تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: حكم ممارسة اليوغا كعلاج نفسي

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,356

    افتراضي حكم ممارسة اليوغا كعلاج نفسي

    السؤال:
    ♦ الملخص:
    سائل يسأل عما انتشر في الطب النفسي من العلاج باليوغا المأخوذة من الهندوس الوثنيين، فيسأل عن حكمها في العلاج للتخلص من الضغوط النفسية، دون القيام بشيء من كلام البوذيين أو بما ينمُّ عن معتقداتهم.
    ♦ التفاصيل:
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    انتشر في الطب النفسي حاليًّا نصح المرضى بممارسة التأمل واليوغا؛ وذلك بهدف التخفيف من الألم النفسي، وإخراج المشاعر المكبوتة، والانسجام مع النفس، وقد مارستُهُ فترة قصيرة، ثم سمعتُ أحد الأشخاص يقول بأنها حرام؛ لأنها تشبُّهٌ بعبادة البوذيين، فتوقفت عن ذلك واتجهت إليكم لأسألكم: ما حكم ممارسة هذا النوع من العلاج؟ علمًا بأن المقصود بالتأمل هنا ليس التفكر في المخلوقات، بل هو نوع يساعد على الشفاء، وصِفَتُهُ أن يجلس المرء ساكنًا بلا حَراكٍ لمدة معينة من الزمن، ولا يستخدم الشخص فيها أيًّا من حركات البوذيين أو معتقداتهم؛ فلا يُتمتم بشيء ولا ينتظر شيئًا أو يتنفس بطريقة معينة مثلًا، وأظهرت الكثير من التجارب والدراسات فائدته الكبيرة على النفس والشخص الذي يعاني من الضغوط النفسية، وأيضًا فائدته في تفريغ المشاعر المكبوتة، أفيدوني، إن كانت ممارسته بهذه الطريقة لا تدخل في المحرم، ولا تخدش العقيدة، خصوصًا أن الغرض منها علاجيٌّ، وأنها تخلو من طريقة عبادتهم، وجزاكم الله خيرًا.
    الجواب:
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    رياضة التأمل واليوجا مأخوذة عن الوثنيين من الهندوس والبوذيين؛ وهي تعني عندهم التجرد من كل شيء دنيوي بواسطة هذه التمارين التي يمارسونها، مما يوصلهم إلى درجة الاتحاد مع الإله، أو ما يسمونه بالروح الكونية، فينالون بذلك الراحة النفسية والتطور الفكري.
    وهذه خرافات وضلالات وعقائد كفرية بلا شك.
    فلما كانت هذه الرياضات مبنية على هذه الخرافات والضلالات، لم يَجُز للمسلم ممارستها بأي حال من الأحوال، حتى ولو كان لن يتكلم بكلام كفري، أو قال: سأقرأ قرآنًا، أو أذكر الله تعالى خلال ممارستها؛ لأن مخترعي هذه الرياضة يعتقدون أن مجرد هذه الحركات توصلهم لِما يريدون، وهو الاتحاد مع الإله.
    ونصيحتي لك أخي الكريم ولكل مسلم أن يلتمس الراحة النفسية وطمأنينة النفس في قراءة القرآن، وفي ذكر الله تعالى؛ فقد قال الله تعالى الذي خلقنا ويعلم ما يصلح نفوسنا: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28]، وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾ [طه: 124]، فالذي يُعرِض عن ذكر الله تعالى، فإن له معيشة ضنكًا مهما فعل من أفعال هي بعيدة كل البعد عن طريقة الإسلام.
    ونسأل الله تعالى للجميع التوفيق والسداد.


    رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/147140/#ixzz6w89ZFZHA
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,951

    افتراضي رد: حكم ممارسة اليوغا كعلاج نفسي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد طه شعبان مشاهدة المشاركة
    رياضة التأمل واليوجا مأخوذة عن الوثنيين من الهندوس والبوذيين؛ وهي تعني عندهم التجرد من كل شيء دنيوي بواسطة هذه التمارين التي يمارسونها، مما يوصلهم إلى درجة الاتحاد مع الإله، أو ما يسمونه بالروح الكونية، فينالون بذلك الراحة النفسية والتطور الفكري.
    نعم بارك الله فيك
    فلسفة اليوجا تشبه فلسفة الصوفية بشكل كبير وهى نوع من التصوف العقلي والفلسفة
    ففكرة الفناء ووحدة الوجود والاتحاد والمجاهدات والرياضات الصوفية ، مأخوذة مستقاة من المذاهب الهندية والمانوية، والزرادشتية ، بل إن كبار الكتاب عن التصوف والباحثين فيه من المستشرقين والمسلمين، وحتى الصوفية أقروا بذلك حيث لم يسعهم إلا الاعتراف بهذه الحقيقة
    قال الأستاذ أبا العلاء العفيفي في بحثه عن المشتغلين من المستشرقين في الدراسة عن التصوف:
    (وأما ريتشورد هارتمان، وماركس هورتين فنزعتهما واحدة: وهي أن التصوف يستمد أصوله من الفكر الهندي، و بعد تحليل تصوف الحلاج أثبت، أن التصوف الإسلامي في القرن الثالث الهجري كان مشبعا بالأفكار الهندية، وأن الأثر الهندي أظهر ما يكون في حالة الحلاج. وفي المقالة الثانية يؤيد النظرية نفسها عن طريق بحث المصطلحات الصوفية الفارسية بحثا فيلولوجيا، وينتهي إلى أن التصوف الإسلامي هو بعينه مذهب الفيدانتا الهندية.
    ويستند هارتمان في إثبات نفس الدعوى إلى النظر في الصوفية أنفسهم وفي مراكز الثقافة القديمة التي كانت منتشرة في بلادهم، لا إلى المصطلحات الصوفية كما فعل هورتن. وقد نشر في مسألة أصل التصوف مقالا هاماً سنة 1916 في مجلةDe Islam وخلاصة بحثه أن التصوف الإسلامي مدين للفلسفة الهندية التي وصلت إليه عن طريق مترا وماني من جهة، وللقبّالة اليهودية والرهبنة المسيحية والغنوصية والأفلاطونية الحديثة من جهة أخرى.
    والعارف بأحوالهم ورياضاتهم ومجاهداتهم يلاحظ بنفسه تشابها كبيرا بين هؤلاء وأولئك، وخاصة في تعذيب النفس، وتحمل المشاق، والتجوع، وحبس النفس، وإماتة الشهوات، والهروب من الأهل والأولاد، والجلوس في الخلوات،، طرق الذكر، وكثير من العادات والتقاليد والرسوم، حيث لا يرى فيها إلا مشابهة تامة بتلك المذاهب وأصحابها، كمالا يرى فيها أي أثر للإسلام وتعاليمه،
    شهادات داخلية، واعترافات ذاتية، وعبارات ناطقة عن منابعها ومصادرها.

    وقال السهروردي: (قد اتفق المشايخ على أن بناء أمرهم على أربعة أشياء: قلة الطعام، وقلة المنام، وقلة الكلام، والاعتزال على الناس .
    ثم بيّن طريق التدرّب على الجوع، وهي تشبه تماما طريقة يوجا الهندية حذو القذة بالقذة، وطبق النعل،
    وأما التشابه بين الذكر الصوفي وذكر الطوائف الهندية فهو كما ذكر القشيري:
    (المبتدئ في الأحوال يجب أن يسكن حواسه ولا يحرك أنفاسه ولا يحرك بدنه، ولا يحرك جزء منه ولا يردد طرفه ولا شيئا، ويكون مراعيا لهمته، ولا يحرك البتة جزء من نفسه ولا من بدنه ولا من باطنه حتى تبدو الأحوال له بعد طول المراعاة.
    ثم يجب ألا ينظر إليها ولا إلى ما يبدو له البتة لئلا يحجب عنها،
    فلا يزال في المزيد منها إن شاء الله تعالى.
    قال: وهذا الطريق الذي هو طريق الله تعالى لا بدّ فيه من طول المجاهدة ومقاساة ما يحتمله الأسماع والقلوب من الشدائد لو حلّت بها... وكنت أحيانا في بدو المجاهدة وأحوال الذكر لو استتر مني في السماء لكان الستر علي أهون من أن أقوم للأكل، وأتحرك للوضوء والفرض لأنه كان يعيب عني الذكر .
    وذكر الشعراني عن سيده البدوي أنه لازم الصمت، وما كان يكلم الناس إل .
    وملازمة الصمت من العادات البوذية كما يظهر من تماثيل بوذا.
    وكذلك ذكر الشعراني أيضا عن سيده عبد الرحمن المجذوب أنه كان ثلاثة أشهر يتكلم، ثلاثة أشهر يسكت (41) .
    وهناك عقيدة بوذية تسمى سمادهي (SAMADHI) وهذه آخر درجات الذاكر يفنى فيها ذاته في ال .
    يذكر نفس هذا الشيء صوفي مشهور بحرق الحضرمي في رسالته (ترتيب السلوك)، فيقول: من لم يتيسر له شيخ، وأراد دخول الخلوة فليقدم الاغتسال، وغسل ثيابه ومصلاه، ويهيئ أسبابه بحيث لا يحتاج إلى الخروج، ويرتب لحوائجه من قوت وغيره... ثم ليلازم الجوع فيكون صائما مقتصرا على قدر معلوم من الطعام والماء مقتصدا لا يزيد عليه أبدا، وليلازم السهر فلا ينام إلا في وقت معلوم، وليلازم الذكر فيقتصر على ملازمة ذكر واحد.
    ينطق بذلك الذكر بعينه بحيث يظن من يسمعه أن معه في خلوته ألف ذاكر لله، ثم يغلب عليه حال الذكر فلا ينظر في الوجود شيئا يقع عليه نظره إلا معلنا بذلك الذكر بعينه بحيث لو كان عنده ألف شخص، كل منهم يذكر بذكر مخالف للآخر لم يسمعهم ينتطقون إلا بذكره الذي غلب عليه، وحينئذ يبقى منتظرا لما يفتح الله به على قلبه من رحمته وعلم غيبه، وأول ما يظهر غالبا أنوار إلهية كأنها البرق الخاطف تلمع بسرعة، ويختفي وهي لذيذة جدا يحصل بوجودها الوجد، وباختفائها الحنين إليها، وبما غشيته أنوارها.
    ثم يصير قلبه كالمرآة المجلوة فيكون مقابلا للجناب القدس، فيصير كل شيء كأنه مشاهد للحق سبحانه علما وحالا فانيا عن نفسه، فضلا عن خيرها، فحينئذ يعبد الله كأنه يراه ويشهده .
    و ما ذكره الشعراني في طبقاته عن البدوي انه: (كان طول نهاره وليله قائما شاخصا ببصره إلى السماء وقد انقلب سواد عينيه بجمرة تتوقد كالجمر. وكان يمكث الأربعين يوما وأكثر لا يأكل ولا يشرب .
    ويقول المنوفي، وأبو الهدى الرفاعي أن مكوثه هذا امتدّ إلى اثنتي عشرة سنة حيث يقولان: (ومكث على السطوح حوالي اثنتي عشرة سنة 6
    وحكى عن صوفي هندي مشهور ميان أمير أنه (كان يسكن الجبال بعيدا عن الناس .
    وهناك صوفي مشهور فريد الدين الملقب بكنج شكر فيحكي عنه أنه (علّق نفسه معكوسة في بئر، ولم يزل على هذه الحال أربعين سنة لم يأكل ولم يشرب شيئا
    وأما حبس الدم فيذكر القشيري: (المبتدئ في الأحوال يجب أن يسكن حواسه، ولا يتح .
    ويذكر الصوفي الهندي الدكتور ظهور حسن شارب أن الصوفي الهندي المشهور ميان مير (كان يقضي الليل كله في نفس واحدة .
    ويذكر عن صوفي آخر ملا شاه أنه كان (يقضي الليل كله في نفسين فقط
    وهذا كله عملا بقول الصوفية: (مقام المريد المجاهدات والمكابدات، وتحمل المشاق، وتجرع المرارات .
    وأيضا بقولهم: (إن الصوفية يلزمون أنفسهم بالأغلظ والأشق ) .
    هذا ومثل هذه الأمور كثيرة جدا، التي لم تؤخذ ولم تقتبس إلا من الديانات الهندية ولا وجود لها في الإسلام، ولم تنقل إلى الصوفية إلا منها
    .. الصوفية بمختلف مشاربهم وطرقهم يتباهون بحبهم للجميع، وعدم الاعتراض على مذهب دون مذهب ومسلك دون مسلك. وإنهم لا يفرّقون بين ديانة وديانة، ولا يميّزون بين طائفة وطائفة وجماعة وجماعة، بل يحترمون جميع الآراء والمعتقدات وأصحابها، وقد نقلوا فيها أقوالا عديدة.
    ...، حيث أن هذا الأمر أصل من أصول فلسفة اليوجا التي ترى في كل الديانات وفي كل الفلسفات حقا، ولا يعترض على دين وفلسفة مهما اختلفوا وتباعدوا في المشرب والمسلك، ويسع مذهبه لمعتقدات الجميع، ويأبى أن يتقيد بقيود أيّ منها )
    والجدير بالذكر أن هناك كتابا ترجم إلى اللغة العربية باسم (فلسفة راجايوجا) بطبع عبد الغني أحمد، وترجمة حسن حسين، فيه فصل خاص لمقارنة هذه الفلسفة الهندية بالفلسفة الصوفية و كما أن الكتاب كله يشتمل على الرياضات والمجاهدات وطرق الأوراد والذكر، التي نقلناها آنفا من المتصوفة الكبار وأقطاب هذه الطائفة وأعلامها.
    وأما قضية وحدة الوجود والحلول والاتحاد،
    القائد التي نادى بها الحلاج وابن عربي وجلال الدين الرومي وغيرهم ممن سلك مسلكهم، ونهج منهجهم. فلم يشك أحد في كونها مأخوذة مقتبسة بتمامها من (فيدانتا) الهندية.
    ومن قرأ آراء شري شنكر أجاريا في فلسفة (فدانتا) عرف جيدا أنها عين ما قاله الحلوليون والاتحاديون وأصحاب وحدة الوجود، وأن ما بيّنه شنكر،
    وفصّل القول فيه في شرح فلسفة وحدة الوجود أو فيدنتا
    هي التي توجد في كتب الوجوديون بكلياتها وجزئياتها.
    وأكثر من ذلك تعرض تعاليم شنكر أجاريا وتقرأ مكتوباته على من قرأ كتب ابن عربي
    ، وشارحه ابن الفارض، ومفسره في المعجم جلال الدين الرومي،
    لم يستطع التفريق في مقولاتهم ومكتوباتهم،
    وحتى الأسلوب والمنهج والتعبير وبيان الطرق الموصلة إلى حصول المعرفة والإدراك.
    وبذلك اعترف صوفي كبير من شبه القارة الهندية الباكستانية، وكاتب شهير في تعاليم التصوف وتاريخه أن مسلك وحدة الوجود بمعنى أنه لا موجود في الحقيقة إلا الله،
    وأن وجود الممكنات وهميّ مثل الشعلة التي تظهر بتحريكها سريعة دائرة وهمية،
    يظنها الناظر دائرة حيث لا يكون لها وجود حقيقة،
    بل حركة الشعلة بسرعة هي التي أوهمت الناظر بوجودها، فكذلك الكون والممكنات.
    فهذا مسلك شري شنكر أجاريا،
    الذي أسسه وأوضحه في شروحه لأوينشد، وأخذ منه هذه الفلسفة من المسلمين
    ( إمام العرفاء محيي الدين ابن عربي، والمعروف بالشيخ الأكبر).
    كما أنه تأثر بفلسفة حكماء المغرب مثل اسنبوزا، لائبنز، فخته، هيجل، شوين هاور، باذنكويت، وبردليه، كما أن الشهوديين من المسلمين أخذوا فلسفة وحدة الشهود أيضا من العرفاء الهندوكيين. وهذا المسلك مأخوذ من رام نوج أجاريا أحد شراح اوبنشاد الأربعة المعروفين .
    فالديانات الهندية هي المصدر الآخر للتصوف ، وأختاره طائفة ابن عربى والحلاج وامثاله واختاروا نفس المناهج التي وضعها أصحاب الديانات الهندية لحصول (نروان) أي المعرفة، وجعلوا غورديسيا (أي تعذيب النفس) وجب وكيان دهيان (أي الصمت والتفكير والذكر) وسيلة للوصول إليها،
    في عصر الترجمة الذي شجع عليه المأمون ومن بعده من الخلفاء العباسيين فترجم المسلمون كتباً كثيرة من التصوف الهندي واليوناني والفارسي ودخلت بعض فروع التصوف فى النزعات الأفلاطونية الحديثة أو القديمة وبعض المذاهب الهندية والفارسية في التصوف كنظرية الحلول والاتحاد والتقمص والتناسخ وما إلى ذلك (ولكل دين تصوفه ).
    ( وظهرت مقالات الحلاج الذي قال بالحلول والقائل (أنا الحق وما في الجبة سوى الله)
    ومحيي الدين ابن عربى القائل (خضنا بحراً وقف الأنبياء بسالحله)
    . وأكثر الصوفية الأعاجم خلطوا بين الفلسفة الفارسية القديمة أو الهندية وما قبسوه عن اليونانية والأفلاطونية الحديثة وبين تصوفهم الخاص).
    وقد تأثر أمثالهم ببراهمة الهند والغرس في أزيائهم وطقوسهم، واعتنقوا من أفكارهم .
    ويقول صوفي متقدم لسان الدين بن الخطيب: (ومن الهنود الذي وضع لهم الحكمة المصلحية، الشلم، والمهندم، والبرهمان، والصولية، والبردة، والزهاد، والعباد، ورجال الرماد، وأصحاب الفطرة، وهم يهجرون اللذات الطبيعية جملة، ويكثرون الجوع والرياضة، عشاق فيما ولّوا وجوههم شطره .
    وقال الآخر ما خلاصته: (وشك أن ابن عربي في مدرسة وحدة الوجود وسوابق بذورها في مدرسة الحلاج ولواحقها حتى عبد الكريم الجيلي وما بعده قد تأثر بالمصدر الهندي الذي أنطق مذهب الانبثاق الرواقي والفيوضات والصدور عند الأفلاطونية .
    وقال ماسينيون: (ونجد من ناحية أخرى أن بحث المراحل التي أدّت إلى إدخال الذكر في طرق الصوفية المحدثين تدلنا على تسرب بعض طرائف الهنود إلى التصوف الإسلامي () .
    وبمثل ذلك قال أوليري المستشرق الآخر: (وثمة شبيه هندي للفناء، ولكن ليس في البوذية، وإنما فيما تقول به الفيدانتا من وحدة الوجود ) .
    ونيلكسون كذلك، فيقول في إحدى مقالاته وهو يتكلم في الفناء الصوفي:
    (أما في شرق فارس حيث ظهرت فكرة الفناء لأول مرة ظهورا واضحا، فلا بدّ أنها كانت متأثرة إلى حد كبير بأفكار هندية وفارسية.
    ويدل تعريف الصوفية للفناء من الناحية الخلقية بأنه محو الصفات الذميمة، والتخلق بكل خلق حميد، ووصفهم لوسائل قمع الهوى والشهوات، على وجود أثر للفلسفة البوذية فيهم مما لا يدع مجالا للشك، لأن تعريفهم هذا تمام الاتفاق مع تعريف النرفانا.
    أما الفناء في عرف أصحاب وحدة الوجود فربما كان أشد اتصالا بفكرة الفيدانتا وما يماثلها من الأفكار الهندية... مثال ذلك أن أبا يزيد البسطامي كان من أهل خراسان، وكان جده زرادشتيا وشيخه في التصوف كرديا. ويقال: أنه أخذ عقيدة الفناء الصوفي عن أبي علي السندي الذي علّمه الطريقة الهندية التي يسمونها مراقبة الأنفاس، والتي وصفها هو بأنها عبادة العارف بالله.
    وإنك لتلمح نزعة أبي يزيد إلى وحدة الوجود مائلة في الأقوال المعزوة إليه.
    مثال ذلك كخرجت من الحق إلى الحق حتى صاحوا مني فيّ (يا من أنا أنت).
    إني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني: سبحاني ما أعظم شأني.
    للخلق أحوال، ولا حال للعارف، لأنه محيت رسومه، وفنيت هويته بهوية غيره، وغيبت آثاره بآثار غيره () .
    وقد كرر هذا القول في مواضع كثيرة مختلفة في مقالاته
    وكتب الدكتور أبو العلاء عفيفي معلقا على إحدى عباراته،:
    (لا شك أن التصوف الإسلامي في ناحيته العلمية كان إلى حد ما على التصوف البوذي. يدل على ذلك ما ذكر الجاحظ في كتاب (الحيوان) عن رهبان الزنادقة الذين كانوا يخرجون للسياحة أزواجا، ولا يقيمون في مكان واحد أكثر من ليلتين. وكانوا يأخذون أنفسهم بتطهير القلب والعفة والصدق والفقر. ويذكر الجاحظ قصة رجلين منهم دخلا مدينة الأهواز () .
    ويقول جولد زيهر: (إن نظرية الصوفيين في فناء الشخصية هي التي تقرب وحدها من فكرة الجوهر الذاتي (اتمان)، إذا لم تكن تتفق معها تماما، ويطلق الصوفيين على هذه الحالة لفظ الفناء
    [منقول بتصرف واختصار]

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,951

    افتراضي رد: حكم ممارسة اليوغا كعلاج نفسي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد طه شعبان مشاهدة المشاركة
    ونصيحتي لك أخي الكريم ولكل مسلم أن يلتمس الراحة النفسية وطمأنينة النفس في قراءة القرآن، وفي ذكر الله تعالى؛ فقد قال الله تعالى الذي خلقنا ويعلم ما يصلح نفوسنا: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28]، وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾ [طه: 124]
    نعم

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,951

    افتراضي رد: حكم ممارسة اليوغا كعلاج نفسي

    فيما يتعلق بممارسة رياضة اليوجا فلا يمكن لأحد أن ينكر الأصل لرياضة “اليوجا”، ذلك الأصل الهندي، وأن أول ممارستها لدى الهندوك هو نوع من العبادة حسب معتقداتهم ،والتي ترجع إلى آلاف السنين ، وهذا شيء يخالف عقيدة التوحيد ، وهو حرام شرعا في شريعة الإسلام .
    *************
    رياضة اليوجا انتشرت انتشارا كبيرا ، ولم تقف عند حدود الهند ومن ينتمون إلى العقيدة الهندوكية ،
    وهذا يعني تحول هذه الممارسات إلى رياضة بحتة يمارسها كثير من الناس
    ، وانفصل الجانب العقدي منها عند كثير من الناس عن ممارستها .
    وهذه الرياضة تجمع بين الرياضة الجسدية والتي تحوي تمارين رياضية للجسد ، مع الرياضة النفسية ومحاولة الاسترخاء بأخذ نفس عميق،، يعني أنها جزء من العلاج النفسي للإرهاق والأرق ، بالإضافة إلى فوائد التمارين الرياضية ، والتي تشترك فيها ” اليوجا ” مع غيرها من الرياضات الأخرى. ولا يمكن لنا أن نحصر ” اليوجا” في أصل نشأتها ، لأن تناقل الخبرات لدى بني البشر في كثير من الممارسات لا ينقل بكل أصله ، وخاصة أن ” اليوجا” ليست عقيدة بحتة، ولكنها رياضة قام بها أصحاب عقيدة، ومثلت عندهم شيئا هاما ، لكن انتقالها كان مفرغا عن المحتوى العقدي في كثير من الأحيان وإن بقي كذلك عند منشئيها.
    والحكم الشرعي لممارسة هذه الرياضة يمكن تفصيله على النحو التالي:
    من مارس (اليوجا) واعتقد أنها جزء من العقيدة التي تسمو بالروح والنفس ، متمثلا في ذلك بالعقيدة الهندوكية ، فممارستها حرام.
    أما من مارس اليوجا كنوع من الرياضة البحتة ، والتي لا دخل لها بالعقيدة فهذا لون آخر
    والقول مثله تماما فى ممارسة رياضة الكنغو فو فهى رياضة صينية بوذية مشتملة على كثير من الشعائر البوذية- ولكن من حيث النظر الى كونها رياضة بحته فهذا لون آخر حتى ممارسة كرة القدم يقولون الكثير فى نشأتها وما تتضمنه من احكام مخالفة لشرع الله ولكن من حيث انها رياضة بحته يمكمن ان يمارسها المسلمين بلون آخر بعيدا عن الممارسات والتشبه والاحكام المخالفة للشريعة الاسلامية-
    حتى لا نضيق واسعا
    ممارسة الرياضة بمختلف ٍأنواعها التي لا تعارض حكم الشرع وتحقق مقصد العبودية لله عز وجل تعتبر من الأمور التي حث عليها الإسلام لتحقيقها الصحة الجسمية والقوة البدنية والسلامة العقلية حيث وردت الأدلة الشرعية من القرآن والسنة على مشروعيتها بل والحض عليها.
    وقد مارست رياضات كثيرة لسنوات عديدة فى صغرى مثل الكونغ فو والجمباز وغيرها من الرياضات المتعلقة بالقوة والرشاقة بعيدا عن المخالفات الشرعية-ومن حيث كونها رياضة بحته--
    الرياضة البحتة-التى لا تخالف الشرع يشترك فيها الجميع بل حثت عليها الشريعة
    أورد صاحب كتاب كنز العمال عن مكحول أن عمر رضي الله عنه كتب إلى أهل الشام: أن علموا أولادكم السباحة والرمي والفروسية. ونسبه إلى كتاب "القراب في فضائل الرمي"
    وكذا ذكره المناوي في "فيض القدير" ولم يحكم عليه واحد منهما بصحة أو ضعف.
    ومما ورد في معناه من الأحاديث المرفوعة ما ذكره السيوطي في الجامع الصغير؛ وهما حديثان: أحدهما بلفظ: علموا أبناءكم السباحة والرماية، ونعم لهو المؤمنة في بيتها المغزل.
    والآخر بلفظ: علموا أبناءكم السباحة والرمي، والمرأة المغزل.
    إلا أن الشيخ الألباني قد قال عن الأول إنه ضعيف، وعن الثاني إنه ضعيف جداً.
    وقد ورد الأمر بتعلم الرمي في حديث صحيح رواه البخاري عن سلمه بن الأكوع رضي الله عنه قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم على نفر من أسلم ينتضلون، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ارموا بني إسماعيل، فإن أباكم كان رامياً. وفي صحيح مسلم عن أبي علي ثمامة بن شفي أنه سمع عقبة بن عامر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يقول: وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي.
    وورد في فضل الخيل ما رواه البخاري ومسلم عن عروة البارقي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة.
    وورد في تعلم السباحة ما رواه الطبراني والنسائي وصحح الألباني إسناده كما في صحيح الجامع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كل شيء ليس فيه ذكر الله فهو لهو ولعب إلا أربع: ملاعبة الرجل امرأته، وتأديب الرجل فرسه، ومشيه بين الغرضين، وتعليم الرجل السباحة.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,951

    افتراضي رد: حكم ممارسة اليوغا كعلاج نفسي

    السؤال
    أدرس في مدرسة لتعليم رياضة الكونغ فو. ومنذ أربع سنوات أتعلم مع نفس المعلم. والآن صرت من الطلاب المقربين لهذا المعلم الذي اختصني دون باقي المتعلمين بمزيد من الأساليب وأمدني بدواء وعلاج صيني (أو طرائق معينة في اللعبة). ويحتم علي وضعي الحالي الإسهام في زيادة أفراد المدرسة بدعوة مزيد من الأشخاص ليلتحقوا بالمدرسة. وأنا شخصيًا عندي نية جلب مزيد من الناس إلى المدرسة كي يتعلموا الدفاع عن أنفسهم. لكن المشكلة أنه يحدث بهذه المدرسة نوعين من الشرك –الأكبر- بصفة دورية، وإن كان المعلم لا يجبر الطالب على أداء هذا الشرك ما لم يرغب الطالب نفسه.
    هل حرام إحضار الناس ودعوتهم إلى هذه المدرسة مع العلم بأنهم قد يشتركوا في هذه الأنشطة الشركية ؟ وهل الحكم واحد إن كان المدعوين أطفالا ؟.
    الجواب
    الحمد لله.
    وبعد فإن ممارسة الرياضة بمختلف ٍأنواعها التي لا تعارض حكم الشرع وتحقق مقصد العبودية لله عز وجل تعتبر من الأمور التي حث عليها الإسلام لتحقيقها الصحة الجسمية والقوة البدنية والسلامة العقلية حيث وردت الأدلة الشرعية من القرآن والسنة على مشروعيتها بل والحض عليها.

    إلا أنه في بعض الحالات تصبح هذه الرياضة محرمة لا لذاتها وإنما لما احتفّ بها من أمور محرمة، وهذا ينطبق على ما ذكرته أخي السائل في سؤالك .
    ومن أمثلة ما قد يقع من المخالفات الانحناء لغير الله فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ( قال رجل : يا رسول الله أحدنا يلقى صديقه أينحني له ؟ قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا ، قال : فيلتزمه ويقبله ؟ قال : لا قال : فيصافحه ؟ قال : نعم إن شاء ) رواه الترمذي (2728) وقال حديث حسن وابن ماجه (3702) والحديث حسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (160).
    قال ابن تيمية : ( وأما الانحناء عند التحية فينهى عنه كما في الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنهم سألوه عن الرجل يلقى أخاه ينحني له؟ قال : لا ، ولأن الركوع والسجود لا يجوز فعله إلا لله عز وجل ) مجموع الفتاوى (1/377)
    فإن كنت تعلم أن الشخص الذي تدعوه للاشتراك قد يمارس شيئاً محرماً أو نوعاً من الشرك فإنه لا ينبغي لك أن تفعل ذلك سواء كان المدعو صغيراً أم كبيراً ، لأن فيه تعاوناً على الإثم ، والله سبحانه وتعالى يقول : ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعانوا على الإثم والعدوان )
    فإن ممارسة الرياضة بمختلف ٍأنواعها التي لا تعارض حكم الشرع وتحقق مقصد العبودية لله عز وجل تعتبر من الأمور التي حث عليها الإسلام لتحقيقها الصحة الجسمية والقوة البدنية والسلامة العقلية حيث وردت الأدلة الشرعية من القرآن والسنة على مشروعيتها بل والحض عليها.
    نعم

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •