تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: للعبادة شرطين لكي تقبل؛ هما: الإخلاص والاتباع

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,948

    افتراضي للعبادة شرطين لكي تقبل؛ هما: الإخلاص والاتباع

    للعبادة شرطين لكي تقبل؛
    هما: الإخلاص لله تعالى،
    والاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم،
    ، فالعبادة لا تكون خالصة وصحيحة، إلا إذا توفر فيها شرطان،
    فإذا سقط شرط أو اختل بطلت العبادة فهما كالجناحين للطائر،
    ولا يمكن للطائر أن يطير بجناح واحد
    كذلك المرء لا يمكن أن يُقبل عمله إلا إذا توفر في عمله الإخلاص لله جل وعلا، والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم.
    فالشرط الأول: الإخلاص لوجه الله تعالى:لا بد وأن تكون العبادة خالصة لله وحده، ليس فيها شركٌ، فإذا خالطها شرك بطَلت وفسدت، كالطهارة إذا خالطها حدث بطلت، كذلك إذا عبدت الله ثم وقعت في الشرك بطلت عبادتُك، ولم تنفعك الأعمال، إذًا فما هو حد الشرك؟قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله: ((فإن حد الشرك الأكبر: وتفسيره الذي يجمع أنواعه وأفرادهأن يصرف العبد نوعًا أو فردًا من أفراد العبادة لغير الله، فكل اعتقاد أو قول أو عمل ثبت أنه مأمور به من الشارع، فصرفه لله وحده توحيد وإيمان وإخلاص، وصرفه لغيره شرك وكفر، فعليك بهذا الضابط للشرك الأكبر الذي لا يشذ عنه شيء.كما أن حد الشرك الأصغر: هو كل وسيلة وذريعة يتطرق منها إلى الشرك الأكبر، من الإرادات والأقوال والأفعال التي لم تبلغ رتبة العبادة التي فعلتها))
    قال ابن القيم: في قصيدته في بيان أن الشرك محبط للأعمال.
    والشرك فاحذَره فشرك ظاهر
    ذا القسم ليس بقابل الغفران

    وهو اتخاذ الند للرحمن أيًّا
    كان من حجر ومن إنسان

    يدعوه أو يرجوه ثم يخافه
    ويحبه كمحبة الديان
    الشرط الثاني: هو المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم:فأي عبادة لم يأت بها الرسول، فإنها باطلة وغير مقبولة؛ لأنها بدعة وضلالة؛ عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَن عمل عملًا ليس عليه أمرنا، فهو رَدٌّ)) قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ((وبالجملة فمعنا أصلان عظيمان:أحدهما: ألا نعبد إلا الله.والثاني: ألا نعبده إلا بما شرع، لا نعبده بعبادة مبتدعة.وهذان الأصلان هما تحقيق "شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله"؛ كما قال تعالى: ﴿ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾ [الملك: 2 ].قال الفضيل بن عياض رحمه الله: ((أحسن العمل أخلصه وأصوبه، قالوا: يا أبا علي، ما أخلصه وما أصوبه؟ فقال: إن العمل إذا كان خالصًا ولم يكن صوابًا لم يقبل، وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا لم يقبل، حتى يكون خالصًا صوابًا، والخالص أن يكون لله والصواب أن يكون على السنة، وذلك تحقيق قولة تعالى: ﴿ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 110]، وكان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول في دعائه: اللهم اجعَل عملي كله صالحًا، واجعله لوجهك خالصًا، ولا تجعل لأحد فيه شيئًا)).
    فإن الله تعالى لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصًا لوجهه تبارك وتعالى، فلا بد في العبادة من هذين الشرطين الإخلاص لله جل وعلا، والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم.فبدون هذين الشرطين لا تصح العبادة؛ لأنها تصبح على غير ما شرع الله، والله لا يقبل إلا ما شرع في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم.قال الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي -رحمه الله- عندما استخرج مائة وعشرة فوائد من سورة الكهف، فقال في قوله تعالى: ﴿ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا ﴾: فيها: الشرط الأول: وهو الموافقة لشرع الله. وقال في قوله تعالى: ﴿ وَلَا يُشْرِكْ بِعَبَادِةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ فيها: الشرط الثاني: وهو الإخلاص فيه لله
    وأما المتابعة فلا تتحقق إلا بأوصاف ستة ذكرهما الشيخ محمد بن عثيمين
    أولًا: السبب:
    أن تكون العبادة موافقة للشريعة في سببها: فأي إنسان يتعبد لله بعبادة مبنية على سبب لم يثبت بالشرع، فهي عبادة مردودة ليس عليها أمر الله ورسوله، مثال ذلك أن بعض الناس يحيي ليلة السابع والعشرين من رجب، بحجة أنها الليلة التي عرج فيها برسول الله صلى الله عليه وسلم، فالتهجد عبادة، ولكن لما قرن بهذا السبب كان بدعة؛ لأنه بنى هذه العبادة على سبب لم يثبت شرعًا.
    وهذا الوصف - موافقة العبادة للشريعة في السبب - أمر مهم يتبين به ابتداع كثير مما يظن أنه من السنة وليس من السنة.ثانيًا: الجنس: أن تكون العبادة موافقة للشريعة في جنسها:فلو تعبد إنسان لله بعبادة لم يشرع جنسها، فهي غير مقبولة؛ مثل ذلك أن يضحي الإنسان بفرس، فلا يصح أضحية؛ لأنه خالف الشريعة في الجنس، فالأضاحي لا تكون إلا من بهيمة الأنعام الإبل، البقر، الغنم.ثالثًا: القدر: أن تكون العبادة موافقة للشريعة في قدرها:فلو أراد إنسان أن يزيد صلاة على أنها فريضة، فنقول: هذه بدعة غير مقبولة؛ لأنها مخالفة للشرع في القدر، ومن باب أولى لو أن الإنسان صلى الظهر مثلًا خمسًا، فإن صلاته لا تصح بالاتفاق.رابعًا: الكيفية: أن تكون العبادة موافقة للشريعة في كيفيتها:فلو أن رجلًا فبدأ بغسل رجليه، ثم مسح رأسه، ثم غسل يديه ثم وجهه، فنقول: وضوؤه باطل؛ لأنه مخالف للشرع في الكيفية.خامسًا: الزمان: أن تكون العبادة موافقة للشريعة في الزمان:فلو أن رجلًا ضحى في أول أيام ذي الحجة، فلا تقبل الأضحية لمخالفة الشرع في الزمان.وسمعت أن بعض الناس في شهر رمضان يذبحون الغنم تقربًا لله تعالى بالذبح، وهذا العمل بدعة على هذا الوجه؛ لأنه ليس هناك شيء يتقرب به إلى الله بالذبح إلا الأضحية والهدي والعقيقة، أما الذبح في رمضان مع اعتقاد الأجر على الذبح كالذبح في عيد الأضحى فبدعة.وأما الذبح لأجل اللحم، فهذا جائز.سادسًا: المكان: أن تكون العبادة موافقة للشريعة في مكانها:فلو أن رجلًا اعتكف في غير مسجد، فإن اعتكافه لا يصح؛ وذلك لأن الاعتكاف لا يكون إلا في المساجد، ولو قالت امرأة: أريد أن أعتكف في مصلى البيت.
    ومن الأمثلة لو أن رجلًا أراد أن يطوف فوجد المطاف قد ضاق ووجد ما حوله قد ضاق، فصار يطوف من وراء المسجد، فلا يصح طوافه؛ لأن مكان الطواف البيت قال تعالى لإبراهيم الخليل: ﴿ وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ ﴾ [الحج:26].
    فالعبادة لا تكون عملًا صالحًا إلا إذا تحقق فيها شرطان
    :
    الأول: الإخلاص،
    الثاني: المتابعة،
    والمتابعة لا تتحقق إلا بالأمور الستة الآنفة الذكر

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,948

    افتراضي رد: للعبادة شرطين لكي تقبل؛ هما: الإخلاص والاتباع

    السؤال
    ما هي الشروط التي تجعل العمل الذي يقوم به المسلم مقبولا ، ومن ثَم يأجره الله عليه ؟ هل الجواب ببساطة هو أن ينوي المسلم اتباع القرآن والسنة ، وذلك يؤهله للحصول على الأجر ، مع أنه ربما يكون قد أخطأ في عمله ذاك ؟ أم أن عليه أن تكون عنده النية ، وبالإضافة إلى ذلك فإن عليه أن يتبع السنة الصحيحة ؟.
    الجواب
    الحمد لله.
    يشترط في العبادات حتى تقبل عند الله عز وجل ويؤجر عليها العبد أن يتوفر فيها شرطان :
    الشرط الأول : الإخلاص لله عز وجل ، قال تعالى : ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ) سورة البينة/5 ، ومعنى الإخلاص هو : أن يكون مراد العبد بجميع أقواله وأعماله الظاهرة والباطنة ابتغاء وجه الله تعالى ، قال تعالى : ( وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ) سورة الليل/19
    وقال تعالى : ( إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً ) الإنسان/9
    وقال تعالى : ( من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب ) سورة الشورى/20
    وقال تعالى : ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) سورة هود/15-16
    وعن عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ " رواه البخاري( بدء الوحي/1)
    وجاء عند مسلم من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : " أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنْ الشِّرْكِ مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ " رواه مسلم( الزهد والرقائق/5300)
    الشرط الثاني : موافقة العمل للشرع الذي أمر الله تعالى أن لا يُعبد إلا به وهو متابعة النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء به من الشرائع فقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم : " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " رواه مسلم ( الأقضية/3243) ،
    قال ابن رجب رحمه الله : هذا الحديث أصل عظيم من أصول الإسلام وهو كالميزان للأعمال في ظاهرها ، كما أن حديث " إنما الأعمال بالنيات " ميزان للأعمال في باطنها ، فكما أن كل عمل لا يُراد به وجه الله تعالى ، فليس لعامله فيه ثواب ، فكذلك كل عمل لا يكون عليه أمر الله ورسوله فهو مردود على عامله ، وكل من أحدث في الدين ما لم يأذن به الله ورسوله ، فليس من الدين في شيء . جامع العلوم والحكم ج 1 ص 176 . وأمر النبي صلى الله عليه وسلم باتباع سنته وهديه ولزومهما قال عليه الصلاة والسلام : " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ " وحذَّر من البدع فقال : " وإياكم ومحدثات الأمور فإن كلَّ بدعة ضلالة " رواه الترمذي ( العلم /2600) وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي برقم 2157
    قال ابن القيم : فإن الله جعل الإخلاص والمتابعة سببا لقبول الأعمال فإذا فقد لم تقبل الأعمال .
    الروح 1/135
    قال تعالى : ( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً ) قال الفُضَيْل : أحسن عملاً ، أخلصه وأصوبه
    المصدر الاسلام سؤال وجواب

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,948

    افتراضي رد: للعبادة شرطين لكي تقبل؛ هما: الإخلاص والاتباع

    قال الشيخ صالح الفوزان
    العبادة تنبني على أصالين عظيمين الإخلاص لله، فلا يكون فيها شرك، ولا يكون فيها رياء ولا سمعة،
    فإن الشرك إذا خالط العبادة أفسدها وأبطلها
    قال تعالى:(وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
    وقال سبحانه وتعالى:(وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ
    قال تعالى:(وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً
    فلابد أن تكون العبادة خالصةً لوجه الله، لا يدخلوها شرك أكبر ولا أصغر وإلا أن دخلها شركٌ فوجودها كعدمها، بل عدمها قد يكون أحسن من وجودها،
    العالم الإسلامي اليوم عجوا فيه من الشرك بجميع أنواعه يتمثل هذا في عبادة القبور بالطواف حولها والذبح لها والنذر لها والاستغاثة بالأموات
    وهذا ظاهر وواضح في كثير من الأمصار إلا من رحم الله،
    وإذا نهو عن ذلك قال هذا ليس من الشرك إنما نحن نتقرب من الله بواسطة هؤلاء الصالحين، ليشفعوا لنا عند الله، ويقربونا إلى الله،
    وهذه مقالة المشركين الأولين، سواء بسو
    ء قال تعالى:(وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)، فجعل هذا العمل شركاً ونزه نفسه سبحانه وتعالى،
    وقال تعالى:(أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ)، فسمى عملهم هذا كذباً وكفراً وهم يقولون:
    (مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى)
    اعترفوا أنهم يعبدونهم ومن عبد غير الله فهو مشرك
    وهم يقولون:(مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى)
    نفس الحكاية اليوم عند كثير ممن يدعون الإسلام
    وهذا يكون بسبب الجهلِ،
    وبسبب التقليد الأعمى،
    وبسبب دعاة الضلال من شياطين الإنس والجن الذين يدعون الناس إلى هذا الشرك ويزينهم لهم،
    ومن قلة الدعاة المصلحين والعلماء الصالحين الذين ينهون عن الشرك وينهون عن الفساد في الأرض،
    فلا حول ولا قوة إلا بالله،
    الشرط الثاني من شروط قبول العبادة:
    أن تكون صواباً على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم،
    فإن الله إنما بعث رسوله ومن قبله من النبيين ليبينوا للناس، كيف يعبدون الله
    ليس كل أحد يعبد الله بهواه أو بما يستحسنه أو بما وجد عليه آباءه وأجداده،
    وإنما يعبد الله على الطريق الصحيح الذي شرعه وأنزل به كتبه، وأرسل به رسله ليبينه للناس،
    فلا تصح العبادة إلا إذا خلت من البدعة والمحدثات
    ولهذا قال صلى الله عليه وسلم:
    من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد

    أي مردود عليه لا يقبله الله،
    وفي راوية: من عمل عملا حتى ولو لم يحدثه هو إذا عمل بما أحدثه غيره فإنه مردود عليه ،
    فالبدعة مردود لا تقبل مهما اجتهدا صاحبها ومهما أخلص نيته وقصده فيها فإنها مردودٌ على صاحبها
    وقال صلى الله عليه وسلم: من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا بها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة
    وفي رواية:
    وكل ضلالة في النار ،
    من العجب أنه وجد من دعاة الضلال من يقول هناك بدعة حسنة والرسول صلى الله عليه وسلم
    يقول:
    وكل بدعة ضلالة
    وهذا يقول لا هناك بدع حسنة،
    فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم،
    وقال سبحانه وتعالى:(الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً
    قيل للفياض بن عمير رحمه الله
    ما معنى (أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً
    قال: أخلصه وأصوبه،
    قالوا: يا أبا علي وما أخلصه وأصوبه؟
    قال: أخلصه أني يكون خالصاً لوجه الله،
    وأصوبه أن يكون صواباً على سنة رسول الله،
    فإن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يقبل،
    وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يقبل، حتى يكون خالصاً صوابا،
    قال الله تعالى:(بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ)
    هذا هو الإخلاص، أخلص وجه أي نيته وقصده لله في عمله
    وهو محسن متبع للرسول صلى الله عليه وسلم
    فهذان شرطتان أساسان في العبادة، لا تقبل إلا بهما.
    https://www.alfawzan.af.org.sa/ar/node/13077

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,948

    افتراضي رد: للعبادة شرطين لكي تقبل؛ هما: الإخلاص والاتباع

    معنى العبادة وأركانها :
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (العبادة: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه؛ من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة)؛ ا.هـ.
    وقال أيضًا: طاعة الله بامتثال ما أمر به على ألسنة الرسل.قلت: ومدار ذلك وتحقيقها لا يكون إلا بغاية الحب لله وأمره، مع غاية الذل له سبحانه وتعالى.
    أركان العبادة:اعلم أنه لا تقبل العبادة إلا إذا تحقق فيها ركنان:
    الركن الأول: الإخلاص:قال تعالى: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ﴾ [البينة: 5].وقال صلى الله عليه وسلم:
    ((إن الله لا ينظر إلى أجسامكم، ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم))
    وقال صلى الله عليه وسلم: ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى)).
    الركن الثاني:
    المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم:
    قال الله تعالى: ﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 110]، فتضمنت هذه الآية ركني العبادة؛ فقوله تعالى: ﴿ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا ﴾ [الكهف: 110]: دليل المتابعة، وقوله: ﴿ وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 110]:
    فلا يُعبَد الله إلا بما شرعه على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه، فهو ردٌّ))؛ متفق عليه.
    قال الفُضَيل بن عياض في قوله تعالى: ﴿ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾ [الملك: 2]، قال: أخلصه وأصوبه، يعني: خالصًا من شوائب الشرك، صوابًا موافقًا للسنَّة.



  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,629

    افتراضي رد: للعبادة شرطين لكي تقبل؛ هما: الإخلاص والاتباع

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة

    قال الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي -رحمه الله- عندما استخرج مائة وعشرة فوائد من سورة الكهف، فقال في قوله تعالى: ﴿ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا ﴾: فيها: الشرط الأول: وهو الموافقة لشرع الله. وقال في قوله تعالى: ﴿ وَلَا يُشْرِكْ بِعَبَادِةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ فيها: الشرط الثاني: وهو الإخلاص فيه لله
    وأما المتابعة فلا تتحقق إلا بأوصاف ستة ذكرهما الشيخ محمد بن عثيمين
    أولًا: السبب:
    أن تكون العبادة موافقة للشريعة في سببها: فأي إنسان يتعبد لله بعبادة مبنية على سبب لم يثبت بالشرع، فهي عبادة مردودة ليس عليها أمر الله ورسوله، مثال ذلك أن بعض الناس يحيي ليلة السابع والعشرين من رجب، بحجة أنها الليلة التي عرج فيها برسول الله صلى الله عليه وسلم، فالتهجد عبادة، ولكن لما قرن بهذا السبب كان بدعة؛ لأنه بنى هذه العبادة على سبب لم يثبت شرعًا.
    وهذا الوصف - موافقة العبادة للشريعة في السبب - أمر مهم يتبين به ابتداع كثير مما يظن أنه من السنة وليس من السنة.

    ثانيًا: الجنس:
    أن تكون العبادة موافقة للشريعة في جنسها:
    فلو تعبد إنسان لله بعبادة لم يشرع جنسها، فهي غير مقبولة؛ مثل ذلك أن يضحي الإنسان بفرس، فلا يصح أضحية؛ لأنه خالف الشريعة في الجنس، فالأضاحي لا تكون إلا من بهيمة الأنعام الإبل، البقر، الغنم.

    ثالثًا: القدر:
    أن تكون العبادة موافقة للشريعة في قدرها:
    فلو أراد إنسان أن يزيد صلاة على أنها فريضة، فنقول: هذه بدعة غير مقبولة؛ لأنها مخالفة للشرع في القدر، ومن باب أولى لو أن الإنسان صلى الظهر مثلًا خمسًا، فإن صلاته لا تصح بالاتفاق.

    رابعًا: الكيفية:
    أن تكون العبادة موافقة للشريعة في كيفيتها:
    فلو أن رجلًا فبدأ بغسل رجليه، ثم مسح رأسه، ثم غسل يديه ثم وجهه، فنقول: وضوؤه باطل؛ لأنه مخالف للشرع في الكيفية.

    خامسًا: الزمان:
    أن تكون العبادة موافقة للشريعة في الزمان:
    فلو أن رجلًا ضحى في أول أيام ذي الحجة، فلا تقبل الأضحية لمخالفة الشرع في الزمان.وسمعت أن بعض الناس في شهر رمضان يذبحون الغنم تقربًا لله تعالى بالذبح، وهذا العمل بدعة على هذا الوجه؛ لأنه ليس هناك شيء يتقرب به إلى الله بالذبح إلا الأضحية والهدي والعقيقة، أما الذبح في رمضان مع اعتقاد الأجر على الذبح كالذبح في عيد الأضحى فبدعة.وأما الذبح لأجل اللحم، فهذا جائز.


    سادسًا: المكان:
    أن تكون العبادة موافقة للشريعة في مكانها:
    فلو أن رجلًا اعتكف في غير مسجد، فإن اعتكافه لا يصح؛ وذلك لأن الاعتكاف لا يكون إلا في المساجد، ولو قالت امرأة: أريد أن أعتكف في مصلى البيت.
    ومن الأمثلة لو أن رجلًا أراد أن يطوف فوجد المطاف قد ضاق ووجد ما حوله قد ضاق، فصار يطوف من وراء المسجد، فلا يصح طوافه؛ لأن مكان الطواف البيت قال تعالى لإبراهيم الخليل: ﴿ وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ ﴾ [الحج:26].

    فالعبادة لا تكون عملًا صالحًا إلا إذا تحقق فيها شرطان
    :
    الأول: الإخلاص،
    الثاني: المتابعة،
    والمتابعة لا تتحقق إلا بالأمور الستة الآنفة الذكر
    نعوذ بالله من شر أنفسنا ومن الشيطان وشركه.
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •