ميتة رمضان


ما من حي إلا وسوف يُدركه الموت، وما من عاقلٍ إلا ويحلم بحُسن خاتمته، فتلك الخاتمة هي التي سيجني منها سعادة الأبد، وما أحلى أن يختمَ الله لنا الحياة في رمضان ونحن نطيع الله، وما أجمل أن يختم عملك وأنت صائمٌ، وما أعظم الأجر الذي يناله صاحبُ تلك الخاتمة الجميلة، ففي الحديث الصحيح عن حذيفة رضي الله عنه قال: أسندت النبي صلى الله عليه وسلم إلى صدري، فقال: «من قال: لا إله إلا الله ختم له بها، دخل الجنة، ومن صام يومًا ابتغاء وجه الله ختم له به، دخل الجنة، ومن تصدَّق بصدقة ابتغاء وجه الله، ختم له بها، دخل الجنة»؛ (رواه أحمد).
فأي فضلٍ ذلك الذي يحصل عليه من فاز بميتة رمضان؟

أعلمُ وتعلم أنه ليس كل أحد يُمكنه أن يحصل على تلك الهبة العظيمة وتلك الميتة الكريمة، فلتكن من عباد الله الصالحين المحافظين على تقوى الله في رمضان وخارج رمضان؛ لتكون أهلًا للفوز بتلك الأعطيات العظيمة.

واحذَر فقد مات عابثون ولاهون كُثر في رمضان وهم يعصون الله في أعظم أوقات الطاعة في العام، فمن تارك للصلاة، ومن مفطر، ومن زان، ومن سارق، ومن مدمن، ومن مشاهد للخبائث والفواحش، ومن لاهٍ وغافل، لم يراعوا لذلك الشهر العظيم حُرمته، فقبَضهم الله على شر أعمالهم، بينما الناس في خَلوتهم مع الله يبكون ويتضرعون طلبًا لعتق رقابهم، كان هؤلاء الغاوون يعبثون مع شياطين الإنس والجان، فاحذَر أن تكون واحدًا من هؤلاء؛ فتشقى شقاء الأبد.

______________________________ _______________
الكاتب: هيام محمود