قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن في الدرر السنية ج2 ص 265
((فالتوحيد هو إفراد الله بالإلهية، كما تقدم بيانه
، ولا يحصل ذلك إلا بالبراءة من الشرك والمشركين باطنا وظاهرا،
كما ذكر الله تعالى ذلك عن إمام الحنفاء، عليه السلام، بقوله: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ} الآية [سورة الزخرف آية: 26] ، وقوله: {يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [سورة الأنعام آية: 78"79] . فتأمل: كيف ابتدأهم بالبراءة من المشركين، وهذا هو حقيقة معنى لا إله إلا الله، ومدلولها، لا بمجرد قولها باللسان، من غير معرفة وإذعان، لما تضمنته كلمة الإخلاص، من نفي الشرك، وإثبات التوحيد ; والجاهلون من أشباه المنافقين يقولونها بألسنتهم، من غير معرفة لمعناها، ولا عمل بمقتضاها; ولهذا تجد كثيرا ممن يقولها باللسان، إذا قيل له: لا يعبد إلا الله، ولا يدعى إلا الله، اشمأز من هذا القول، كما قال تعالى: {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } [سورة الزمر آية: 45] ))
*****************
هذه هى ملة ابراهيم عليه السلام الولاء لله و البراءة من كل معبود سوى الله،
فلم تصحَّ لخليل الله هذه الموالاةُ والخُلّةُ إلا بتحقيق هذه المعادلة؛
فإنّه لا ولاءَ إلا لله، ولا ولاءَ إلا بالبراءِ مِنْ كلَّ معبودٍ سواه،
قال تعالى: ﴿إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ ۝ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ ۝
وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾
، أي جعلَ هذه الموالاة للهِ، والبراءةَ من كلِّ معبودٍ سواه كلمة باقيةً في عقبه،
يتوارثها الأنبياءُ بعضُهم عن بعضٍ،
وهي كلمة لا إله إلا الله، وهي التي ورَّثها إمام الحنفاء لأتباعه إلى يوم القيامة.
***************

قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى
وأعجب من ذلك ما رأيت وسمعت ممن يدعي أنه أعلم الناس ويفسر القرآن ويشرح الحديث بمجلدات ثم يشرح البردة ويستحسنها ويذكر في تفسيره وشرحه للحديث أنه شرك ويموت ماعرف ما خرج من رأسه هذا هو العجب العجاب أعجب بكثير من ناس لا كتاب لهم ولا يعرفون جنة ولا نارا ولا رسولا ولا إلها وأما كون لا إله إلاالله تجمع الدين كله وإخراج من قالها من النار إذا كان في قلبه أدنى مثقال ذرة فلا إشكال في ذلك وسر المسألة أن الايمان يتجزأ ولا يلزم إذا ذهب بعضه أن يذهب كله بل هو مذهب الخوارج فالذي يقول الأعمال كلها من لا إله إلا الله فقوله الحق والذي يقول يخرج من النار من قالها وفي قلبه من الإيمان مثقال ذرة فقوله الحق السبب مما ذكرت لك من التجزي وبسبب الغفلة عن التجزي غلط أبو حنيفة وأصحابه في زعمهم أن الأعمال ليست من الإيمان والسلام


قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن فى فتح المجيد - واعتزلكم وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيّاً فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلاً جَعَلْنَا نَبِيّاً) فهذا هو تحقيق التوحيد. وهو البراءة من الشرك وأهله، واعتزالهم والكفر بهم وعداوتهم وبغضهم. فالله المستعان ))

قال الامام محمد بن عبد الوهاب في رسالته إلى ثنيان بن سعود
((فالنهي عن الشرك يستلزم الكفر بالطاغوت، ولا إله إلا الله الإيمان بالله، وهذا وإن كان متلازماً فيوضحه لكم الواقع، وهو أن كثيراً من الناس يقول: لا أعبد إلا الله، وأنا أشهد بكذا، وأقر بكذا، ويكثر الكلام، فإذا قيل له: ما تقول في فلان وفلان إذا عَبَدا أو عُبِدا من دون الله، قال: ما عليَّ من الناس، الله أعلم بحالهم، ويظن بباطنه أن ذلك لا يجب عليه )) الرسائل الشخصية

قال الامام محمد بن عبد الوهاب في الدرر السنية ج 10 ص 250
((فمن قال: إن التلفظ بالشهادتين لا يضر معهما شيء، أو قال: من أتى بالشهادتين وصلى وصام لا يجوز تكفيره، وإن عبد غير الله فهو كافر، ومن شك في كفره فهو كافر، لأن قائل هذا القول مكذب لله ورسوله، وإجماع المسلمين كما قدمنا، ونصوص الكتاب والسنة في ذلك كثيرة، مع الإجماع القطعي، الذي لا يستريب فيه من له أدنى نظر في كلام العلماء، لكن التقليد والهوى يعمي ويصم {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ}))


قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن في الدرر السُنّية ج11ص 522 و 523 ((فلقد ساد شيخنا بهذا التوحيد، وبيانه والدعوة إليه .وهذا يُبين حال هذا الرجل: أنه لم يعرف لا إله إلا الله. ولو عرف معنى لا إله إلا الله؛ لعرف أن من شك، أو تردد في كفر من أشرك مع الله غيره؛ أنه لم يكفر بالطاغوت)) .

قال الشيخ عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ في قرّة عيون الموحدين ص105
((فمن صرف شيئا من العبادة التي هي حقه سبحانه لا يستحقها أحد سواه لغيره كالدعاء والاستعانة فقد آمن بالطاغوت وأشرك بالله وكفر )) ومن لم يُكفر هذا الذي آمن بالطاغوت (أشرك بالله ) فلم يكفر بالطاغوت و إن ادّعى الكُفر به-

قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن في الدرر السنية ج 2 ص 265
((فالتوحيد هو إفراد الله بالإلهية، كما تقدم بيانه، (ولا يحصل ذلك إلا بالبراءة من الشرك والمشركين) باطنا وظاهرا، كما ذكر الله تعالى ذلك عن إمام الحنفاء، عليه السلام، بقوله: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ ) الآية [سورة الزخرف آية: 26] ، وقوله (يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) ))


يقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن في الدرر السنية ج 2 ص 203
((وقد قال تعالى في حال من أشرك: { وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَاداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ }، فكفّره تعالى باتخاذ الأنداد، وهم الشركاء في العبادة؛ وأمثال هذه الآيات كثيرة، فلا يكون موحدا إلا بنفي الشرك، والبراءة منه، وتكفير من فعله ))

و قال في الدرر ج 2 ص
208 ((ومنهم من لم يعرف الشرك ولم ينكره. قلت: من لم يعرف الشرك ولم ينكره، لم ينفه ; ولا يكون موحدا، إلا من نفى الشرك وتبرأ منه وممن فعله، وكفرهم؛ وبالجهل بالشرك لا يحصل شيء مما دلت عليه لا إله إلا الله، ومن لم يقم بمعنى هذه الكلمة ومضمونها، فليس من الإسلام في شيء ))


نقل الشيخ الاجمــاع على عدم اسلام فاعل الشرك فقال في الدرر السنية ج 11 ص 545
(( أجمع العلماء سلفاً وخلفاً من الصحابة والتابعين والأئمة وجميع أهل السنة: أن المرء لا يكون مسلماً إلا بالتجرد من الشرك الأكبر والبراءة منه وممن فعله وبغضهم ومعاداتهم، بحسب الطاقة والقدرة وإخلاص الأعمال كلها لله ))


و قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن في الدرر السنية ج8 ص
396 (( والمرء قد يكره الشرك، ويحب التوحيد، ولكن يأتيه الخلل من جهة عدم البراءة من أهل الشرك، وترك موالاة أهل التوحيد ونصرتهم، فيكن متبعًا لهواه، داخلاً من الشرك في شعب تهدم دينه وما بناه، تاركًا من التوحيد أصولاً وشعبًا، لا يستقيم معها إيمانه الذي ارتضاه فلا يحب ولا يبغض لله، ولا يعادي ولا يوالي لجلال من أنشأه وسواه، وكل هذا يؤخذ من شهادة: لا إله إلا الله )


قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ
(( وعبادة أصحاب القبور تنافي الإسلام، فإن أساسه التوحيد والإخلاص ولا يكون الإخلاص إلا بنفي الشرك والبراءة منه، كما قال تعالى: (فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى )، وهذه الأعمال مع الشرك تكون (كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف )، وتكون هباء منثوراً؛ (كسراب بقيعة يحسبه الظمئآن ماءاً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً )...)) الدرر السنية ج 11 ص 545


قال الشيخ سليمان ابن سحمان في الأسنة الحداد في رد شبهات علوى الحداد ص163
(( فمن لا يكفر من اشرك بالله في عبادته ولم يتبرأ منه فليس بمسلم على الحقيقة ،ولا ينفعه قول لااله الا الله الا ّ باخلاص العبادة بجميع أنواعها لله وحده لا شريك له ،وتكفير من تركها والبراءة من الشرك واهله وتكفير من فعله ،وهذا هو اصل دين الاسلام وقاعدته التي ينبني عليها))

قال حسين وعبد الله ابنا الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمهم الله جميعًا -:إن الرجل لا يكون مسلمًا إلاَّ إذا عرف التوحيد ودان به، وعمل بموجبه، وصدق الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيما أخبر به، وأطاعه فيما نهى عنه وأمر به، وآمن به وبما جاء به.فمن قال لا أعادي المشركين، أو عاداهم ولم يكفرهم، أو قال لا أتعرض أهل لا إله إلاَّ الله ولو فعلوا الكفر والشرك وعادوا دين الله، أو قال لا أتعرض للقباب، فهذا لا يكون مسلمًا بل هو ممن قال الله فيهم: {وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً * أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا}

قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب:
وأنت يا من منَّ الله عليه بالإسلام، وعرف أن ما من إله إلاَّ الله؛ لا تظن أنك إذا قلت: هذا هو الحق، وأنا تارك ما سواه، لكن لا أتعرض للمشركين، ولا أقول فيهم شيئًا، لا تظن أنَّ ذلك يحصل لك بك الدخول في الإسلام، بل لا بدَّ من بغضهم، وبغض من يحبهم، ومسبتهم، ومعاداتهم؛ كما قال أبوك إبراهيم، والذين معه: {إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ}[الممتحنة: 4].وقال تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ} [البقرة: 256]، وقال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ} [النحل: 36].ولو يقول رجل: أنا أتبع النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو على الحق، لكن لا أتعرَّض اللاَّت، والعُزَّى، ولا أتعرض أبا جهل وأمثاله، ما علىّ منهم؛ لم يصح إسلامه» (1).وقال أيضًا - رحمه الله -:ومعنى الكفر بالطاغوت: أن تبرأ من كل ما يعتقد فيه غير الله، من جني، أو إنسي، أو شجر، أو حجر، أو غير ذلك، وتشهد عليه الكفر والضلال، وتبغضه، ولو كان أنه أبوك أو أخوك، فأما من قال: أنا لا أعبد إلاَّ الله، وأنا لا أتعرض السادة والقباب على القبور وأمثال ذلك، فهذا كاذب في قول لا إله إلاَّ الله، ولم يؤمن بالله، ولم يكفر بالطاغوت»

قال الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى -:«لا يصح دين الإسلام إلاَّ بالبراءة من هؤلاء - أي الطواغيت المعبودة من دون الله - وتكفيرهم، كما قال تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ}

.وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن:
«أجمع العلماء سلفًا وخلفًا من الصحابة، والتابعين، والأئمة، وجميع أهل السنَّة، أن المرء لا يكون مسلمًا، إلاَّ بالتجرُّد من الشرك الأكبر، والبراءة منه وممن فعله، وبغضهم ومعاداتهم بحسب الطاقة والقدرة، وإخلاص الأعمال كلها لله، كما في حديث معاذ الذي في الصحيحين: «فإنَّ حقَّ الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا»

.وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن:
«إن أصل الإسلام وقاعدته هي: عبادة الله وحده لا شريك له، وإفراده بالقصد والطلب، وأن توحيد الربوبية واعتقاد الفاعلية له تعالى، لا يكفي في السعادة والنجاة، ولا يكون به المرء مسلمًا حتى يعبد الله وحده، ويتبرأ مما سواه من الأنداد والآلهة»
قال الشيخ سليمان بن سحمان في الأسنة الحداد في رد شبهات علوى الحداد ص139
((ومن نادى غير الله نداء العبادة واستغاث به وسأله ولجأ إليه فهو كافر ومن شك في كفره فهو كافر ، وقد قال بذلك أهل العلم الذين هم القدوة وبهم الاسوة، وماذا عسى أن يكون إذا جهلت ذلك، وقد قال به أهل العلم ووضحوه))

و قال الشيخ سليمان ابن سحمان في قصيدته
تبصر نور الحق من كان يُبصِر

تكفرنا والدين فينا مقرر وقولك في الأولى بأي شريعة
أليس لديكم كل أقلف مشرك يجاهر فيكم بالفوق ويظهر
ويحكم بالقانون بين ظهوركم وحكم النبي المصطفى ليس يذكر
وكل جميع المنكرات فسايغ لديهم وما منكم لذلك منكسر
فإن كان محض الحق والفسق والخنا لديكم هو الدين القويم المقرر
فقد صح ما قد قيل فيكم وإنكم لأحرى بما قد قيل فيكم وأخطر
فمن لم يكفرهم به فهو كافر ومن شك في تكفيرهم فهو أكفر