تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 9 من 9 الأولىالأولى 123456789
النتائج 161 إلى 170 من 170

الموضوع: تعليقات على أحاديث من علل الترمذي الكبير

  1. #161

    افتراضي رد: تعليقات على أحاديث من علل الترمذي الكبير

    جزاك الله خيرا.
    ذكر الترمذي أن الإمام البخاري لم يعرفه إلا من حديث يونس وهو إمام موثوق بنقله وكأن البخاري لم يعتد بمتابعة حفص للاختلاف عليه.
    وقال ابن حجر في التلخيص 3/406:
    وقال مهنا عن أحمد: حدث به عيسى، وليس هو في كتابه، غلط فيه وليس هو من حديثه.
    والقصد في هذا الكتاب هو توجيه كلام الأئمة بشكل مختصر.


  2. #162

    افتراضي رد: تعليقات على أحاديث من علل الترمذي الكبير

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الدين العراقي مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرا.
    ذكر الترمذي أن الإمام البخاري لم يعرفه إلا من حديث يونس وهو إمام موثوق بنقله وكأن البخاري لم يعتد بمتابعة حفص للاختلاف عليه.
    وقال ابن حجر في التلخيص 3/406:
    وقال مهنا عن أحمد: حدث به عيسى، وليس هو في كتابه، غلط فيه وليس هو من حديثه.
    والقصد في هذا الكتاب هو توجيه كلام الأئمة بشكل مختصر.

    وجزاكم آمين.

    نقل الإمام الترمذي إشارته، ولم ينقل مثلا نصا صريحا في تفرد عيسى بن يونس.

    وأيضا النقل في السنن أضبط منه في العلل، فهو نسب عدم المعرفة لنفسه لا للبخاري، فيحمل ما وقع في العلل من فهم الترمذي فحسب.

    وإلا فالبخاري لم يعلله بعيسى في كتابه التاريخ وهو يعد العلل للحديث.

    أما كلام الإمام أحمد رحمه الله إن صح، فهو عنده أن التحديث من الحفظ قد يخون إذا لم يكن في كتاب الراوي.
    فخشي الإمام أحمد رحمه الله حصول ذلك لعيسى بن يونس.

    وليس هذا بشرط لازم لكل راوٍ سيما أن عيسى بن يونس ثقة مأمون.
    ولعل سبب عدم كتابة عيسى هذا الحديث؛ لعلمه بنكارته إذ هو نقل عن أهل البصرة أصحاب هشام أنهم أنكروه على هشام، فامتنع هشام.
    وهذا النقل أو حكاية يونس للإنكار فيه دلالة على أنه ضبطه عن هشام.

    ولعل الإمام أحمد قد بلغه فيما بعد متابعة حفص، فأودع رواية عيسى بن يونس في مسنده.

    ثم لو كان على كلامك أنه خلاف على حفص، فما شأن المتابعات؟

    والأمر ليس هو بخلاف على الحقيقة، سيما أن حفص بن غياث من المكثرين الحاذقين باختلافات الروايات، فهو ليس كأي أحد بل هو يقظ ويفهم الحديث.

    بارك الله فيك ونفع بك.
    .

  3. #163

    افتراضي رد: تعليقات على أحاديث من علل الترمذي الكبير

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة

    بارك الله فيك ونفع بك.
    آمين وإياكم.
    ونترك للباحث اختيار المناسب في توجيه كلام البخاري.

  4. #164

    افتراضي رد: تعليقات على أحاديث من علل الترمذي الكبير

    ما جاء في القبلة للصائم
    ٢٠٠ -حدثنا خلاد بن أسلم, حدثنا النضر بن شميل قال: أخبرنا هشام الدستوائي, عن يحيى بن أبي كثير, عن أبي سلمة, عن عروة, عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلني وهو صائم(([1].
    سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: روى شيبان هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير, عن أبي سلمة, عن عمر بن عبد العزيز, عن عروة, عن عائشة(([2].
    وروى الزهري هذا الحديث عن أبي سلمة قال: أخبرتني عائشة(([3].
    قال محمد: وكأن حديث شيبان عندي أحسن(([4].

    ٢٠١ -وسألت محمدا عن حديث إسرائيل, عن زيد بن جبير, عن أبي يزيد, عن ميمونة ابنة سعد مولاة النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن رجل قبّل امرأته وهما صائمان قال: قد أفطرا (([5].
    فقال: هذا حديث منكر لا أحدث به, وأبو يزيد لا أعرف اسمه, وهو رجل مجهول, وزيد بن جبير ثقة.
    قال محمد: أبو ميسرة سمع من عمر بن الخطاب, وابن مسعود(([6]. (([7]




    ([1]) أخرجه النسائي في الكبرى (3051 و 3052) عن هشام الدستوائي به.

    ([2]) أخرجه مسلم (1106) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا الحسن بن موسى. حدثنا شيبان عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة؛ أن عمر بن عبد العزيز أخبره؛ أن عروة بن الزبير أخبره؛ أن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أخبرته، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبلها وهو صائم.

    ([3]) أخرجه النسائي في الكبرى (3045) قال: أخبرني إبراهيم بن الحسن، قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا ليث، قال: حدثني عقيل، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة، أنها أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلها وهو صائم. تابعه معمر.

    ([4]) التلخيص: هذا الحديث رواه يحيى بن أبي كثير واختلف عليه:
    فرواه هشام الدستوائي عن يحيى عن أبي سلمة عن عروة عن عائشة.
    ورواه شيبان بن عبد الرحمن عن يحيى عن أبي سلمة عن عمر بن عبد العزيز عن عروة عن عائشة.
    وجاء من طريق آخر: عن عقيل عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة مباشرة، فهذا اختلاف آخر على أبي سلمة بين حديث يحيى وحديث عقيل عن الزهري.
    والبخاري يقول: حديث شيبان عن يحيى عندي أحسن أي أصح؛ فإن الوهم في هذا السند- بذكر عمر بن عبد العزيز- نادر مما يدل على حفظه وتكون زيادة ثقة مقبولة لا سيما وأن شيبان صاحب كتاب -وهو مدعاة الضبط- كما سيأتي ذكره عن البخاري (487).
    وقال أبو حاتم في العلل (739): حديث يحيى بن أبي كثير أشبه من حديث عقيل. كان الزهري أضبط من أن يخفى عليه مثل هذا، ولكن أخاف أن يكون لم يضبط عقيل عنه. اهـ.

    ([5]) أخرجه ابن ماجه (1686) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا الفضل بن دكين، عن إسرائيل، عن زيد بن جبير، عن أبي يزيد الضني، عن ميمونة، مولاة النبي صلى الله عليه وسلم قالت: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن رجل قبل امرأته وهما صائمان، قال: قد أفطرا.

    ([6]) يشير إلى حديث رواه الترمذي (728) قال: حدثنا *ابن أبي عمر، قال: حدثنا *وكيع، قال: حدثنا *إسرائيل، عن *أبي إسحاق، عن *أبي ميسرة، عن *عائشة قالت :كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يباشرني وهو صائم، وكان أملككم لإربه.
    حدثنا *هناد، قال: حدثنا *أبو معاوية، عن *الأعمش، عن *إبراهيم، عن *علقمة *والأسود، عن *عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل ويباشر وهو صائم، وكان أملككم لإربه. هذا حديث حسن صحيح، وأبو ميسرة اسمه عمرو بن شرحبيل، ومعنى لإربه لنفسه. اهـ.

    ([7]) التلخيص: هذا الحديث رواه إسرائيل, عن زيد بن جبير, عن أبي يزيد, عن ميمونة ابنة سعد.
    وزيد بن جبير ثقة، وأبو يزيد مجهول، وهذا حديث منكر يخالف الأحاديث الصحيحة كحديث عروة عن عائشة السابق وحديث أبي ميسرة عن عائشة.
    وحديث إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة عن عائشة صحيح، وأبو ميسرة سمع من عمر وابن مسعود.

  5. #165

    افتراضي رد: تعليقات على أحاديث من علل الترمذي الكبير

    ما جاء لا صيام لمن لم يعزم من الليل
    ٢٠٢ -سألت محمدا قلت: حدثنا إسحاق بن منصور, أخبرنا سعيد بن أبي مريم قال: حدثنا يحيى بن أيوب, عن عبد الله بن أبي بكر, عن ابن شهاب, عن سالم بن عبد الله, عن أبيه, عن حفصة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له(([1].
    فقال: عن سالم, عن أبيه, عن حفصة, عن النبي صلى الله عليه وسلم خطأ، وهو حديث فيه اضطراب(([2]
    والصحيح عن ابن عمر موقوف(([3], ويحيى بن أيوب صدوق. (([4]



    ([1]) أخرجه الترمذي (730) قال: حديث حفصة حديث لا نعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه.
    وقد روي عن نافع عن ابن عمر قوله، وهو أصح.
    وهكذا أيضا روي هذا الحديث عن الزهري موقوفا، ولا نعلم أحدا رفعه إلا يحيى بن أيوب. اهـ. ولذا سأل الترمذي البخاري عنه فقال: صدوق.

