بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله الأمين.
أما بعد؛ فهذه كلمة مختصرة حول أحد المشاريع العلمية الكبيرة، والذي يُعدُّ مفخرةً من مفاخر هذا العصر، وغرةً علمية في تراث هذه الأمة؛ مما تتزيّن به المجالس، وتتجمّل به المكتبات الإسلامية!
وحسبك به مشروعا فريدا في بابه، عزيزا في موضوعه!
إنه مشروع: "التفسير المحرر" من إصدارات "الدرر السنية" بإشراف أخي الشيخ العلامة المبارك/ علوي بن عبد القادر السقاف حفظه الله ورعاه!
وقد بلغت مجلدات هذا المشروع حتى ساعتي هذه: (٢٥) مجلدا؛ حيث شمل تفسير جميع القرآن من أوله حتى سورة الأحزاب، وما زال العمل مستمرا، ولله الحمد!
وقد طبع هذا المشروع في طبعة أنيقة ذات لونين، وتجليد فاخر، وبسعر مناسب!
وقد قرأت كثيرا منه فألفيته تفسيرا جامعا نافعا، وافيا كافيا، بل إخاله قد أتى على كثير من كتب التفسير جمعا وتحريرا، انتقاءً واكتفاءً، وفاق كثيرا منها، لاسيما كتب المتأخرين منهم، وذلك من خلال منهجية علمية، وعرض سهل، وترتيب بارع، حتى إنك إذا قرأته، قلت: قد وجدت ضالتي، وأدركت غايتي.
حيث إنه وقف على درر علمية وفنون تفسيرية: كمعرفة المكي من المدني، والناسخ من المنسوخ، وكذا الوقوف على فضائل السور والآيات، وأسباب نزولها، وشيء من غريبها ومشكل إعرابها، والانتهاء بالفوائد التربوية، واللطائف العلمية وغير ذلك مما هو من أفانين علوم التفسير ما لا تجده في كتاب واحد.
كما أنه جمع بين سهولة العبارة، وحسن الترتيب، الأمر الذي لا يستغني عنه متخصص منتهي، ولا يرغب عنه طالب مبتدئ!
وعليه، فإن تفسيرا كهذا - إذا كتب الله له التمام والاكتمال في تفسير ما بقي من سور القرآن، والسير على نفس المنهجية والترتيب -: فسيكون كاسفا لكثير من كتب التفاسير قديما وحديثا، وليس الخبر كالمعاينة!
وأخيرا، فإني أوصي نفسي وإخواني طلاب العلم: باقتناء هذا التفسير وقراءته؛ لكونه سهل العبارة واضح الإشارة، يتماشى مع أسلوب العصر، وجمال العرض.
وفي الختام، فإنني أكرر شكري ودعائي للقائمين على هذا التفسير: بأن يوفقهم الله لكل خير، وأن يعينهم ويسدد أمرهم!
املاه
فضيلة الشيخ الدكتور
ذياب بن سعد الغامدي.
(٢/ذو القعدة/١٤٤٢)