أخـــــــــــــ ــــــــــطاء في تربية الأبناء


الأستاذة: هند السعيد إسماعيل





العلاقات الاجتماعية وصلة الأرحام


الموقف من صلة الأرحام والحياة الاجتماعية: والسؤال الذي يطرح نفسه علينا هو: هل نصل أرحامنا أم لا؟

هذا أمر إلهي وهدي نبوي ليس لنا فيه خيار، إن صلة الأرحام من الواجبات على المسلم، لكن السؤال هو: كيف نصل أرحامنا بأقل قدر من الذنوب والأخطاء، بل بأكبر قدر من الصالحات والحسنات وصلة الأرحام ألزم الحقوق الاجتماعية؛ حيث إن لها صلة وثيقة بعلاقة الزوجين واستقرار الحياة الأسرية.

أختي الكريمة.. أسأل الله سبحانه وتعالى ألا تكوني من اللواتي يربين أطفالهن على حب أهلها وذويها والاعتزاز بهم، وأما أهل الزوج فمنهم تأتي جميع المصائب، هذا واقع اجتماعي أسأل الله أن يعافينا منه، فكثير من النساء لا تعد سلبيات أمها كسلبيات أم زوجها مثلا، ولا تعترف بحق أخت الزوج بقدر حق أختها! وهكذا علما بأن أهل الزوج عصبة، وصلتهم أولى والنفقة عليهم آكد، وبالتالي فإن زيارتهم أكثر وجوباً.

فما الأمور التي يجب الاتفاق عليه بين الزوجين من سنرى؟ ومتى؟ وكثير من النساء إما أن تعطي موعدا لزيارة لها ولزوجها دون استئذانه، وإما أن تدعو أهلها أيضا دون استئذانه، وبالتالي فإن الزوج يرضخ هو للأمر الواقع.

من سنرى في لقائنا؟ فقد يكون غيرنا مدعوا كوجود شخص لا يستريح له زوجك ولا ينسجم أبناؤك مع أبنائهم.

من من الأولاد سنصحب معنا؟ أحيانا يظن الزوج أنه سيذهب بمفرده، وإذا بالصغار على الأبواب يبكون ويصرخون فيحملهم كما هو ودون أدنى استعداد.



مدة زيارتنا : فكم من الزوجات تترك زوجها في السيارة ينتظرها مدة طويلة ولا تعرف ما لهذا من أثر نفسي سيئ على زوجها.



الهدايا : ولاسيما إن كانت هناك مناسبات، فلابد أن يكون قد سبق الاتفاق على الجوانب التربوية لهذه اللقاءات.

يفضل أن يفصل الأولاد عن البنات بعد السادسة، ولا يخلو فتى بفتاة مدة طويلة حتى لو كان قريبها، علما بأننا لا نسيء الظن بالصغار وإنما نخشى من غريزة حب الاستطلاع العارمة أحياناً.

في حال لعب الأولاد مع البنات نوجههم إلى تحاشي الملامسة الجسدية خشية أن تلمس أيديهم لمساً عفوياً مواقع حساسة من أجسادهم فتلفت النظر إليها، ويفضل أن يفهم الصغار أن العورة من السرة إلى الركبة.

وهناك وقفة أوضحها لك أختي الكريمة: فكثير من النساء تعتقد جازمة أن الصغير ليس له عورة؛ فقد تترك بناتها كالغنم السائحة يدخلن على الرجال أحيانا دون سروال، فكم من صغيرة تخرج من الحمام مندفعة إلى غرفة الرجال! بالله عليكم كيف يكون موقف أبيها؟ ومن العجيب أننا نجد الأم تضحك وتقول: شغلت عنها فهربت مني، أنا لا أدري من أين سأبدأ مناقشة هذه الأخت؛ لأني أشك في اقتناعها بصحة ما تقول، فإن قالت: إنه ليس للصغير عورة، أقول لها: ارجعي.. وراجعي أقوال الفقهاء في ذلك، فقد عدّوا عورة الصغير كعورة الكبير تماما كما جاء ذلك في الكتاب، وقد قال رسول الله[: «الحياء شعبة من الإيمان» وقال: «الحياء لا يأتي إلا بخير».


أسأل الله لك السداد والرشاد وأن يعينك على تربية أولادك تربية إسلامية على كتاب الله عز وجل وعلى سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.