.............................. .............
هذه العبارة انتقدها عليه بعض طلبة العلم بحجة ان ذلك ينفي الفضل و الثواب اذا كان الاعتقاد انفعال قسري لا حيلة للمرء فيه .
و معلوم ان الاعتقاد سواء كان صحيحا او باطلا مرتبط باسباب لا ينفك عنها . قد تكون اختيارية تحت كسب المرء . و من هذه الجهة نقول ان سبب الاعتقاد اختياري لا الاعتقاد نفسه فانه يحل في القلب عند وجود اسبابه . فينظر الى الاعتقاد بانه خاص بما يحل في القلب من معارف و علوم قابلة للتصديق فلا يدخل فيه القول و العمل . و مع هذا فلا يكون صحيح مجزء حتى يصاحبه ذلك . لان الايمان الشرعي اعتقاد و قول وعمل فهو اوسع منه و الاعتقاد جزء منه .
و التصديق لا يكون معتبرا في باب الايمان بدون عمل القلب و الجوارح . بل ذهب بعض اهل العلم الى انه لا يسمى تصديق في الشرع حتى يصدق بالقول و الفعل . فمع النظر الى مجموع ذلك سواء قلنا ان القول و العمل نفسه يسمى تصديق او هو لازم لتصديق القلب . يكون هذا امرا اختياريا داخل تحت كسب العبد و ارادته .
لكن مع النظر الى الاعتقاد نفسه مجردا عن عمل القلب و بدون النظر الى اسبابه . نقول انه يحصل في القلب بغير ارادة من العبد و لا مشيئته . فيحل في القلب عند وجود اسبابه . كالمحبة و الخوف . فيكون العبد من هذه الجهة مخاطبا بمباشرة الاسباب التي تحقق بها ذلك . كما امر النبي صلى الله عليه و سلم بافشاء السلام لتحصيل المحبة و المودة .
فالاعتقاد نفسه ( لا الاسباب ) يوجد بلا مشيئة من العبد و لا اختيار . فيحصل بغير قصد من العبد له و لا نية . بل من اعمال القلوب و احواله ما يحصل بغير قصد من العبد و لا اختيار كما ذكر شيخ الاسلام رحمه الله
و الله اعلم