد من صحابته مسنداً .(

    فإذا قارنا ذلك بما أثبتَّه أنت بعد عبارتك السابقة
    [QUOTE=أبو يوسف التواب;151512]
    وكون ذلك في شفعٍ أيضاً لا يمكن الجزم ببدعيته أو إبطاله الصلاة؛QUOTE]
    فأي منها يا ترى أقرب للسنة ؟!
    ومع ذلك فقد قلت في تعقيبي السابق :
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أوان الشد مشاهدة المشاركة
    [ولئن كانت المسألة خلافية فلماذا لم يعمل بعضهم ـ ولو القليل منهم ـ بما رجحه الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله :(أن دعاء القارئ لختم القرآن خارج الصلاة وحضور الدعاء في ذلك أمر مأثور من عمل السلف الصالح من صدر هذه الأمة ).
    .
    فإذا كانت المسألة خلافية وفيها سعة فلماذا لا نكون أقرب إلى ما هو أقرب للسنة ؟

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    210

    افتراضي رد: دعاء ختم القران في ركعة الشفع دراسة تأصيلية / د. سعد القويعي

    أخي الكريم أوان الشد
    الخطاب في مشاركتي ليس موجهاً لك -وفقك الله- بل كان للأخ محمد التكلة حفظه الله

    وأما تعليقي على مقال الكاتب فكان كالآتي: (ادعاء أن صلاة إحدى عشرة ركعة بالقيام سنةٌ محل نظر.
    والسخط على دعاء الختم في الصلاة جملة وتفصيلاً شـطط..
    بل كون الدعاء عندئذ موطن إجابة، بل من آكد أوقات الإجابة قول له وجاهته.

    ويبقى أن يعلَّم الناس، وأن يبتعد المقتدَى بهم عن التزام بعض ما لا يجوز من دعاء معين، أو صفة دخيلة على الشرع المطهر، أو اعتياد ما من شأنه الإفضاء إلى غلو الناس في بعض الأمور والوقوع في عدد من المحاذير، وبالله التوفيق)..

    ودعوى التزام السنة المدعاة تتطلب منكم المطالبة أيضاً بإطالة القيام، وإطالة الركوع والسجود، وعدم تجزئة صلاة الليل آخر رمضان، وعدم الزيادة على قنوت الذي عُلِّمَه الحسن، وترك القنوت في كثير من الأحيان. والحمد لله رب العالمين.
    يا أيها الذين ءامنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً وسبحوه بكرة وأصيـلاً

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    34

    افتراضي رد: دعاء ختم القران في ركعة الشفع دراسة تأصيلية / د. سعد القويعي

    هذه رسالة جائتني على الإيميل من شخص سمى نفسه بأبي عبدالله ؛ يقول :

    بسم الله الرحمن الرحيم

    أخي أبا يوسف التواب . . قولك:" دعا النبي صلى الله عليه وسلم في الثنائية من الفجر". أقول :"إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقنت في صلاة الفجر " .كما ثبت ذلك عنه مرات , بل ثبت عنه القنوت في غير صلاة الفجر :في الظهر , والعصر ,والمغرب , والعشاء, في أحاديث عديدة . لكن لايمكن أن يقال :هذا من هذا.أي: ماثبت في الفرض جاز في النفل , هكذا على إطلاقه. فاالعبادات ليس فيها مجال للقياس ،وإنما مبناها على النص والتوقيف .ولذلك لا أصل للدعاء في صلاة ثنائية في غير الفرض.

    وقولك عن الإمام أحمد : "لا أعنف من يقنت "أي :في صلاة التراويح قبل الركوع .وليس في صلاة ثنائية .وقد قرأت رأي الشيخ بكرأبو زيد رحمه الله ،فقال :إن نهاية ما في الباب هو ما يذكره علماء المذهب من الرواية عن الإمام أحمد رحمه الله تعالى في رواية حنبل والفضل والحربي عنه .والتي لم نقف على أسانيدها من جعل دعاء الختم في صلاة التروايح قبل الركوع .وفي رواية عنه: لا يعرف مخرجها أنه سهل فيه في دعاء الوتر .

