وفقك الله وسددك أخي الفاضل ونفع بك.
لكن لو تسمح بتعقيبات لدي، بارك الله فيك.
كود:
والإسناد إلى الآن متصل بين المصنف وابن إدريس الكوفي وهشام بن عروة.
لا، هذا ليس بهشام بن عروة؛ إنما هو هشام بن حسان راوية ابن سيرين؛
فإنه لا يروي ابن إدريس عن ابن سيرين إلا بواسطة هشام بن حسان.
فقد خرج ابن سعد في الطبقات الكبرى [3 : 39]، فقال:
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ.
وخرج ابن ماجه في سننه [111]، فقال:
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ.
وخرج النسائي في سننه الكبرى [1275]، فقال: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ حِزَامٍ التِّرْمِذِيِّ، قَالَ:
نا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنِ ابْنِ إِدْرِيسَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ.
وخرج الدارقطني في سننه [3861]، فقال: وَقُرِئَ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ مَنِيعٍ، وَأَنَا أَسْمَعُ:
حَدَّثَكُمْ سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الأُمَوِيُّ، نَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ.
وخرج الطحاوي في مشكل الآثار، فقال: كَمَا قَدْ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خُزَيْمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَدِيٍّ الْكُوفِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ هِشَامٍ وَهُوَ ابْنُ حَسَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ.
أن هذا الحديث سنده صحيح، رجاله عدول ثقات
قلتُ: لا، ليس بصحيح إن كان ابن عروة؛ فإن العجلي في الثقات (1906) :
"لم يرو هشام بن عروة عن ابن سيرين شيئا، إنما يرسل عنه". اهـ.
قلتُ: روى عنه فيما خرجه ابن أبي شيبة في مصنفه ٣٠٩٠٤، فقال:
حدثنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن ابن سيرين، عن أبي عبيدة في الوصية.
وفيما خرجه صاحب المدونة (2/161):
عن وَكِيع، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ في العينة.
معلق فيه نظر، وقد وصل في كتاب رأب الصدع، وقد خولف ابن عروة.
فرواه ابن عون عن ابن سيرين، قال: نبئت عن ابن عباس، خرجه ابن أبي شيبة.
لكن الإمام مالك رحمه يضعفه فيما رواه لأهل الكوفة، قال يعقوب بن شيبة: ثبت، ثقة،
لم ينكر عليه شىء إلا بعدما صار إلى العراق فإنه انبسط فى الرواية عن أبيه، فأنكر ذلك عليه أهل بلده.
و الذى يرى أن هشاما يسهل لأهل العراق أنه كان لا يحدث عن أبيه إلا بما سمعه منه؛
فكان تسهله أنه أرسل عن أبيه مما كان يسمعه من غير أبيه عن أبيه". اهـ.
وقال الذهبي: "فِي حَدِيْثِ العِرَاقِيِّيْن َ عَنْ هِشَامٍ أَوهَامٌ تُحْتَمَلُ، كَمَا وَقَعَ فِي حَدِيْثِهِم عَنْ مَعْمَرٍ أَوهَامٌ". اهـ.
وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش: "سمع منه بأخرة وكيع، و ابن نمير، و محاضر". اهـ.
وقال أبو الحسن بن القطان: تغير قبل موته". اهـ.
وقد ذكر بعضهم عنه التدليس؛ لذلك القول بسماع هشام بن عروة من ابن سيرين فيه نظر.
فإن الأول مدني كوفي والأخر بصري، فأنى يلتقيان؟
قال عبد الله بن أحمد: حدثني أبي. قال: حدثنا وكيع. قال:
سمعت الأعمش سنة خمس وأربعين، فجاءنا خبر محمد، يعني ابن عبد الله بن الحسن، خرج بالمدينة.
قال وكيع: هشام بن عروة عندنا بالكوفة. «العلل» (145 و5375 و5376) .
قَالَ وُهَيْبٌ: قَدِمَ عَلَيْنَا هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، فَكَانَ مِثْلَ الحَسَنِ، وَابْنِ سِيْرِيْنَ". اهـ. ينظر في السير للذهبي.
والله أعلم.