الحسن البصري وآية انشقاق القمر ...

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

فقد كنت أقرأ في كتاب (( المعجزة القرآنية )) للأشعري الجهمي محمد حسن هيتو
فوجدته قد ذكر أن الحسن البصري أنكر انشقاق القمر في مكة

ثم ذكر اعتراضاً عقلياً لا يتناسب مع النفس السلفي في التعامل مع النصوص ناسباً إياه للحسن البصري

فحرصت على أن أتأكد من ثبوت هذا عن الحسن

فعمدت إلى الدر المنثور في التفسير المأثور للسيوطي فلم أجد للأثر أثراً !!

فقلت لعل السيوطي قد فاته هذا الأثر

فراجعت ما وقع بين من بيدي من التفاسير المأثورة

وهي تفسير الطبري وتفسير ابن أبي حاتم وتفسير البغوي فلم أجد هذا الأثر

ثم راجعت التفاسير الأخرى فوجدت جميع من يذكر هذا الأثر يعزوه إلى تفسير الماوردي

وتفسير الماوردي ليس مسنداً علاوة على أن مصنفه معتزلي

لذا لا يصلح أن يكون عمدةً في إثبات الأثر عن الحسن البصري وخصوصاً أن التفاسير قد خلت من هذا الأثر

ولفظ هذا الأثر (( وقال الحسن: اقتربت الساعة فإذا جاءت انشق القمر بعد النفخة الثانية))
لفظ الأثر كما تشاهد لا يحتوي على أي اعتراضات عقلية والخبر حكمه حكم المرسل لأنه لا يقال بمجرد الرأي

ولكنه لا أصل له كما ترى

وكنت قد كتبت هذا المقال قبل ست سنوات وعنونت له ب(الحسن البصري ومعجزة انشقاق القمر ) ثم تبين لي أن مصطلح معجزة منتقد كما بينته في مقال مستقل فعدلت العنوان
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

كتبه / عبدالله الخليفي