«أَرْبَعُ خِصَالٍ، وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ لِي، وَوَاحِدَةٌ لَكَ، وَوَاحِدَةٌ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكَ، وَوَاحِدَةٌ فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ عِبَادِي، فَأَمَّا الَّتِي لِي فَتَعْبُدُنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا، وَأَمَّا الَّتِي لَكَ عَلَيَّ فَمَا عَمِلْتَ مِنْ خَيْرٍ جَزَيْتُكَ بِهِ، وَأَمَّا الَّتِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ فَمِنْكَ الدُّعَاءُ وَعَلَيَّ الْإِجَابَةُ، وَأَمَّا الَّتِي بَيْنَكَ وَبَيْنَ عِبَادِي فَارْضَ لَهُمْ مَا تَرْضَى لِنَفْسِكَ»

روي من حديث أنس بن مالك ، وسلمان الفارسي

حديث أنس بن مالك

أخرج أبو يعلي في "مسنده" (2757) ، والطبراني في "الدعاء" (16) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (10671) ، والبزار (6693) ، وابن شاهين في "الترغيب" (151) (533) ، وابن بشران في "أماليه" (1355) ، وابن حبان في "المجروحين" (373/1) ، وابن عدي في "الكامل" (96/5) ، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (173/6) ، ومن طريقه الذهبي في "تاريخ الإسلام" (653/4) ، وأخرج عبد الملك النيسابوري في "تهذيب الأسرار" (ص370) ، وابن بابويه القمي في "الخصال" (99) من طرق عن إسماعيل بن إبراهيم الترجماني ، والحجاج بن منهال ، كلاهما عن صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ، قَالَ: فذكر الحديث.

قال البزار: ((وَهَذَا الْحَدِيثُ لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ [عن] الْحَسَنُ، عَن أَنَس إلاَّ صَالِحٌ الْمُرِّيُّ تَفَرَّدَ به)).
وقال أبو نعيم: ((غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ الْحَسَنِ تَفَرَّدَ بِهِ عَنْهُ صَالِحٌ مَرْفُوعًا)).
وقال ابن عدي: ((لا أعرف يرويه عن الحسن غير صالح)).
وقال الذهبي: ((تَفَرَّدَ بِهِ صَالِحٌ، وَقَدْ رُوِيَ مَوْقُوفًا)).
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (51/1) - بعد أن ذكره -: ((هَذَا لَفْظُ أَبِي يَعْلَى، وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ، وَفِي إِسْنَادِهِ صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ، وَتَدْلِيسُ الْحَسَنِ أَيْضًا)).
وقال البوصيري في "الإتحاف" (158/1): ((صَالِحٌ ضَعِيفٌ)).

وصالح المُري ، قال البخاري ، وأبو حاتم ، والفلّاس: ((منكر الحديث)) ، وقال النسائي والدولابي: ((متروك الحديث)) ، وقال ابن معين - في رواية - ، وابن المديني: ((ليس بشئ)) ، وقال أبو داود: ((لا يُكتب حديثه)) ، وضعّفه الباقون ، وقال الذهبي: ((ضعّفوه)) ، وقال: ((مَا فِي ضَعْفِهِ نِزَاعٌ)) ، وقال ابن حجر: ((ضعيف زاهد)).

وقد خوُلف في رفعه ، فرواه غيره عن الحسن موقوفاً.

فأخرج الخلعي في "الخلعيات" (3) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (440/7) ، من طريق خير بن عرفة، قال: حَدَّثَنَا عُرْوَة بن مَرْوَان العرقي , قال: حَدَّثَنَا ابن حيان , قال: حَدَّثَنَا همام , عن الْحَسَن قال: لما أهبط الله ادم، عليه السلام، من الجنة إلى الأرض قال الله تعالى، له: يا آدم أربع احفظهن، واحدة لي عندك، وأخرى لك عندي، وأخرى بيني وبينك، وأخرى بينك وبين الناس، فأما التي لي عندك: فتعبدني لا تشرك بي شيئًا. وأما التي لك عندي: فأوفيك عملك لا أظلمك شيئًا. وأما التي بيني وبينك: فتدعوني فأستجيب لك. وأما التي بينك وبين الناس: فترضى للناس أن تأتي إليهم بما ترضى أن يأتوا إليك بمثله.
قال ابن عساكر: ((كذا فيه والصواب هشام)) ، أي بدل ((همام)).

قلت: وعروة العرقي ، قال أبو حاتم: ((لا اعرفه مجهول)) ، وقال الدَّارَقُطْنِي ّ: ((كان أميَّا، وليس بالقوي في الحديث))
انظر "الجرح والتعديل" (398/6) ، "المؤتلف والمختلف" (537/2).

ثم أخرج ابن عساكر (441/7) من طريق الخرائطي عن العباس بن عبد الله الترقفي نا محمد بن يوسف الفريابي عن سفيان الثوري عن هشام عن الحسن قال أوحى الله تبارك وتعالى إلى ادم بأربع فهن جماع الأمر لك ولولدك قال يا ادم واحدة لي وواحدة لك وواحدة بيني وبينك وواحدة بينك وبين الناس .... الحديث.
وهذا إسناد حسن.


ثم أخرجه من طريق أبي القاسم البغوي نا أبو روح محمد بن زيادة بن فروة البلدي نا مخلد بن حسين عن هشام بن حسان عن الحسن به.
وأبو روح محمد بن زيادة ، لم أعرفه.

والحاصل أنه قد رواه ثلاثة ، وهم (سليمان بن حيان ، وسفيان الثوري ، ومخلد بن حسين) ، عن هشام بن حسان ، عن الحسن البصري من قوله ، وهذا أصح من المرفوع.

وقال البيهقي في "شعب الإيمان" (366/2): ((وَقَدْ رَوَاهُ زَائِدَةُ بْنُ أَبِي الرُّقَادِ، عَنْ زِيَادٍ النُّمَيْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ)).
قلت: أخرجه أبو عمر النسفي في "القند" (946) من طريق أبو الحسن محمد بن الحسن الضرير قال: حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي قال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي قال: حدثنا زائدة ابن أبي الرقاد قال: حدثنا زياد النميري عن أنس بن مالك رضى الله عنه، عن النبي فيما يروي عن ربه ـ عزوجل ـ يقول: «يا ابن آدم! ثلاث خلال: واحدة لي، والثانية لك، والثالثة بيني وبينك. أما التي لي: تعبدني لا تشرك بي شيئا، وأمّا التي لك: فإنّي أوفيك عملك لا أنقصك شيئا، وأمّا التي بيني وبينك: فعليك أن تدعوني وعليّ أن أستجيب لك».
وزائدة بن أبي الرقاد ، منكر الحديث ، وزياد النميري ، ضعيف.

وقال ابن قتيبة في "عيون الأخبار" (302/2): حدّثني أبو مسعود الدارميّ قال: حدّثنا جدي عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال ربّكم، عزّ وجلّ، ثلاثة: واحدة لي، وواحدة لك يا ابن آدم، وواحدة بيني وبينك، فأما التي لي فتخلص لي لا تشرك بي شيئا، وأما التي لك فأحوج ما تكون إلى عملك أوفّيكه، وأما التي بيني وبينك فمنك الدعاء وعليّ الإجابة»
وأبو مسعود الدارمي ، هو خراش بن محمد بن عبد الله ، قال الأزدي: ((متروك)) ، وجده خراش بن عبد الله ، قال الذهبي: ((ساقط عدم)).
انظر "الميزان" (651/1) ، (652/1).

حديث سلمان الفارسي

عَنْ سَلْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: «وَاحِدَةٌ لِي، وَوَاحِدَةٌ لَكَ، وَوَاحِدَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ؛ فَأَمَّا الَّتِي لِي تَعْبُدُنِي وَلَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا، وَأَمَّا الَّتِي لَكَ فَمَا عَمِلْتَ مِنْ شَيْءٍ جَزَيْتُكَ بِهِ، وَأَنَا أَغْفِرُ، وَأَنَا غَفُورٌ رَحِيمٌ، وَأَمَّا الَّتِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ مِنْكَ الْمَسْأَلَةُ وَالدُّعَاءُ، وَعَلَيَّ الْإِجَابَةُ وَالْعَطَاءُ»

روي من طريق سليمان التيمي ، واختُلف عليه:

- فرواه يحيي بن سعيد القطان ، وابن فضيل الضبي ، كلاهما عنه ، عن أبي عثمان النهدي ، عن سلمان الفارسي به موقوفاً.
أخرجه أحمد في "الزهد" (255) ، والضبي في "الدعاء" (68)

- ورواه علي بن عاصم التميمي ، عنه ، عن أبي عثمان النهدي ، عن سلمان الفارسي به مرفوعاً.
أخرجه الطبراني ((6137) ، والبزار (2523)
وعلي بن عاصم ، ضعيف يُخطئ ، ويقيم على خطئه.

- ورواه المعتمر بن سليمان ، واختُلف عليه:
فرواه ابن أبي شيبة ، وعبيد الله بن معاذ ، عنه ، عن سليمان التيمي ، عن أبي عثمان النهدي ، عن سلمان الفارسي به موقوفاً.
أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (34655) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1076) ، وفي "الأسماء والصفات" (439) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (440/7).

ورواه محمد بن المتوكل ، عنه ، عن سليمان التيمي ، عن أبي عثمان النهدي ، عن سلمان الفارسي به مرفوعاً.
أخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات" (438).
ومحمد بن المتوكل ، قال ابن عدي: ((كثير الغلط)) ، وقال ابن حجر: ((صدوق عارف له أوهام كثيرة)).

والصواب وقفه على سلمان الفارسي ، إذ أن من رواه موقوفاً أكثر وأثبت.

وأخرج أبو الشيخ في "العظمة" (1568/5) من طريق نَهْشَلٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: "لَمَّا نَفَخَ اللَّهُ تَعَالَى فِي آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ الرُّوحَ، وَأَمَرَ الْمَلَائِكَةَ بِالسُّجُودِ لَهُ....)) فذكر حديثاً طويلاً إلى أن قال: ((قَالَ [الله]: آمُرُكَ يَا آدَمُ أُوصِيكَ خِلَالًا فِيهِنَّ جِمَاعُ الْخَيْرِ كُلِّهِ، وَاحِدَةٌ لِي وَوَاحِدَةٌ لَكَ وَوَاحِدَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَوَاحِدَةٌ فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ النَّاسِ... الحديث))
ونهشل بن سعيد ، متروك كذّاب.

وأخرج أبو نعيم في "حلية الأولياء" (24/8) من طريق يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ , ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجُ الْأَنْطَرطُوسِ ي، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ، قَالَ: " أَوَّلُ مَا كَلَّمَ اللهُ تَعَالَى آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ , قَالَ: أُوصِيكَ بِأَرْبَعٍ إِنْ لَقِيتَنِيَ بِهِنَّ أَدْخَلْتُكَ الْجَنَّةَ وَمَنْ لَقِيَنِي بِهِنَّ مِنْ وَلَدِكَ أَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ , وَاحِدَةٌ لِي وَوَاحِدَةٌ لَكَ وَوَاحِدَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَوَاحِدَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ النَّاسِ. فَأَمَّا الَّتِي لِي فتعَبْدُنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا , وَأَمَّا الَّتِي لَكَ فَمَا عَمِلْتَ مِنْ عَمَلٍ وَفَّيْتُكَ إِيَّاهُ , وَأَمَّا الَّتِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ فَمِنْكَ الدُّعَاءُ وَمِنِّي الْإِجَابَةُ , وَأَمَّا الَّتِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ النَّاسِ فَمَا كَرِهْتَ لِنَفْسِكَ فَلَا تَأْتِهِ إِلَى غَيْرِكَ "

وعيسى بن يزيد أبو عبد الرحمن الأنطرطوسي الأعرج ، قال أبو أحمد الحاكم: ((حديثه ليس بالقائم)).
انظر "تاريخ دمشق" (24/48) ، "الميزان" (328/3).

والله أعلم.