التواضع في الإسلام



أرسل الله عز وجل محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم إلى الناس كافة هاديًا ومبشرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، فجاء عليه الصلاة والسلام يأمر بكل فضيلة، وينهى عن كل رذيلة، وفي الحديث: «إنَّما بُعثتُ لأتمم مكارمَ الأخلاقِ».

ومن الأخلاق العظيمة التي دعا إليها الإسلام وتربى عليها المسلمون خلقُ التواضع.

والتواضع خلق عظيم يبتعد بصاحبه عن الكبر، ويقربه إلى قلوب الناس ويحببه إليهم.

إن النفس البشرية تكره بطبيعتها الإنسان المتكبر وتنفر منه وتحب النفس المتواضعة وتحب صداقتها.

ولقد دعا الإسلام في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم إلى التواضع وحثَّ عليه ورغب فيه ونهى عن التكبر وشنَّع على صاحبه؛ قال تعالى على لسان لقمان: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [لقمان: 18].

وقال تعالى في سورة النساء: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا} [النساء: 36].

وفي الحديث الصحيح قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «ما تواضعَ أحدٌ للهِ إلَّا رفعَه الله».

وعندما نتأمل في سير السلف الصالح نجد مئات بل آلاف الأمثلة على شدة تواضع السلف ورفعة أخلاقهم وحسبك أن تتأمل في سير الخلفاء الراشدين لتجد ذلك واضحًا.

وبالمقابل نهى الإسلام عن التكبر وحذر منه وشنع على صاحبه وأخبر أنه محروم من الجنة، ففي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا يدخل الجنةَ من كان في قلبِه مثقالُ ذرَّةٍ من كبر .

وفي كتاب الله: {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا} [الإسراء: 37].

وارجع إلى نفسك أخي وتفكر لو أننا تمثلنا خلق التواضع في كل صغيرة وكبيرة في حياتنا كم ستكون يومياتنا جميلة وكم ستكرن علاقتنا الاجتماعية مستقرة وسعيدة.

أسأل الله أن يوفقنا الى كل خلق حسن ويبعدنا عن كل خلق سيء، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت وقنا سيء الأخلاق لا يقي سيئها إلا أنت».

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين وأصحابه الميامين وسلم تسليمًا كثيرًا.

______________________________ ______________________________
المصادر:
1- القرآن الكريم.

2- صحيح مسلم.
3- صحيح الجامع للعلامة الألباني.