5164 - (أوحى الله تعالى إلى آدم عليه السلام؛ أن يا آدم! حج هذا البيت قبل أن يحدث بك حدث الموت. قال: وما حدث علي يا ربي؟! قال: ما لا تدري، وهو الموت. قال: وما الموت؟ قال: سوف تذوقه. قال: من أستخلف (1) في أهلي؟ قال: اعرض ذلك على السماوات والأرض والجبال؛ فعرض على السماوات فأبت، وعرض على الأرض فأبت، وعرض على الجبال فأبت، وقبله ابنه؛ قاتل أخيه، فخرج آدم عليه السلام من أرض الهند حاجاً، فما نزل منزلاً أكل فيه وشرب؛ إلا صار عمراناً بعده وقرى، حتى قدم مكة؛ فاستقبلته الملائكة بالبطحاء، فقالوا: السلام عليك يا آدم! بر حجك، أما إنا قد حججنا هذا البيت قبلك بألفي عام.- قال أنس رضي الله عنه: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: والبيت يؤمئذ ياقوتة حمراء جوفاء، لها بابان، من يطوف يرى من في جوف البيت، ومن في جوف البيت يرى من يطوف -؛ فقضى آدم نسكه؛ فأوحى الله إليه: يا آدم! قضيت نسكك؟ قال: نعم يا رب! قال: فسل حاجتك تعط. قال: حاجتي أن تغفر لي ذنبي وذنب ولدي. قال: أما ذنبك يا آدم؛ فقد غفرناه حين وقعت بذنبك، وأما ذنب ولدك؛ فمن عرفني، وآمن بي، وصدق رسلي وكتابي؛ غفرنا له ذنبه) .
قال الألباني في السلسلة الضعيفة:
موضوع
أخرجه الأصفهاني في "الترغيب والترهيب" (1/ 434-435/ 1021) من طريق عمران بن عبد الرحيم: أخبرنا عبد السلام بن مطهر: أخبرنا أبو هرمز عن أنس بن مالك مرفوعاً.
قلت: وهذا موضوع؛ آفته أبو هرمز هذا - واسمه نافع -، وهو كذاب عند ابن معين؛ كما تقدم في حديث آخر له موضوع برقم (446) ، واتهمه ابن حبان أيضاً؛ فقال في "الضعفاء والمتروكين" (2/ 58 - حلب) :
"كان ممن يروي عن أنس ما ليس من حديثه، كأنه أنس آخر، ولا أعلم له سماعاً، لا يجوز الاحتجاج به، ولا كتابة حديثه إلا على سبيل الاعتبار".
ثم ساق له أحاديث كثيرة، لوائح الوضع على بعضها ظاهرة.
وعمران بن عبد الرحيم؛ قال السليماني:
"فيه نظر، هو الذي وضع حديث أبي حنيفة عن مالك رحمهما الله تعالى".
والحديث أشار المنذري في "الترغيب" (2/ 109) إلى تضعيفه، فقصر! ذلك؛ لما عرفت من حال نافع وعمران، مع أن آثار الوضع عليه بينة!
__________
(1) الأصل: (استخلفت) ؛ وعليها ضبة! والمثبت من " الترغيب ". (الناشر)