    وقولك :" لو قنت لغير نازلة مجتهدا متأولا لم يكن مبتدعا ". على التسليم بصحة العبارة : فلو قنت مرة وترك أخرى لكان أهون , لكن ما رأيك بمن يقنت في هذا الموضع، أي في صلاة ثنائية كل عام ويداوم عليه ولا يتركه أبدا ,وهو ما يفعل في الحرمين؟

    أليس هذا من البدع .والرسول صلى الله عليه وسلم قال : "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"وقوله صلى الله عليه وسلم :"من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد". فلماذا لا تجعل

    تلك الختمة في وتر في ليلة التاسع والعشرين .وما أجمل عبارة الباحث حين قال "وحتى لا يحتج أحد علينا بقوله:في الوقت الذي تحاربون فيه البدع تبتدعون مالم يأت به الدين ". فالتفصيل في أمر الختمة أمر جيد والقول الوسط بين المانعين بإطلاق أو المجيز ين بإطلاق هو جعل دعاء القنوت في الوتر.

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    210

    افتراضي رد: دعاء ختم القران في ركعة الشفع دراسة تأصيلية / د. سعد القويعي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أوان الشد مشاهدة المشاركة
    هذه رسالة جائتني على الإيميل من شخص سمى نفسه بأبي عبدالله ؛ يقول :
    بسم الله الرحمن الرحيم
    أخي أبا يوسف التواب . . قولك:" دعا النبي صلى الله عليه وسلم في الثنائية من الفجر". أقول :"إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقنت في صلاة الفجر " .كما ثبت ذلك عنه مرات , بل ثبت عنه القنوت في غير صلاة الفجر :في الظهر , والعصر ,والمغرب , والعشاء, في أحاديث عديدة . لكن لايمكن أن يقال :هذا من هذا.أي: ماثبت في الفرض جاز في النفل , هكذا على إطلاقه. فاالعبادات ليس فيها مجال للقياس ،وإنما مبناها على النص والتوقيف .ولذلك لا أصل للدعاء في صلاة ثنائية في غير الفرض.
    وقولك عن الإمام أحمد : "لا أعنف من يقنت "أي :في صلاة التراويح قبل الركوع .وليس في صلاة ثنائية .وقد قرأت رأي الشيخ بكرأبو زيد رحمه الله ،فقال :إن نهاية ما في الباب هو ما يذكره علماء المذهب من الرواية عن الإمام أحمد رحمه الله تعالى في رواية حنبل والفضل والحربي عنه .والتي لم نقف على أسانيدها من جعل دعاء الختم في صلاة التروايح قبل الركوع .وفي رواية عنه: لا يعرف مخرجها أنه سهل فيه في دعاء الوتر .
    وقولك :" لو قنت لغير نازلة مجتهدا متأولا لم يكن مبتدعا ". على التسليم بصحة العبارة : فلو قنت مرة وترك أخرى لكان أهون , لكن ما رأيك بمن يقنت في هذا الموضع، أي في صلاة ثنائية كل عام ويداوم عليه ولا يتركه أبدا ,وهو ما يفعل في الحرمين؟
    أليس هذا من البدع .والرسول صلى الله عليه وسلم قال : "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"وقوله صلى الله عليه وسلم :"من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد". فلماذا لا تجعل
    تلك الختمة في وتر في ليلة التاسع والعشرين .وما أجمل عبارة الباحث حين قال "وحتى لا يحتج أحد علينا بقوله:في الوقت الذي تحاربون فيه البدع تبتدعون مالم يأت به الدين ". فالتفصيل في أمر الختمة أمر جيد والقول الوسط بين المانعين بإطلاق أو المجيز ين بإطلاق هو جعل دعاء القنوت في الوتر.
    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.. أما بعد:
    فجزى اللهُ أبا عبد الله خيراً.. وأجيب عما أورده من إيرادات لعل الله تعالى أن يهدينا ويسددنا..
    قولك: (قولك:" دعا النبي صلى الله عليه وسلم في الثنائية من الفجر". أقول :"إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقنت في صلاة الفجر " .كما ثبت ذلك عنه مرات , بل ثبت عنه القنوت في غير صلاة الفجر :في الظهر , والعصر ,والمغرب , والعشاء, في أحاديث عديدة)
    قلت: لا أظنه يخفاك أني عالم بهذا، ولكني أوردت مثالاً يقرِّب الأمر للذهن، وأمراً مشتهراً في السنة أكثر من غيره عند جميع المذاهب.

    قولك أخي: (لكن لايمكن أن يقال :هذا من هذا.أي: ماثبت في الفرض جاز في النفل , هكذا على إطلاقه. فاالعبادات ليس فيها مجال للقياس ،وإنما مبناها على النص والتوقيف .ولذلك لا أصل للدعاء في صلاة ثنائية في غير الفرض)
    جمود عجيب وظاهرية غريبة.. فأيهما أولى أن يشدد فيه: النفل أم في الفرض؟!
    ثم إنني أنبه الإخوة لخطأ يتكرر في اعتماد هذه القاعدة: (العبادات ليس فيها مجال للقياس)، أو (العبادات مبناها على التوقيف)..ولكننا مع ذلك نجد في العبادات مجالاً رحباً للأقيسة، بل جاء في السنة القياسُ في العبادات كما لا يخفى. فما معنى هذا؟!
    معناه: أن الأصل في العبادة أن لا تشرع إلا بتوقيف، ولكنَّ "ما لا يعقل معناه" أي ما كان تعبدياً محضاً لا تُعلَم له علة فإنه لا يدخله القياس.
    فأين هذا مما نحن فيه؟!


    وقولك أخي الكريم: (وقولك عن الإمام أحمد : "لا أعنف من يقنت "أي :في صلاة التراويح قبل الركوع .وليس في صلاة ثنائية .وقد قرأت رأي الشيخ بكرأبو زيد رحمه الله ،فقال :إن نهاية ما في الباب هو ما يذكره علماء المذهب من الرواية عن الإمام أحمد رحمه الله تعالى في رواية حنبل والفضل والحربي عنه .والتي لم نقف على أسانيدها من جعل دعاء الختم في صلاة التروايح قبل الركوع .وفي رواية عنه: لا يعرف مخرجها أنه سهل فيه في دعاء الوتر).
    قلت: كفانا هذا استفاضةً عن الإمام أحمد.

    قولك أخي الفاضل: (وقولك :" لو قنت لغير نازلة مجتهدا متأولا لم يكن مبتدعا ". على التسليم بصحة العبارة : فلو قنت مرة وترك أخرى لكان أهون , لكن ما رأيك بمن يقنت في هذا الموضع، أي في صلاة ثنائية كل عام ويداوم عليه ولا يتركه أبدا ,وهو ما يفعل في الحرمين؟ أليس هذا من البدع .والرسول صلى الله عليه وسلم قال : "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"وقوله صلى الله عليه وسلم :"من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد". فلماذا لا تجعل
    تلك الختمة في وتر في ليلة التاسع والعشرين)
    جوابه: أن ابن القيم -رحمه الله- لم يعنف من التزم قنوت الفجر، ونبه على أنه لا يعد مبتدعاً، مع اعتقادنا أن التزامه غير مشروع.

    وفي نظري أن القائمين على شؤون الحرمين لو تركوا هذا الأمر لكان أحسن؛ درءاً للبلبلة وخروجاً من الخلاف.. إلا أن يُظَن أن تركه قد يؤدي لمفسدة أكبر.
    وكونه يُفعَل من متأول مجتهد لا نعده ابتداعاً ولو التزمه-أخي الفاضل- لأمرين:
    الأول: أن له أصلاً في الشرع كما قدمنا.
    الثاني: أن صاحبه متأول، وله سلف في المسألة.
    يا أيها الذين ءامنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً وسبحوه بكرة وأصيـلاً

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    34

    افتراضي رد: دعاء ختم القران في ركعة الشفع دراسة تأصيلية / د. سعد القويعي

    وهذا أحد الردود على المقال في صحيفة الجزيرة :

    لا (وتران) في ليلة

    في التحقيق العلمي الذي نشرته جريدة الجزيرة في عددها رقم 13152 الصادر بتاريخ 2-10-1429ه حول موضوع: ختمة في شفع.. بين الاتباع وال.. لكاتبه الدكتور سعد بن عبد القادر القويعي.

    حيث إنني لا أعتبره مقالاً، بل تحقيقاً علمياً مميزاً ودراسة تأصيلية متزنة، إذ إن تعدد الرؤى وتنوّعها وطرحها بهكذا منهج عامل مهم في تقدم الأمة وتميّزها عن طريق تقديم الأفكار والرؤى المنضبطة بالأصول الشرعية والعلمية. ولا شك أن موضوعاً كهذا يحتاج إلى تأمّل وعناية وتأصيل شرعي للنظر في هذا الموضوع من القائمين على شؤون الحرمين الشريفين ليحصل مَن قصد الحرمين الشريفين على أتم الأجر وأكمله ولتسلم من الوقوع فيما فيه إشكال ولاسيما أن الكاتب استدل بجملة من أقوال هيئة كبار العلماء ومن بينهم سماحة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين - رحمه الله - الذي قال: (ولو أن الإمام جعل الختمة في القيام في آخر الليل وجعلها مكان القنوات من الوتر وقنت لم يكن في هذا بأس). وقد كنا فيما سبق منذ سنوات ماضية نقع في إشكالية تعدد الوتر في الحرمين الشريفين في العشر الأواخر من رمضان وهذا خلاف هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل: (لا وتران في ليلة) رواه أحمد وأبي داود. وقد طالب كثيرٌ من أهل العلم وطلابه وقتها بأن يقتصر أئمة الحرمين الشريفين على وتر واحد لئلا يقع الناس فيما نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلاة وترين في ليلة أو يقعوا فيما نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم من مخالفة الإمام؛ وذلك بزيادة ركعة بعد سلام الإمام من وتر التراويح وإن كان فيه خلاف إلا أن الأولى الخروج من الخلاف بناءً على القاعدة الفقهية المعروفة (الخروج من الخلاف مستحب). وقد أشار إلى تلك المسألة الدكتور إبراهيم بن محمد الصبيحي في أحد مؤلفاته إلا أن وفّق الله القائمين على شؤون الحرمين الشريفين بترك الوتر الأول والبقاء على الوتر الثاني. وبما أن المقام مقام نصح وإرشاد فإني أرجو من إخواننا القائمين على شؤون الحرمين الشريفين أن يبارك الله فيهم وأن يسدد خطاهم على معرفة الحق مدعماً بدليله في مثل تلك المسائل ومنها المسألة التي أشار إليها الكاتب في مقاله ليكون علاجاً مفيداً لمن أراد التمسك بالسنة النبوية المطهرة عن طريق الفهم الصحيح للنصوص الشرعية والله من وراء القصد.


    سعود بن عبد الرحمن الرشيد – الرياض

    http://www.al-jazirah.com.sa/208751/rv2d.htm

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    34

    افتراضي رد: دعاء ختم القران في ركعة الشفع دراسة تأصيلية / د. سعد القويعي

    وهذا تعقيب آخر من أبي عبدالله على الموضوع الأخير [ لا وتران ي ليلة ]

    أخي سعود , اطلعت على تعليقك : ( لا وتران في ليلة ) . و اتفق معك تماماً حينما تدارك الأخوة في الحرمين الشريفين هذه المسألة و تركوا الوتر الأول و أبقوا الوتر الثاني و هو ما كان محل إشكال في تلك الفترة . و أذكر أن بعض الأئمة فعل ما كان يفعل في الحرمين الشريفين . ففي العشر الأواخر من رمضان عام 1408 هـ صنع إمامان متعاونان بحي من أحياء مدينة الرياض , فصلوا بمن خلفهم وترين في ليلة واحدة . أما المسألة الأخرى فأتفق مع كاتب البحث الدكتور سعد بن عبد القادر القويعي بأن يجعل ختم القرآن في وتر و ليس في ركعة ثنائية , لا سيما و أني قد سئلت بعضاً من القضاة و طلبة العلم و اتفقوا على أنها ليس لها أصل . و العجيب لو سئل أهل العلم عن قول : " صدق الله العظيم " . بعد قراءة القرآن و هو يداوم عليها ؟ لقالوا : بدعة , مع أن لها أصلاً من القرآن الكريم في سورة النساء في قوله تعالى : " و من أصدق من الله حديثاً " . و قوله تعالى : " و من أصدق من الله قيلاً " . و المسألة التي ذكرها الباحث ليس لها أصلاً و يداوم عليها باستمرار كل عام . أؤكد مرة أخرى أن طرح هذا الموضوع يحرك المياه الراكدة , و أسئل الله أن نكون موفقين لاتباع السنة و العمل بها .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •