الأمر لله (قصيدة)
د. عبدالحكيم الأنيس
(هذه قصيدة في توديع أحد طلابي وخال الأولاد: ثائر بن صُبحي الراوي البغدادي، بطل العراق والعرب وآسيا في رياضة بناء الأجسام، وقد تُوفي ببغداد يوم الإثنين (5) من شوال سنة (1442) الموافق (17) من مايو عام (2021) عن خمسين عامًا، متأثرًا بكورونا ومضاعفاتها، تاركًا أمًّا وزوجًا وخمسة أبناء، أصغرُهم في السادسة من عمره.
وكان قد لازمني مدةً، وأخذ عني "الجواهر" للجزائري، و"شرح الأجرومية" للسعدي، و"الغاية" لأبي شجاع، و"اللطف" لابن الجوزي، وافترقنا بعدُ فلم نلتق منذ سنين.
وكان - فيما علمتُ - حييًا سخيًا ذا مبراتٍ وصدقاتٍ.
وكان سليمَ القلب واليد للناس، إنْ لم ينفعْ فلا يضر.
رحمه الله رحمة واسعة، وكتبَه عنده في المُحسنين، وجعلَ كتابَه في عليين، وخلفَه في عقبهِ في *الغابرين)[1].
الأمرُ للهِ، هُوَ الآمرْ
وهْوَ العزيزُ الباطِنُ الظاهِرْ
لا يَملكُ الإنسانُ مِنْ أمرٍ
واللهُ -لا نِدَّ لهُ - القاهِرْ
لكنّنا ندعوهُ في ذُلٍّ
أنْ يَجبُرَ المكسورَ في الخاطِرْ
نقولُ فيما قد عَرا حُزنًا
والطَّرْفُ ممّا قد جَرى ماطِرْ:
عجَّلتَ بالرحلةِ يا (ثائرْ)
ولم تُودِّعْ ناظِرًا ناظِرْ[2]
يَرْحمُك الرحمنُ في مثوى
يأوي إليه الناسُ في الآخِرْ
ولْيَجعل اللهُ به نُورًا
كالشمسِ في إشراقِها باهِرْ
يا ربِّ واجبْرْ أمَّهُ جَبْرًا
تَرْضى به عن حُزنِها الآسِرْ