إلى كل كاتب صحافي


أسماء العجيري



إن الإنسان بطبعه يحب التقدم والتطور في حياته العلمية والعملية، ويكون مع ذلك مستعجلا للنتائج، فإن رآها استبشر وفرح، وإن استبطأت عليه تضايق وجزع، فإن كان راضيا بقضاء الله وقدره تصبر قليلا حتى يرى النتائج المرضية له.

إن الإنسان المسلم - مهما قدم وقدم لنصرة دينه أوبلده، ومهما أوتي من شهادات ومناصب، ومهما نقل إليه من إعجاب الناس به - يجب عليه أن يروض نفسه دائما على أن يصفيها مما يشوبها من المعكرات المنبوذة كالرياء والسمعة ، فالإنسان - مهما قدم لابد أن يشعر نفسه بالتقصير؛ حتى لا يدخله العُجْبُ والغرور.

فدعوتي لك أخي القارئ.. أختي القارئة، أن تفرحا بإنجازكما لا بإعجاب الناس بكما.

إلى كل صاحب فكرة أو رأي يريد إيصاله لغيره، اسأل نفسك دائما: ما الذي دعاني للكتابة، أهي الفكرة بذاتها فقط؟ أم الفكرة ومن ثم الشهرة؟ أم الشهرة ومن ثم الفكرة ؟ أسئلة مهمة جدا لابد لكل كاتب صحافي أن يسأل نفسه بها والجواب الصحيح من رأيي وإن خالفني بعضهم: أنه لابد للانسان أن يجعل شغله الشاغل كيفية إيصال فكرته سواء نقلها هو وسطر اسمه في أعلى المقال أم نقلها غيره، أليس همه انتشار فكرته وتأثر الناس بها!


أما من كان همه الفكرة ومن ثَمَّ الشهرة فأقول له: انشر فكرتك ومَنْ ثم ضع خطاً أحمر تحت الشهرة، لا تركض وراءها، بل لا تتمناها؛ فسوف تأتيك لا محالة، ولكن لا تفرح بها كثيرا إن أتتك؛ فالإنسان كلما زاد شهرةً وزاد إعجاب الناس به يجب عليه من جهة أخرى أن يجدد الإخلاص في قلبه؛ حتى لا يذهب عمله هباء منثورا.


وأما من كان همه الشهرة ومن ثم الفكرة فأبشره من الآن بعدم الاستمرار في الكتابة؛ لأن الإخلاص في العمل هو الدافع الرئيس للاستمرار.

كلمة أخيرة أهمسها في أذن كل متزوجة: لا تجعلي انشغالك بأبنائك ولهفتك وراء متطلباتهم سببا لاهيا عن الاهتمام بزوجك؛ فكثير من الزوجات يندثر مظهرها الخارجي بحجة أبنائها، فاجعلي زوجك كلما نظر إليك سُرَّ وسُعد.