رُوي من حديث عبس الغفاري ، وعوف بن مالك ، والحكم بن عمرو ، وأبي هريرة ، وعمرو بن عنبسة ، ومعاذ بن جبل.

[حديث عبس (عابس) الغفاري]

رواه زاذان ، واختُلف عليه:
- فرواه أبو اليقظان ، واختُلف عليه:
-- فرواه شريك ، عنه ، عن زاذان ، عن عليم ، عن عبس ، عن النبي به.
أخرجه أحمد (16040) ، ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل" (1482) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" (514/3) ، وأخرجه ابن أبي شيبة (37736) ، وابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير - السفر الثاني" (1553) ، وأبو عبيد في "فضائل القران" (ص166) ، وابن أبي غرزة في "مسند عابس" (2) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (80/7) ، ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (2409) ، وأخرجه الحارث في "مسنده" (613) ، ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5550) ، والطبراني (61) ، والطحاوي في "شرح مشكل الاثار" (1389) (1390) ، وابن أبي الدنيا في "العقوبات" (289) ، وأبو نعيم في "أحاديث مسندة في أبواب القضاء" (ص11) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (407/11) ، وأبو يعلى في "مسنده" كما في "الإتحاف" (51/5) ، والمستغفري في "فضائل القران" (40) ، والجورقاني في "الأباطيل" (724) ، والدارقطني في "الأفراد" ، والذهبي في "موضوعات المستدرك" (38).

قال الجورقاني: ((هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ ... ، وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ شَرِيكٍ جَمَاعَةٌ، وَقَالُوا فِيهِ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي الْيَقْظَانِ، عَنْ زَادَانَ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَابِسٍ الْغِفَارِيِّ عَلَى سَطْحٍ لَهُ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، وَعَابِسٌ الْغِفَارِيُّ هَذَا لَهُ صُحْبَةٌ، وَيُقَالُ لَهُ أَيْضًا: عَبْسٌ الْغِفَارِيُّ)).
وقال ابن الجوزي: ((وقد رواه عن شريك جماعة فلم يذكروا عليمًا ، وهذا حديث لا يصح تفرد به أَبُو اليقظان واسمه عُثْمَان بْن عمير الكوفي وهو المتهم به)).
وقال ابن عبد البر: ((هذا حديثٌ مشهُورٌ رُوِي عن عَبْسٍ الغِفارِيِّ من طُرُقٍ)).
وقال الدارقطني كما في "أطراف الغرائب والأفراد" (4185): ((تفرد بِهِ *أَبُو *الْيَقظَان عُثْمَان بن عُمَيْر عَن زَاذَان أبي عمر عَن عليم الْكِنْدِيّ عَن عبس)).

وشريك صدوق سئ الحفظ ، ويخطئ كثيراً.
وعليم ، مجهول الحال.

-- ورواه ليث بن أبي سليم ، واختُلف عليه:
--- فرواه زهير بن معاوية ، وجرير بن عبد الحميد ، وفضيل بن عياض ، ويعقوب بن إبراهيم ، ومحمد بن فضيل ، وأبو يوسف ، جميعهم عنه ، عن زاذان ، عن عبس ، عن النبي به.
أخرجه ابن أبي غرزة في "مسند عابس" (1) ، وأبو عبيد في "فضائل القران" (ص166) ، وفي "غريب الحديث" (348/1) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (80/7) ، ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (2409) ، والداني في "الفتن" (324) ، والطبراني (58) (59) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (310/2) ، والمستغفري في "فضائل القران" (41).

قال أبو نعيم: ((رواه سليمان بن التيمي، وزهير، وفضيل بن عياض، وجرير بن عبد الحميد، وأبو يوسف، ومحمد بن كثير، ويحيى بن أيوب، كلهم عن ليث، عن عثمان بن عمير، عن زاذان، عن عابس من دون عليم)).

--- ورواه عمار بن رزيق ، عنه ، عن عبس ، عن النبي به.
أخرجه ابن أبي عاصم في "الاحاد والمثاني" (1024) ، وفي "الديات" (ص14) ، ومن طريقه أبو نعيم في "أحاديث مسندة في أبواب القضاء" (ص11).

--- ورواه موسى بن أعين ، عنه ، عن زاذان ، عن عابس ، عن أبي ذر ، عن النبي به.
أخرجه الداني في "الفتن" (436).

--- ورواه عمرو بن عاصم ، واختُلف عليه:
---- فرواه إبراهيم بن المستمر ، عنه ، عن المعتمر بن سليمان ، عن أبيه ، عن ليث ، عن أبي اليقظان ، عن زاذان ، عن عليم ، عن أبي عبس الغفاري ، عن النبي به.
أخرجه البزار (1610).

---- ورواه بشر بن ادم ، عنه ، عن المعتمر بن سليمان ، عن أبيه ، عن ليث ، عن أبي اليقظان ، عن زاذان , عن عابس الغفاري ، عن النبي به.
أخرجه الطبراني (60) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (310/2).
وبشر بن ادم ، وثقه النسائي ، وقال أبو حاتم ، والدارقطني: ((ليس بقوى)).

وتابعه عبيد بن عبيدة ، عن المعتمر به.
أخرجه البيهقي في "البعث والنشور" (76).
وعبيد بن عبيدة التمار ، قال الدارقطني: ((ثقة)) ، وقال: ((يحدث عن معتمر بغرائب، لم يأت بها غيره)) ، وقال ابن حبان: ((يُغرب)).

والليث بن أبي سليم ، صدوق ، سئ الحفظ ، واختلط.
وأبو اليقظان عثمان بن عمير ، تركه يحيي القطان ، وابن مهدي ، وقال ابن معين: ((ليس حديثه بشيء)) ، وقال: ((ليس بذاك)) ، وقال: ((ليس به بأسٌ)) ، وقال أحمد: ((ضعيف الحديث)) ، وقال: ((حديثه ما أدري ما هو)) ، وقال: ((منكر الحديث)) ، وقال ابن نمير ، وأبو زرعة ، ويعقوب بن سفيان: ((ضعيف)) ، وقال أبو حاتم: ((ضعيف الحديث ، منكر الحديث ، كان شعبة لا يرضاه)) ، وقال البخاري: ((منكر الحديث)) ، وقال الدارقطني: ((متروك)) ، وقال: ((زائغ، لم يحتج به)) ، وقال: ((ضعيف)) ، وقال النسائي: ((ليس بالقوي)) ، وقال أبو أحمد الحاكم: ((ليس بالقوى عندهم)) ، وقال ابن حبان: ((كَانَ مِمَّن اخْتَلَط حَتَّى لَا يدْرِي مَا يحدث بِهِ فَلَا يجوز الِاحْتِجَاج بِخَبَرِهِ الَّذِي وَافق الثِّقَات وَلَا الَّذِي انْفَرد بِهِ عَن الْأَثْبَات لاختلاط الْبَعْض بِالْبَعْضِ)) ، وقال ابن عدي: ((رَدِيءُ الْمَذْهَبِ غَالٍ فِي التَّشَيُّعِ يُؤْمِنُ بِالرَّجْعَةِ عَلَى أَنَّ الثِّقَاتَ قَدْ رَوَوْا عَنْهُ وَلَهُ غَيْرُ مَا ذَكَرْتُ وَيُكْتَبُ حَدِيثُهُ على ضعفه)) ، وقال ابن عبد البر: ((كلهم ضعفه)) ، وقال الذهبي: ((ضَعِيفٌ بِاتِّفَاقٍ)).

- ورواه موسى بن عبد الله الجهني ، واختُلف عليه:
-- فرواه عيسى بن يونس ، واختُلف عليه:
--- فرواه علي بن خشرم ، عنه ، عن موسى ، عن زاذان , عن عابس الغفاري ، عن النبي به.
أخرجه الطبراني في "الكبير" (62) ، وفي "الأوسط" (685) ، وابن الجوزي في "القصاص والمذكرين" (181).
قال الطبراني: ((لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ مُوسَى إِلَّا عِيسَى)).

قلت: تابعه مندل ، عن موسى به.
أخرجه الطبراني (63) ، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (264).
ومندل ، ضعيف الحديث.
وقال الدارقطني كما في "أطراف الغرائب والأفراد" (245/4): ((رَوَاهُ مُوسَى الْجُهَنِيّ عَن زَاذَان عَن عبس، وَلم يذكر فِيهِ عليما فِيهِ وَهُوَ غَرِيب من حَدِيثه عَن زَاذَان عَنهُ تفرد بِهِ منْدَل بن عَليّ عَنهُ)).

--- ورواه عبد الوهاب بن نجدة ، عنه ، عن موسى ، عن رجل ، عن زاذان ، عن عابس أو ابن عابس ، عن النبي به.
أخرجه ابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" (1552) ، ومن طريقه المستغفري في "فضائل القران" (39).

--- ورواه الزبير بن بكار ، عنه ، عن موسى بن عبد الصمد ، عن زاذان ، عن عبد الله بن عباس ، عن النبي به.
أخرجه أبو الليث السمرقندي في "تنبيه الغافلين" (843).
قلت: وعبد الله بن عباس خطأ ، ولعل الناسخ تحرف عليه ابن عابس إلى ابن عباس ، فظنه عبد الله بن عباس ، والصواب أنه عابس كما جاء في باقي الروايات.
وموسى بن عبد الصمد ، لم أعرفه.

وأخرج ابن أبي عاصم في "الاحاد والمثاني" (1023) ، وفي "الديات" (ص14) ، والطبراني في "الكبير" (57) ، وفي "الأوسط" (8736) ، ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5549) ، وأخرج المروزي في "مختصر قيام الليل" (ص237) ، عن عبد الله بن صالح، حدثني يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة، عن عابس الغفاري ، عن النبي به.
قال الطبراني: ((لا يروى هذا الحديث عن أبي أمامة، عن عابس إلا بهذا الإسناد، تفرد به: يحيى بن أيوب)).
وقال أبو نعيم: ((رواه الشعبي، عن أبي هريرة، عن عبس الغفاري، نحوه. ورواه عليم، عن عبس)).

وعبد الله بن صالح ، صدوق كثير الغلط.
ويحيي بن أيوب ، قال أحمد: ((سئ الحفظ)) ، وقال: ((يخطىء خطأ كثيرا)) ، وقال أبو حاتم: ((محله الصدق ، يكتب حديثه ولا يحتج به)) ، وقال النسائي: ((ليس بالقوي)) ، وقال ابن سعد: ((منكر الحديث)) ، وقال الدارقطني: ((فى بعض حديثه اضطراب)) ، وقال الإسماعيلي: ((لا يحتج به)) ، وقال الساجي: ((صدوق يهم)) ، ووثقه ابن معين ، والبخاري ، وأبو داود ، ويعقوب بن سفيان.

وعبيد الله بن زحر ، قال ابن معين: ((ليس بشئ)) ، وقال: ((كل حديثه عندى ضعيف)) ، وقال أحمد ، والدارقطني: ((ضعيف)) ، وقال ابن المديني: ((منكر الحديث)) ، وقال أبو حاتم: ((لين الحديث)) ، وقال ابن عدي: ((يقع فى أحاديثه ما لا يتابع عليه)) ، وقال الخطيب: ((فى حديثه لين)) ، وقال أبو مسهر: ((هو صاحب كل معضلة ، وإن ذلك بّين على حديثه)) ، وقال الحربي: ((غيره أوثق منه)) ، وقال ابن حبان: ((يروى الموضوعات عن الأثبات)) ، ووثقه البخاري ، وأبو زرعة ، والنسائي.

قال ابن معين: ((علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة هي ضعاف كلها))
وقال أبو حاتم: ((أحاديث علي بن يزيد عن القاسم عن أبي إمامة ليست بالقوية هي ضعاف)).
وقال ابن حبان: ((*إذا *اجتمع *في *إسناد *خبر: عبيد الله بن زحر، وعلي بن يزيد، والقاسم أبو عبد الرحمن، لم يكن متن ذلك الخبر إلا مما عملته أيديهم))

[حديث عوف بن مالك]
رواه النهاس بن قهم ، واختُلف عليه:
- فرواه وكيع ، ومحمد بن بكر ، وعثمان بن عمر البصري ، عنه ، عن شداد أبي عمار ، عن عوف بن مالك به موقوفاً.
أخرج أحمد (23970) (23973) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (37746) ، والطبراني (104) ، والضياء المقدسي في "المنتقى من مسموعات مرو" (507).

- ورواه النضر بن شميل ، عنه ، عن شداد أبي عمار ، عن عوف بن مالك ، عن النبي به مرفوعاًً.
أخرجه الطبراني (105).

والنهاس بن قهم ، قال يحيي بن سعيد القطان: ((كان يروى عن عطاء ، عن ابن عباس أشياء منكرة)) ، وقال: ((لست أحدث عنه بشىء)) ، وقال ابن معين: ((ليس بشئ)) ، وقال: ((لا يُساوي شيئًا)) ، وقال: ((ضعيف)) ، وقال أحمد: ((النَّهَّاس قاص، وكان يحيى يضعف حديثه)) ، وقال الدارقطني: ((مضطرب الحديث، تركه يحيى القطان)) ، وقال أبو حاتم: ((ليس بشئ)) ، وقال أبو داود: ((ليس بذاك)) ، وقال: ((ليس بالقوي)) ، وقال النسائي: ((ضعيف)) ، وقال ابن عدي: ((أحاديثه مما يتفرد به عن الثقات ولا يتابع عليه)) ، وقال ابن حبان: ((كان يروى المناكير عن المشاهير ويخالف الثقات ، لا يجوز الإحتجاج به)) ، وقال أبو أحمد الحاكم: ((لين)) ، وقال الترمذي: ((قد تكلم يحيى بن سعيد في نهاس بن قهم من قِبَلِ حِفظه)).
وشداد أبو عمار ، قال صالح جزرة: ((لم يسمع من عوف بن مالك)).

[حديث الحكم بن عمرو الغفاري]
رواه الحسين بن إسحاق التستري ، واختُلف عليه:
- فرواه الطبراني ، عنه ، عن عبد الله بن معاوية الجمحي، عن جميل بن عبيد الطائي، عن أبي المعلى، عن الحكم الغفاري به موقوفاً.
أخرجه الطبراني (3162).

- ورواه الحسن بن محمد بن إسحاق المهرجاني ، عنه ، عن جميل بن عبيد الطائي، عن أبي المعلى، عن الحسن ، عن الحكم الغفاري به موقوفاً.
أخرجه الحاكم في "المستدرك" (5871).

وأبو المعلى ، ترجم له ابن عبد البر في "الاستغناء" (1843) ، والذهبي في "الكنى" (90/2) ، ولم يذكروا من الرواة عنه سوى جميل بن عبيد ، فهو مجهول. ويُحتمل أنه أبو المعلى زيد بن مرة [ثقة] ، فهو يروي عن الحسن كذلك.

[حديث أبي هريرة]
أخرج المستغفري في "فضائل القران" (37) عن عبد المجيد بن إبراهيم، حَدَّثَنا عمرو بن هاشم، حَدَّثَنا الهقل بن زياد عن الأوزاعي عن عنبسة بن سعيد الكلاعي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: تمنى رجل الموت عند أبي هريرة رضي الله عنه فقال: لا تتمنى الموت فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا استحققت ستا فإن استطعت أن تموت فمت وإن كانت نفسك بيدك فانبذها إمرة السفهاء واستخفافا بالدم والرشوة في الحكم وكثرة الشرط ونشأ يتخذون القرآن مزامير يقدمون أحسنهم صوتا وأقلهم فقها)).

وأبو زهير عبد المجيد بن إبراهيم الدمياطى ، روى عنه جمع من الثقات ، فهو مستور الحال.
وعمرو بن هاشم البيروتي ، قال محمد بن مسلم: ((كان قليل الحديث ، ليس بذاك ، كان صغيرا حين كتب عن الأوزاعى)) ، وقال العقيلي: ((مجهول بالنقل ، لا يتابع على حديثه)) ، وقال ابن عدي: ((ليس به بأس)).
وعنبسة بن سعيد الكلاعي ، قال أبو حاتم: ((ليس بالقوي)) ، وقال أبو زرعة: ((أحاديثه منكرة ولم يسمع من عكرمة شيئا)).

وأخرج عبد الرزاق في "المصنف ط التأصيل" (4316) ، ومن طريقه المستغفري في "فضائل القران" (38) عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا ذَكَرُوا أَنَّهُ الْحَكَمُ الْغِفَارِيُّ، أَنَّهُ قَالَ: يَا طَاعُونُ، خُذْنِي إِلَيْكَ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَا فُلَانُ أَمَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "لَا يَدْعُو أَحَدُكُمْ بِالْمَوْتِ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي عَلَى أَيِّ شَيءٍ هُوَ مِنْهُ "؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يذْكُرُ سِتًّا أَخْشَى أَنْ يُدْرِكَنِي بَعْضهُنَّ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: "بَيْعُ الْحُكْمِ، وَإضَاعَةُ الدَّمِ، وَإمَارَةُ السُّفَهَاءِ، وَكَثْرَةُ الشُّرَطِ، وَقَطِيعَةُ الرَّحِمِ، وَنَاسٌ يَتَّخِذُونَ الْقُرْآنَ مَزَامِيرَ يَتَغَنَّوْنَ بِهِ"
وابن جريج يُدلس عن الضعفاء ، والواسطة بينه وبين أبي هريرة لا تُعرف.

وأخرج ابن سعد في "الطبقات" (337/4) ، والمعافى بن زكريا في "الجليس الصالح" (ص333) عن رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ صُبَيْحٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي فَضَالَةَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ ذَكَرَ الْمَوْتَ ، فَكَأَنَّهُ تَمَنَّاهُ ، فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: وَكَيْفَ تَمَنَّى الْمَوْتَ بَعْدَ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم «لَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَتَمَنَّى الْمَوْتَ ، لَا بَرٌّ وَلَا فَاجِرٌ ، أَمَّا بَرٌّ فَيَزْدَادُ بِرًّا، وَأَمَّا فَاجِرٌ فَيُسْتَعْتَبُ» ؟، فَقَالَ: وَكَيْفَ لَا أَتَمَنَّى الْمَوْتَ وَأَنَا أَخَافُ أَنْ تُدْرِكَنِي سِتَّةٌ: التَّهَاوُنُ بِالذَّنْبِ، وَبَيْعُ الْحِكَمِ، وَتَقَاطُعُ الْأَرْحَامِ، *وَكَثْرَةُ *الشَّرْطِ، وَنَشْوُ الْخَمْرِ، وَيَتَّخِذُونَ الْقُرْآنَ مَزَامِيرَ.

والربيع بن صبيح ، تركه القطان ، وابن مهدي ، وقال ابن معين: ((ثقة)) ، وقال: ((ليس به بَأسٌ)) ، وقال: ((صالح)) ، وقال: ((ضَعيفٌ)) ، وقال أحمد: ((لا بأس به، رجل صالح)) ، وقال: ((هو في بدنه رجل صالح، وليس عنده حديث يحتاج إليه فيه، كأنه ضعف أمره)) ، وقال: ((ليس له كثير شيء يسنده)) ، وقال عفان بن مسلم: ((أحاديثه كلها مقلوبة)) ، وقال ابن سعد ، والنسائي: ((ضعيف)) ، وقال أبو زرعة: ((شيخ صالح صدوق)) ، وقال أبو حاتم: ((رجل صالح)) ، وقال البخاري: ((صدوقٌ)) ، وقال يعقوب بن شيبة: ((رجل صالح صدوق ثقة ، ضعيف جدا)) ، وقال ابن عدي: ((له أحاديث صالحة مستقيمة ، ولم أر له حديثا منكر جدا وأرجوا أنه لا بأس به ، ولا برواياته)) ، وقال ابن المديني: ((هو عندنا صالح ، وليس بالقوى)) ، وقال الساجي: ((ضعيف الحديث ، أحسبه كان يهم ، وكان عبدا صالحا)) ، وقال العجلي: ((لا بأس به)) ، وقال الفلاس: ((ليس بالقوي)) ، وقال أبو أحمد الحاكم: ((ليس بالمتين عندهم)) ، وقال ابن حبان: (( كان من عباد أهل البصرة وزهادهم ، وكان يشبه بيته بالليل ببيت النحل من كثرة التهجد ، إلا أن الحديث لم يكن من صناعته ، فكان يهم فيما يروى كثيرا ، حتى وقع فى حديثه المناكير من حيث لا يشعر ، لا يعجبنى الاحتجاج به إذا انفرد)).

وأخرج الطبراني في "الأوسط" (1397) عن رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: فِي كِيسِي هَذَا حَدِيثٌ، لَوْ حَدَّثْتُكُمُوه ُ لَرَجَمْتُمُونِ ي، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ لَا أَبْلُغَنَّ رَأْسَ السِّتِّينَ» . قَالُوا: وَمَا رَأْسُ السِّتِّينَ؟ قَالَ: «إِمَارَةُ الصِّبْيَانِ، وَبَيْعُ الْحُكْمِ، *وَكَثْرَةُ *الشُّرَطِ، وَالشَّهَادَةُ بِالْمَعْرِفَةِ ، وَيَتَّخِذُونَ الْأَمَانَةَ غَنِيمَةً، وَالصَّدَقَةَ مَغْرَمًا، وَنَشْوٌ يَتَّخِذُونَ الْقُرْآنَ مَزَامِيرَ» قَالَ حَمَّادٌ: «وَأَظُنُّهُ قَالَ: وَالتَّهَاوُنُ بِالدَّمِ»
قال الطبراني: ((لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ إِلَّا حَمَّادٌ، تَفَرَّدَ بِهِ: رَوْحٌ)).
وعلي بن زيد بن جدعان ، ضعيف.

وأخرج أبو نعيم في "الحلية" (384/1) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (379/67) عن حَاتِمُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " إِذَا رَأَيْتُمْ سِتًّا، فَإِنْ كَانَتْ نَفْسُ أَحَدِكُمْ *فِي *يَدِهِ *فَلْيُرْسِلْهَ ، فَلِذَلِكَ أَتَمَنَّى الْمَوْتَ أَخَافُ أَنْ تُدْرِكَنِي: إِذَا أُمِّرَتِ السُّفَهَاءُ، وَبِيعَ الْحُكْمُ، وَتُهُوِّنَ بِالدَّمِ، وَقُطِّعَتِ الْأَرْحَامُ، وَقَطَعَتِ الْجَلَاوِزَةُ، وَنَشَأَ نَشْءٌ يَتَّخِذُونَ الْقُرْآنَ مَزَامِيرَ "
وحاتم بن راشد ، مستور.
وعطاء ، لم أُميّزه.

[حديث عمرو بن عبسة]
رواه عبد الوهاب بن نجدة ، واختُلف عليه:
- فرواه أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة ، عنه ، عن تليد ابن المحاربى، عن أبى الصباح الواسطى، عن عبد العزيز بن سعيد، عن أبيه ، عن عمرو بن عبسة ، عن النبي به.
أخرج الطبراني كما نقله ابن كثير في "جامع المسانيد" (580/6).

- ورواه ابن أبي عاصم ، عنه ، عن تليد بن أعين، عن أبى الصباح الواسطى، عن عبد العزيز بن سعيد، عن أبيه ، عن عمرو بن عبسة ، عن النبي به.
أخرجه أبو نعيم في "أحاديث مسندة في أبواب القضاء" (ص10) ، والذهبي في "موضوعات المستدرك" (37).

وتليد بن سليمان المحاربي ، قال ابن معين: ((ليس بشئ)) ، وقال: ((كذاب ، دجال ، لا يُكتب عنه)) ، وقال أحمد: ((كان مذهبه التشيع ولم ير به بأسًا)) ، وقال: ((كتبت عنه حديثًا كثيرًا، عن أبي الجحاف)) ، وقال العجلي: ((لا بأس به كان يتشيع ، ويدلس)) ، وقال محمد بن عمار الموصلي: ((زعموا أنه لا بأس به)) ، وقال أبو داود: ((رافضى خبيث ، رجل سوء)) ، وقال النسائي: ((ضعيف)) ، وقال يعقوب بن سفيان: ((رافضى خبيث)) ، وقال صالح بن محمد الحافظ: ((كان سئ الخلق ، لا يحتج بحديثه ، وليس عنده كبير شىء)) ، وقال ابن عدي: ((يتبين على رواياته أنه ضعيف)) ، وقال الساجي: ((كذاب)) ، وقال أبو عبد الله الحاكم: ((ردىء المذهب ، منكر الحديث ، روى عن أبى الجحاف أحاديث موضوعة) ، كذبه جماعة من العلماء)) ، وقال أبو أحمد الحاكم: ((ليس بالقوى عندهم)) ، وقال ابن حبان: ((كان رافضيا يشتم الصحابة ، وروى فى فضائل أهل البيت عجائب)) ، وقال الدارقطني: ((ضعيف)) ، وقال: ((لم يكن بالقوي في الحديث)) ، وقال الجوزجاني: ((كان يكذب)).

وتليد بن أعين ، لم أجده.

وأبو الصباح عبد الغفور بن عبد العزيز ، قال ابن معين: ((ليس حديثه بشيء)) ، وقال البخاري: ((تركوه ، منكر الحديث)) ، وقال: ((سَكَتُوا عنه)) ، وقال ابن عدي: ((الضعف عَلَى حديثه ورواياته بين، وَهو منكر الحديث)) ، وقال ابن حبان: ((كَانَ مِمَّن يضع الحَدِيث على الثِّقَات على كَعْب وَغَيره لَا يحل كِتَابَة حَدِيثه وَلَا الذّكر عَنْهُ إِلَّا عَلَى جِهَة التَّعَجُّب)) ، وقال مسلم ، والنسائي: ((متروك الحديثِ)) ، وقال أبو زرعة: ((واهي الحديث)) ، وقال أبو حاتم: ((ضعيف الحديث)).

[حديث معاذ بن جبل]
أخرج الطبراني في "مسند الشاميين" (785) عن مُصْعَبُ بْنُ سَلَّامٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ، ثنا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ، مُسْلِمُ بْنُ مِشْكَمٍ ، وَالْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ كِلَاهُمَا عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «خَمْسٌ إِذَا أَدْرَكْتُمُوهُ نَّ فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَمُوتُوا فَمُوتُوا إِذَا تُهْوُونَ بِالدَّمِ وَبِيعَ الْحَكَمُ ، وَقُطِّعَتِ الرَّحِمُ ، *وَكَثُرَ *الشُّرَطُ ، وَاتُّخِذَتِ الْأَمَانَةُ مِيرَاثًا»

ومصعب بن سلام ، قال ابن معين: ((ليس به بأس)) ، وقال: ((صدوق)) ، وقال: ((ضعيف)) ، وقال أبو بكر بن أبي شيبة: ((تركنا حديثه)) ، وقال أحمد: ((انقلبت عليه أحاديث يوسف بن صهيب، جعلها عن الزبرقان السراج، وقدم ابن أبي شيبة مرة فجعل يذاكر عنه أحاديث عن شعبة هي أحاديث الحسن بن عمارة انقلبت عليه أيضًا)) ، وقال ابن المديني: ((كان من الشيعة ، وضعفه)) ، ووّهاه أبو داود ، وقال: ((ضَعَّفُوهُ بأحاديث، انقلبت عليه أحاديث ابن شبرمة)) ، وقال أبو حاتم: ((شيخ محله الصدق)) ، وقال العجلي: ((ثقة)) ، وقال البزار: ((ضعيف جدا ، عنده أحاديث مناكير)) ، وقال: ((ليس بالقوي، وهو كوفيٌّ، روى عنه غير واحد)) ، وقال الساجي: ((ضعيف ، منكر الحديث)) ، وقال ابن عدي: ((له أحاديث غرائب ، وأرجو أنه لا بأس به ، وما انقلبت عليه فإنه غلط منه لا تعمد)) ، وقال ابن حبان: ((انقلبت عَلَيْهِ صحائفه فَكَانَ يحدث مَا سمع من هَذَا عَن ذَاك وَهُوَ لَا يعلم وَمَا سمع من ذَاك عَن هَذَا من حَيْثُ لَا يفهم فَبَطل الِاحْتِجَاج بِكُل مَا روى عَن شُعْبَة إِنَّمَا هُوَ مَا سمع من الْحسن بن عمَارَة)) ، وقال: ((كثير الغَلَط، لا يُحْتَجّ به)) ، وقال أبو زرعة: ((ضعيفُ الحديثِ)).

وقد تكلموا على الحديث من جهة المتن ، فقال الجورقاني بعد أن أخرجه: ((في خلاف ذلك...)) ، ثم أخرج حديث عائشة قَالَتْ: سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِرَاءَةَ أَبِي مُوسَى، فَقَالَ: «لَقَدْ أُوتِيَ هَذَا مِنْ مَزَامِيرِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ» ، وحديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغَفَّلِ، قَالَ: «رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ عَلَى نَاقَتِهِ، يَقْرَأُ سُورَةَ الْفَتْحِ وَيَرْجِعُ وَلَوْلَا أَنَّهُ يَجْتَمِعُ النَّاسَ رَجَعْتُ كَمَا رَجَعَ» ، وحديث أبي هريرة قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ يَجْهَرُ بِهِ».

وقال ابن الجوزي في "العلل" (405/2): "قلت قد احتوى هَذَا الحديث على أشياء كلها مردودة منها تمني الموت وَفِي الصحيحين عن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم النهي عن تمني الموت ومنها التعرض بالطاعون والطلب له وَفِي الصحيحين ما ينبه على النهي عن ذلك وهو قوله إذا وقع وأنتم بأرض فلا تخرجوا منها وَإِذَا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه ومعلوم أن الدعاء به تعرض به ومنها حسن الصوت بالقرآن وترجيعه وذلك إذا كان بمقدار استحب وَفِي صحيح مُسْلِم من حديث عَبْد اللَّه بْن معقل قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقرأ يوم الفتح ويرجع ولولا أن يجتمع الناس لرجعت كما رجع وَفِي صحيحه من حديث أَبِي هُرَيْرَة عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال "ما أذن الله بشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يعني بالقرآن يجهر به وكان النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يستمع قراءة أَبِي مُوسَى ويقول لقد أوتي هَذَا مزمارًا من مزير آل داؤد وأما الإلحان التي يسوقونها مساق الأغاني فمكروهة".

والله أعلم.