6837 - (نعمَ لهو المؤمن الرمي، ومن تعلم الرمي ثم تركه؛ فقد عصاني) .
قال الا لباني في السلسلة الضعيفة:
منكر.
أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " (2/ 121) من طريق ابراهيم ابن سلام: ثنا ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً.
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير ابراهيم بن سلام، والظاهر أنه الراوي عن عبد المجيد بن عبد العزيز الدراوردي وابن عيينة المترجم في " اللسان "؛ فإنهما من طبقة شيخه هنا (ابن وهب) ، وقد قال فيه أبو أحمد الحاكم:
" ربما روى ما لا أصل له ". وقال الدارقطني:
"ضعيف ".
قلت: فهو الذي ركب هذا الإسناد الصحيح، على هذا الحديث المنكر. والله سبحانه وتعالى أعلم. والشطر الثاني من الحديث قد رواه غيره بإسناد آخر لابن وهب؛ فقال ابن ماجه (2814) : حدثنا حرملة بن يحيى المصري: أنبأ عبد الله بن وهب:
أخبرني ابن لهيعة عن عثمان بن نعيم الرعيني عن المغيرة بن نهيك: أنه سمع عقبة بن عامرمرفوعاً بلفظ:
" من تعلم الرمي ثم تركه؛ فقد عصاني ".
وحرملة بن يحيى: ثقة من رجال مسلم.
وقد توبع؛ فقال الروياني في " مسنده " (1/ 96 1/ 262) : نا أحمد: نا عمي: حدثني ابن لهيعة به.
وأحمد هذا - هو: ابن عبد الرحمن بن وهب بن مسلم المصري، وهو -: ثقة من شيوخ مسلم.
وعمه هو: (عبد الله بن وهب) .
قلت: فهذا هو المحفوظ عن ابن وهب؛ ليس فيه الشطر الأول، وهو مما يوهن رواية (إبراهيم بن سلام) إياه عنه، ويؤكد نكارته، وهذا لا يعني أن إسناد هذا الحفوظ صحيح. كلا؛ فإن المغيرة بن نهيك والراوي عنه مجهولان.
لكن الشطر الثاني قد صح من طريق آخر عن عقبة بلفظ:
" ... فليس منا، أو قد عصى".
رواه مسلم وغيره هكذا على الشك، ولم يذكر بعضهم: " أو عصى". ولعله أرجح، وقد خرجته في " الصحيحة " (3448) .ثم ان حديث الترجمة قد أورده السيوطي في " الجامع الكبير " (2/ 855) من رواية أبي نعيم عن ابن عمرو. هكذا وقع فيه (عمرو) ، وهو خطأ من الناسخ، وما قبله خطأ من المؤلف؛ لأنه أطلق العزو ولم يقيده بـ " أخبار أصبهان "!
وعزاه في " الدر المنثور " (3/ 193) للقراب عن ابن عمر رضي الله عنهما به؛ إلا أنه قال:
" ومن ترك الرمي بعدما علمه؛ فهو نعمة تركها ".
وهو بهذا اللفظ روي عن عقبة من طريق آخر.. فيه اضطراب وجهالة، وقد بينت ذلك في " ضعيف أبي داود " (432) .
(فائدة) : القراب هذا هو: أبو يعقوب إسحاق بن اسحاق بن ابراهيم السرخسي ثم الهروي الحافظ، ترجمه الحافظ الذهبي في " السير " (17/ 570 - 572) ، ونعته بـ: "الشيخ الإمام الحافظ الكبير المصنف ... "، ثم قال:
"وكان ممن يرجع إليه في العلل، والجرح والتعديل، مات سنة (429) وقع لنا كتاب " الرمي " له".
قلت: وقد عزا السيوطي إليه أحاديث أخرى في فضل الرمي، وسكت عنها كغالب عادته؛ فلا أدري أهو في ذلك تابع لمؤلفه، أم هو حذف كلامه عليها؟ وهذا مما أستبعده. والله أعلم.
وبهذه المناسبة أقول:
لقد وقفت على حديث غريب منكر في فضل الرمي، سكت عنه البيهقي، فرأيت تخريجه وبيان علله؛ وهو التالي:



6838 - (وجبت محبتى على من سعى بين الغرضين بقوسي لا بقوس كسرى) .
منكر.
أخرجه البيهقي في " السنن " (10/ 15) من طريق محمد بن محمد بن سليمان الباغندي: ثنا عبد الله بن معبد الحراني: ثنا ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر مرفوعاً.
قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم؛ مسلسل بالعلل:
أولاً: عنعنة أبي الزبير؛ فإنه مدلس.
ثانياً: ابن لهيعة: ضعيف سيئ الحفظ.
ثالثاً: عبد الله بن معبد الحراني: لم أجد له ترجمة.
رابعاً: الباغندي: حافظ مشهور؛ ولكنهم طعنوا فيه، فقال الذهبي في " الميزان ":
" كان مدلساً، وفيه شيء. قال ابن عدي: أرجو أنه كان لا يتعمد الكذب ".
قلت: ونص كلام ابن عدي في " الكامل " (6/ 300) :
" وللباغندي أشياء أنكرت عليه من الأحاديث، وكان مدلساً؛ يدلس على ألوان، وأرجو أنه لا يتعمد الكذب ".
قلت: ومن تلك الألوان ما بينه الدارقطني بقوله:
" مخلط، مدلس؛ يكتب عن بعض أصحابه، ثم يسقط بينه وبين شيخه ثلاثة، وهو كثير الخطأ. رحمه الله ".