بسم الله وبعد:
فهذا بيان لمعنى كلمة التوحيد وأركانها: "لا إله إلا الله"

يزعم أهل البدع بأنه لا حاجة لمعرفة معنى كلمة التوحيد، حتى غلا بعضهم فقال: بأن الأحمق فقط هو من يسأل عنها أو يبحث عن معناها.
وقد خالفَ هذا المذكورُ كلامَ رب العالمين الذي أمر واشترط العلمَ بالمعاني العظيمةِ لهذه الكلمة.
أما أمر الله بالعلم بها فكثير، وأصرح شيء في ذلك قوله تعالى :{ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ }[محمد 19]
وقال :{ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (14)}[هود]
بل إن المقلد والجاهل بمعناها قد لا يُثبت في فتنة القبر كما في حديث مسألة الملكين للإنسان:
الذي رواه البراء وفيه:" فيأتيه ملكان شديدا الانتهار فينتهرانه ويجلسانه فيقولان: من ربك؟ وما دينك؟ فيقول: ربي الله وديني الإسلام فيقولان: فما تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هو رسول الله،
فيقولان وما يدريك؟ فيقول: جاءنا بالبينات من ربنا فآمنت به وصدقته " قال: " وذلك قوله عز وجل: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة} [إبراهيم: 27] "
ثم ذكر حال الفاجر والجاهل بهذه الأجوبة فقال في الحديث:" فلا يهتدي لاسمه فيقول: لا أدري سمعت الناس يقولون ذاك قال: فيقال: لا دريت فيضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه ويمثل له عمله في صورة رجل قبيح الوجه منتن الريح قبيح الثياب ..".
وقد كان العرب يعلمون جيدا معناها ولذلك كانوا يستكبرون عنها ويتعجبون كما في الحديث والآيات الكثيرة:
عن ابن عباس قال في حديث مرض أبي طالب وفيه:" ... فقال يا عم إني إنما أردتهم على كلمة واحدة تدين لهم بها العرب وتؤدي إليهم بها العجم الجزية، قالوا: وما هي نعم وأبيك وعشرا؟ قال:" لا إله الا الله"، فقاموا وهم ينفضو ثيابهم وهم يقولون { أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (5) } [ص]".
وبسبب عجمة الناس كان لزاما على كل مسلم أن يعلم معنى هذا الكلمة العظيمة ويعتقد به كما أمرت الآيات:
فإنها تدل بالمطابقة على توحيد الألوهية، وبالتضمن على الربوبية، وبه وبالاستلزام على توحيد الأسماء والصفات، ولها ركنان:
1ـ النفي: في قولك:" لا إله"، ولنترك الإعراب اللغوي يبين لنا معناها:
"لا: نافية.
إله: اسمها منصوب...، والإله هو المعبود باتفاق أهل اللغة والتفسير والسلف.
فأين خبرها؟
والجواب: أن خبرها محذوف تقديره إما شبه جملة أي: بحق"، أو مفرد:" حقٌّ",
وعليه: يكون معنى هذه الكلمة: لا معبودَ بحق إلا الله.
2ـ الإثبات: في قولك: إلا الله، وهما مستثنى ومستثنى منه، فكأنك نفيت كل أنواع العبادة عما سوى الله، وأثبتَّ العبادة لله وحده.
لتفاصيل أكثر في التوحيد راجع:
https://elzianitaher.blogspot.com/20...og-post_5.html