أهمية تعليم الأطفال الأذكار المشروعة


د. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري







الوقاية خير من العلاج، وأعظم وسائل الوقاية اللجوءُ إلى الله والتعوذ به من كل شر..


فيحرص الأب كما تحرص الأم على قراءة الأذكار الشرعية على الأبناء؛ فيُعوذنهم كل صباح ومساء، وعند كل مناسبة.


فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوّذ الحسن والحسين: "أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة"، ويقول: " إن أباكما كان يعوّذ بها إسماعيل وإسحاق"، رواه البخاري.


ثم يبدأ الوالدان بتعليمهم الأدعية والأذكار بأسلوب التلقين، فيختاران أصح الأذكار وأقصرها لتعليمهم إياها، إذا خرجت من البيت تقول: بسم الله، توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وإذا نزل المطر بماذا تدعو؟ وقل الحمد لله لأنك عطست، وهكذا، ومع المداومة يعتادها الابن شيئًا فشيئًا، فهذه أم سليم رضي الله عنها تلقن ابنها أنسًا الشهادتين قبل أن يبلغ السنتين من عمره.


ومن الجميل هنا: أن ولدًا تعوّد من أبيه أن ينفخ في يديه ويقرأ فيهما المعوّذتين، ثم يمسحه بهما قبل أن ينام، ومرة نسي الأب، وأراد أن يسترخي للنوم، فنبهه الابن قائلاً: بابا، وجمع كفيه وجعل ينفخ فيهما.


ومن الجميل أيضًا: أن أمًا علمت أبناءها أن يذكروا الله في كل حال، وأن لكل شيء ذكرًا، ولما نزلوا في مكانٍ معشبٍ جميل للنزهة، نزل ابنها الصغير مع أخوته سريعًا ليلعبوا، ثم تفاجأت به يعود بسرعة، ويقول: ماما، ما هو دعاء هذا المكان الجميل؟، فعلمته دعاء من نزل منزلاً: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.



أيها الأب المبارك:
لا تغفل عن أسلوب التلقين، فلو رأيت كيف يحفظ بعض أبنائنا الإعلانات التجارية لكثرة ما تتكرر، لعلمت أن باب التعليم بالتلقين بابٌ له بالغ الأثر في هذا الجانب.