رُوي من حديث سمرة بن جندب ، وأبي هريرة ، وأبي موسى الأشعري ، وأبي ذر ، ومن قول ابن مسعود.

[حديث سمرة بن جندب]
رواه عوف الأعرابي ، واختُلف عليه:
- فرواه غندر ، وهوذة بن خليفة ، وابن المبارك ، ومحمد ابن أبي عدي ، جميعهم عنه ، عن رجل ، عن سمرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن المرأة خلقت من ضلع، وإنك إن ترد إقامة الضلع تكسرها، فدارها تعش بها».
أخرجه أحمد (20093) ، والحارث في "مسنده" (496) ، والروياني في "مسنده" (851) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (19270) ، وابن أبي الدنيا في "النفقة على العيال" (470) ، وفي "مداراة الناس" (165).

- ورواه محبوب بن الحسن ، وجعفر بن سليمان ، والضحاك بن مخلد ، عنه ، عن أبي رجاء العطاردي ، عن سمرة به.
أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (4178) ، والحاكم في "المستدرك" (7333) ، والطبراني في "الكبير" (6992) ، وفي "الأوسط" (8489) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (609) ، والبزار في "مسنده" (4517) (4518) ، والدارقطني في "الأفراد".

قال الحاكم: ((هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه)).
وقال الطبراني: ((لم يرو هذا الحديث عن عوف إلا جعفر بن سليمان)).
وتعقبه الحافظ ابن حجر في "الإتحاف" (53/6) ، فقال: ((كَذَا قَالَ!. وَطَرِيقُ الْحَاكِمِ تُرَدُّ عَلَيْهِ)).
وقال الدارقطني كما في "الأطراف" (2198): ((تفرد به جعفر بن سليمان عن عوف، عن أبي رجاء)).
وقال البزار: ((وهذا الحديث قد رواه عن عوف جماعة، عن أبي رجاء، وقال بعضهم عن رجل، وهو شعبة، ورواه شعبة والثوري، عن عوف عن رجل عن سمرة)).

قلت: الوجه الأول أصح.
ومما يشبه هذا ما جاء في "العلل" للدارقطني (1848):
"وسئل عن حديث ابن سيرين، عن أبي هريرة، قال رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: حَرِيمُ الْبِئْرِ أَرْبَعُونَ ذِرَاعًا مِنْ جَوَانِبِهَا كُلُّهَا لِأَعْطَانِ الْإِبِلِ وَالْغَنَمِ وَابْنِ السَّبِيلِ أَوِ الشَّارِبِ، وَلَا يُمْنَعُ فَضْلُ الْمَاءِ لِيُمْنَعَ بِهِ الْكَلَأُ.
فَقَالَ: ((يَرْوِيهِ عَوْفٌ الْأَعْرَابِيُّ ، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ؛
فَرَوَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
قَالَهُ أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ زِيَادٍ الْجَمَّالُ عَنْهُ.
وَخَالَفَهُ سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ ويعقوب الدورقي فروياه عن هشيم، عن *عوف، *عن *رجل لم يسمه عن أبيه هريرة، وَهُوَ الصَّوَابُ))".

ورواه *عيسى *بن *يونس قال: حدّثنا شيخ لنا قال: سمعت سمرة بن جندب يقول على منبر البصرة: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «إنما المرأة خلقت من ضلع عوجاء فإن تحرص على إقامتها تكسرها فدارها تعش بها».
أخرجه ابن قتيبة في "عيون الأخبار" (76/4) معلقاً.
وعيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي ، بينه وبين سمرة ، ثلاثة من الرواة !. فكيف يروي عن شيخ ، عنه ؟!
والشيخ ، مجهول لا يُعرف.


[حديث أبي هريرة]
أخرج الطبراني في "الأوسط" (9081) ، وفي "مسند الشاميين" (387/1) ، (2457) ، عن مسلمة بن جابر، نا منبه بن عثمان، حدثني صدقة، نا الوضين بن عطاء، عن عطاء الخراساني، عن الحسن، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المرأة خلقت من ضلع، ولا يستقيم لك على خلق واحد، فإن تقمها تكسرها، *فدارها *تعش *بها».

ومسلمة بن جابر ، لم يرو عنه سوى الطبراني ، وقال الذهبي: ((مجهول الحال)).
وصدقة بن عبد الله السمين ، قال أحمد: ((ضعيف ، ليس يسوى حديثه شيئا ، أحاديثه مناكير)) ، وقال: ((ليس بشىء ، ضعيف الحديث)) ، وقال يحيى بن معين ، وأبو زرعة ، والبخارى ، والنسائى ، وغير واحد : ((ضعيف)) ، وقال مسلم: ((منكر الحديث)) ، وقال أبو حاتم: ((لين يكتب حديثه ، ولا يحتج به)) ، وقال: ((محله الصدق ، وأنكر عليه القدر فقط)) ، وقال العقيلي: ((ضعيف الحديث ، ليس بشىء ، أحاديثه مناكير)) ، وقال ابن عدي: ((أحاديثه منها ما يتابع عليه ، وأكثرها مما لا يتابع عليه ، وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق)) ، وقال ابن حبان: ((كَانَ مِمَّن يَرْوِي الموضوعات عَن الْأَثْبَات لَا يشْتَغل بروايته إِلَّا عِنْدَ التَّعَجُّب... يَرْوِي عَن مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ بنسخة مَوْضُوعَة يشْهد لَهَا بِالْوَضْعِ من كَانَ مبتدئا فِي هَذِه الصِّنَاعَة فَكيف المتبحر فِيهَا)).

وخُولف ، فرواه يحيي بن سلام ، عن الحسن بن دينار، عن الحسن البصري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن المرأة خلقت من ضلع، وإنك إن ترد إقامة الضلع تكسرها، فدارها تعش بها)).
أخرجه ابن أبي زمنين في "تفسيره" (344/1).

والحسن بن دينار ، قال الفلاس: ((ما هو عندي من أهل الكذب لكن لم يكن بالحافظ وحدث عنه أبو الوليد)) ، وقال: ((كان يحيى، وَعبد الرحمن لا يحدثان عنه)) ، وقال: ((أجمع أهل العلم بالحديث أنه لا يروى عنه)) ، وقال ابن المبارك: ((اللهم لا أعلم إلا خيرا ولكن وقف أصحابي فوقفت)) ، وقال البخاري: ((تركه يحيى، وَعبد الرحمن، وَابن المبارك، ووكيع)) ، وقال ابن حبان: ((يحدث الموضوعات عن الأثبات، ويخالف الثقات في الروايات حتى يسبق إلى القلب أنه كان يتعمد لها، تركه ابن المبارك ووكيع، وأما أحمد بن حنبل ويحيى بن معين فكانا يكذبانه)) ، وقال ابن معين: ((ليس بشيء)) ، وقال: ((ضعيف)) ، وقال أحمد: ((لا يُكتب حديثه)) ، وقال أبو حاتم: ((متروك الحديث كذاب)) ، وقال الدارقطني: ((ضعيف الحديث)) ، وقال: ((متروك الحديث)) ، وقال: ((متروك، وليس يجوز الاحتجاج بروايته، لو لم يكن له مخالف)) ، وقال ابن عَدِي: ((وللحسن بن دينار أصناف كثيرة وقال عبدان كان عند شيبان عن الحسن بن دينار خمسة وعشرين ألفا يعني أصنافه وله حديث كثير وقد حدث عنه من الكبار من ذكرته وأمليته مُحَمد بن إسحاق وشيبان بن عَبد الرحمن وزهير بن معاوية والحسن بن صالح وسفيان الثَّوْريّ ولابن إسحاق عنه غير ما ذكرته من الحديث وقد أجمع من تكلم في الرجال على ضعفه على أني لم أر له حديثا قد جاوز الحد في الإنكار، وَهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق)) ، وقال أبو خيثمة: ((كذاب)) ، وقال ابن المديني: ((ضعيف ليس بشيء)) ، وقال أبُو داود: ((ليس بشيء)) ، وقال: ((ليس بثقة)) ، وقال النَّسَائي: ((ليس بثقة، وَلا يكتب حديثه)) ، وقال: ((متروك الحديث)) ، وقال الفسوي: ((ضعيف)) ، وقال: ((متروك)) ، وقال الجُوزْجَاني: ((ذاهب)) ، وقال السَّاجِي: ((كان يتهم ويكثر الغلط تركه وكيع، وَابن حنبل)) ، وقال ابن سعد: ((ضعيف في الحديث ليس بشيء)) ، وقال البزار: ((ليس بالقوي في الحديث)) ، وقال ابن حجر: ((ذكره في الضعفاء كل من ألف فيهم)).

[حديث أبى موسى الأشعري]
رواه مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ فَضَالَةَ السُّوسِيُّ ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عِصْمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ مَيْمُونَ الْخَوَّاصُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمَرْأَةُ كَالضِّلَعِ *فَدَارِهَا *تَعِشْ *بِهَا ".
أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (481/10) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (21/25).

ومحمد بن أحمد بن عصمة ، روى عنه جماعة من الثقات ، ولم يذكروا فيه جرحاً ، ولا تعديلاً ، فهو مستور الحال.
وسلم بن ميمون ، قال محمد بن عوف: ((كان دفن كتبه وكان يحدث من حفظه فيغلط)) ، وقال أبو حاتم: ((أدركته، ولم أكتب عنه، روى عن أبي خالد الاحمر حديثا منكر شبه الموضوع)) ، وقال العقيلي: ((حَدَّثَ بِمَنَاكِيرَ، لَا يُتَابَعُ عَلَيْهَا)) ، وقال ابن عَدِي: (روى عن جماعة ثقات ما لا يتابعه الثقات عليه، أسانيدها ومتونها)) ، وقال: ((وله غير ما ذكرت أحاديث مقلوبة، مقلوب الإسناد والمتن، وهو في عداد المتصوفة الكبار، وليس الحديث من عمله، ولعل كان يقصد أن يصيب فيخطىء في الإسناد والمتن، لأنه لم يكن من عمله)) ، وقال ابن حبان: ((من عباد أهل الشَّام وقرائهم مِمَّن غلبت عَلَيْهِ الصّلاح حَتَّى غفل عَن حفظ الحَدِيث وإتقانه فَرُبمَا ذكر الشَّيْء بَعْد الشَّيْء ويقلبه توهما لَا تعمدا فَبَطل الِاحْتِجَاج بِمَا يَرْوِي إِذَا لَمْ يُوَافق الثِّقَات)).

والربيع بن بدر ، قال ابن معين: ((ليس بشيء)) ، وقال: ((ليس بِثِقَة)) ، وقال: ((ضعيف)) ، وقال أحمد: ((لا يسوي حديثه شيئًا ثم قال: الربيع بن بدر، ومثنى بن الصباح، أحب إلي من عطاء بن عجلان ولا يكتب حديثه)) ، وقال البخاري: ((ضعفه قتيبة)) ، وقال: ((يُخالف في حديثه)) ، وقال أبو داود: ((ليس بشئ)) ، وقال: ((ضعيف)) ، وقال النسائي ، ويعقوب بن سفيان ، وابن خراش ، والأزدي ، وأبو زرعة: ((متروك)) ، وقال النسائي أيضاً: ((ليس بثقة ، ولا يكتب حديثه)) ، وقال الجوزجاني: ((واهي الحديث)) ، وقال أبو حاتم: ((لا يشتغل به ولا بروايته فإنه ضعيف الحديث ، ذاهب الحديث)) ، وقال ابن عدي: ((عامة رواياته عن من يروى عنه مما لا يتابعه عليه أحد)) ، وقال العجلي ، والبيهقي ، ومحمد بن عثمان بن أبى شيبة ، وأبوه عثمان: ((ضعيف)) ، وقال الحاكم ، وابن حبان: ((يقلب الأسانيد ، ويروى عن الثقات المقلوبات ، وعن الضعفاء الموضوعات)) ، وقال الدارقطني: ((منكر الحديث، عن مالك والمدنيين)) ، وقال: ((متروك الحديث)) ، وقال: ((ضعيف)) ، وقال البزار: ((ليِّن الحديث)) ، وقال ابن حزم: ((ساقط بإجماع)).
وأبوه بدر بن عمرو ، وجده عمرو بن جراد ، كلاهما مجهولان.

[حديث أبي ذر]
رواه الجريري [ثقة اختلط] ، واختُلف عليه:
- فرواه إسماعيل ابن علية [سمع منه قبل الاختلاط] ، عنه ، عن أبي السليل، عن نعيم بن قعنب الرياحي، قال: أتيت أبا ذر، فلم أجده...فذكر قصة ، ثم قال أبو ذر: قال رسول الله : «المرأة ضلع، فإن تذهب تقومها تكسرها، وإن تدعها ففيها أود وبلغة».
أخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (9107) ، وأحمد (21339) ، وابن أبي الدنيا في "النفقة على العيال" (480) ، والسرقسطي في "الدلائل"(839/2) ، والخطابي في "غريب الحديث" (273/2) ، والطبري في "تهذيب الاثار مسند عمر" (552).

- ورواه معمر ، وعبد الوارث بن سعيد ، وحماد بن زيد ، وشعبة بن الحجاج [هؤلاء سمعوا منه قبل الاختلاط] ، وسالم بن نوح ، وعبد الرحمن بن عثمان [سمعا منه بعد الاختلاط] ، عنه ، عن أبي العلاء بن عبد الله بن الشخير، عن نعيم بن قعنب، قال: خرجت إلى الربذة، فإذا أبو ذر، قد جاء فكلم امرأته في شيء، فكأنها ردت عليه، وعاد فعادت، فقال: ما تزدن على ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المرأة كالضلع، فإن ثنيتها [أقمتها] انكسرت وفيها بلغة وأود».
هذا لفظ معمر ، ولفظ عبد الوارث «إِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ فَإِنْ تُقِمْهَا، كَسَرْتَهَا، فَدَارِهَا، فَإِنَّ فِيهَا أَوَدًا وَبُلْغَةً». وفي رواية «إن المرأة خلقت من ضلع، وإنك إن ترد أن تقيمها تكسرها، وإن تدارها فإن فيها أودا وبلغة».
ولفظ حماد "المرأة كالضلع، فإن أردت أن تقيمه كسرته، فاستمتع به، فإن فيه *أودا *وبلغة".
ولفظ شعبة ، وسالم «*مَثَلُ *الْمَرْأَةِ *كَالضِّلَعِ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تُقِيمَهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنِ اسْتَمْتَعْتَ بِهِ وَفِيهِ أَوَدٌ».

أخرجه أحمد (21454) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (747) ، وفي "التاريخ الكبير" (221/2) ، والدارمي (2267) ، ومن طريقه ابن المحب الصامت في "الصفات" (645/1) ، وأخرجه البزار (3969) (3970) ، وعبد الرزاق في "المصنف" (7878) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1375) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (490/29) ، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (6817) (6818).

قال البزار: ((وَهَذَا الْكَلَامُ لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ أَبِي ذَرٍّ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَلَا نَعْلَمُ رَوَى عَنْ نُعَيْمِ بْنِ قَعْنَبٍ إِلَّا أَبُو الْعَلَاءِ، وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ)). هكذا جاء في "مسنده" ، وجاء في "كشف الأستار": ((لا نعلمه عن أبي ذر إلا من هذا الوجه، *ونعيم *بصري *مجهول)).

- ورواه جعفر الأحمر ، عنه ، عن رجل ، عن ابن قعنب ، عن أبي ذر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ((المرأة خلقت من ضلع متى تقمه تكسره، وفيهن *أود *وبلغة)).
أخرجه ابن أبي شيبة كما في "الإتحاف" للبوصيري (3182).
قال البوصيري: ((هذا إسناد ضعيف، لجهالة بعض رواته)).

قال ابن أبي حاتم في "العلل" (686): "وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّة ، عَنْ سَعِيدٍ الجُرَيري ، عَنْ أَبِي السَّلِيل ، عَنْ نُعَيم ابن قَعْنَب الرِّياحي؛ قَالَ: أتيتُ أَبَا ذرٍّ، فَدَعَا لِي بطَعام، فَقَالَ لِي: إِنِّي صائِم، ثُمَّ قَامَ فصلَّى، ثُمَّ طَعِمَ، فقلتُ: أَلَيْسَ قلتَ: إِنِّي صائِم؟ … فَذَكَرَ الحديثَ.
قلتُ: وروى هذا الحديثَ عبد الوارث ، عَنْ سَعِيدٍ الجُرَيري، عَنْ أَبِي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير، عن نُعَيم ابن قَعْنَب.
قلتُ لَهُمَا: فأيُّهما الصَّحيحُ؟
فَقَالَ أَبِي: ((حديثُ أَبِي الْعَلاءِ أصَحُّ)).
وقال أبوزرعة: ((حديثُ أَبِي الْعَلاءِ الصَّحيحُ؛ كَذَا رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة))."


وقال الدارقطني في "العلل" (1124): ((يَرْوِيهِ *الْجُرَيْرِيُّ *عَنْ *أَبِي *الْعَلَاءِ يَزِيدَ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنِ ابْنِ قَعْنَبٍ
وَقَالَ جَعْفَرٌ الْأَحْمَرُ: عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ لَمْ يُسَمِّهِ
وَكَنَّاهُ غَيْرُهُ أبَا الْعَلَاءِ، وَهُوَ الصَّوَابُ)).

قلت: وقد انفرد عبد الوارث بذكر لفظ المداراة ، ولم يذكره الأكثرون ، فالظاهر أنه غير محفوظ.

[قول عبد الله بن مسعود]
سبق الكلام عليه هنا.

وأصل الحديث ثابت في الصحيحين من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ، فَإِنَّ المَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلَاهُ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ».

والله أعلم.