الإنفاق على العيال والأهل وعدم التقتير عليهم
محمد بن إبراهيم النعيم
إذا علمت قدر ثواب الصدقة من العمل الثامن، فاعلم بأن الإنفاق على العيال والأهل أعظم أجرًا عند الله عز وجل من الصدقة على المحتاجين؛ لأن الأول واجب والثاني مندوب.
فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ««دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجرًا الذي أنفقته على أهلك»» (مسلم).
كثير من الناس يشح على أولاده وزوجته ويقتر عليهم في النفقة، وقد تراه محسنًا إلى الفقراء والمساكين ومفرجًا لكربهم، ظنًا منه أن ذلك أعظم أجرًا عند الله تعالى من إنفاقه على من يعول، فيدب بتصرفه ذلك العديد من المشكلات الأسرية وتتوتر العلاقة الزوجية، ويزرع في قلب أهله وأولاده بغضه والنفور منه وقد يتمنوا وفاته، وقد روى عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ««كفى بالمرء إثمًا أن يُضَيِّعَ من يَقُوتُ» » (مسلم وأبو داود واللفظ له).
إن المسلم الذي يستشعر ثواب إنفاقه على أسرته ويحتسب ذلك عن الله عز وجل؛ يجعل حياته داخل أسرته مفعمة بالمتعة والسعادة ومليئة بالحب والتعاون؛ لأنه يستشعر أن كل ما يقدمه لهم يسجل صدقة في ميزان حسناته، بل هي من أفضل الصدقات، فعن أبي مسعود عقبة بن عمرو بن ثعلبة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « «إذا أنفق الرجل على أهله يحتسبها فهو له صدقة»» (البخاري واللفظ له ومسلم).
ألا تفعل كما فعل العرباض بن سارية رضى الله عنه حينما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « «إن الرجل إذا سقى امرأته من الماء أُجِر» قال: فأتيتها فسقيتها وحدثتها بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم» (حسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب).
من كتاب : الأعمال المثقلة للميزان