نصائح من القلب للمرأة المسلمة
ما زلنا أختي العزيزة في بستان النصائح الغالية التي تستهدف تحقيق السعادة في الدنيا، والفلاح في الآخرة، فأسأل الله أن ينفع بها، ويجعلها خالصةً لوجه الكريم نتناولها عبر حلقات إن شاء الله.
(9) لا تنظري إلى عيوب الناس
حاولي أن تشغلي نفسك بإصلاح عيوبك بدلاً من تتبع عيوب الآخرين، وما أحسب أحداً تفرغ لعيوب الناس إلا من غفلة غفلها عن نفسه.
(10) كوني صادقة
فالكذب والإيمان لا يلتقيان في قلب المؤمن أبدا ووقوع بعض النساء في الكذب سببه عوامل عدة منها: المبالغة، والمباهاة، والرغبة في التميز.
(11) عليك اختيار الزوج الصالح
فالزوج الصالح صاحب الأخلاق والعفة يحقق لك سعادة الدنيا والآخرة، فلا تغترّي بالمال أو بالجاه أو غيرهما.
(12) عليك بالصبر والرضا بالقضاء والقدر
فقد يُمنع عنك الرزق ابتلاءً أو محنة واختبارًا، كما أن الصبر مدعاة للظفر ومع الصبر يأتي الفرج، والله -سبحانه وتعالى- يوفي الصابرين أجرهم بغير حساب.
(13) أكثري من الاستغفار
لما له من فوائد في الدنيا والآخرة، وقد قال -تعالى- عن نوح -عليه السلام-: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً (١٠) يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً (١١) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً} (نوح:10-12).
(14) تذكري أهمية تقوى الله
وذلك بالبعد عن المعاصي والذنوب قال -تعالى-: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً (٢) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} (الطلاق:2-3) وقد يُحرم الإنسان الرزق بسبب الذنب يصيبه، فتعجل له العقوبة في الدنيا كفارة لذنبه.
(15) ابتعدي عن الحرام
من مطعم أو مشرب أو ملبس؛ لأن الحرام يمحق بركة العافية، ومانع من موانع الإجابة، ففي الحديث: «ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يارب... يارب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام فأنى يستجاب له» (صحيح مسلم).
(16) ما أمانيكِ؟ وما أهدافكِ؟
ما مشاعركِ؟ وما غاياتكِ؟ وما طموحاتكِ؟ وهل لكِ هدف في حياتكِ لتترفعي بنفسكِ وتسمو بأخلاقكِ وتزهو بإيمانكِ وتشرفي بعفافكِ، أم أنتِ من اللاتي لا هدف لهن إلا قتل الوقت؟ فكم من فتاة طيبة تغيرت وكان السبب في ذلك الفراغ.
حقائق مهمة
من الحقائق التي لا خلافَ عليها أنَّ الأسرة عماد المجتمع، وقاعدة الحياة الإنسانية، وأنها إذا أسِّست على دعائم راسخة من الدِّين والخلق والترابُط الحميم، فإنَّها تكون لبنة قوية في بنيان الأمة، وخلية حية في جسم المجتمع، ومن ثَمَّ كان صلاح الأسرة هو السبيل لصلاح الأمة، وكان فسادها وانحلالها مناط فساد المجتمع وانهياره.
الأسرة المسلمة في شهر رمضان
ما زال حديثنا مستمرًا عن استقبال هذا الضيف الكريم (شهر رمضان المبارك)، وها هو ذا قد أقبلت نسماته وحلت بركاته؛ فهيا أختي المسلمة نستكمل هذه الرحلة المباركة في معرفة كيفية التعامل مع هذا الضيف الكريم.
الوصية الثامنة: أخطاء يجب أن تختفي
هناك بعض الأخطاء يجب أن تختفي من الواقع؛ لأنها خلل في العبادة وذلك كما يلي:
- أولًا: عدم إكمال التراويح مع الإمام؛ فقد يصلي بعض الناس شيئًا ثم ينصرف، وهذا لا شك أنه فاته خيرٌ كثير، فإن النبي -[- يقول: «من قام مع الإمام حتى ينصرف كُتب له قيام ليلة»، فحُرم هذا قيام الليل كله، وربما كان انصرافه في آخر صلاته.
ومن الأخطاء أيضًا، عدم تناول السحور بحجة تأخير وجبة العشاء، ولو تناول هذا وأمثاله تمرات خفيفةً لكان سحورا، فإن الملائكة تصلي على المتسحرين.
- ثانيًا: التوسع في تصفح وسائل التواصل وتضييع لحظات ذلك الشهر وهي عزيزة وشريفة.
- ثالثًا: خروج المرأة إلى المسجد متعطرة أو متبرجة.
- رابعًا: إهمال بعض الآباء لأبنائهم في نومهم عن أداء صلواتهم المفروضة.
الوصية العاشرة: رسم أهداف واضحة
لابد من رسم الأهداف لتحقيقها في رمضان، وتختلف الأهداف من شخص لآخر، ومن أسرة لأخرى، لكن يمكن طرح نموذج لتلك الأهداف وهي كما يلي:
الارتباط مع القرآن الكريم
- الهدف الأول: الارتباط مع القرآن ولهذا الهدف وسائل عديدة، من هذه الوسائل: تحزيبه وقراءته ووضع جدولة لختمه مرات عدة خلال الشهر، ومن الوسائل أيضًا حفظ مقدار معين خلال الشهر، سواءً كان ذلك على مُقرئ أم كان داخل الأسرة، ومن الوسائل أيضًا، تحسين التلاوة للقرآن كاملًا على مقرئ بواقع جزء كل يوم، فيكون قرأ القرآن كاملًا خلال هذا الشهر، ومن الوسائل أيضًا قراءة تفسير ما سيقرؤه الإمام في التراويح، ونحو ذلك من الوسائل.
تحقيق قيمة الجود والبذل
- الهدف الثاني: تحقيق قيمة الجود والبذل والصدقة وتشجيع تلك القيمة وإحياؤها، ولهذا الهدف وسائل: كالحث على الصدقة وبيان فضلها، والمبادرة إلى جعلها واقعًا عمليًا ملموسًا في البيت وداخل الأسرة، وأيضًا من الوسائل وضع صندوق في مكان بارز من البيت ليضع فيه أهل البيت ما تجود به نفوسهم، ثم يُدفع دوريًا إلى الجهات الخيرية، وربما كانت هذه الصدقة صدقة سر يُرجى أن يكون صاحبها تحت ظل العرش، ونحو ذلك من الوسائل.
تعزيز الجانب الإيماني
- الهدف الثالث: تعزيز الجانب الإيماني ولهذا وسائل: كالمبادرة إلى الصلاة مع الأذان، والحرص على السنن النوافل، وأذكار اليوم والليلة، والذكر المطلق، ومما يرفع الهمم النظر في كتب فضائل الأعمال الثابتة عن النبي -[-، ثم تحاولين تطبيقها خلال يومك وليلتك، وتُحاسبين نفسك في تطبيقها وتنفيذها، ولاشك أن التخطيط هو بمثابة الزمام للنفس يقودها إلى مصالحها، فلابد أن تقودي تلك النفس حتى تورديها موارد الصلاح والهدى، وتجنبيها أماكن الردى، فإن النفس مطيعة لصاحبها إذا رأت منه القوة والعزيمة، وهذا كله توفيق من الله -تبارك وتعالى.
منقول