    ([2]) ذكر الاضطراب فيه البخاري في التاريخ الأوسط 1/132-133-134 وقد اختلف فيه على الزهري اختلافا شديدا:
    فرواه ابن عيينة عن الزهري عن حمزة عن حفصة قالت: لا صيام لمن لم يجمع الصيام قبل الفجر.
    ورواه بشر عن عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن حمزة عن ابن عمر عن حفصة قولها.
    ورواه عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر عن حفصة قولها.
    ورواه يونس عن الزهري عن سالم عن ابن عمر قوله.
    ورواه يحيى بن أيوب المصري عن عبد الله بن أبي بكر عن ابن شهاب عن سالم عن ابن عمر عن حفصة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

    ([3]) أخرجه مالك (788) والبخاري في الأوسط من طريقه (588) عن نافع عن ابن عمر قوله.

    ([4]) التلخيص: هذا الحديث لا يصح مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ورفعه خطأ، وهو بعد حديث مضطرب الإسناد اضطرب فيه على الزهري، والصحيح عن ابن عمر موقوف.

  6. #166

    افتراضي رد: تعليقات على أحاديث من علل الترمذي الكبير

    في إيجاب القضاء على المتطوع المفطر في صيامه
    ٢٠٣ - حدثنا أحمد بن منيع, حدثنا كثير بن هشام, حدثنا جعفر بن برقان, عن الزهري, عن عروة, عن عائشة قالت: كنت أنا وحفصة صائمتين فعرض لنا طعام فاشتهيناه فأكلنا منه فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم... الحديث فقال: اقضيا يوما آخر مكانه(([1].
    سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: لا يصح حديث الزهري, عن عروة, عن عائشة في هذا.
    وجعفر بن برقان ثقة وربما يخطئ في الشيء. (([2]



    ([1]) أخرجه الترمذي (735) قال: حدثنا *أحمد بن منيع، قال: حدثنا *كثير بن هشام، قال: حدثنا *جعفر بن برقان، عن *الزهري، عن *عروة، عن *عائشة قالت: كنت أنا وحفصة صائمتين، فعرض لنا طعام اشتهيناه فأكلنا منه، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فبدرتني إليه حفصة، وكانت ابنة أبيها، فقالت: يا رسول الله، إنا كنا صائمتين فعرض لنا طعام اشتهيناه فأكلنا منه، قال: اقضيا يوما آخر مكانه.
    وروى صالح بن أبي الأخضر ومحمد بن أبي حفصة هذا الحديث عن الزهري عن عروة عن عائشة مثل هذا.
    ورواه مالك بن أنس ومعمر وعبيد الله بن عمر وزياد بن سعد وغير واحد من الحفاظ عن الزهري عن عائشة مرسلا، ولم يذكروا فيه عن عروة، وهذا أصح؛ لأنه روي عن ابن جريج، قال: سألت الزهري، قلت له: أحدثك عروة عن عائشة؟ قال: لم أسمع من عروة في هذا شيئا، ولكني سمعت في خلافة سليمان بن عبد الملك من ناس عن بعض من سأل عائشة عن هذا الحديث. حدثنا بذلك *علي بن عيسى بن يزيد البغدادي، قال: حدثنا *روح بن عبادة ، عن *ابن جريج. فذكر الحديث.

    ([2]) التلخيص: لا يصح حديث جعفر بن برقان عن الزهري عن عروة عن عائشة في هذا، وهذا خطأ من جعفر بن برقان فهو وإن كان ثقة إلا أنه ربما أخطأ لا سيما في روايته عن الزهري، وتابعه على خطئه صالح بن أبي الأخضر ومحمد بن أبي حفصة والدليل على الخطأ هو أنه قد روى الترمذي (735) قال: حدثنا علي بن عيسى بن يزيد البغداي قال حدثنا روح بن عبادة عن ابن جريج قال: سألت الزهري، قلت له: أحدثك عروة عن عائشة؟ قال: لم أسمع من عروة في هذا شيئا، ولكني سمعت في خلافة سليمان بن عبد الملك من ناس عن بعض من سأل عائشة عن هذا الحديث.
    فدل على أن الزهري لم يحدث عن عروة وإنما كان يرسله عن عائشة فقد أخرج مالك (848) عن ابن شهاب أن عائشة وحفصة زوجي النبي صلى الله عليه وسلم أصبحتا صائمتين متطوعتين فأهدي لهما طعام.. الحديث. وتابع مالكا معمر وعبيد الله بن عمر وزياد بن سعد وغير واحد من الحفاظ.

  7. #167

    افتراضي رد: تعليقات على أحاديث من علل الترمذي الكبير

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الدين العراقي مشاهدة المشاركة
    ما جاء في القبلة للصائم
    ٢٠٠ -حدثنا خلاد بن أسلم, حدثنا النضر بن شميل قال: أخبرنا هشام الدستوائي, عن يحيى بن أبي كثير, عن أبي سلمة, عن عروة, عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلني وهو صائم(([1].
    سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: روى شيبان هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير, عن أبي سلمة, عن عمر بن عبد العزيز, عن عروة, عن عائشة(([2].
    وروى الزهري هذا الحديث عن أبي سلمة قال: أخبرتني عائشة(([3].
    قال محمد: وكأن حديث شيبان عندي أحسن(([4].
    وجاء من طريق آخر: عن عقيل عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة مباشرة،
    فهذا اختلاف آخر على أبي سلمة بين حديث يحيى وحديث عقيل عن الزهري.
    قلتُ: ليس باختلاف بينهما؛ بل يقال اختلاف خاص على يحيى واختلاف خاص على الزهري، ثم إن الكل متابع.
    وأما قوله: "أحسن": يعني من جودة الإسناد، وليس بأن ما عداه ضعيف أو غير محفوظ.
    وكذلك استعمال الترمذي لمصطلح "أحسن" وتعبيره.
    ولذلك قال البخاري: "كأن" للتشبيه، ولم يجزم بقول: "كان" مثلا.
    أما الاختلاف الخاص بيحيى، فلم يتفرد هشام بل توبع من ثقة.
    فيما خرج الطحاوي في المشكل من طريق
    هَارُون بْن إِسْمَاعِيلَ الْخَزَّازُ، قَالَ:
    ثنا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، مِثْلَهُ.
    رواه النسائي من طريق هارون، وقد رواه البعض عن إسحاق الأزرق عن هشام بدون ذكر عروة كما عند النسائي ولا يصح، خالفه أحمد وغيره بذكر عروة.
    وكذلك رواه القطيعي من طريق مسلم الفراهيدي عن هشام بدون عروة كما في تاريخ دمشق، وخالفه ابن الضريس وغيره كما في المساواة لابن عساكر أيضا.
    وأما طريق شيبان فتابعه معاوية بن سلام وآخران ضعيفان متروكان.
    فتساوت الكفتان، لكن وقع في رواية شيبان التصريح بسماع أبي سلمة من عمر بن عبد العزيز عن عروة وتسلسل السماع.
    وهذا وجه الحسن المقصود لدى البخاري، بخلاف رواية هشام ومن تابعه فلم يقع مثل هذا التصريح.
    قلتُ: عروة وأبو سلمة من الأقران ماتا في نفس السنة قبل عمر بن عبد العزيز بسنين.
    فكأن أبا سلمة بعدما سمع الحديث من عمر بن عبد العزيز، فذهب أبو سلمة ليسمعه من عروة بن الزبير، وسمع منه عدة أحاديث.
    وسمعه يحيى بن أبي كثير من أبي سلمة على الوجهين، فحدث قوما بعلو وقوما بنزول.
    ثم إنه رواه الأوزاعي عن يحيى عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها مباشرة.
    ربما خص يحيى بن أبي كثير تلميذه الأوزاعي بهذا العلو، وهو متابع من الزهري كما سيأتي ذكره.
    هذا، فإنه لا يعلم لأبي سلمة رواية عن عمر بن عبد العزيز إلا في هذا الحديث.
    وكذلك لا يعلم حدث عمر بن عبد العزيز عن عروة إلا هذا الحديث.
    فلا يتحمل الاضطراب مثل هذا، بل يحتاج إلى قوة ضبط.
    سيما أن عمر بن عبد العزيز لم يكن منشغلا بالتحديث، ووقع هنا في طبقة بين راويين متوفيين قبل إمارته بسنين قليلة.
    وانتشر الحديث عن أصحاب عروة المعروفين به؛ فلذلك لم يحتاجوا إلى عمر بن عبد العزيز لانشغاله بإمارته.
    لذلك أورده البخاري في صحيحه عن مثل هشام بن عروة عن أبيه، طريق كالشمس لا لبس فيه ولا الاضطراب الحاصل هذا.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الدين العراقي مشاهدة المشاركة

    وقال أبو حاتم في العلل (739): حديث يحيى بن أبي كثير أشبه من حديث عقيل.
    كان الزهري أضبط من أن يخفى عليه مثل هذا، ولكن أخاف أن يكون لم يضبط عقيل عنه. اهـ.

    قلتُ: لم ينفرد به عقيل بل تابعه معمر وابن أبي ذئب وغيرهما.
    وأعجب من ذكر الدارقطني في العلل أن الأوزاعي، وابن عيينة، ومعمر، رووا الحديث عن الزهري عن عروة عن عائشة.
    إنما رواه ابن عيينة ومعمر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها.
    ولم أقف عليه من رواية الأوزاعي عن الزهري، إنما رواه مثل أسامة بن زيد كما عند النسائي وصالح بن أبي الأخضر رواه من طريقه ابن راهويه في مسنده.
    ووقع عند النسائي رواية عن عقيل عن الزهري عن عروة أيضا وجدها أبو الطاهر بن السرح في كتاب خاله عبد الرحمن بن عبد الحميد المهري.
    لكن خالفه الليث عن عقيل عن الزهري عن أبي سلمة وتابعه عليه معمر وابن أبي ذئب.
    فالله أعلم.
    .

  8. #168

    افتراضي رد: تعليقات على أحاديث من علل الترمذي الكبير

    جزاك الله خيرا.
    قال الدارقطني في العلل(3902): والقول: قول شيبان ومن تابعه ممن ذكر فيه عمر بن عبد العزيز.
    وإذا احتملنا أن الوجهين محفوظان عن يحيى فما قولك في حديث عقيل ومن تابعه عن الزهري هل هو محفوظ أيضا؟

  9. #169

    افتراضي رد: تعليقات على أحاديث من علل الترمذي الكبير

    في الرخصة في ترك صوم يوم عاشوراء
    ٢٠٤ -حدثنا أبو موسى بن المثنى, حدثنا محمد بن جعفر, حدثنا شعبة, عن الحكم, سمعت القاسم بن مخيمرة, يحدث عن عمرو بن شرحبيل, عن قيس بن سعد, كنا نصوم يوم عاشوراء ونعطي زكاة الفطر قبل أن ينزل علينا... الحديث(([1].
    ٢٠٥ -حدثنا محمد بن بشار, حدثنا ابن مهدي, حدثنا سفيان, عن سلمة بن كهيل, عن القاسم بن مخيمرة, عن أبي عمار, عن قيس بن سعد قال: أمرنا بصوم عاشوراء(([2].
    سألت محمدا عن هذا الحديث وقلت له: حديث الحكم عن القاسم بن مخيمرة, عن عمرو بن شرحبيل، عن قيس بن سعد أصح أو حديث سلمة بن كهيل, عن القاسم , عن أبى عمار عن قيس بن سعد؟
    فقال: لم أسمعْ أحدا يقضي في هذا بشيء, إلا أن حديث سلمة بن كهيل أشبه عندي, إلا أن هذا خلاف ما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم في زكاة الفطر، قال ابن عمر: فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر(([3]. (([4]





    ([1]) أخرجه البزار (3745) والنسائي في الكبرى (2297).

    ([2]) أخرجه أحمد (23840) قال: حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا سفيان الثوري، عن سلمة بن كهيل، عن القاسم بن مخيمرة، عن أبي عمار، قال: سألت قيس بن سعد عن صدقة الفطر، فقال: " أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن تنزل الزكاة، ثم نزلت الزكاة، فلم ننه عنها، ولم نؤمر بها، ونحن نفعله "وسألته عن صوم عاشوراء فقال: " أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن ينزل رمضان، ثم نزل رمضان فلم نؤمر به، ولم ننه عنه ونحن نفعله.

    ([3]) أخرجه البخاري (1503).

    ([4]) التلخيص: هذا الحديث رواه القاسم بن مخيمرة واختلف عليه:
    فرواه الحكم عن القاسم عن عمرو بن شرحبيل عن قيس بن سعد.
    ورواه سلمة عن القاسم عن أبي عمار عن قيس بن سعد.
    فسئل البخاري عن أصحهما: فقال: لم أسمع أحدا من أهل العلم يقضي في هذا بشيء. وحديث سلمة أشبه بالصواب من حديث الحكم.
    قال البخاري في التاريخ الكبير (4847): حدثني ابن أبي الأسود، عن ابن مهدي: لم يكن بالكوفة أثبت من أربعة: منصور، وأبو حصين، وسلمة بن كهيل، وعمرو بن مرة، وكان منصور أثبت أهل الكوفة. اهـ. هذا من جهة الإسناد.
    أما من جهة المتن فهو يدل على أن زكاة الفطر غير مأمور بها وهذا مخالف للأحاديث الصحيحة كحديث ابن عمر فرض رسول الله زكاة الفطر.

  10. #170

    افتراضي رد: تعليقات على أحاديث من علل الترمذي الكبير

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الدين العراقي مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرا.
    قال الدارقطني في العلل(3902): والقول: قول شيبان ومن تابعه ممن ذكر فيه عمر بن عبد العزيز.
    وإذا احتملنا أن الوجهين محفوظان عن يحيى فما قولك في حديث عقيل ومن تابعه عن الزهري هل هو محفوظ أيضا؟
    وجزاكم آمين.
    وهو في الحقيقة ثلاثة أوجه، والوجه الثالث هو حديث الأوزاعي، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن عائشة رضي الله عنها.
    فتحتمل كل هذه الأوجه، للقرائن التي ذكرناها والمتابعات، فقد يكون للراوي الواحد عدة طرق للحديث الواحد.

    وفي حديث الأوزاعي وقع عند النسائي من رواية محمود بن خالد عن الوليد بن مسلم التسلسل بالسماع في طول الإسناد، لكنه إسناد شامي على عادتهم في ذلك.
    وخالفه محمد بن ميمون الإسكندراني صاحب الوليد بن مسلم كما عند الطحاوي فرواه عن الوليد مصرحا بالسماع إلى أبي سلمة قال: عن عائشة رضي الله عنها هكذا بالعنعنة.

    ووقع السماع في حديث الزهري عند النسائي أيضا عن إبراهيم بن الحسن المقسمي عن الحجاج، أنه قَالَ:
    حَدَّثَنَا اللَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ، بالحديث.
    قلتُ: قد خالفه أحمد [25338]، فقال: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُقَيْلٌ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ وذكر الحديث.
    وتوبع عند الطحاوي من طريق عَبْد اللَّهِ بْن صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: وذكر الحديث.
    وهذه الأنأنة عند بعضهم أصرح في الإرسال.
    وقد رد ذلك الإمام مسلم رحمه الله هذا جازما بأن رواية الزهري محفوظة متصلة، فقال في صحيحه باب صحة الاحتجاج بالحديث المعنعن:
    وَرَوَى الزُّهْرِيُّ وَصَالِحُ بْنُ أَبِي حَسَّانَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ؛ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ". اهـ.
    وقال ابن عبد البر في "التمهيد" ٢٢/ ١٣٩:
    "روى هذا الحديث أبو سلمة عن عروة عن عائشة، وسماع أبي سلمة من عائشة صحيح وهو أسن من عروة". اهـ.



    وقد قال الإمام ابن حبان رحمه الله في صحيحه [3545] بعدما خرج حديث الزهري عن أبي سلمة، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
    " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُ بَعْضَ نِسَائِهِ وَهُوَ صَائِمٌ "، قُلْتُ لِعَائِشَةَ: فِي الْفَرِيضَةِ وَالتَّطَوُّعِ؟ قَالَتْ عَائِشَةُ: " فِي كُلِّ ذَلِكَ، فِي الْفَرِيضَةِ وَالتَّطَوُّعِ ". اهـ.
    قال رحمه الله: "سَمِعَ هَذَا الْخَبَرَ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، وَسَمِعَهُ مِنْ عَائِشَةَ نَفْسِهَا،
    وَالدَّلِيلُ عَلَى صِحَّتِهِ: أَنَّ مَعْمَرًا، قَالَ: عَنِ الزُهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: فِي الْفَرِيضَةِ وَالتَّطَوُّعِ؟
    فَمَرَّةً أَدَّى الْخَبَرَ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، وَأُخْرَى أَدَّى الْخَبَرَ عَنْهَا نَفْسِهَا". اهـ.
    قلت: رواه ابن حبان من طريق ابن أبي السري صاحب عبد الرزاق، وهو ضعيف، وزيادته منكرة.

    والله أعلم.
    .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •