تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الأمراض الجنسية.. عقوبة ربانية

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي الأمراض الجنسية.. عقوبة ربانية

    الأمراض الجنسية.. عقوبة ربانية


    علاء بكر


    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
    لم تشهد البشرية عبر تاريخها الطويل مثل ما وصلت إليه الحضارة الغربية الحديثة من الانحطاط الخلقي والاجتماعي، حيث تفشت الفواحش، وعم اقتراف الموبقات باسم الحرية الشخصية، وأطلقت حرية الممارسات الجنسية المحرمة والممارسات الجنسية الشاذة، ولم يعد من المستغرب أن يكون للرجل عشيقة أو أكثر، وكذلك للمرأة، بل صارت الدعارة مهنة وحرفة لها منظموها، وتفاقم السعار الجنسي بين الشباب، فالكل يبحث عن المزيد من الإثارة والمتعة، والشواذ لهم من يدافع عنهم، ويقر زواج الرجل بالرجل وزواج المرأة بالمرأة، ولهذا تفشت الأمراض الجنسية بشكل ملحوظ، وتعددت أنواعها، وظهر منها ما لم يكن معروفاً من قبل، ورغم قدم العديد من الأمراض الجنسية إلا أن العلم الحديث لم يستطع القضاء عليها، بل انضمت إليها أمراض جنسية جديدة هي أشد فتكاً وضرراً، وعادت بعض الأمراض الجنسية القديمة تظهر في أطوار جديدة أشد تأثيراً.

    ورغم كل ذلك فالغرب يروج لما هو عليه بين شعوب العالم شرقاً وغرباً، ويربط الاستفادة من تقدمه العلمي ودعمها المادي بتبني نموذجه الاجتماعي الخلقي بدعوى إطلاق الحريات، وتحرير الإنسان والارتقاء بمستوى المعيشة. وتعد الأمراض الجنسية المتفشية في المجتمعات البشرية على تنوعها وما تحصده من الأرواح، وتكبده من المليارات من الدولارات سنوياً هي عقوبة ربانية دنيوية عاجلة، إلى جانب ما ينتظر أصحابها من العقوبات الأخروية، ولا غرابة في ذلك؛ ففي الحديث المرفوع: «إذا ظهر الربا والزنا في قرية فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله» (رواه الحاكم وصحح إسناده) ، وافقه الذهبي وحسنه الألباني، وفي الحديث المرفوع أيضاً: «لم تظهر الفاحشة في قوم حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكون مضت في أسلافهم الذي مضوا» (رواه ابن ماجة، وصححه الألباني).
    ويؤيد كذلك أنها عقوبة ربانية أمور منها:
    1 - إن هذه الأمراض الجنسية لها خصائص ليست لغيرها، مما يحفظ بقاءها واستمرارها، ويمنع استئصالها والقضاء عليها، فليست كغيرها من الأمراض يمكن السيطرة الكاملة عليها نتيجة التقدم الطبي الحديث.

    2 - إن المصابين بها من أشد المرضى بؤساً، وأكثرهم معاناة نفسياً وبدنياً، فهذه الأمراض تنغص عليهم حياتهم، وتضطرب معها معيشتهم، وقد يمتد أثرها طوال العمر بالعقم أو الآلام المزمنة، وقد تمتد إلى ذراريهم ومن حولهم.
    3 - إن الميكروبات المسببة للأمراض الجنسية تمتاز عن غيرها بسرعة انتشارها وشدة تأثيرها، فيكفي اتصال جنسي واحد محرم لينقل لفاعله أكثر من مرض جنسي تناسلي عبر جلد الجسم الخارجي، كما أن هذه الميكروبات متغيرة الأطوار، منوعة من جراثيم وفطريات وفيروسات، لذا تتعدد الأمراض الجنسية، وتختلف في آثارها وأعراضها ومظاهرها المرضية.
    مرض الزهري:
    فمرض الزهري يصيب الأعضاء التناسلية، ويمتد أثره إلى أعضاء الجسم الأخرى عبر ثلاثة أطوار للمرض، وينتقل من المرأة المصابة إلى جنينها عند الحمل، ومضاعفاته تهدد حياة المصاب به.

    مرض السيلان:
    أما مرض السيلان فيمتد إلى مجرى البول وعنق المثانة البروستاتا في الرجال، وإلى عنق الرحم والرحم والمبيضين في النساء، وقد يسبب العقم للجنسين، وتمتد مضاعفاته إلى مفاصل الجسم وأعضائه الأخرى.

    الهربس الجنسي:
    أما مرض الهربس الجنسي، فيبدأ بحكة يعقبها ظهور بثور وتقرحات كثيرة العدد، تزداد في الحجم مع الوقت مسببة آلاماً شديدة، وقد تتآكل هذه التقرحات وتلتهب، فيخرج منها الصديد، وقد تمتد إلى الفخذين ومنطقة العانة، ويصاحبها تضخم للغدد الليمفاوية في منطقة الإصابة، وهي مما لا علاج فعال لها.

    وهناك أمراض جنسية أخرى يصاحبها ظهور تقرحات، أو ثآليل وأورام حول الأعضاء التناسلية تسبب الألم الحسي والقلق النفسي، وغالبها نتيجة فيروسات يحتاج علاجها لوقت طويل، ويصعب في العادة منع مضاعفاتها، خاصة إذا تأخر المريض في بدء علاجها حرجاً أو خوف الافتضاح.
    وبالإضافة إلى هذه الأمراض الجنسية فهناك أمراض أخرى تنتقل عبر الاتصال الجنسي هي من أمراض الجهاز البولي، ومن الأمراض الجلدية تنتقل بالملامسة من المصاب إلى السليم، تسببها ميكروبات وفطريات وطفيليات تنتشر أيضاً بين طالبي المتعة الحرام، والشواذ جنسياً، فتسبب التهاب المجاري البولية، والالتهابات الفطرية والطفيلية.
    مرض الإيدز:
    ويعد مرض الإيدز (فقدان المناعة المكتسبة) أسوأ الأمراض التي ظهرت حديثاً في قائمة الأمراض الجنسية، ورغم أن بداية ظهوره كان بين الشواذ جنسياً، فقد صار ينتقل لغيرهم من غير الشواذ، بل وبين متعاطي المخدرات عن طريق الحقن الغير معقمة، ورغم مرور ربع قرن تقريباً على اكتشاف المرض، فلم يستطع العلم الحديث السيطرة عليه أو التوصل إلى علاجه، وينتهي المرض بالوفاة الحتمية للمريض بعد رحلة عذاب بلا مداواة، فيالها من عقوبة ربانية رادعة، فهل من معتبر؟؟











  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: الأمراض الجنسية.. عقوبة ربانية

    الأمراض الجنسية عقوبة ربانية (2)


    كتبه/ د.علاء بكر


    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

    تحدث الأمراض الجنسية نتيجة الاتصال الجنسي المحرم المباشر، وهي أمراض لها تداعياتها الخطيرة على الفرد والمجتمع، والمتأمل في أحوال المصابين ومعاناتهم يدرك أن هذه الأمراض إنما هي عقوبة دنيوية عاجلة لأصحابها الذين مارسوا الاتصال الجنسي المحرم، إذ تختص هذه الأمراض بخصائص تختلف عن سائر الأمراض الأخرى، وهذه الخصائص منها ما يتعلق بالمريض المصاب، وهو ما سنخصه بالكلام في هذا المقال، ومنها ما يتعلق بالميكروبات المسببة لهذه الأمراض، وهو ما سنتكلم عنه إن شاء الله -تعالى- في مقال لاحق.

    فمن عجائب الأمراض الجنسية الدالة على أنها عقوبة خاصة للمصابين بها دون غيرهم من الذين لا يشاركونهم هذه المتع المحرمة:

    1- أن هذه الأمراض لا تظهر إلا عند الممارسين للمتع المحرمة من البالغين المكلفين، فهي تنتشر بين هذه النوعية من البشر دون غيرهم، فالحيوانات على اختلافها وكثرتها وممارستها للجنس بلا ضوابط لا تصيبها هذه الأمراض الجنسية، وكذلك المتزوجون الذين يمارسون الاتصال الجنسي بصورة شرعية داخل إطار الزواج الشرعي لا تصيبهم هذه الأمراض الجنسية، حتى مع تعدد الزوجات الشرعيات، فهي أمراض لا تصيب إلا الإنسان، ولا تعيش إلا عليه، ولا تنتقل من إنسان إلى آخر إلا عبر الاتصال الجنسي الحرام، فهي عقوبة للعصاة دون غيرهم.

    2- أن الممارس للمتعة الحرام معرض للإصابة بأكثر من مرض جنسي واحد، بمجرد ممارسة الجنس المحرم لمرة واحدة فقط، فقد يكتشف الزاني أنه قد أصيب بأكثر من مرض جنسي في وقت واحد، وهو بعد ذلك قد ينقل هذه الأمراض التي أصابته كلها إلى غيره ممن يعاشره معاشرة جنسية بعدها.

    3- إن المصاب بالأمراض الجنسية معرض للإصابة بالعقم وعدم القدرة بعد ذلك على الإنجاب؛ إذ تمتد مضاعفات المرض من الأعضاء التناسلية الخارجية إلى البروستاتا والخصيتين في الرجال، وإلى الرحم والمبيضين في النساء، فتصيب صاحبها بالعقم بإتلافها لهذه الأعضاء الهامة؛ فيحرم هذا المستحل للمحرمات من القدرة على الإنجاب طوال حياته، فيا لها من عقوبة لا تعرف إلا في هذه الأمراض الجنسية!

    4- أن المرأة المصابة بالأمراض الجنسية تتعرض للإجهاض المتكرر خاصة في مرض الزهري، فلا يستمر لها حمل ويموت جنينها وهو في بطنها، وأسوأ من ذلك أنها إن كان لها مولود خرج منها يحمل نفس المرض، وتظهر أثاره عليه ويصاب بأمراض خلقية تصحبه طول العمر، وترى هذه الزانية أثار معصيتها في مولودها أمام عينيها طوال حياتها، وأسوأ من ذلك أن تنقل لمولودها مرض الإيدز القاتل، فلا تدوم حياة مولودها ويموت معها أو قبلها بمرض الإيدز القاتل، فيا لها من عقوبة لا تعرف عند غيرها!

    5- أن للأمراض الجنسية آلام حسية مبرحة، وآلام نفسية شديدة من الحكة الشديدة إلى البثور والتقرحات المؤلمة على أعضاء التناسل إلى الالتهابات الحادة والمزمنة حولها، قد تصل إلى حد تشويه مظهرها الخارجي، وتمتد أثارها لسنوات، فيعاقب هذا العاصي لشهور وسنوات على لحظات قصيرة من المتعة المحرمة الزائلة.


    6- أن هذه الأمراض الجنسية يصعب على المريض إخفائها، رغم حرجه منها وحرصه على تكتمها، فهو مضطر في النهاية إلى البوح بها وطلب علاجها في العيادات الخاصة، فينفضح أمره شاء أم أبى، وينتابه القلق النفسي جراء الشعور بالخجل من دناءة فعله ونظرة الازدراء من الآخرين إليه، رغم أن المريض في المعتاد يجد نظرة العطف والشفقة والحنان ممن حوله، أما في الأمراض الجنسية فيعاني العزلة والنفور حال معرفة ما اقترفه، وربما دفعه ذلك الشعور والقلق إلى إدمان المخدرات وتعاطي الخمور؛ ليتخلص بها من معاناته النفسية، فيزيد بلاءه بلاء!




  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: الأمراض الجنسية.. عقوبة ربانية

    الأمراض الجنسية عقوبة ربانية (3)

    كتبه/ د.علاء بكر

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
    ذكرنا أن الأمراض الجنسية عقوبة دنيوية عاجلة للمصابين بها دون غيرهم، وذكرنا بعض الأوجه الدالة على اختصاص المصابين بها بأمور ليست لغيرهم من المرضى، بما يدل على اختصاصهم بالعقوبة بهذه الأمراض الجنسية، ونذكر كيف أن الميكروبات المسببة للأمراض الجنسية لها خصوصيات ليست لغيرها من الميكروبات، فقد خصصت بتلك الخصائص؛ لتكون وبالاً وعذاباً مستمراً لا ينقطع عن الممارسين للمتع المحرمة من الزناة والشواذ.
    فمن تلك الخصائص لميكروبات الأمراض الجنسية :-
    1- أنها تتمتع بقدرة فائقة على اختراق جلد الإنسان حول الأعضاء التناسلية، رغم أن الجلد يعد من الموانع الطبيعية للجسم أمام الميكروبات الأخرى، كما أنها سريعة التكاثر فتتضاعف بالملايين، وتنتشر بسرعة في مناطق عميقة من جسم الإنسان، فتحدث فيه الآلام المبرحة، وتكوِّن البثور والتقرحات والثآليل والأورام الكثيرة، والتي يعاني معها المريض لفترات طويلة إذ أنها لا يعرف لها في الغالب العلاج الفعال.
    2- أن هذه الميكروبات لا يقدر جسم الإنسان على تكوين المناعة ضدها، ففي معظم الأمراض الأخرى على اختلافها ينجح الجسم في تكوين مضادات طبيعية لميكروبات المرض، تساعد على شفاء المريض، وتحميه بعد الشفاء لفترات طويلة أو قصيرة، أو تحميه طول العمر من التعرض للإصابة بهذا الميكروب من جديد، أما في ميكروبات الأمراض الجنسية فلا يكوِّن جسم المريض هذه المضادات الطبيعية، فيبقى المريض مهدداً بالإصابة بنفس الميكروب ونفس المرض إذا شفى منه لعدم قدرة الجسم دفعها عنه.
    3- إن ميكروبات الأمراض المختلفة على تنوعها فقد نجح العلماء في إنتاج الأمصال والطعوم الواقية منها؛ لذا أمكن التحكم في كثير من الأمراض المعدية، والحد من خطورتها: كالسل والجدري والحصبة وشلل الأطفال والدفيتريا وغيرها، بينما يقف العلم عاجزاً عن تحضير أي طعوم أو أمصال واقية من الأمراض الجنسية، رغم الجهود الطبية والعلمية في هذا المجال لعشرات السنين، لتبقى لهذه الميكروبات قدرتها المستمرة على إصابة الممارسين للمتع المحرمة والشذوذ الجنسي.
    4- إن هذه الميكروبات يصعب دراستها، لغموض أحوالها وغريب أطوارها، وقدرتها على التحور والتغير، مما يتعسر معه السيطرة الكاملة عليها أو القضاء عليها، لذا فهي تعاود الظهور والانتشار من فترة لأخرى بصور أشد مما ظهرت من قبل، فتحصد الأرواح وتسبب المضاعفات المزمنة، أما غيرها من الميكروبات فقد أمكن دراسة أكثرها والتعرف عليها، والتعامل معها والحد من خطورتها، بل تم القضاء والاستئصال لبعضها بالكلية كالجدري والجمرة الخبيثة.

    5- أنه رغم التقدم العلمي المذهل خاصة في مجال الطب الحديث، فلم يستطع العلماء أن يحدوا أو يقللوا من الإصابة بالأمراض الجنسية، فما زالت ميكروبات الأمراض الجنسية ترتع كما تشاء في أبدان مقترفي المتعة الحرام وأصحاب الشذوذ الجنسي وتفتك بهم، بينما تم الحد والتحجيم للعديد من الأمراض الأخرى وتمت السيطرة عليها.
    6- إن هذه الميكروبات حصدت أرواح الملايين، وتكلف البشرية المليارات من الدولارات سنوياً، وتسبب المعاناة لمرضاهم وأقربائهم بما لا يعرف عن غيرها من ميكروبات الأمراض الأخرى التي أمكن السيطرة عليها والحد من خطرها.




الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •