تأثير المدرسة في تكوين شخصية الطفل



تدل الأحاديث النبوية على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يحث على طلب العلم ويعجب بهِ، قال - صلى الله عليه وسلم -: «مَن سلك طريقاً يطلب علماً سهل الله لهُ طريقاً إلى الجنة»، وفي ظل ابتعاد أبنائنا عن المدرسة؛ نتيجة لظروف جائحة كورونا، فلا شك أن ذلك أثر سلبًا على عديد من مكونات شخصيتهم، فمن المعروف أن دور المدرسة الأساس لا يتوقف عند التعليم، فعندما ترسلين طفلك إلى المدرسة، فعليك التفكير في كيفية معاملة الآخرين له، ومدى تأثيرهم عليه، فوفقا للأطباء فإن الطريقة التي يتفاعل بها المدرسون مع الطفل، والطريقة التي يشجعون بها التفاعل بين الأطفال، تؤثر على جوانب مهمة في تطور الطفل.

الإمكانات الأكاديمية

إن دور المدرسة يكمن في إظهار أقصى الإمكانات الأكاديمية لكل طفل، ولكن تعلم حروف الهجاء والأرقام لا يكفي، بل من الأفضل إعطاؤهم الواجبات المنزلية اليومية التي ستساعد الطفل على اتخاذ القرارات في كيفية حلها، وهذه من المهارات التي يحتاجها الطفل في حياته، و تلعب دورا مهما في تطوره. وإن حل المشكلات مهارة مهمة في الحياة، وهي نظرية تشجع الطفل على المحاولة، حتى بعد الفشل، وهذا الأمر له دور إيجابي في تعزيز ثقة الطفل بنفسه، وأنه قادر على عمل أي شيء يريده.

المهارات الاجتماعية

إن التفوق الدراسي ليس دليلا على التفوق الاجتماعي؛ ولذلك فإن دور المدرسة هنا هو مساعدة الطفل على التفاعل إيجابيا مع زملائه، ويتعلم الطفل مهارات التواصل، ويبدأ بتطويرها عند التفاعل مع الآخرين في الصف أو ساحة اللعب، وذلك له دور كبير في النضج الاجتماعي، الذي يوفر الأسس لتطوير الطفل في مختلف مجالات الحياة. وقد يؤدي إهمال المعلمين للتطور الاجتماعي والنفسي للطفل إلى جعله موهوبا أكاديميا عند بلوغه، ولكن يعاني في حياته اليومية بسبب فقدانه لاحترام الذات أو المهارات الاجتماعية؛ لأن الطفل يقضي معظم يومه في المدرسة، فإنه من المهم أن توفر المدرسة منهجا مصمما لمساعدة الطفل على تكوين علاقات اجتماعية متينة، أو التفاعل مع الآخرين بطريقة متعاطفة.

توسيع الآفاق

يختلط الطفل مع العديد من الجنسيات والثقافات والتقاليد؛ مما يساعده في تكوين وجهة نظره حولها، وهذا الأمر له دور كبير في عملية تطوير الطفل وبناء شخصيته، وتسمح الرحلات الميدانية والمشاريع التفاعلية لطفلك بتجربة أشياء جديدة، فضلا عن أن كل مادة في المدرسة تعطيه لمحة عما قد ينتظره في المستقبل.


إدراك مشكلات الأطفال

لابد للوالدين من ملاحظة التغيرات السلوكية لأطفالهما التي تظهر في عدم تكيف الطفل مع بيئته الداخلية (الأسرة) أو البيئة الخارجية (المجتمع)؛ حيث تتعدد مشكلات الأطفال وتتنوع تبعًا لعوامل عدة، قد تكون إما: جسمية أو نفسية أو أسرية أو مدرسية، وكل مشكلة لها مجموعة من الأسباب التي تفاعلت وتداخلت مع بعضها، ومن ثم أدت إلى ظهورها لدى الطفل، ومن الصعب الفصل بين هذه الأسباب وتحديد أي منها سبب للمشكلة.

المحبة الزوجية .. بين الصمت والعتاب

{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (الروم:21)، إن كثيرين من الرجال عندنا يحبون زوجاتهم بدرجة غير عادية، لكنهم لم يعتادوا (التعبير) عن ذلك الحب، فهم نشؤوا في بيوت لم يلقنوا فيها (أبجدية) الحب، وربما كانت تلك البيوت مبنية من لبناته! ثم إن طبيعة الرجل تختلف عن المرأة في التعبير عن الحب؛ فالرجال -بناء على ثقافتهم وبنائهم النفسي- يتفاوتون في التجاوب مع متطلبات الزوجة، في الجانب العاطفي والوجداني.

المديح والثناء

والمرأة -ببحثها عن القبول والأمان- تبحث عن المديح والثناء؛ لأنها تشعر أن (حبل) الحديث، بينه وبينها، دائماً (ممدود)، وهو ما يشعرها بأنها (حاضرة) في ذهنه! بل ربما وجد رجل (كريم)، لا ضفاف لكرمه، لكن يغلب عليه الصمت، ولغته في التعبير عن الحب (ضعيفة)، قد تشكو منه زوجته شكوى (مرة)، في وقت يوجد فيه زوج (بخيل)، لكنه يمتلك أسلوباً (مميزاً) في التعبير عن الحب، فتغطي الجودة في التعبير عن الحب على صفة البخل عنده!

إن الرجل الذي يجمع بين (جهله) بمدى حاجة المرأة للجانب العاطفي، وعدم اعتياده للغة (العاطفية) يحتاج إلى وقت وجوٍّ وأسلوب مناسب، ليسلك الطريق (العاطفي)، ويمضي فيه، ويحقق درجات معقولة، وإن كان ذلك لا يعني أنه (سيبدع) في اللغة العاطفية.

الصمت قد يكون طبعًا

وتشير أكثر الزوجات إلى غلبة الصمت على زوجها، وهو قد يكون (طبعاً) فيه.. لكنه أيضًا قد يكون انعكاسًا لتعاملها معه؛ فبعض الزوجات قد تكون (حساسة)، تفسر بعض كلام زوجها على أنه نوع من السخرية بها، ومن ثم قد تغضب، فالزوج يلجأ إلى الصمت، هروباً من مثل هذا الاتهام، ومن ثم الغضب، من قبل زوجته، وقد تكون الزوجة طموحة، ولم تعجبها هموم زوجها أو اهتماماته، وهو ما يدفعها إلى أن تنال من اهتماماته، وتقلل من قيمة هواياته، ما يجعله ينسحب، ويلوذ بالصمت.

العصبية فيروس قاتل

ولابد أن نعلم أنَّ العصبية في الحياة الزوجية تمثل (فيروسًا)، يظل يقضم (خلايا) أسس المحبة، وإذا اجتمع مع العصبية (اللوم) فإنهما يمثلان (شقتي) مقص، حين يبدآن بقرض (قماش) العلاقة، ومع استمرارهما يبدأ (التباعد) بين الزوجين.

وإذا كانوا قديماً يقولون: العتاب صابون القلوب، فإننا أحياناً نحوّل العتاب - دون شعور - إلى (لوم) قد يحرق (فيوز) القلوب.

الغضب لن يصنع شيئًا

إن مجرد الغضب - مهما بلغت عواصفه - لن يصنع شيئاً سوى أن تغطي رماله (حدائق) الحب، في قلب كلٍّ من الزوجين، يوماً بعد آخر، لتصبح جرداء بعد الاخضرار، ولكن العقلاء يحملون (قناديل) التفاؤل، ويظلون يفكرون - بإيجابية -، بعد أن يطيلوا التأمل، ومن الرائع أن ينطلق الإنسان العاقل- حين يسلك طريق التصحيح -من محطة ذاته، فقد يكون في سلوكه - دون أن يشعر - (مطبات) تعوق (تقدّم) الطرف الآخر.



أم الدرداء الصغرى التابعية الفقيهة

أم الدرداء الصغرى: هي هجيمة بنت حي الأوصابية الحميرية الدمشقية، وهي الزوجة الثانية للصحابي الجليل (عويمر بن مالك الأنصاري) أبي الدراداء، بعد أم الدرداء الكبرى (خيرة بنت أبي حدرد)، وقد وُصفت بالعالمة الفقيهة؛ حيث تعلمت من زوجها الكثير، وتلقت عنه الفقه والعلم، وأم الدرداء الصغرى، تابعية، لم تر الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وروت علما جما عن زوجها أبي الدرداء، وعن سلمان الفارسي، وكعب بن عاصم الأشعري، وأم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر، وأبي هريرة، وطائفة، وحفظت القرآن وهي صغيرة على يد أبي الدرداء.

زوجة صالحة

وكانت أم الدرداء من الزوجات الصالحات، اللواتي يحسنَّ إلى الزوج ويحسنَّ التبعل، وقد اتفق معها أبو الدرادء على المسارعة إلى التراضي إذا غضب أحدهما من الآخر، فعن بقية بن الوليد أن إبراهيم بن أدهم قال: قال أبو الدرداء لأم الدرداء: «إذا غضبتِ: أرضيتُكِ، وإذا غضبتُ فأرضيني، فإنك إن لم تفعلي ذلك: فما أسرع ما نفترق»، وكانت معاملة هذه السيدة الفاضلة العالمة الجليلة لزوجها من أرقى وأوعى ما يكون، وقد جمعتها بزوجها حياة طيبة، جعلتها تحرص على الوفاء له في الحياة وفي الممات، ولعله بمعاملته لها وحسن خلقه تتعلق به، وتكن له هذا الوفاء، فعن لقمان بن عامر عن أم الدرداء: أنها قالت: «اللهم إن أبا الدرداء خطبني فتزوجني في الدنيا، اللهم فأنا أخطبه إليك فأسألك أن تزوجنيه في الجنة. فقال لها أبو الدرداء: «فإن أردتِ ذلك، وكنت أنا الأول فلا تزوجي بعدي». قال فمات أبو الدرداء - رضي الله عنه -، وكان لها جمال وحُسن فخطبها معاوية - رضي الله عنه- فقالت: «لا والله لا أتزوج زوجا في الدنيا، حتى أتزوج أبا الدرداء -إن شاء الله عز وجل- في الجنة.

إحدى فقيهات الشام

وكانت -رضي الله عنها- إحدى فقيهات الشام، التي قصدها الناس يتعلمون منها الفقه، وذكر الله، وقراءة القرآن، وكان الرجال يقرؤون عليها ويتفقهون في الحائط الشمالي بجامع دمشق، وكان عبد الملك بن مروان يجلس في حلقتها -رضي الله عنها- وهو خليفة، كما كانت أم الدرداء تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، فعن ابن أبي حازم، عن أبي حازم، وزيد بن أسلم عن أم الدرداء: أنها كانت عند عبد الملك بن مروان ذات ليلة، فدعا خادما له، فأبطأ عليه: فلعنه، فقالت أم الدرداء: سمعت أبا الدرداء يقول قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ يَكُونُ اللَّعَّانُونَ شُفَعَاءَ وَلاَ شُهَدَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
(رواه مسلم).

وفاتها

توفيت أم الدرداء الصغرى عن 81 عاما، وقال ابن حبان في(الثقات): كانت تقيم ستة أشهر ببيت المقدس، وستة أشهر بدمشق، وماتت بعد سنة إحدى وثمانين، رحمها الله -تعالى.


منقول