ما أقدر مو من مواخيذنا»!!


إبتسام العون


بحروف مجروحة وكلمات مذبوحة ينطلق قلمي في كتابة هذه السطور؛ ليعبر عن أنين قلوب مكسورة ومشاعر «مركونة» لكثير من بنات جنسي حكم عليهن مدى الحياة في سجن العنوسة.

السؤال المطروح: من هو المسؤول عن هذه الظاهرة؟



لا أريد أن أفصِّل في الأسباب والمسببات، وإنما أريد حلولا جذرية جريئة أحطم بها قيوداً ظالمة وسلاسل وقناعات، بل أريد أن أطلق صرخة مدوية في آذان الجميع: إلى متى يا ناس؟ "هذا مو من مواخيذنا؟" اسمح لي هذا بدوي وهذا حضري، وهذا أصيل وهذا «بيسري»، وهذا ليس من قبيلتنا، والبنت ما تأخذ إلا ولد عمها والنهاية عشرات بل مئات من البنات فاتهم قطار الزواج.

لحظة من فضلك أيها -القارئ الكريم-، أود أن أوضح لك قبل أن أسترسل في الكتابة أنني سيدة متزوجة وأم سعيدة في حياتها ولكني متألمة؛ فأنا أرغب في ترطيب القلوب وإنعاش النفوس بآمال وأحلام باتت حقيقة وليست خيالا.

ولحل هذه المشكلة لا بد من حملة توعوية على غرار حملة «ركاز» يتصدرها الأفراد والمؤسسات وجمعيات نفع عام. لا بد من مشاركة شيوخ الدين والعلماء الأفاضل والأكاديميين الكرام في تبني هذه القضية وتغيير قناعة سنة ألف وتسعمائة وحطبة "هذا مو من مواخيذنا"!! أنا لا أعلم هل الأصيل منزل من السماء بطبق من فضة وذهب؟! هل الأصيل هو الوحيد القادر على إسعاد الأصيلة وتكوين أسرة وإنجاب أبناء أصيلين صالحين، ونقيس على ذلك البدوي والحضري... إلخ.

يا ناس نحن في القرن الواحد والعشرين، ما فائدة العلم وشهادات الماجستير والدكتوراة؟

هل هذا من الإسلام والدين في شيء؟! لماذا نحرم بناتنا من الارتباط برجال أكفاء وتكوين أسر سعيدة وإنجاب أبناء صالحين تقوى بهم الأمة الإسلامية؟! أي جريمة نرتكبها بحق بناتنا لأجل عادات وتقاليد أكل عليها الدهر وشرب؟!

من أعطاكم الحق أيها الآباء والأمهات في الاستمتاع بالحياة الزوجية بكل ما فيها من معاني الحب والأنس والسكينة والعاطفة والأمومة وحرمان بناتكم من ممارسة حياتهن الطبيعية وإكمال نصف دينهن بالحلال وسماع كلمة "ماما"؟!



أليس هذا من الظلم؟!

السؤال الذي يدور في ذهني: هل كل أصيل صالح..؟! وهل كل «بيسري» طالح..؟! والعكس بالعكس.. هل كل «بيسري» صالح وهل كل أصيل طالح؟! هل الأصل والفصل يجلب التوفيق والعادة؟!

نريدها حملة إعلامية جريئة تخاطب كل العقول، وتذيب كل الفوارق والطبقات من خلال الإذاعة والتلفزيون وخطب المساجد، وإقامة اللقاءات المفتوحة في الأسواق والمجمعات لشخصيات جذابة؛ لمخاطبة عقول الجماهير واستقاء الحلول من أفواه الناس، وعقد المؤتمرات والمنتديات الفكرية، ولا بد من إطلاق صرخة مدوية لتحطم.


«ما أقدر مو من مواخيذنا»!