تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: اللهُمَّ لَا تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يعبد

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي اللهُمَّ لَا تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يعبد

    7358 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ لَا تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا، لَعَنَ اللهُ قَوْمًا اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ " (1)
    __________

    (1) إسناده قوي، حمزة بن المغيرة: هو ابن نشيط المخزومي الكوفي، قال ابن معين: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
    وأخرجه الحميدي (1025) ، وابن سعد 2/241-242، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/43 و44 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد - وفي الموضع الأول عند ابن عبد البر الشطر الأول من الحديث فقط.
    وأورد هذا الشطر منه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/47 من طريق سفيان، به. وانظر ما سيأتي برقم (8804) .
    والشطر الثاني، سيأتي نحوه في "المسند" برقم (7826) من طريق سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة.
    وفي الباب عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار مرسلا، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند مالك في "الموطأ" 1/172، ومن طريقه ابن سعد 2/240-241. ووصله البزار (440- كشف الأستار) ، ومن طريقه ابن عبد البر 5/42-43 عن سليمان بن سيف، عن محمد بن سليمان بن أبي داود الحراني، عن عمر بن صهبان، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وفي سنده عمر بن صهبان، ويقال: عمر بن محمد بن صهبان المدني، وهو ضعيف باتفاقهم، والتبس أمره على أبي عمر ابن عبد البر فظنّه عمر بن محمد -وهو ابن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخظاب- الثقة!
    قال أبو عمر ابن عبد البر 5/45: الوثن: الصنم، وهو الصورة من ذهب كان أو من فضة، أو غير ذلك من التمثال، وكل ما يعبد من دون الله فهو وثن، صنما كان أو غير صنم؛ وكانت العرب تصلي إلى الأصنام وتعبدها، فخشي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على أمته أن تصنع كما صنع بعض من مضى من الأمم: كانوا إذا مات لهم نبي عكفوا حول قبره كما يصنع بالصنم، فقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللهم لا تجعل قبري وثنا يصلى إليه، ويسجد نحوه ويعبد فقد اشتد غضب الله على من فعل ذلك"، وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحذر أصحابه وسائرته من سوء صنيع الأمم قبله، الذين صلوا إلى قبور أنبيائهم، واتخذوها قبلة ومسجدا كما صنعت الوثنية بالأوثان التي كانوا يسجدون إليها ويعظمونها وذلك الشرك الأكبر فكان النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخبرهم بما في ذلك من سخط الله وغضبه، وأنه مما لا يرضاه خشية عليهم امتثال طرقهم.
    الكتاب: مسند الإمام أحمد بن حنبل
    المؤلف: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني (المتوفى: 241هـ)
    المحقق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون
    إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: اللهُمَّ لَا تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يعبد

    21- باب ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثاناً تعبد من دون الله

    باب ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثاناً تعبد من دون اللهروى مالك في الموطأ: أن رسول الله ﷺ قال: اللهم لا تجعل قبري وثنا يُعبد. اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد.
    ولابن جرير بسنده عن سفيان عن منصور عن مجاهد: أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى [النجم: 19] قال: "كان يلت لهم السويق فمات، فعكفوا على قبره".
    وكذا قال أبو الجوزاء عن ابن عباس: "كان يلتُّ السويق للحاج". وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "لعن رسول الله ﷺ زائرات القبور، والمتخذين عليها المساجد والسُّرج" رواه أهل السنن.

    الشيخ:
    الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
    أما بعد:
    فهذا الباب كالبابين قبله أراد المؤلف بهذه الأبواب التحذير من الغلو في قبور الصالحين والأنبياء والملائكة وغيرهم، وأن الواجب على المؤمن الحذر من الغلو في الصالحين مطلقًا أنبياء وملائكة أو غيرهم، يجب الحذر من ذلك لأن من قبلنا ابتلوا بهذا الشيء ووقعوا فيه من اليهود والنصارى فالواجب الحذر من ذلك، ولهذا تقدم قوله رحمه الله: باب ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم الغلو في الصالحين، وتقدم قوله: باب ما جاء من التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح فكيف إذا عبده، ثم ذكر الباب هنا: باب ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثانًا تعبد من دون الله، والمقصود من هذا الحذر من الغلو في أهل الصلاح، سواء كانوا أنبياء أو ملائكة أو غيرهم.
    فالواجب أن ينزلوا المنزلة التي أنزلهم الله إياها، فلا يدعون مع الله ولا يستغاث بهم ولا ينذر لهم ولا تتخذ قبورهم مساجد ولا يطاف بها إلى غير ذلك.
    وقد وقع هذا في بني إسرائيل فاتخذوها مساجد وعبدوهم من دون الله من اليهود والنصارى، ووقع في هذه الأمة الذي خافه النبي صلى الله عليه وسلم وقع في هذه الأمة فاتخذت كثيرًا من القبور آلهة تعبد من دون الله، كما وقع في كثير من الأمصار كما وقع في مصر عند قبر الحسين والبدوي وغيرهما، وفي العراق عند قبر أبي حنيفة وعند قبر الشيخ عبدالقادر الجيلاني، وقبور أخرى، فالواجب على أهل الإسلام الحذر من هذه الفتنة والبلية.
    أما زيارة الصالحين للسلام عليهم والدعاء لهم لا بأس، يقول النبي ﷺ: زوروا القبور؛ فإنها تذكركم الآخرة، فالزيارة إلى الذكرى والدعوة للأموات هذا لا بأس به، أما أن يزاروا ليدعوا من دون الله ويصلى عند قبورهم ويعكف عند قبورهم ويتبرك بها هذا هو المنكر.
    وإذا كان الأمر فوق ذلك بأن دعوا مع الله واستغيث بهم صار الأمر أكبر، وهذا الشرك الأكبر.

    روى مالك في الموطأ عن النبي ﷺ أنه قال: اللهم لا تجعل قبري وثنًا يعبد ومالك هو مالك بن أنس، مالك بن أنس بن أبي عامر الأصبحي رحمه الله إمام دار الهجرة في زمانه وأحد الأئمة الأربعة المتوفى سنة 179، وموطئه كتاب جمع فيه آثارًا وأخبارًا سماها الموطأ عن النبي ﷺ، مرسلاً عن زيد بن أسلم، ويروى مرفوعًا متصلاً عن النبي ﷺ أنه قال: اللهم لا تجعل قبري وثنًا يعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، فهذا يبين أن اتخاذ القبور مساجد تسمى أوثانًا إذا عبدت من دون الله صارت أوثانًا مثلما تعبد الأصنام والأشجار والأحجار.
    اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يعني مصلى يصلون عندها سواء عبدوها أو ما عبدوها، لا يجوز؛ لأن الصلاة عندها وسيلة إلى الشرك بها.
    وهكذا فعلوا مع اللات كما روى ابن جرير، شخص كان يلت السويق للحاج في الطائف، فلما مات عكفوا على قبره وعكفوا على الصخرة التي كان يلت عليها، كان يساعد الحاج يلت لهم السويق، ويساعدهم، فقالوا: هذا رجل صالح فعبدوه من دون الله واستغاثوا به وصار وثنًا معروفًا عند الجاهلية وهكذا مناة في الجاهلية صخرة تعبد في المشلل عند قديد في طريق المدينة إلى مكة فأنزل الله في هذا: أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى ۝ وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى ۝ أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى ۝ تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى ۝ إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى [النجم: 19-23]
    فالواجب الحذر مما فعله أولئك، لا مع القبور ولا مع الأصنام ولا مع غير ذلك؛ لأن ما وقع فيه الأولون يوجب لنا الحذر حتى لا يصيبنا ما أصابهم، فلما وقع الأولون في الغلو في اللات والعزى وفي مناة وفي غيرها وجب على المتأخرين أن يأخذوا حذرهم وألا يتشبهوا بأولئك الهالكين.

    https://binbaz.org.sa/audios/1616/21...84%D9%84%D9%87

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: اللهُمَّ لَا تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يعبد


  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: اللهُمَّ لَا تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يعبد


  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: اللهُمَّ لَا تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يعبد

    وقد رواه مالك في الموطأ: 172، من وجه آخر- "مالك، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، أن رسول الله قال: اللهم لا تجعل قبري وثناً يُعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد". وهذا حديث مرسل. ورواه ابن سمد في الطبقات 2/ 2/35، عن معن بن عيسى، عن مالك. وقال السيوطي في شرح الموطأ 1: 186: "لا خلاف عن مالك في إرسال هذا الحديث. وهو حديث غريب، لا يكاد يوجد. قال: وزعم البزار أن مالكًا لم يتابعه أحد على هذا الحديث، إلا عمر بن محمَّد عن زيد بن أسلم، وليس بمحفوظ عن النبي -صلي الله عليه وسلم - من وجه من الوجوه، إلا من هذا الوجه، لا إسناد له غيره، إلا أن عمر بن محمَّد أسنده عن أبي سعيد الخدري عن النبي -صلي الله عليه وسلم -. وعمر بن محمَّد: ثقة، روى عنه الثوري
    وجماعة. قال: وأما قوله: اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد- فإنه محفوظ من طرق كثيره صحاح. هذا كلام البزار. قال ابن عبد البر: مالك عند جميعهم حجة فيما نقل، وقد أسند حديثه هذا عمر بن محمَّد، وهو من ثقات أشراف أهل المدينة، روى عنه مالك بن أنس والثوري وسليمان بن بلال. وهو عمر بن محمَّد [بن زيد] بن عبد الله بن عمر بن الخطاب. فهذا الحديث صحيح، عند من قال بمراسيل الثقات وعند من قال بالمسند، لإسناد عمر بن محمَّد له، وهو ممن تقبل زيادته. ثم أسنده من كتاب البزار، من طريق عمر بن محمَّد عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، مرفوعًا، بلفظ الموطأ، سواء. ومن كتاب العقيلي، من طريق سفيان، عن حمزة بن المغيرة عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم لا تجعل قبري وثنًا، لعن الله قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد". وقد وقع في مطبوعة السيوطي بعض الخطأ. فاسم "سليمان بن بلال" كتب "سليم"، و "سهيل بن أبي صالح" كتب "سهيل بن صالح". وهو خطأ مطبعي يقينًا، صححناه من شرح الزرقاني 1: 314، فهو فيما أظن - ينقل عن السيوطي. وزدنا في نسب "عمر بن محمَّد" - صلى الله عليه وسلم -[بن زيد]، لأنه هكذا في عمود النسب. وقد أفدنا من نقل السيوطي عن ابن عبد البر: أن العقيلي روى الحديث الذي هنا، من الوجه الذي رواه أحمد: من رواية سفيان عن حمزة بن المغيرة. أما حديث أبي سعيد الخدري - الذي نسبه ابن عبد البر للبزار - فقد ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 2: 28، بنحو هذا، وقال: "رواه البزار، وفيه عمر بن صهبان، وقد اجتمعوا على ضعفه". وانظر 3118.

    الكتاب: مسند الإمام أحمد بن حنبل
    المؤلف: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني
    المحقق: أحمد محمد شاكر

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •