تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 15 من 15

الموضوع: بين ابن فورك والبيهقي !!!

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي بين ابن فورك والبيهقي !!!

    " وإني والله ما آسى على ابن فورك وإنما آسى على مسحوره البيهقي الذي امتلأ من تهويلات ابن فورك وغيره رعباً فاستسلم لهم وانقاد ورائهم .... فأما ما يعترضهم من كلام السلف، *فإنهم يصرحون بقلة حياء بأن تلك الأقوال تجسيم* كما صنعوا فيما صح عن كبار أئمة التابعين من تفسير الصمد بأنه الذي لا جوف له ". انتهى

    (المعلمي رحمه الله - القائد ص ٢٠١)

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: بين ابن فورك والبيهقي !!!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الاثرى مشاهدة المشاركة
    " وإني والله ما آسى على ابن فورك وإنما آسى على مسحوره البيهقي الذي امتلأ من تهويلات ابن فورك وغيره رعباً فاستسلم لهم وانقاد ورائهم .... فأما ما يعترضهم من كلام السلف، *فإنهم يصرحون بقلة حياء بأن تلك الأقوال تجسيم* كما صنعوا فيما صح عن كبار أئمة التابعين من تفسير الصمد بأنه الذي لا جوف له ". انتهى

    (المعلمي رحمه الله - القائد ص ٢٠١)
    وانا بدوري ما آسى على البيهقي ولكن آسى على المعلمي . . فرغم أنه حبيب الى القلب ولكن ماذكره أن المسلمين اختلفوا على بيعة أبي بكر!! من طوام القول . . وليته مات قبلها بيوم . .
    . .
    كما صنعوا فيما صح عن كبار أئمة التابعين من تفسير الصمد بأنه الذي لا جوف له
    راجع المسألة أخي . . فهذه السوة نزلت مُفَسَّرة . .
    وهذا القول من جملة أقوال ولعله أضعفها . .
    الصمد: لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد . . وكأن أقرب المعاني لها الواحد الغني المُغني المستغني عمن سواه . . يحتاجونه ولا يحتاج أي أحد .
    . .
    ولعلك تدرس طرقها عند الطبري . .
    . .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بين ابن فورك والبيهقي !!!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    ولكن ماذكره أن المسلمين اختلفوا على بيعة أبي بكر!! من طوام القول . . وليته مات قبلها بيوم . .
    . .
    الصحابة رضي الله عنهم - مع كونهم أفضل الناس - فهم بشر من البشر ، يحصل بينهم ما يحصل بين الناس عادة من الخلاف واختلاف وجهات النظر ، لكنهم أسرع الناس إلى الخير ، وأعظم علما بالحق ، وعملا به ، وأوبة عن الخطأ
    *******
    قال شيخ الاسلام ابن تيمية: فإنه -ولله الحمد- لم يسل سيف على خلافة أبي بكر، ولا عمر، ولا عثمان، ولا كان بين المسلمين في زمنهم نزاع في الإمامة، فضلًا عن السيف، ولا كان بينهم سيف مسلول على شيء من الدين.

    والأنصار تكلم بعضهم بكلام أنكره عليهم أفاضلهم، كأسيد بن حضير، وعباد بن بشر، وغيرهما ممن هو أفضل من سعد بن عبادة نفسًا وبيتًا ... وإنما نازع سعد بن عبادة، والحباب بن المنذر، وطائفة قليلة، ثم رجع هؤلاء وبايعوا الصديق، ولم يعرف أنه تخلف منهم إلا سعد بن عبادة. وسعد وإن كان رجلًا صالحًا، فليس هو معصومًا، بل له ذنوب يغفرها الله، وقد عرف المسلمون بعضها، وهو من أهل الجنة السابقين الأولين من الأنصار -رضي الله عنهم وأرضاهم-.
    فما ذكره الشهرستاني من أن الأنصار اتفقوا على تقديمهم سعد بن عبادة هو باطل باتفاق أهل المعرفة بالنقل، والأحاديث الثابتة بخلاف ذلك. وهو وأمثاله وإن لم يتعمدوا الكذب لكن ينقلون من كتب من ينقل عمن يتعمد الكذب. اهـ.
    وقال:
    ولا قال أحد من الصحابة: إن غير أبي بكر من المهاجرين أحق بالخلافة منه،
    ولم ينازع أحد في خلافته إلا بعض الأنصار طمعًا في أن يكون من الأنصار أمير ومن المهاجرين أمير،
    وهذا مما ثبت بالنصوص المتواترة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بطلانه، ثم الأنصار جميعهم بايعوا أبا بكر إلا سعد بن عبادة لكونه هو الذي كان يطلب الولاية. اهـ.



    (لماذا كان يريد الخلافة ودعا الناس إلى مبايعته؟):
    فإن إرادة سعد بن عبادة -رضي الله عنه- للخلافة كانت لأنه تأول كما تأوّلت الأنصار أن لهم حقًّا في الإمارة، وكذلك وقع في نفسه ما يقع في نفوس الناس من الحرص على الإمارة والولاية -وهذا لا يقدح فيه -رضي الله عنه-؛ إذ العصمة للأنبياء لا لغيرهم-.


    قال شيخ الاسلام ابن تيمية:
    وتخلف سعد قد عرف سببه؛ فإنه كان يطلب أن يصير أميرًا، ويجعل من المهاجرين أميرًا ومن الأنصار أميرًا، وما طلبه سعد لم يكن سائغًا بنص رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإجماع المسلمين.


    وإذا ظهر خطأ الواحد المخالف للإجماع، ثبت أن الإجماع كان صوابًا،
    وأن ذلك الواحد الذي عرف خطؤه بالنص شاذ لا يعتد به،
    بخلاف الواحد الذي يظهر حجة شرعية من الكتاب والسنة،
    فإن هذا يسوغ خلافه، وقد يكون الحق معه ويرجع إليه غيره. اهـ.


    وقال:
    ثم إن المسلمين بايعوه -يعني أبا بكر- ودخلوا في طاعته، والذين بايعوه هم الذين بايعوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تحت الشجرة، وهم السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان -رضي الله عنهم ورضوا عنه-، وهم أهل الإيمان والهجرة والجهاد، ولم يتخلف عن بيعته إلا سعد بن عبادة.


    وأما عليّ وسائر بني هاشم فلا خلاف بين الناس أنهم بايعوه، لكن تخلفه -يعني سعد بن عبادة-، فإنه كان يريد الإمرة لنفسه -رضي الله عنهم أجمعين-. اهـ.



    وقال:
    وسعد قد علم سبب تخلفه، والله يغفر له ويرضى عنه. وكان رجلًا صالحًا من السابقين الأولين من الأنصار من أهل الجنة، كما قالت عائشة -رضي الله عنها- في قصة الإفك لما أخذ يدافع عن عبد الله بن أبيّ رأس المنافقين، [قالت]: "وكان قبل ذلك رجلًا صالحًا، ولكن احتملته الحمية".


    وقد قلنا غير مرة: إن الرجل الصالح المشهود له بالجنة قد يكون له سيئات يتوب منها، أو تمحوها حسناته، أو تكفر عنه بالمصائب، أو بغير ذلك; فإن المؤمن إذا أذنب كان لدفع عقوبة النار عنه عشرة أسباب: ثلاثة منه، وثلاثة من الناس، وأربعة يبتديها الله: التوبة، والاستغفار، والحسنات الماحية، ودعاء المؤمنين له، وإهداؤهم العمل الصالح له، وشفاعة نبينا -صلى الله عليه وسلم-، والمصائب المكفرة في الدنيا، وفي البرزخ، وفي عرصات القيامة، ومغفرة الله له بفضل رحمته. اهـ.
    وقال: ولا ريب أن الإجماع المعتبر في الإمامة لا يضر فيه تخلف الواحد والاثنين والطائفة القليلة، فإنه لو اعتبر ذلك لم يكد ينعقد إجماع على إمامة؛ فإن الإمامة أمر معين، فقد يتخلف الرجل لهوى لا يعلم، كتخلف سعد؛ فإنه كان قد استشرف إلى أن يكون هو أميرًا من جهة الأنصار، فلم يحصل له ذلك، فبقي في نفسه بقية هوى. اهـ.

    (لماذا كان يرى عليّ -رضي الله عنه- بأن سعد بن عبادة -رضي الله عنه- أحق بالخلافة من أبي بكر -رضي الله عنه-؟):
    فجوابه:
    أن هذا كذب واختلاق، فلم يدَّعِ أحد من الصحابة -لا علي -رضي الله عنه- ولا من سواه- لنفسه أو غيره أنه أحق بالإمارة والخلافة من أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-؛ قال ابن تيمية: لم يقل قط أحد: إني أحق بهذا الأمر منه. لا قرشي ولا أنصاري، فإن من نازع أولًا من الأنصار لم تكن منازعته للصديق، بل طلبوا أن يكون منهم أمير ومن قريش أمير. وهذه منازعة عامة لقريش، فلما تبين لهم أن هذا الأمر في قريش قطعوا المنازعة، وقال لهم الصديق: "رضيت لكم أحد هذين الرجلين: عمر بن الخطاب أو أبا عبيدة بن الجراح". قال عمر: فكنت والله أن أقدم فتضرب عنقي، لا يقربني ذلك إلى إثم، أحب إلي من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر". وقال له بمحضر الباقين: "أنت خيرنا وأفضلنا وأحبنا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-". وقد ثبت ذلك في الأحاديث الصحيحة. ثم بايعوا أبا بكر من غير طلب منه، ولا رغبة بذلت لهم ولا رهبة، فبايعه الذين بايعوا الرسول تحت الشجرة، والذين بايعوه ليلة العقبة، والذين بايعوه لما كانوا يهاجرون إليه، والذين بايعوه لما كانوا يسلمون من غير هجرة، كالطلقاء وغيرهم. ولم يقل أحد قط: إني أحق بهذا من أبي بكر. ولا قاله أحد في أحد بعينه: إن فلانًا أحق بهذا الأمر من أبي بكر ... اهـ.


    (هل صحيح أن سعد بن عبادة -رضي الله عنه- لم يبايع أبا بكر ولا عمر حتى مات؟):
    فالمشهور:
    أن سعد بن عبادة لم يبايع أبا بكر وعمر حتى مات -رضي الله عنهم جميعًا-؛ قال ابن تيمية: مع أن بيعة الصديق تخلف عنها سعد بن عبادة، ومات ولم يبايعه، ولا بايع عمر، ومات في خلافة عمر، ولم يكن تخلف سعد عنها قادحًا فيها، لأن سعدًا لم يقدح في الصديق، ولا في أنه أفضل المهاجرين، بل كان هذا معلومًا عندهم، لكن طلب أن يكون من الأنصار أمير.


    وقد ثبت بالنصوص المتواترة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "«الأئمة من قريش»" فكان ما ظنه سعد خطأ مخالفًا للنص المعلوم، فعلم أن تخلفه خطأ بالنص، وإذا علم الخطأ بالنص لم يحتج فيه إلى الإجماع. اهـ.
    وقال ابن حجر:
    ثم لم يقع من سعد بعد ذلك شيء يعاب به إلا أنه امتنع من بيعة أبي بكر فيما يقال، وتوجه إلى الشام، فمات بها، والعذر له في ذلك أنه تأول أن للأنصار في الخلافة استحقاقًا، فبنى على ذلك، وهو معذور وإن كان ما اعتقده من ذلك خطأ. اهـ. من فتح الباري.


    وجاءت بعض الروايات تدل على أن سعد بن عبادة أذعن لأبي بكر بالإمارة؛
    قال شيخ الاسلام ابن تيمية:
    وأما أبو بكر فتخلف عن بيعته سعد؛ لأنهم كانوا قد عينوه للإمارة، فبقي في نفسه ما يبقى في نفوس البشر. ولكن هو مع هذا -رضي الله عنه- لم يعارض، ولم يدفع حقًّا، ولا أعان على باطل. بل قد روى الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- في مسند الصديق، عن عفان، عن أبي عوانة، عن داود بن عبد الله الأودي، عن حميد بن عبد الرحمن -هو الحميري- فذكر حديث السقيفة، وفيه أن الصديق قال: ولقد علمت يا سعد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال وأنت قاعد: "«قريش ولاة هذا الأمر، فبرّ الناس تبع لبرّهم، وفاجرهم تبع لفاجرهم»". قال: فقال له سعد: صدقت نحن الوزراء وأنتم الأمراء. فهذا مرسل حسن،
    ولعل حميدًا أخذه عن بعض الصحابة الذين شهدوا ذلك، وفيه فائدة جليلة جدًّا، وهي أن سعد بن عبادة نزل عن مقامه الأول في دعوى الإمارة، وأذعن للصديق بالإمارة، فرضي الله عنهم أجمعين. اهـ.


    *******

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بين ابن فورك والبيهقي !!!

    روى البخاري عن عمر بن الخطاب قال: قَدْ كَانَ مِنْ خَبَرِنَا حِينَ تَوَفَّى اللَّهُ نَبِيَّهُ - صلى الله عليه وسلم - إِلاَّ أَنَّ الأَنْصَارَ خَالَفُونَا وَاجْتَمَعُوا بِأَسْرِهِمْ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ، وَخَالَفَ عَنَّا عَلِي وَالزُّبَيْرُ وَمَنْ مَعَهُمَا، وَاجْتَمَعَ الْمُهَاجِرُونَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ. فَقُلْتُ لأَبِي بَكْرٍ: يَا أَبَا بَكْرٍ انْطَلِقْ بِنَا إِلَى إِخْوَانِنَا هَؤُلاَءِ مِنَ الأَنْصَارِ. فَانْطَلَقْنَا نُرِيدُهُمْ، فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنْهُمْ لَقِيَنَا مِنْهُمْ رَجُلاَنِ صَالِحَانِ، فَذَكَرَا مَا تَمَالَى عَلَيْهِ الْقَوْمُ، فَقَالاَ: أَيْنَ تُرِيدُونَ يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ ؟ فَقُلْنَا: نُرِيدُ إِخْوَانَنَا هَؤُلاَءِ مِنَ الأَنْصَارِ . فَقَالاَ: لاَ عَلَيْكُمْ أَنْ لاَ تَقْرَبُوهُمُ، اقْضُوا أَمْرَكُمْ . فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَنَأْتِيَنَّهُ مْ . فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَاهُمْ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ، فَإِذَا رَجُلٌ مُزَمَّلٌ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ . فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: هَذَا سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ. فَقُلْتُ: مَا لَهُ؟ قَالُوا: يُوعَكُ . فَلَمَّا جَلَسْنَا قَلِيلاً تَشَهَّدَ خَطِيبُهُمْ، فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ فَنَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ وَكَتِيبَةُ الإِسْلاَمِ، وَأَنْتُمْ مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ رَهْطٌ، وَقَدْ دَفَّتْ دَافَّةٌ مِنْ قَوْمِكُمْ، فَإِذَا هُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يَخْتَزِلُونَا مِنْ أَصْلِنَا وَأَنْ يَحْضُنُونَا مِنَ الأَمْرِ . فَلَمَّا سَكَتَ أَرَدْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ وَكُنْتُ زَوَّرْتُ مَقَالَةً أَعْجَبَتْنِي أُرِيدُ أَنْ أُقَدِّمَهَا بَيْنَ يَدَي أَبِي بَكْرٍ، وَكُنْتُ أُدَارِى مِنْهُ بَعْضَ الْحَدِّ، فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: عَلَى رِسْلِكَ . فَكَرِهْتُ أَنْ أُغْضِبَهُ، فَتَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ فَكَانَ هُوَ أَحْلَمَ مِنِّي وَأَوْقَرَ ، وَاللَّهِ مَا تَرَكَ مِنْ كَلِمَةٍ أَعْجَبَتْنِي فِي تَزْوِيرِي إِلاَّ قَالَ فِي بَدِيهَتِهِ مِثْلَهَا أَوْ أَفْضَلَ مِنْهَا، حَتَّى سَكَتَ. فَقَالَ: مَا ذَكَرْتُمْ فِيكُمْ مِنْ خَيْرٍ فَأَنْتُمْ لَهُ أَهْلٌ، وَلَنْ يُعْرَفَ هَذَا الأَمْرُ إِلاَّ لِهَذَا الْحَيِّ مِنْ قُرَيْشٍ، هُمْ أَوْسَطُ الْعَرَبِ نَسَبًا وَدَارًا، وَقَدْ رَضِيتُ لَكُمْ أَحَدَ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ، فَبَايِعُوا أَيَّهُمَا شِئْتُمْ. فَأَخَذَ بِيَدِي، وَبِيَدِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ وَهْوَ جَالِسٌ بَيْنَنَا، فَلَمْ أَكْرَهْ مِمَّا قَالَ غَيْرَهَا، كَانَ وَاللَّهِ أَنْ أُقَدَّمَ فَتُضْرَبَ عُنُقِي لاَ يُقَرِّبُنِي ذَلِكَ مِنْ إِثْمٍ، أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَأَمَّرَ عَلَى قَوْمٍ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ ، اللَّهُمَّ إِلاَّ أَنْ تُسَوِّلَ إِلَيَّ نَفْسِي عِنْدَ الْمَوْتِ شَيْئًا لاَ أَجِدُهُ الآنَ . فَقَالَ قَائِلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: أَنَا جُذَيْلُهَا الْمُحَكَّكُ، وَعُذَيْقُهَا الْمُرَجَّبُ، مِنَّا أَمِيرٌ ، وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ ، يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ . فَكَثُرَ اللَّغَطُ، وَارْتَفَعَتِ الأَصْوَاتُ حَتَّى فَرِقْتُ مِنَ الاِخْتِلاَفِ. فَقُلْتُ: ابْسُطْ يَدَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ . فَبَسَطَ يَدَهُ فَبَايَعْتُهُ، وَبَايَعَهُ الْمُهَاجِرُونَ ، ثُمَّ بَايَعَتْهُ الأَنْصَارُ ، وَنَزَوْنَا عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ. فَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ: قَتَلْتُمْ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ . فَقُلْتُ: قَتَلَ اللَّهُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ. قَالَ عُمَرُ: وَإِنَّا وَاللَّهِ مَا وَجَدْنَا فِيمَا حَضَرْنَا مِنْ أَمْرٍ أَقْوَى مِنْ مُبَايَعَةِ أَبِي بَكْرٍ، خَشِينَا إِنْ فَارَقْنَا الْقَوْمَ وَلَمْ تَكُنْ بَيْعَةٌ أَنْ يُبَايِعُوا رَجُلاً مِنْهُمْ بَعْدَنَا، فَإِمَّا بَايَعْنَاهُمْ عَلَى مَا لاَ نَرْضَى، وَإِمَّا نُخَالِفُهُمْ فَيَكُونُ فَسَادٌ، فَمَنْ بَايَعَ رَجُلاً عَلَى غَيْرِ مَشُورَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَلاَ يُتَابَعُ هُوَ وَلاَ الَّذِي بَايَعَهُ تَغِرَّةً أَنْ يُقْتَلاَ .
    فهذه هي خلاصة القصة، ودع عنك أخبار القصاصين !
    وأما موقف سعد بن عبادة رضي الله عنه، فيوضحه ما رواه حميد بن عبد الرحمن قال: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر في طائفة من المدينة، فجاء فكشف عن وجهه فقبله وقال: فداك أبي وأمي ما أطيبك حيا وميتا، مات محمد صلى الله عليه وسلم ورب الكعبة ـ فذكر الحديث قال : ـ فانطلق أبو بكر وعمر يتقاودان حتى أتوهم، فتكلم أبو بكر ولم يترك شيئا أنزل في الأنصار ولا ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم من شأنهم إلا وذكره. وقال: ولقد علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لو سلك الناس واديا وسلكت الأنصار واديا سلكت وادي الأنصار" ولقد علمت يا سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وأنت قاعد: "قريش ولاة هذا الأمر، فبر الناس تبع لبرهم، وفاجرهم تبع لفاجرهم". فقال له سعد: صدقت، نحن الوزراء وأنتم الأمراء.
    قال الهيثمي في (مجمع الزوائد): رواه أحمد - وفي الصحيح طرف من أوله - ورجاله ثقات، إلا أن حميد بن عبد الرحمن لم يدرك أبا بكر. اهـ. وقال الشيخ الأرنؤوط وغيره من محققي المسند: صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين، وهو مرسل. اهـ.
    وقد بوَّب عليه ابن كثير في (السيرة النبوية): باب: ذكر اعتراف سعد بن عبادة بصحة ما قاله الصديق يوم السقيفة. فذكره، ثم نقل بإسناد أحمد أيضا عن رافع الطائي رفيق أبي بكر الصديق في غزوة ذات السلاسل، قال: وسألته عما قيل في بيعتهم. فقال: وهو يحدثه عما تقاولت به الأنصار وما كلمهم به، وما كلم به عمر بن الخطاب الأنصار، وما ذكرهم به من إمامتي إياهم بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه. فبايعوني لذلك، وقبلتها منهم، وتخوفت أن تكون فتنة بعدها ردة. ثم قال: وهذا إسناد جيد قوي.

