السؤال:
♦ الملخص:
سائل يسأل عما انتشر في الطب النفسي من العلاج باليوغا المأخوذة من الهندوس الوثنيين، فيسأل عن حكمها في العلاج للتخلص من الضغوط النفسية، دون القيام بشيء من كلام البوذيين أو بما ينمُّ عن معتقداتهم.
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
انتشر في الطب النفسي حاليًّا نصح المرضى بممارسة التأمل واليوغا؛ وذلك بهدف التخفيف من الألم النفسي، وإخراج المشاعر المكبوتة، والانسجام مع النفس، وقد مارستُهُ فترة قصيرة، ثم سمعتُ أحد الأشخاص يقول بأنها حرام؛ لأنها تشبُّهٌ بعبادة البوذيين، فتوقفت عن ذلك واتجهت إليكم لأسألكم: ما حكم ممارسة هذا النوع من العلاج؟ علمًا بأن المقصود بالتأمل هنا ليس التفكر في المخلوقات، بل هو نوع يساعد على الشفاء، وصِفَتُهُ أن يجلس المرء ساكنًا بلا حَراكٍ لمدة معينة من الزمن، ولا يستخدم الشخص فيها أيًّا من حركات البوذيين أو معتقداتهم؛ فلا يُتمتم بشيء ولا ينتظر شيئًا أو يتنفس بطريقة معينة مثلًا، وأظهرت الكثير من التجارب والدراسات فائدته الكبيرة على النفس والشخص الذي يعاني من الضغوط النفسية، وأيضًا فائدته في تفريغ المشاعر المكبوتة، أفيدوني، إن كانت ممارسته بهذه الطريقة لا تدخل في المحرم، ولا تخدش العقيدة، خصوصًا أن الغرض منها علاجيٌّ، وأنها تخلو من طريقة عبادتهم، وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
رياضة التأمل واليوجا مأخوذة عن الوثنيين من الهندوس والبوذيين؛ وهي تعني عندهم التجرد من كل شيء دنيوي بواسطة هذه التمارين التي يمارسونها، مما يوصلهم إلى درجة الاتحاد مع الإله، أو ما يسمونه بالروح الكونية، فينالون بذلك الراحة النفسية والتطور الفكري.
وهذه خرافات وضلالات وعقائد كفرية بلا شك.
فلما كانت هذه الرياضات مبنية على هذه الخرافات والضلالات، لم يَجُز للمسلم ممارستها بأي حال من الأحوال، حتى ولو كان لن يتكلم بكلام كفري، أو قال: سأقرأ قرآنًا، أو أذكر الله تعالى خلال ممارستها؛ لأن مخترعي هذه الرياضة يعتقدون أن مجرد هذه الحركات توصلهم لِما يريدون، وهو الاتحاد مع الإله.
ونصيحتي لك أخي الكريم ولكل مسلم أن يلتمس الراحة النفسية وطمأنينة النفس في قراءة القرآن، وفي ذكر الله تعالى؛ فقد قال الله تعالى الذي خلقنا ويعلم ما يصلح نفوسنا: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28]، وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾ [طه: 124]، فالذي يُعرِض عن ذكر الله تعالى، فإن له معيشة ضنكًا مهما فعل من أفعال هي بعيدة كل البعد عن طريقة الإسلام.
ونسأل الله تعالى للجميع التوفيق والسداد.
رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/147140/#ixzz6w89ZFZHA