رمضان في ربيع العمر.. رتبي أولوياتك
البريق العابر
أيتها الأم الغالية الكريمة..
كم من شهر رمضان مرّ عليك طوال عمرك وكانت الحياة تشغلك بأمور لا تقربك من الجنة ولا تبعدك عن النار؟..
كم من أيام مرت خلال هذا الشهر الكريم في عمرك الماضي وكان شغلك الشاغل هو الاهتمام بالأسرة والطعام والزيارات العائلية والمجاملات الاجتماعية، وربما المسلسلات التليفزيونية والمسابقات والبرامج الترفيهية والخروج إلى السهرات الرمضانية وغير ذلك من الممارسات التي لم تكن تصب في نهاية المطاف في صالح ميزان الحسنات؟.
لا شك أنك تشعرين برغبة عارمة في أن تستغلي كل دقيقة من دقائق رمضان هذا العام في التقرب إلى الله تعالى والندم على ما يكون قد مضى من العمر في تفريط في جنب الله عز وجل، وأن تستفيد من كل لحظات هذا الشهر الكريم في اكتساب جبال من الحسنات تكون سبباً في نيل رضا الله والنجاة من غضبه وعذابه.
لكنك في الوقت نفسه ورغم أنك تعيشين مرحلة ربيع العمر تجدين نفسك مضطرة إلى أداء بعض المهام وتحمل بعض المسؤوليات سواء على الصعيد الاجتماعي أو الأسري أو غير ذلك من الواجبات التي لا يمكن الفكاك منها..
فكيف يمكنك أن تحققي التوزان المأمول بين الاستفادة من وقتك في شهر رمضان وفي الوقت نفسه عدم التقصير في أي من الواجبات والمسؤوليات الملقاة على عاتقك؟
الحرص على الوقت
في البداية يجب أن تنأي بنفسك عن كل لهو من شأنه أن يهدر وقتك الثمين في كل يوم من أيام رمضان، ففي ربيع العمر لا يكون من الممكن إضاعة الوقت في العبث وفضول الكلام وممارسة بعض الأمور المباحة التي ربما تلتهم الوقت بشكل غير متوقع.
إرجاء الزيارات غير الهامة
من الضروري كذلك أن تعتذري عن الزيارات الاجتماعية غير المهمة فليس هذا الشهر هو شهر المجاملات وتعزيز العلاقات الاجتماعية سواء مع المعارف أو الجيران أو الأصدقاء، وتذكري أن كل زيارة من هذه كفيلة بأن تقضي على يوم ثمين من أيام الشهر الغالي، وأنت في أمسّ الحاجة إلى التزود من الطاعات وتكثيف العبادات لنيل رضا الله تعالى والفوز بهدايته وعفوه.
تخطيط للوقت
تحتاجين بشكل كبير إلى إعداد جدول يتسم ببعض الخطوط العريضة والملامح الرئيسة حتى تضمني أن يومك خلال شهر رمضان يمر بشكل منظم ومدروس وحتى لا تستغرقك إحدى العبادات وتنسيك الاهتمام ببقية العبادات الأخرى المهمة والتي تكتسب مذاقاً خاصاً في هذا الشهر الكريم.
احصلي على المساعدة
في حالة ما إذا كنت مسؤولة عن تجهيز الطعام لأفراد أسرتك فليس عيباً أن تستعيني خلال شهر رمضان بمن تساعدك على أداء هذه المهمة في مقابل مادي وذلك حتى تتمكني من التفرغ للعبادة وذكر الله تعالى وتلاوة القرآن وحتى لا يتم استنزاف طاقتك طوال اليوم في تجهيز الطعام وترتيب المنزل فلا تستطيعين في المساء الاجتهاد في الصلاة والعبادة.
على الرغم من أن صلة الرحم من أحب الأمور إلى الله تعالى إلا أنك تستطيعين القيام بهذه العبادة على خير وجه طوال أشهر العام، بينما لا تستطيعين أن تجدي الأجواء الروحانية العطرة التي تسمح بمزيد من الخشوع والقرب من الله بالقلب والوجدان إلا في شهر رمضان، فاحرصي على ترتيب أولولياتك خلال هذا الشهر الكريم لاغتنامه والخروج منه بأكبر قدر من النجاح في كسب الحسنات والتزود من الطاعات.