    ومعنى هذا أنه رضي الله عنه إنما قبل الإمامة تخوفا أن تقع فتنة أربى من تركه قبولها رضي الله عنه وأرضاه .. وكان هذا في بقية يوم الاثنين، فلما كان الغد صبيحة يوم الثلاثاء اجتمع الناس في المسجد فتمت البيعة من المهاجرين والأنصار قاطبة، وكان ذلك قبل تجهيز رسول الله صلى الله عليه وسلم. اهـ.
    وأما مقالة الأنصار: "منا أمير ومنكم أمير" فقال ابن حجر في (فتح الباري): قال ابن التين: إنما قالت الأنصار "منا أمير ومنكم أمير" على ما عرفوه من عادة العرب أن لا يتأمر على القبيلة إلا من يكون منها، فلما سمعوا حديث "الأئمة من قريش" رجعوا عن ذلك وأذعنوا. اهـ.

    ********************

    بيعة علي بن أبي طالب لأبي بكر رضي الله عنهما ثابتة في الصحيحين ، وإن وقعت متأخرة بضعة أشهر .
    ولم يُظهِر عليٌّ على أبي بكر رضي الله عنهما خلافاً ، ولا شقَّ العَصا ، ولكنه تأخر عن الحضور لبيعته ، وكان سبب ذلك أنه عتب عليه وعلى عمر وغيرهما من الصحابة رضي الله عنهم : أنهم قضوا في أمر الخلافة دونه ، مع فضله وشرفه ومنزلته ، وكان من حقه أن يحضر الأمر ويستشار فيه ، ولا يقطع برأيٍ دونه .
    وعذر الصحابة في ذلك أنهم بادروا بالبيعة لأبي بكر درءا للفتنة ، وحسما لمادة الفساد ، وخافوا حصول الخلاف والنزاع بتأخيرها .
    ومن أسباب تأخره أيضا : أن فاطمة رضي الله عنها لما غضبت من رد أبي بكر عليها ، فيما سألته من الميراث : رأى عليٌّ أن يوافقها في الانقطاع عنه ، وخاصة مع ما هي فيه من الهم والغم والحزن على فراق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    فعليّ رضي الله عنه لم يرفض بيعة أبي بكر رضي الله عنه ، وإنما تأخر عنها لما تقدم ذكره ، ثم جاء فبايع من غير إكراه .

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    " عُلِم بالتواتر أنه لم يتخلف عن بيعته – يعني أبا بكر الصديق رضي الله عنه - إلا سعد بن عبادة ، وأما علي وبنو هاشم فكلهم بايعه باتفاق الناس ، لم يمت أحد منهم إلا وهو مبايع له ، لكن قيل : علي تأخرت بيعته ستة أشهر ، وقيل : بل بايعه ثاني يوم ، وبكل حال ، فقد بايعوه من غير إكراه " انتهى من " منهاج السنة " (8/232) .
    قال النووي رحمه الله :
    " أما تأخر علي رضي الله عنه عن البيعة : فقد ذكره علي في هذا الحديث ، واعتذر أبو بكر رضي الله عنه .
    ومع هذا : فتأخره ليس بقادح في البيعة ، ولا فيه :
    أما البيعة : فقد اتفق العلماء على أنه لا يشترط لصحتها مبايعة كل الناس ، ولا كل أهل الحل والعقد ، وإنما يشترط مبايعة من تيسر إجماعهم من العلماء ، والرؤساء ، ووجوه الناس .
    وأما عدم القدح فيه : فلأنه لا يجب على كل واحد أن يأتي إلى الإمام فيضع يده في يده ويبايعه ، وإنما يلزمه إذا عقد أهل الحل والعقد للإمام الانقياد له ، وأن لا يظهر خلافاً ، ولا يشق لعصا .
    وهكذا كان شأن علي رضي الله عنه في تلك المدة التي قبل بيعته ، فإنه لم يُظهر على أبي بكر خلافاً ، ولا شق العصا ، ولكنه تأخر عن الحضور عنده للعذر المذكور في الحديث ، ولم يكن انعقاد البيعة وانبرامها متوقفاً على حضوره ، فلم يَجب عليه الحضور لذلك ، ولا لغيره ، فلما لم يجب : لم يحضر .
    وما نُقل عنه قدحٌ في البيعة ، ولا مخالفة ، ولكن بقي في نفسه عتب ، فتأخر حضوره إلى أن زال العتب .
    وكان سبب العتب : أنه مع وجاهته ، وفضيلته في نفسه في كل شيء ، وقربه من النبي صلى الله عليه وسلم ، وغير ذلك : رأى أنه لا يُستبد بأمر إلا بمشورته ، وحضوره ، وكان عذر أبي بكر وعمر وسائر الصحابة واضحاً ؛ لأنهم رأوا المبادرة بالبيعة من أعظم مصالح المسلمين ، وخافوا من تأخيرها حصول خلاف ونزاع تترتب عليه مفاسد عظيمة ، ولهذا أخروا دفن النبي صلى الله عليه وسلم حتى عقدوا البيعة ؛ لكونها كانت أهم الأمور ، كيلا يقع نزاع في مدفنه ، أو كفنه ، أو غسله ، أو الصلاة عليه ، أو غير ذلك ، وليس لهم من يفصل الأمور ، فرأوا تقدم البيعة أهم الأشياء " انتهى.
    " شرح مسلم " (12/77-78) .
    وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
    " وكأنهم كانوا يعذرونه في التخلف عن أبي بكر في مدة حياة فاطمة ، لشغله بها وتمريضها ، وتسليتها عما هي فيه من الحزن على أبيها صلى الله عليه وسلم ؛ ولأنها لما غضبت من رد أبي بكر عليها فيما سألته من الميراث : رأى عليٌّ أن يوافقها في الانقطاع عنه " انتهى.
    " فتح الباري " (7/494)المصدر الاسلام سؤال وجواب





  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بين ابن فورك والبيهقي !!!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الاثرى مشاهدة المشاركة
    وإنما آسى على مسحوره البيهقي الذي امتلأ من تهويلات ابن فورك وغيره رعباً فاستسلم لهم وانقاد ورائهم ....
    عقيدة الإمام البيهقي، فإنه مع منزلته في العلم ـ رحمه الله ـ إلا إنه كان على مذهب الأشاعرة، وإن كان خالفهم في مسائل وافق فيها مذهب السلف، فكان له بذلك فضل على غيره؛ ولذلك يصفه شيخ الإسلام ابن تيمية فيقول في مجموع الفتاوى: فضلاء الأشعرية: كالباقلاني، والبيهقي. اهـ. وقال في شرح العقيدة الأصفهانية: بل والحافظ أبو بكر البيهقي، وأمثاله أقرب إلى السنة من كثير من أصحاب الأشعري المتأخرين الذين خرجوا عن كثير من قوله إلى قول المعتزلة، أو الجهمية، أو الفلاسفة. اهـ.
    وكتاب الاعتقاد للإمام البيهقي الذي ذكر فيه الكلام الذي نقله السائل، مبني في كثير من مواضعه على مذهب الأشاعرة؛ ولذلك لما طلب الشيخ ابن باز من الشيخ عبد الرزاق عفيفي تقريرًا عن كتاب الاعتقاد للبيهقي، كتب معلقًا عليه بقوله: قرأت الكتاب فوجدته موافقًا للسلف في مواضع كثيرة، ومخالفًا لهم في أخرى، وسأجمل فيما يلي ما يؤخذ عليه مما خالف فيه السلف في العقيدة... اهـ. وذكر من جملة هذه المآخذ، الموضع الذي نقله السائل، فقال: ذكر في الاستواء طريقتين: طريقة التفويض في معناه مع نفي الكيفية، وطريقة حمله على وجه يصح استعماله في اللغة ـ وأتبع ذلك نفيًا تفصيليًا للكيفية في الاستواء، وفي النزول، وفي المجيء والإتيان... إلخ ص 57، وأحال في ذلك على كتاب الأسماء والصفات. اهـ. ص: 8.
    وقد قام بالتقديم والتعليق على نسخة محققة من كتاب الاعتقاد، فقال زيادة على ما ذكره الشيخ عبد الرزاق عفيفي تعليقًا على قول البيهقي: بلا أين ـ هذا ينافي ما عليه أهل السنة والجماعة من أن الله على العرش استوى، استواء يليق بجلاله، وعظمته تعالى، فهو تعالى في السماء، مستو على عرشه، ونفي السؤال بأين نفي للعلو، وكيف ينفى وقد ثبت السؤال به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث الجارية المشهور الوارد في الصحيح وغيره؟!. اهـ.
    ثم تناول الموضع الذي نقله السائل بالنقد، فقال: قول البيهقي: وأن إتيانه ليس بإتيان من مكان إلى مكان، وأن مجيئه ليس بحركة، وأن نزوله ليس بنقلة، وأن نفسه ليس بجسم، وأن وجهه ليس بصورة، وأن يده ليست بجارحة، وأن عينه ليست بحدقة ـ يقال: هذه الطريقة في الإثبات مع نفي التشبيه ليس منهجًا للسلف ـ رحمهم الله تعالى ـ بل هي منهج لأهل البدع، والسلف يثبتون هذه الصفات مع نفي التشبيه، ولا يدخلون في التفصيل المنفي الذي قد يؤدي إلى تعطيل الصفة، فهذه العبارات التي ذكرها البيهقي اشتملت على ثلاثة أشياء:
    1ـ ما هو باطل مؤد إلى تعطيل الصفة، كقوله: وأن إتيانه ليس بإتيان من مكان إلى مكان ـ فقد ثبت أن الله تعالى يأتي يوم القيامة لفصل القضاء، فنثبت هذا ولا نكيّفه، ومعلوم أنه قد دلت الأدلة على أن الله يقرب من عباده، وأن عباده يقربون منه، كما حدث للمصطفى صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج، ومثله قوله: وأن وجهه ليس بصورة ـ وقد ثبت حديث الصورة..
    2ـ ما هو من الألفاظ المجملة التي لا تثبت، ولا تنفى، لاحتمال معانيها الحق والباطل، مثل قوله: وأن نفسه ليست بجسم ـ فالجسم لفظ مجمل كما هو معلوم، فنفيه مطلقًا هكذا قد يدخل فيه ما هو حق من إثبات الوجه، واليدين، والعين، والرجل لله تعالى.
    3 ـ ما هو من النفي التفصيلي الذي لم يرد عن السلف، والنفي هكذا قد يكون سُلّمًا لأهل التعطيل أن يعطلوا صفات الله تعالى، كقوله: وأن مجيئه ليس بحركة، وأن نزوله ليس بنقلة، وأن عينه ليست حدقة، وأن يده ليست بجارحة ـ فهذا النفي من طرائق أهل البدع، وأهل السنة يثبتون هذه الصفات كما يليق بالله تعالى من غير تعطيل، ولا تكييف، ولا تحريف، ولا تشبيه. اهـ.المصدر الاسلام سؤال وجواب

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بين ابن فورك والبيهقي !!!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    الصمد: لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد . . وكأن أقرب المعاني لها الواحد الغني المُغني المستغني عمن سواه . . يحتاجونه ولا يحتاج أي أحد .
    . .
    ولعلك تدرس طرقها عند الطبري . .
    . .
    قال تعالى: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ [الإخلاص: 2]:
    قال ابن جرير رحمه الله: واختلف أهل التأويل في معنى (الصمد) فقال بعضهم: هو الذي ليس بأجوف ولا يأكل ولا يشرب.
    ذكر من قال ذلك.
    قال مجاهد: (الصمد) المصمت الذي لا جوف له
    وقال الحسن: (الصمد) الذي لا جوف له، وعن عكرمة مثله
    وقال الشعبي: (الصمد) الذي لا يطعم الطعام.
    وقال: الذي لا يأكل الطعام ولا يشرب الشراب
    ثم قال ابن جرير: وقال آخرون: هو الذي لا يخرج منه شيء.
    ذكر من قال ذلك:
    قال عكرمة: (الصمد) الذي لم يخرج منه شيء، ولم يلد ولم يولد.
    وفي رواية أخرى: الذي لا يخرج منه شيء
    ثم قال ابن جرير: وقال آخرون هو الذي لم يلد ولم يولد.
    ذكر من قال ذلك.
    وقال آخرون: هو السيد الذي قد انتهى سؤدده.
    ذكر من قال ذلك:
    قال أبو وائل: الصمد هو السيد الذي قد انتهى سؤدده
    وقال آخرون: بل هو الباقي الذي لا يفنى.
    ذكر من قال ذلك:
    كان الحسن وقتادة يقولان: الباقي بعد خلقه، قال: هذه سورة خالصة ليس فيها ذكر شيء من أمر الدنيا والآخرة
    وقال قتادة: (الصمد) الدائم
    قال أبو جعفر: الصمد عند العرب هو: السيد الذي يصمد إليه، الذي لا أحد فوقه، وكذلك تسمي أشرافها، ومنه قول الشاعر:
    ألا بكر الناعي بخير بني أسد بعمرو بن مسعود وبالسيد الصمد

    فإذا كان ذلك كذلك، فالذي هو أولى بتأويل الكلمة المعنى المعروف من كلام من نزل القرآن بلسانه) اهـ
    وقال أبو عبيدة اللَّهُ الصَّمَدُ [الإخلاص: 2]: هو الذي يصمد إليه، ليس فوقه أحد، والعرب كذلك تسمي أشرافها
    وقال الزجاج: وأصحه: أنه السيد المصمود إليه في الحوائج
    وقال الخطابي: (الصمد) هو السيد الذي يصمد إليه في الأمور، ويقصد في الحوائج والنوازل، وأصل الصمد: القصد، ويقال للرجل: اصمد صمد فلان، أي: اقصد قصده، وجاء في التفسير: أن الصمد: الذي قد انتهى سؤدده.
    وقيل الصمد: الدائم.
    وقيل: الباقي بعد فناء الخلق.
    وأصح هذه الوجوه، ما شهد له معنى الاشتقاق، والله أعلم
    وقال الشنقيطي: من المعروف في كلام العرب إطلاق الصمد على السيد العظيم، وعلى الشيء المصمت الذي لا جوف له، فمن الأول قول الزبرقان:
    سيروا جميعاً بنصف الليل واعتمروا ولا رهينة إلا سيد صمد

    ومن الثاني قول الشاعر:
    شهاب حروب لا تزال جياده عوابس يعلكن الشكيم المصمدا

    فإذا علمت ذلك، فالله تعالى هو السيد الذي هو وحده الملجأ عند الشدائد والحاجات، وهو الذي تنزه وتقدس وتعالى عن صفات المخلوقين كأكل الطعام ونحوه، سبحانه وتعالى عن ذلك علواً كبيراً
    وقال ابن القيم في نونيته:
    وهو الإله السيد الصمد الذي صمدت إليه الخلق بالإذعان
    الكامل الأوصاف كماله ما فيه من كل الوجوه من نقصان
    ******
    قال ابن عثيمين رحمه الله
    (( الله الصمد )): جملة مستقلة، بين الله تعالى أنه (( الصمد )) فما معنى الصمد؟ أجمع ما قيل في معناه: أنه الكامل في صفاته، الذي افتقرت إليه جميع مخلوقاته، فقد روي عن ابن عباس أن الصمد هو الكامل في علمه، الكامل في حلمه، الكامل في عزته، الكامل في قدرته، إلى آخر ما ذكر في الأثر، وهذا يعني أنه مستغنٍ عن جميع المخلوقات لأنه كامل. وورد أيضاً في تفسيرها أن الصمد هو الذي تصمد إليه الخلائق في حوائجها، وهذا يعني أن جميع المخلوقات مفتقرة إليه، وعلى هذا فيكون المعنى الجامع للصمد هو: الكامل في صفاته الذي افتقرت إليه جميع مخلوقاته.

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بين ابن فورك والبيهقي !!!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    الصمد: لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد .
    . .
    قال ابن القيم
    ( (( الصمدُ )): السيِّدُ الذي كَمُلَ في سُؤْدُدِهِ؛ ولهذا كانت العربُ تُسَمِّي أَشْرَافَهَا بِهَذَا الاسمِ، لكثرةِ الصِّفَاتِ المحمودةِ في المُسَمَّى بهِ، قالَ شَاعِرُهُم:

    أَلاَ بَكَّرَ النَّاعِي بِخَيْرِ بَنِي أَسَدْ = بِعَمْرِو بنِ مَسْعُودٍ وبالسَّيِّدِ الصَّمَدْ

    فإنَّ الصمدَ مَنْ تَصْمُدُ نحوَهُ القلوبُ بالرَّغْبَةِ والرَّهْبَةِ، وذلكَ لكثرةِ خصالِ الخيرِ فيهِ، وكثرةِ الأوصافِ الحميدةِ لهُ،
    ولهذا قالَ جمهورُ السَّلَفِ، مِنْهُمْ عَبْدُ اللهِ بنُ عَبَّاسٍ: الصَّمَدُ السيِّدُ الذي كَمُلَ سُؤْدُدُهُ، فَهُوَ العالمُ الذي كَمُلَ عِلْمُهُ، القادرُ الذي كَمُلَتْ قُدْرَتُهُ، الحكيمُ الذي كَمُلَ حُكْمُهُ، الرحيمُ الذي كَمُلَتْ رَحْمَتُهُ، الجوَادُ الذي كَمُلَ جُودُهُ، ((وفي رِوَايَةٍ عَنْهُ: ((هوَ السيِّدُ الذي قَدْ كَمُلَ فِي جَمِيعِ أنواعِ السُّؤْدُدِ ))...

    وقالَ سعيدُ بنُ جُبَيْرٍ: (( هوَ الكامِلُ في جميعِ صفاتِهِ وأفعالِهِ وأقوالِهِ )) )
    ((وقالَ ابنُ وَائِلٍ: هوَ السيِّدُ الذي انْتَهَى سُؤْدُدُهُ.
    وقالَ عِكْرِمَةُ: الَّذِي لَيْسَ فَوْقَهُ أَحَدٌ.
    وكذلكَ قالَ الزجَّاجُ: الذي يَنْتَهِي إليهِ السُّؤْدُدُ، فَقَدْ صَمَدَ لهُ كلُّ شيءٍ.
    وقالَ ابنُ الأَنْبَارِيِّ: لا خِلافَ بينَ أهلِ اللغةِ أنَّ الصمدَ السيِّدُ الذي لَيْسَ فَوْقَهُ أَحَدٌ، الذي يَصْمُدُ إليهِ الناسُ في حَوَائِجِهِم وَأُمُورِهِم، وَاشْتِقَاقُهُ يَدُلُّ على هذا، فإنَّهُ من الجَمْعِ والقَصْدِ الذي اجْتَمَعَ القصدُ نحوَهُ واجْتَمَعَتْ فيهِ صفاتُ السُّؤْدُدِ، وهذا أَصْلُهُ في اللغةِ كما قالَ:

    أَلاَ بَكَّرَ النَّاعِي بِخَيْرِ بَنِي أَسَدْ = بِعَمْرِو بنِ يَرْبُوعٍ وَبِالسَّيِّدِ الصَّمَدْ
    والعربُ تُسَمِّي أَشْرَافَهَا بالصمَدِ لاجْتِمَاعِ قَصْدِ القاصدِينَ إليهِ واجتماعِ صفاتِ السيادةِ فيهِ))
    ومَنْ قَالَ:
    (( إنَّهُ الذي لا جَوْفَ لَهُ ))، فقولـُهُ لا يُنَاقِضُ هذا التفسيرَ؛ فإنَّ اللفظَ من الاجتماعِ، فهوَ الذي اجْتَمَعَتْ فيهِ صفاتُ الكمالِ، ولا جَوْفَ لهُ)، [فإنَّهُ] (- تَعَالَى - صَمَدٌ بِجَمِيعِ معانِي الصَّمَدِيَّةِ، فَيَسْتَحِيلُ عليهِ ما يُنَاقِضُ صَمَدِيَّتَه) [وَ](إِنَّمَا لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ كُفُواً لَهُ لَمَّا كَانَ صَمَداً كَامِلاً في صَمَدِيَّتِهِ).

    (وهو الإلهُ السَّيِّدُ الصَّمَدُ الَّذِي = صَمَدَتْ إِلَيْهِ الخَلْقُ بالإِذْعَانِ
    الكَامِلُ الأَوْصَافِ مِنْ كُلِّ الوُجُوهِ = كَمَالُهُ ما فيهِ منْ نُقْصَانِ)
    (واللهُ أكبرُ وَاحِدٌ صَمَدٌ وَكُلُّ = الشأْنِ في صَمَدِيَّةِ الرَّحْمَنِ
    نَفَت الولادةُ والأبوةُ عنهُ والـ = كُفْءَ الذي هوَ لازِمُ الإنسانِ
    وَكَذَاكَ أُثْبِتَت الصِّفَاتُ جَمِيعُهَا = للهِ سَالِمَةٌ من النُّقْصَانِ
    وَإِلَيْهِ يَصْمُدُ كُلُّ مَخْلُوقٍ فَلا = صمدٌ سِوَاهُ عَزَّ ذُو السُّلْطَانِ)[المرتبع الأسنى]
    https://majles.alukah.net/t183412/

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بين ابن فورك والبيهقي !!!


  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بين ابن فورك والبيهقي !!!

    بيان عدم الأمانة العلمية فى حذف الرد- وليس الحذف من باب رد غيبة العالم كما يظن البعض

    ******
    قال ابن رجب رحمه الله

    :الحمد لله رب العالمين، وصلاته وسلامه على إمام المتقين، وخاتم النبيين وآله وصحبه أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين
    أما بعد:
    فهذه كلمات مختصرة جامعة في الفرق بين النصيحة والتعيير -
    فإنهما يشتركان في أن كلًّا منهما: ذِكْرُ الإنسان بم
    ا يكره ذِكْرَه،
    وقد يشتبه الفرق بينهما عند كثير من الناس والله الموفق للصواب.
    اعلم أن ذِكر الإنسان بما يكره محرم إذا كان المقصود منه مجرد الذمِّ والعيب والنقص.
    فأما إن كان فيه مصلحة لعامة المسلمين خاصة لبعضهم وكان المقصود منه تحصيل تلك المصلحة فليس بمحرم بل مندوب إليه.
    وقد قرر علماء الحديث هذا في كتبهم في الجرح والتعديل وذكروا الفرق بين جرح الرواة وبين الغيبة
    وردُّوا على من سوَّى بينهما من المتعبدين وغيرهم ممن لا يتسع علمه.

    ولا فرق بين الطعن في رواة حفَّاظ الحديث ولا التمييز بين من تقبل روايته منهم ومن لا تقبل، وبين تبيين خطأ من أخطأ في فهم معاني الكتاب والسنة وتأوَّلَ شيئاً منها على غير تأويله وتمسك بما لا يتمسك به ليُحذِّر من الاقتداء به فيما أخطأ فيه،وقد أجمع العلماء على جواز ذلك أيضًا.
    ولهذا نجد في كتبهم المصنفة في أنواع العلوم الشرعية من التفسير وشروح الحديث
    والفقه واختلاف العلماء وغير ذلك ممتلئة بالمناظرات وردِّ أقوال من تُضَعَّفُ أقواله من أئمة السلف والخلف من الصحابة والتابعين ومن بعدهم.
    ولم يترك ذلك أحد من أهل العلم ولا ادعى فيه طعناً على من ردَّ عليه قولَه ولا ذمَّاً ولا نقصاً اللهم إلا أن يكون المصنِّف ممن يُفحش في الكلام ويُسيءُ الأدب في العبارة فيُنكَر عليه فحاشته وإساءته دون أصل ردِّه ومخالفته،
    إقامةً للحجج الشرعية والأدلة المعتبرة.
    وسبب ذلك أن علماء الدين كلُّهم مجمعون على قصد إظهار الحق الذي بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم ولأنْ يكون الدين كله لله وأن تكون كلمته هي العليا،
    وكلُّهم معترفون بأن الإحاطة بالعلم كله من غير شذوذ شيء منه ليس هو مرتبة أحد منهم ولا ادعاه أحد من المتقدمين ولا من المتأخرين
    فلهذا كان أئمة السلف المجمع على علمهم وفضلهم يقبلون الحق ممن أورده عليهم
    وإن كان صغيراً ويوصون أصحابهم وأتباعهم بقبول الحق إذا ظهر في غير قولهم.

    كما قال عمر رضي الله عنه في مهور النساء
    وردَّت المرأة بقوله تعالى: {وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} [النساء: 20] (النساء: 20) ،
    فرجع عن قوله وقال: (أصابتِ امرأةٌ ورجلٌ أخطأ)
    وروي عنه أنه قال:(كل أحد أفقه من عمر) .
    وكان بعض المشهورين إذا قال في رأيه بشيء يقول:
    (هذا رأينا فمن جاءنا برأي أحسنَ منه قبلناه) .
    وكان الشافعي يبالغ في هذا المعنى ويوصي أصحابه باتباع الحق وقبول السنة إذا ظهرت لهم على خلاف قولهم وأن يضرب بقوله حينئذٍ الحائط،
    وكان يقول في كتبه: (لا بد أن يوجد فيها ما يخالف الكتاب والسنة لأن الله تعالى يقول: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء: 82] (النساء: 82)
    وأبلغ من هذا أنه قال:
    (ما ناظرني أحد فباليت أظهرت الحجة على لسانه أو على لساني) .وهذا يدل على أنه لم يكن له قصد إلا في ظهور الحق ولو كان على لسان غيره ممن يناظره أو يخالفه.ومن كانت هذه حاله فإنه لا يكره أن يُردَّ عليه قولُه ويتبين له مخالفته للسنة
    لا في حياته ولا في مماته.
    وهذا هو الظن بغيره من أئمة الإسلام، الذابين عنه القائمين بنَصْرِه من السلف والخلفولم يكونوا يكرهون مخالفة من خالفهم أيضاً بدليل عَرَضَ له ولو لم يكن ذلك الدليل قوياً عندهم بحيث يتمسكون به ويتركون دليلهم له.
    ولهذا كان الإمام أحمد رحمه الله تعالى يذكر إسحاق بن راهويه ويمدحه ويثني عليه ويقول:
    (وإن كان يخالف في أشياء فإن الناس لم يزل بعضهم يخالف بعضا) أو كما قال.
    وكان كثيراً يُعرضُ عليه كلام إسحاق وغيره من الأئمة،
    ومأخذهم في أقوالهم فلا يوافقهم في قولهم ولا يُنكِر عليهم أقوالهم ولا استدلالهم وإن لم يكن هو موافقاً على ذلك كله
    وقد استحسن الإمام أحمد ما حكي عن حاتم الأصم أنه قيل له: أنت رجل أعجمي لا تفصح وما ناظرك أحد إلا قطعته فبأي شيء تغلب خصمك؟ فقال بثلاث: أفرح إذا أصاب خصمي وأحزن إذا أخطأ وأحفظ لساني عنه أن أقول له ما يسوؤه أو معنى هذا فقال أحمد: (ما أعقله من رجل) .
    ****
    ( فحينئذ رد المقالات الضعيفة وتبيين الحق في خلافها بالأدلة الشرعية ليس هو مما يكرهه أولئك العلماء بل مما يحبونه ويمدحون فاعله ويثنون عليه ،
    فلا يكون داخلاً في الغيبة بالكلية

    فلو فرض أن أحداً يكره إظهار خطئه المخالف للحق فلا عبرة بكراهته لذلك فإن كراهة إظهار الحق إذا كان مخالفاً لقول الرجل ليس من الخصال المحمودة

    بل الواجب على المسلم أن يحب ظهور الحق ومعرفة المسلمين له سواءٌ كان ذلك في موافقته أو مخالفته.
    وهذا من النصيحة لله ولكتابه ورسوله ودينه وأئمة المسلمين وعامتهم
    وذلك هو الدين كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم.
    وأما بيان خطأ من أخطأ من العلماء قبله - إذا تأدب في الخطاب وأحسن في الرد والجوابفلا حرج عليه ولا لوم يتوجه إليه وإن صدر منه الاغترار بمقالته فلا حرج عليه
    وقد كان بعض السلف إذا بلغه قول ينكره على قائله يقول:
    (كذب فلان)
    ومن هذا «قول النبي صلى الله عليه وسلم: ” كذب أبو السنابل “
    سلسلة الأحاديث الصحيحة [3274]-
    لما بلغه أنه أفتى أن المتوفى عنها زوجها إذا كانت حاملاً لا تحل بوضع الحمل حتى يمضى عليها أربعة أشهر وعشر» .
    وقد بالغ الأئمة الوَرِعون في إنكار مقالات ضعيفة لبعض العلماء وردِّها أبلغ الردِّ كما كان الإمام أحمد ينكر على أبي ثور وغيره مقالات ضعيفة تفردوا بها ويبالغ في ردها عليهم هذا كله حكم الظاهر.
    وأما في باطن الأمر:
    فإن كان مقصوده في ذلك مجرد تبيين الحق ولئلا يغتر الناس بقالات من أخطأ في مقالاته فلا ريب أنه مثاب على قصده ودخل بفعله هذا بهذه النية في النصح لله ورسوله وأئمة المسلمين وعامتهم.
    وسواء كان الذي بين الخطأ صغيراً أو كبيراً فله أسوة بمن رد من العلماء مقالات ابن عباس التي يشذ بها وأُنكرت عليه من العماء مثل المتعة والصرف والعمرتين وغير ذلك.
    ومن ردَّ على سعيد بن المسيِّب قوله في إباحته المطلقة ثلاثاً بمجرد العقد وغير ذلك
    مما يخالف السنة الصريحة،
    وعلى الحسن في قوله في ترك الإحداد على المتوفى عنها زوجها، وعلى عطاء في إباحته إعادة الفروج، وعلى طاووس قوله في مسائل متعددة شذَّ بها عن العلماء،
    وعلى غير هؤلاء ممن أجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم ومحبتهم والثناء عليهم.
    ولم يعد أحد منهم مخالفيه في هذه المسائل ونحوها
    طعناً في هؤلاء الأئمة ولا عيباً لهم،
    وقد امتلأت كتب أئمة المسلمين من السلف والخلف بتبيين هذه المقالات وما أشبهها
    مثل كتب الشافعي وإسحاق وأبي عبيد وأبي ثور ومن بعدهم من أئمة الفقه والحديث
    وغيرهما ممن ادعوا هذه المقالات ما كان بمثابتها شيء كثير
    ولو ذكرنا ذلك بحروفه لطال الأمر جداً. وأما إذا كان مرادُ الرادِّ بذلك إظهارَ عيب من ردَّ عليه وتنقصَه وتبيينَ جهله وقصوره في العلم ونحو ذلك كان محرماً سواء كان ردُّه لذلك في وجه من ردِّ عليه أو في غيبته وسواء كان في حياته أو بعد موته
    وهذا داخل فيما ذمَّه الله تعالى في كتابه وتوعد عليه في الهمز واللمز
    وداخل أيضاً في قول النبي صلى الله عليه وسلم:
    «يا معشر من آمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من يتبع عوراتهم يتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته»
    صحيح أبي داود [4880] .
    وهذا كله في حق العلماء المقتدى بهم في الدين
    فأما أهل البدع والضلالة ومن تشبه بالعلماء وليس منهم فيجوز بيان جهلهم وإظهار عيوبهم تحذيراً من الاقتداء بهم.
    وليس كلامنا الآن في هذا القبيل والله أعلم )
    [ الفرق بين النصيحة و التعيير-للامام ابن رجب رحمه الله ]


  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بين ابن فورك والبيهقي !!!

    نحن نناقش قضية عقدية فكرية معاصرة هذا هو إسم المجلس-مجلس العقيدة والقضايا الفكرية المعاصرة
    قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة - حديث رقم (133): (
    وفيه رد أيضاً على من يقول بحوادث لا أول لها , وأنه ما من مخلوق إلا وهو مسبوق بمخلوق قبله , وهكذا إلى ما لا بداية له , بحيث لا يمكن أن يقال : هذا أول مخلوق , فالحديث يبطل هذا القول , ويعين أن القلم أول مخلوق , فليس قبله قطعاً أي مخلوق .
    ولقد أطال ابن تيمية رحمه الله في الكلام في رده على الفلاسفة محاولاً إثبات حوادث لا أول لها , وجاء في أثناء ذلك بما تحار فيه العقول , ولا تقبله أكثر القلوب
    ******
    الرد على كلام الشيخ الالبانى رحمه الله
    ****
    بالنسبة للقلم فليس في الحديث دليل على أن القلم أول شيء خلق , بل معنى الحديث أنه في حين خلق القلم أمره الله بالكتابة فكتب مقادير كل شيء .
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
    فهذا يدل على أنه قدَّر إذ كان عرشه على الماء ، فكان العرش موجوداً مخلوقاً عند التقدير لم يوجد بعده .
    " الصفدية " ( 2 / 82 ) .
    ب. وعن عمران بن حصين عن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرُهُ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ وَخَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ ) .
    رواه البخاري ( 3019 ) .
    ( كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَبْلَهُ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ثُمَّ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ ) .
    رواه البخاري ( 6982 ) .
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
    وفي رواية ( ثم كتب في الذِّكر كل شيء ) فهو أيضاً دليل على أن الكتابة في الذكر كانت والعرش على الماء .
    " الصفدية " ( 2 / 82 ) .
    قال ابن القيم - رحمه الله – في النونية :
    والناس مختلفون في القلم الذي *** كُتِبَ القضاء به من الديَّانِ
    هل كان قبل العرش أو هو بعده *** قولان عند أبي العلا الهمذاني
    والحق أن العرش قبل لأنه *** عند الكتابة كان ذا أركانِ
    فالصحيح أن القلم مخلوق بعد العرش ، ويكون قوله في الحديث ( فأَوَّلَ ما خَلَقَ الله القلم قال له اكتب ) يعني : حين خَلَقَ الله القلم ، فتكون ( ما ) هنا مصدرية وليست موصولة .
    *******
    قال الشيخ صالح ال الشيخ فى شرح الطحاوية
    أنّ أصول هذه المسألة قديمة في البحث بين الجهمية وبين المعتزلة وبين الكلابية والأشاعرة وبين الماتريدية وبين أهل الحديث والأثر، والمذاهب فيها متعددة
    ******
    المذهب الثاني: هو مذهب الأشاعرة والماتريدية ومذهب طوائف من أهل الكلام
    في أنّ الرب جل وعلا كان متّصفا بالصفات وله الأسماء، ولكن لم تظهر آثار صفاته ولا آثار أسمائه؛ بل كان زمنا طويلا طَويلا معطلا عن الأفعال جل وعلا، له صفة الخلق وليس ثم ما يخلقه، له صفة الفعل ولم يفعل شيئا، له صفة الإرادة وأراد أشياء كونية مؤجلة غير منجزة وهكذا.
    فمن أسمائه -عند هؤلاء- الخالق، ولكنه لم يخلق، ومن أسمائه عندهم أو من صفاته الكلام ولم يتكلم، ومن صفاته الرحمة بمعنى إرادة الإنعام وليس ثم مُنعَم عليه، ومن أسمائه المحيي وليس ثَم من أحيى، ومن أسمائه الباري وليس ثم برأ، وهكذا حتى أنشأ الله جل وعلا وخلق جل وعلا هذا الخلق المنظور الذي تراه يعني الأرض والسماوات وما قصَّ الله في كتابه، ثم بعد ذلك ظهرت آثار أسمائه وصفاته، فعندهم أن الأسماء والصفات متعلقة بهذا العالم المنظور أو المعلوم دون غيره من العوالم التي سبقته.
    وقالوا هذا فِرارا من قول الفلاسفة الذين زعموا أن هذا العالم قديم، أو أن المخلوقات قديمة متناهية أو دائمة من جهة الأولية؛ من جهة القدم مع الرب جل وعلا.
    *****
    والمذهب الثالث: هو مذهب أهل الحديث والأثر وأهل السنة؛ أعني عامة أهل السنة،
    وهو أنّ الرب جل وعلا أولٌ بصفاته، وصفاته سبحانه وتعالى قديمة، يعني هو أوّل سبحانه وتعالى بصفاته، وأنّه سبحانه كان من جهة الأولية بصفاتهِ -كما عبر الماتن هنا بقوله (كَانَ بِصِفَاتِهِ)- وأنّ صفات الرب جل وعلا لابد أن تظهر آثارها؛ لأنه سبحانه فعّال لما يريد، والرب جل وعلا له صفات الكمال المطلق، ومن أنواع الكمال المطلق أنْ يكون ما أراد سبحانه وتعالى، فما أراده كونا لابد أن يكون ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
    ومن مذهب أهل السنة والحديث والأثر أنّه سبحانه يجوز أن يكون خلق أنواعا من المخلوقات وأنواعا من العوالم غير هذا العالم الذي نراه، فجنس مخلوقات الله جل وعلا أعمّ من أن تكون هذه المخلوقات الموجودة الآن، فلا بد أن يكون ثَم مخلوقات أَوْجدها الله جل وعلا وأفناها ظهرت فيها آثار أسمائه وصفاته جل وعلا، فإن أسماء الرب جل وعلا وإنّ صفات الرب جل وعلا لابد أن يكون لها أثرُها؛ لأنه سبحانه فعّال لما يريد، فما أراده سبحانه فعله، ووصف نفسه بهذه الصفة على صيغة المبالغة الدالة على الكمال بقوله ﴿فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ﴾، فما أراده سبحانه كان، وهذا متسلسل -كما سيأتي بيانه- في الزمن الأول، يعني في الأولية وفي الآخرية فهو سبحانه (كَمَا كَانَ بِصِفَاتِهِ أَزَلِيًّا كَذَلِكَ لَا يَزَالُ عَلَيْهَا أَبَدِيًّا).
    وهذا منهم -يعني من أهل الحديث والأثر والسنة- هذا القول منهم لأجل إثبات الكمال للرب جل وعلا.
    وقول المعتزلة والجهمية فيه تعطيل للرب عن أسمائه وصفاته؛ يعني أنّ الله جل وعلا كان بلا صفات وبلا أسماء، وأنه لما فعل وُجدت صفات الرب جل وعلا، وهذا نسبة النقص لله جل وعلا؛ لأنّ الصفات هي عنوان الكمال، والله سبحانه وتعالى كمالاته بصفاته.
    وأمّا قول الأشاعرة والماتريدية ومن نحا نحوهم، هذا أيضا فيه وصف الرب جل وعلا بالنقص؛ لأن أولئك يزعمون أنه متّصف ولا أثر للصفة.
    ومعلوم أن هذا العالم المنظور الذي تعلقت به عندهم الأسماء والصفات، هذا العالم إنما وُجد قريبا، فوجوده قريب وإن كانت مدته أو عمره طويل لكنه بالنسبة إلى الزمن بعامة -الزمن المطلق- لا شك أنه قريب لهذا قال عليه الصلاة والسلام «إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء» جل وعلا فالتقدير كان قبل أن يخلق هذه الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وهي مدة محدودة، والله جل وعلا لا يحدّه زمان، فهو أول سبحانه وتعالى ليس قبله شيء جل وعلا، وفي هذا إقرار لأنه من جهة الأولية يتناهى الزمان في إدراك المخلوق، وننقل من الزمان المنسوب إلى الزمان المطلق، وهذا تتقاصر عقولنا عنه وعن إدراكه، وأما هذا العالم المنظور فإنه محدَث وحدوثه قريب.
    ولهذا نقول إنّ قول الآشاعرة والماتريدية بأنه كان متصفا بصفات وله الأسماء، ولكن لم تظهر آثارها ولم يفعل شيئا الا بعد أن وجد هذا العالم، نقول معناه أن ثم زمانا مطلقا طويلا طويلاً جدا ولم يكن الرب جل وعلا فاعلا، ولم يكن لصفاته أثر ولا لأسمائه أثر في المربوبات، ولا بد أن الله جل وعلا له سبحانه وتعالى من يعبده جل وعلا من خلقه، ولا بد أن يكون له جل وعلا مخلوقات؛ لأنه سبحانه فعّال لما يريد، وهذه صفة مبالغة مطلقة في الزمن كله؛ لأن (ما) اسم موصول وأسماء الموصول تعمّ ما كان في حيّز صلتها.
    بقي أنْ يُقال إن قولهم أراد ولكن إرادته كانت معلقة غير منجزة، ونقول هذا تحكّم؛ لأن هذا مما لا دليل عليه إلا الفرار من قول الفلاسفة ومن نحا نحوهم بقدم هذا العالَم المنظور، وهذا الإلزام ولا يلزم أهل الحديث والسنة والأثر؛ لأننا نقول إن العوالم التي سبقت هذا العالم كثيرة متعددة لا نعلمها، الله جل وعلا يعلمها.
    وهذا ما قيل إنه يسمى بقِدم جنس المخلوقات، أو ما يسمى بالقِدم النوعي للمخلوقات، وهذه من المسائل الكبار التي نكتفي في تقريرها بما أوردنا لكَ في هذا المقام المختصر.
    المهم أن يتقرر في ذهنكَ أن مذهب الحديث والأثر في هذه المسألة لأجل كمال الربّ جل وعلا، وأن غير قولهم فيه تنقّص للرّب جل وعلا بكونه معطَّلا أو لكونه سبحانه وتعالى معطلا أن يفعل وأن تظهر آثار أسمائه وصفاته قبل خَلْق هذا العالم المعلوم أو المنظور. [شرح الطحاوية للشيخ صالح ال الشيخ ]
    *****
    وسأكتفى بعرض القولين وسهل جدا ان نضع كل قول فى مكانه الموافق له

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: بين ابن فورك والبيهقي !!!

    وقال أبو عبيدة اللَّهُ الصَّمَدُ [الإخلاص: 2]: هو الذي يصمد إليه، ليس فوقه أحد، والعرب كذلك تسمي أشرافها
    هذه الجملة أظن في صحيح البخاري . . وهناك أثر عن هذه السورة ..
    . . دقائق للبحث . .

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: بين ابن فورك والبيهقي !!!

    صحيح البخاري:
    باب قوله: الله الصمد والعرب تسمي أشرافها الصمد قال أبو وائل: هو السيد الذي انتهى سودده.
    .
    (صحيح البخاري - 4710)حدثنا أبو اليمان ، حدثنا شعيب ، حدثنا أبو الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : قال الله : كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك ، وشتمني ولم يكن له ذلك ، فأما تكذيبه إياي فقوله : لن يعيدني ، كما بدأني ، وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته ، وأما شتمه إياي فقوله : اتخذ الله ولدا وأنا الأحد الصمد ، لم ألد ولم أولد ، ولم يكن لي كفئا أحد.
    .
    (صحيح البخاري - 4711)حدثنا إسحاق بن منصور ، قال : وحدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن همام ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله : كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك ، وشتمني ولم يكن له ذلك ، أما تكذيبه إياي أن يقول : إني لن أعيده كما بدأته ، وأما شتمه إياي أن يقول : اتخذ الله ولدا ، وأنا الصمد الذي لم ألد ولم أولد ، ولم يكن لي كفؤا أحد ( لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد )
    .
    .
    فتبين من هذا الأثر أن السورة فسرت نفسها . .
    . . وأن بقية أقوال العجم ممن هم حديثوا عهد بلغة العرب من طبقة صغار التابعين . . كمجاهد والحسن البصري وغيرهم . . لا قيمة لها . . (وهم يلقونه بينهم في العراق دون إسناده)
    ..
    وأبو وائل الأسدي . . إمام ثقة ثبت مأمون . . عربي قُح . .
    . .

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بين ابن فورك والبيهقي !!!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    .
    فتبين من هذا الأثر أن السورة فسرت نفسها . .
    . . وأن بقية أقوال العجم ممن هم حديثوا عهد بلغة العرب من طبقة صغار التابعين . . كمجاهد والحسن البصري وغيرهم . . لا قيمة لها . .
    ..
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    أقوال العجم ممن هم حديثوا عهد بلغة العرب
    لا أدرى أخى ابو لمى من هو الاعجمى ؟!
    قال ابن القيم في قصيدته "النونية":

    وهوَ الإلهُ السَّيِّدُ الصَّمدُ الذي صَمَدَتْ إليهِ الخلقُ بالإذْعَانِ
    الكَامِلُ الأوْصَافِ منْ كُلِّ الوجُوه كَمالُهُ ما فيهِ مِنْ نُقْصَانِ
    وقال شيخ الاسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى":
    "(الصمد) فيه للسلف ‏ أقوال متعددة قد يظن أنها مختلفة، ‏وليس كذلك، بل كلها صواب.
    والمشهور منها قولان:
    أحدهما:
    أن الصمد هو الذي لا جوف ‏له.
    والثاني:
    أنه السيد الذي يُصْمد إليه ‏في الحوائج.
    والأول:
    هو قول أكثر السلف من ‏الصحابة، والتابعين، وطائفة من أهل ‏اللغة.
    والثاني:
    قول طائفة من ‏السلف، والخلف، وجمهور اللغويين، ‏والآثار المنقولة عن السلف ‏بأسانيدها في كتب التفسير المسندة، ‏وفي كتب السنة وغير ذلك

    وقال ابن القيم في كتابه "الصواعق المُرْسَلة":
    "فإن الصمد من ‏تَصْمُدُ (تتوجه) نحوه القلوب بالرغبة والرهبة، وذلك لكثرة خصال الخير فيه، ‏وكثرة الأوصاف الحميدة له،
    ولهذا ‏قال جمهور السلف، منهم عبد الله ‏بن عباس: الصمد: السيد الذي كمل ‏سؤدده، فهو العالم الذي كمل علمه، القادر الذي كملت قدرته، الحكيم ‏الذي كمل حكمه، الرحيم الذي كملت ‏رحمته، الجواد الذي كمل جوده، ‏ومن قال إنه الذي لا جوف له، فقوله: ‏لا يناقض هذا التفسير، فإن اللفظ ‏من الاجتماع، فهو الذي اجتمعت ‏فيه صفات الكمال، ولا جوف له، ‏فإنما لم يكن أحد كفوا له لما كان ‏صمدا كاملا في صمديته".
    من معاني اسم الله (الصَّمَد):
    قال ابن كثير في تفسيره لقول الله تعالى: {اللَّهُ الصَّمَدُ}(الإخلاص:2):
    " قال عكرمة عن ابن عباس:
    يعني الذي يَصْمُدُ الْخَلَائِقُ إليه في حوائجهم ومسائلهم.
    قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس:
    هو السيد الذي قد كَمُلَ في سُؤْدُدِه، والشريف الذي قد كَمُلَ في شرفه، والعظيم الذي قد كَمُلَ في عظمته، والحليم الذي قد كَمُلَ في حلمه، والعليم الذي قد كَمُلَ في علمه، والحكيم الذي قد كَمُلَ في حكمته، وهو الذي قد كَمُلَ في أنواع الشرف وَالسُّؤْدُد، وهو الله سبحانه، هذه صفته لا تنبغي إلا له، ليس له كُفْءٌ، وليس كمثله شيء، سبحان الله الواحد القهار..
    وقال الحسن وقتادة: هو الباقي بعد خلقه..
    وقال عكرمة: {الصَّمَدُ} الذي لم يخرج منه شيء ولا يُطْعَم.
    وقال الربيع بن أنس: هو الذي لم يلد ولم يولد. كأنه جعل ما بعده تفسيرا له، وهو قوله: {لَمْ يَلِدْ ولَمْ يُولَدْ} وهو تفسير جيد..
    وقال الشعبي: هو الذي لا يأكل الطعام، ولا يشرب الشراب.
    وقال عبد الله بن بريدة أيضا: {الصَّمَدُ} نور يتلألأ. روى ذلك كله وحكاه:ابن أبي حاتم والبيهقي والطبراني".
    وقال الشنقيطي في "أضواء البيان": "من المعروف في كلام العرب إطلاق الصمد على السيد العظيم، وعلى الشيء المصمت الذي لا جوف له.. فإذا علمت ذلك، فالله تعالى هو السيد الذي هو وحده الملجأ عند الشدائد والحاجات، وهو الذي تنزه وتقدس وتعالى عن صفات المخلوقين كأكل الطعام ونحوه، سبحانه وتعالى عن ذلك علواً كبيراً".
    وقال الزجاج في "تفسير الأسماء الحسنى": "وأصحه: أنه السيد المصمود (المقصود) إليه في الحوائج".
    وقال الخطابي في "شأن الدعاء":
    "(الصمد) هو السيد الذي يصمد إليه في الأمور، ويقصد في الحوائج والنوازل.. وقيل الصمد: الدائم. وقيل: الباقي بعد فناء الخلق". وقال البخاري في باب قوله تعالى: {اللَّهُ الصَّمَدُ} يقول: العرب تسمي أشرافها "الصمد".
    **********************
    ... قال أبو بكر الأنباري:
    لا خلاف بين أهل اللغة أن "الصمد" السيد الذي ليس فوقه أحد الذي يصمد إليه الناس في حوائجهم وأمورهم...
    وقال الخطابي:
    أصح الوجوه أنه السيد الذي يصمد إليه في الحوائج لأن الاشتقاق يشهد له فإن أصل الصمد القصد يقال: اصمد صمد فلان أي اقصد قصده، فالصمد السيد الذي يصمد إليه في الأمور، ويقصد في الحوائج،
    وقال قتادة: الصمد الباقي بعد خلقه".

    وقال الشيخ ابن باز:
    "الصمد: فُسِّرَ بمعنيين عند العلماء: أحدهما: أنه الذي لا جوف له ليس من جنس المخلوقين، المخلوق له جوف يأكل ويشرب ويطعم، والله لا جوف له مصمت.. وفُسِّرَ الصمد بمعنى آخر: وهو أنه تصمد إليه الخلائق في حاجاتها، وترجوه وتسأله وتضرع إليه في حاجاتها سبحانه وكله حق، هو الصمد لا جوف له، وهو الصمد ترفع إليه الحاجات جل وعلا: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ}(الإخلاص: 1-2)".

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بين ابن فورك والبيهقي !!!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    أقوال العجم ممن هم حديثوا عهد بلغة العرب من طبقة صغار التابعين . . كمجاهد
    . .
    أبو الحجاج مجاهد بن جبر المكي:
    مجاهد بن جبر المكي التابعي، الإمام الحجة الثقة الثبت، ولد سنة 21 هـ. روى له الجماعة، توفي 104هـ. أو قبلها.
    هو التابعي الجليل أبو الحجاج ولد سنة إحدى وعشرين في خلافة عمر، أثبت أصحاب ابن عباس في التفسير، قال عن نفسه:
    عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات من فاتحته إلى خاتمته أوقفه عند كل آية وأسأله عنها..
    مولى قيس بن السائب المخزومي؛ وأخذ عن جماعة من الصحابة، ولزم ابن عباس مدة طويلة، وأخذ منه علماً غزيراً؛ حتى عُدّ من أعلم الناس بالتفسير.
    - محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح عن مجاهد قال: (لقد عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات أقف عند كل آية أسأله فيم أنزلت، وفيم كانت؟). رواه الدارمي وابن جرير.
    - وقال ابن أبي مليكة: (رأيت مجاهدًا يسأل ابن عباسٍ عن تفسير القرآن ومعه ألواحه فيقول له ابن عباسٍ: اكتب، قال: حتى سأله عن التفسير كله).رواه ابن جرير.
    - بقية عن حبيب بن صالح قال: سمعت مجاهدا يقول: (استفرغ علمي القرآن). ذكره الذهبي.
    - كان علم القرآن عندهم شاملاً لتفسيره وأحكامه وآدابه، ولذلك كان له تفسير كثير لآيات الأحكام، وكان من أهل الفتوى في زمانه.
    - روى الأجلح عن مجاهد أنه قال: (طلبنا هذا العلم وما لنا فيه نية، ثم رزق الله النية بعد).
    - قال إسماعيل بن عبد الملك: حدثني يونس بن خباب عن مجاهد قال: كنت أقود مولاي السائب وهو أعمى فيقول: يا مجاهد دلكت الشمس؟ فإذا قلت نعم قام فصلى الظهر). رواه ابن سعد.
    كان مشمّراً في طلب العلم، والإقبال على شأنه حتى وصف كأنّه رجل أضلّ دابّته فهو يطلبها، ونشر علم التفسير نشراً لم يبلغه غيره من التابعين فيما أحسب.
    - فضيل بن مرزوق عن عبيدٍ المكتب، قال: «رأيتهم يكتبون التفسير عند مجاهدٍ» رواه الدارمي.
    قال أبو بكر الحنفي: سمعت سفيان الثوري يقول: (إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به). رواه ابن جرير.
    كان يحذر الشهرة، ويجتهد في العبادة وفي نشر العلم؛ حتى بلغ علمه الآفاق.
    - قال منصور: قال مجاهد: (لا تنوهوا بي في الخلق).
    قال الفضل بن دكين: (توفي مجاهد سنة اثنتين ومائة وهو ساجد).
    وفي رواية عند ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل أنه مات وهو ساجد خلف المقام.
    وقيل : مات سنة 103هـ ، وقيل: سنة 104هـ.
    والأكثرون على القول الأول.

    روى في التفسير: عن ابن عباس فأكثر، وروى عن عائشة وعبد الله بن عمرو، وابن عمر، وعبيد بن عمير ، وعبد الرحمن بن أبي ليلي، وأبي معمر الأزدي، وطاووس، وغيرهم.
    وفي تفسيره شيء يسير من الإسرائيليات، وقد روى عن تبيع بن عامر الحميري ابن امرأة كعب الأحبار؛ فربما وافق تفسيره التفسير المروي عن كعب الأحبار؛ فيعلّ بذلك.
    وروى عنه خلق كثير منهم: ابن أبي نجيح، ومنصور بن المعتمر، والأعمش، وعمرو بن دينار، والحكم بن عتيبة، وأبو بشر اليشكري، وأيوب السختياني، وابن عون، وليث بن أبي سليم، وجماعة.
    وقد اعتمد البخاري في صحيحه على تفسير مجاهد؛ فأكثر من ذكر أقواله في تفسير بعض الآيات، فربما ذكر الإسناد إليه، وربما علّق التفسير عن مجاهد، وربما ذكر قوله دون نسبة.

    مما روي عنه في التفسير:
    أ: ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال ابن عباس: «أمره أن يسبح، في أدبار الصلوات كلها»، يعني قوله: {وأدبار السجود} رواه البخاري.
    ب: شعبة، عن أبي بشر، عن مجاهد، في قوله: {وما تغيض الأرحام وما تزداد} قال: ما ترى من الدم، وما تزداد على تسعة أشهر). رواه ابن جرير.
    ج: ابن عيينة , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , قال: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد , ألا تراه يقول: افعل وافعل , ويقول: {واسجد واقترب}). رواه ابن جرير.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    أقوال العجم ممن هم حديثوا عهد بلغة العرب من طبقة صغار التابعين . . كمجاهد
    . .
    قال عنه الذهبي في السير: أجمعت الأمة على إمامة مجاهد والاحتجاج به.

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: بين ابن فورك والبيهقي !!!

    خذ العلم من الجذور أخي . .
    ..
    عندك ابناء الصحابة إذا انتهيت من علمهم وأسعفك العمر ووجدت وقتا لمجاهد فخذ عنه . .
    . .
    قال عنه الذهبي في السير: أجمعت الأمة على إمامة مجاهد والاحتجاج به.
    له في مسند أحمد . . 200 حديث . . هل تحتج بها كلها أم نصفها؟ أم ربعها؟
    في تفسير الطبري: له مئات الأقوال . . هل تحتج بها كلها أم بعضها أم نصفها أم ربعها؟
    . .
    وعموماً في ردي لم أقصده كشخص . . كان حديثي عن الفكرة العامة . .
    ..

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •