المِلْكـية


منذر البلوشي

الملكية ظاهرة اجتماعية اقتصادية اختلفت أنظمتها عبر العصور بسبب تطور حاجات البشر وتكاثرها، والله سبحانه وتعالى جعلها أداة لا غاية ووسيلة لتحقيق هدف يتسامى إلى علياء رحمة رب العالمين، وهي أحكام الأشياء التي جعلها الله أمانة واستخلافا بيد الإنسان لتحقيق التكافل الاجتماعي وأداء الأمانة بروح طيبة.
تعريف الملك في الإسلام:
وردت تعريفات كثيرة في كتب الفقه للملكية، وفيما يلي نورد بعضا منها:
عرفها الكمال ابن الهمام في كتابه: (فتح القدير في شرح الهداية) بما يلي: «الملك هو القدرة على التصرف ابتداء إلا لمانع؛ فمن قدر على التصرف نيابة عن غيره لا يعد مالكا».
وقال القرافي في كتابه: (الفروق) ما يلي: «الملك يمكن الإنسان شرعا بنفسه أو لنيابة من الانتفاع بالعين أو المنفعة، ومن أَخْذ الغرض أو تمكنه من الانتفاع خاصة».
كما وردت تعريفات كثيرة لبعض العلماء المعاصرين، فقد عرف الأستاذ مصطفى الزرقا الملك في كتابه: (المدخل الفقهي العام) بأنه: اختصاص حاجز شرعا يسوِّغ صاحبه التصرف إلا لمانع.
وعرفه الدكتور محمد يوسف موسى في كتابه (الفقه الإسلامي): بأنه حيازة الشيء، متى كان الحائز وحده قادرا على التصرف فيه والانتفاع به عند عدم المانع الشرعي.
ونلاحظ في التعريفات السابقة أنه قد وردت كلمة (حاجز)، والمراد بها أنها تحجز غير المالك عن الانتفاع إلا بإذنه، والمراد بقوله: «عند عدم المانع الشرعي»، أي: عندما لا يوجد مانع شرعي يمنع المالك من التصرف، ويشمل هذا المانع: نقص الأهلية، كالصغير الذي يتصرف وليه عنه، وحق الغير كالمال المرهون الذي تتقيد به تصرفات الراهن بسبب الرهن، بالرغم من ملكيته.

ويمكن تعريف الملكية كما يلي:
الملكية هي علاقة اقتصادية اجتماعية تنشأ بين الأفراد والأشياء المادية أثناء عمليات الإنتاج، وتتضمن حق التصرف بالشروط الموضوعية الفعالة التي تنظم الحركة الاقتصادية للمجتمع.