ولم أكن بدعائك رب شقيا
كتبت : سمر سمير
{{وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا ﴾} [مريم: 4]، قالها سيدنا زكريا محسنًا الظنَّ بالله عندما أراد دعاءه بالولد، فاستجاب له ربُّه ورزقَهُ يحيى نبيًّا {﴿ يَازَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا ﴾} [مريم: 7]،
وقالها سيدنا إبراهيم {﴿ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا ﴾ } [مريم: 48]،
فماذا كانت النتيجة في الآية التي تليها مباشرة؟ { ﴿ فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا ﴾} [مريم: 49]، وهب له إسحاق ومن ذريته يعقوب وجعلهم أنبياء.
فلن تشقى مع الدعاء أبدًا حتى وإن انقطعَتْ بِكَ الأسباب، تريد الولد عليك بالدعاء، تريد المال عليك بالدعاء، تريد العافية والصحة عليك بالدعاء، تريد الهداية والاستقامة عليك بالدعاء، تريد الفردوس الأعلى عليك بالدعاء، لن تشقى أبدًا به حتى وإن لم يستجِبْ لك.
عن أبي سعيد الخُدْري قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «((ما مِن مُسْلمٍ يدعو بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ، ولا قطيعةُ رَحِمٍ؛ إلا أعطاه بها إحدى ثلاثَ: إمَّا أن يُعجِّلَ له دعوتَه، وإمَّا أن يدَّخِرَها له في الآخرةِ، وإمَّا أن يَصرف عنه من السُّوءِ مثلَها))، قالوا: إذًا نُكثِرُ، قال: ((اللهُ أكثرُ))» ؛ [حسن صحيح] .
إن لم يستجِبْ لك فسيدَّخِر لك ثوابَه في الآخرة أو يصرف عنك من السوء ما لا تعلمه، فعليك بهذا السلاح ولا تغفل عنه.