عيد مبارك عليكُم؛ كل عام وأنتم بخير بمناسبة عيد الفطر المبارك؛ مُبكرة أليس كذلك؟ لكن أهميتها كبيرة بالفعل.
الله أكبر كبيراً ، والحمد لله بكرة وأصيلاً .
الحمد لله الذي استحمد بفضله ، ورضي الحمد شكرا من خلقه ، أحمده وأستعينه وأؤمن به وأتوكل عليه ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، وبعد.

فلقد مر بنا شهر رمضان كطيف خيال، مرّ بخيراته وبركاته ، إن أودعت فيه خيراً فخير ، وإن شراً فشر ، ونسأل الله تعالى أن يبارك فيما كان فيه من خير ، وأن يتجاوز عما كان فيه من تقصير، وأن يتقبل صيامنا وقيامنا.
أيها المؤمنون:
إن العاقل الفطن لا يفكر في العيد ؛ بقدر تفكيره واهتمامه بقبول الله تعالى لعمله ، إذ إن مصيبة المصائب أن تصوم ثم يرد عليك صيامك ، وأن تصلي فلا تقبل صلاتك ، وهذه والله مصيبة المصائب ، قال علي ـ رضي الله عنه ـ قال : ( كونوا لقبول العمل أشد اهتماماً منكم بالعمل ، ألم تسمعوا الله عز وجل يقول : ( إنما يتقبل الله من المتقين ).
وسألت عائشة - رضي الله عنها - رسولَ الله – صلى الله عليه وسلم - عن قوله سبحانه: ( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا ءاتَواْ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ) قالت : أهُم الذين يزنون ويسرقون ويشربون الخمر؟ قال: (لا يا ابنة الصديق، ولكنهم الذين يصلّون ويصومون ويتصدّقون ، ويخافون أن لا يُتقبَّل منهم) وكان بعض السلف يظْهَرُ عليه الحزن يوم عيد الفطر فيقال له : إنه يوم فرح وسرور فيقول : صدقتم ، ولكني عبد أمرني مولاي أن أعمل له عملاً فلا أدري أيقبله مني أم لا ؟فنسأل الله تعالى أن يتقبل عملنا وعملكم وصيامنا وصيامكم.