بسم الله الرحمن الرحيم
جاء في تفسير الكفاية لعبد الله خضر : الجزء 31 عند تفسير قوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ} [غافر : 10]:
وكان أبو بكر محمد بن الوليد بن محمد بن خليفة بن سليمان الأندلسي الطُّرْطُوشِيّ الفقيه الزاهد يقول: "إذا كان يوم القيامة يجيء القاضي أبو بكر بن الطيب([1])، وبين يديه الدواويين التي صنفها في نصرة الشريعة والذب عنها، ويجيء القاضي فلان وبين يديه دواوين المكوس يحذّر مِن مباشرة ذلك"([2]).
ذكر ذلك الحافظ عبد العظيم بن عبد القوي المِنذريّ([3]) في مناقب الطُّرطُوشَيّ.
([1])أبو بكر محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر بن قاسم البصري، ثم البغدادي، ابن الباقلاني، صاحب التصانيف، وكان يضرب المثل بفهمه وذكائه. سمع: ألا بكر أحمد بن جعفر المطيعي، وأبا محمد بن ماسي، وطائفة. وخرج له أبو الفتح بن أبي الفوارس.
وكان ثقة إماما بارعا، صنف في الرد على الرافضة، والمعتزلة، والخوارج والجهمية والكرامية، وانتصر لطريقة أبي الحسن الأشعري، وقد يخالفه في مضائق، فإنه من نظرائه، وقد أخذ علم النظر عن أصحابه.
مات في ذي القعدة، سنة ثلاث وأربع مائة، وصلى عليه ابنه حسن، وكانت جنازته مشهودة، وكان سيفا على المعتزلة والرافضة والمشبهة، وغالب قواعده على السنة، وقد أمر شيخ الحنابلة أبو الفضل التميمي مناديا يقول بين يدي جنازته: هذا ناصر السنة والدين، والذاب عن الشريعة، هذا الذي صنف سبعين ألف ورقة. ثم كان يزور قبره كل جمعة. انظر: (سير أعلام النبلاء 17/ 190 - 193).
([2]) المصدر نفسه:ص6/381.
([3])الإمام، العلامة، الحافظ، المحقق، شيخ الإسلام، زكي الدين، أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله بن سلامة بن سعد المنذري، الشامي الأصل، المصري، الشافعي. ولد: في غرة شعبان، سنة إحدى وثمانين وخمس مائة. وسمع من: أبي عبد الله محمد بن حمد الأرتاحي، وهو أول شيخ لقيه. توفي في رابع ذي القعدة، سنة ست وخمسين وست مائة. انظر: سير أعلام النبلاء (23/ 323 - 319).