عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ لوفد جذام: «مرحبا بقوم شعيب وأصهار موسى ولا تقوم الساعة، حتى يتزوج فيكم المسيح ويولد له»
ماصحة هذا الحديث؟
عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ لوفد جذام: «مرحبا بقوم شعيب وأصهار موسى ولا تقوم الساعة، حتى يتزوج فيكم المسيح ويولد له»
ماصحة هذا الحديث؟
عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا :
(والذي نفس محمد بيده ليهلن ابن مريم بفج الدوحاء حاجا أو معتمرا ليلبينهما ويتزوج امرأة من بني أسد ويولد له غلام).
ماصحة هذا الحديث؟
قال الألباني في "السلسلة الضعيفة" (6229):(نِعْمَ الْحَيُّ عَنَزَةُ، مَبْغِيٌّ عَلَيْهِمْ مَنْصُورُونَ، مَرْحَباً بِقَوْمِ شُعَيْبٍ؛ وَأَخْتَانِ مُوسَى) .
منكر.
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (7/63/6364) ، والسياق له
وعنه أبو نعيم في "المعرفة " (1/293/1) ، والبزار (3/313/2828) من طريق
حفص بن سلمة بن حفص بن المسيب بن شيبان بن قيس عن قيس بن سلمة
عن سلمة بن سعد: أَنَّهُ وَفَدَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ وَجَمَاعَةٌ مِنَ أَهْلِ بَيْتِهِ وَوَلَدِهِ،
فَاسْتَأْذَنُوا عَلَيْهِ، فَدَخَلُوا، فَقَالَ:
" مَنْ هَؤُلاءِ؟ ".
قِيلَ لَهُ: هَذَا وَفْدُ عَنَزَةَ، فَقَالَ:
"بَخٍ بَخٍ بَخٍ، نعم الحي ... " الحديث، "سَلْ يَا سَلَمَةُ عَنْ حَاجَتِكَ ".
قَالَ: جِئْتُ أَسْأَلُكَ عَمَّا افْتَرَضْتَ عَلَيَّ فِي الإِبِلِ وَالْغَنَمِ وَالْعَنْزِ. فَأَخْبَرَهُ. ثُمَّ
جَلَسَ عِنْدَهُ قَرِيباً، ثُمَّ اسْتَأْذَنَهُ فِي الانْصِرَافِ، فَقَالَ لَهُ:"انْصَرِفْ" فَمَا غَدَا أَنْ
قَامَ، فَقَالَ:
"اللَّهُمَّ ارْزُقْ عَنَزَةَ كَفَافاً، لا قُوتً وَلا إِسْرَافً"
(1) . وقال البزار:
"اللهم ارزق عنزة قوتاً لا سرف فيه ".
قلت: وهذا إسناد مجهول مظلم؛ لم أعرف من دون سلمة بن سعد، وقد
اضطربوا في ضبط اسم الراويين اللذين دونه، فالراوي عنه عند الطبراني سمِّي
- كما ترى - قيس بن سلمة، وفي "البزار". شيبان بن قيس، وفي "الإصابة ":
"سعيد بن سلمة"، وفي "الاستيعاب": "سعد بن سلمة" وقال في ترجمة أبيه:
"سلمة بن سعد العنزي":
"لم يرو عنه غير ابنه سعد بن سلمة".
قلت: وهذا الاضطراب يؤكد جهالة الراوي. ومنه الراوي عنه، ولذلك قال
الهيثمي في لمجمع الزوائد" (10/ 51) :
"رواه الطبراني والبزار باختصار عنه ... وفيه من لم أعرفهم ".
وقال الحافظ بعد أن عزاه للطبراني:
"وفي الإسناد من لا يعرف ".
وقد روي الحديث مختصراً في قصة أخرى بإسناد آخر، وسيأتي تخريجه
بإذن الله تعالى برقم (6799) .
وقال: (6799):
(عنزة حي من ههنا؛ مبغي عليهم منصورون) .
ضعيف.
أخرجه البزار في مسنده " البحر الزخار " (1/ 0 47 - 471/ 337) ، وأبو يعلى في " مسنده الكبير " (2/ 255/ 1480 المقصد العلي) ، والدولابي في " الكنى " (2/ 59) ، والطبراني في " المعجم الأ وسط " (3/ 276 - 277/ 2603) - واللفظ لهما - من طريق أبي غاضرة محمد بن أبي بكر العنزي قال: حدثني عمي غضبان بن حنظلة عن أبيه حنظلة بن نعيم قال: كنت فيمن وفد على عمر، فجعل يسأل رجلاً رجلاً: ممن أنت؟ ومن أنت؟ حتى انتهى إليّ فقال: ممن أنت؟ ومن أنت؟ فقلت: أنا حنظلة، من عنزة. فأومأ نحو المشرق، وفرج أصابعه، وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ... فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ فيه جهالة، وثلاثتهم وثقهم ابن حبان!
1 - حنظلة بن نعيم: أورده في "الثقات " (4/ 167) برواية ابنه غضبان ولم يزد. وكذلك فعل البخاري في " التاريخ "، وابن أبي حاتم في " الجرح "، وتبعهم الحافظ في " التعجيل " (ص 108) ، فهو في عداد المجهولين.
2 - غضبان بن حنظلة بن نعيم العنزي: أورده في " الثقات " (9/ 4) من رواية أبي عاصم النبيل عنه. ذكره في الطبقة الرابعة؛ أي: تبع أتباع التابعين، وهو من أوهامه؛ فإنه من أتباعهم - كما هو ظاهر -. وقد روى عنه أخران؛ أحدهما: أبو غاضرة محمد بن أبي بكر العنزي - كما في هذا الإسناد -. والآخر: المثنى بن عوف - كما يأتي -، ومن روايتهما عنه ذكره البخاري وابن أبي حاتم، ومع ذلك قال الحسيني - كما في " تعجيل المنفعة " (ص 331) -:
" مجهول وليس بالمشهور ".
3 - أبو غاضرة محمد بن أبي بكر العنزي: أورده في الطبقة الرابعة من " الثقات " (9/ 53) من رواية موسى. بن إسماعيل عنه. وبها ذكره البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما. وهي رواية أبي يعلى لهذا الحديث عنه، فاعلمه.
وأما رواية الآخرين - أعني: البزار والدولابي والطبراني - فرووه عن محمد بن الحسن أبي عبد الله العنزي عنه. لكن بينهما محمد بن إبراهيم في " البحر الزخار " وكذا في " كشف الأستار " (3/ 313/ 229) ، وما أظنها إلا مقحمة من بعض الرواة، فإنه رواه عن شيخه محمد بن المثنى: ثنا محمد بن الحسن العنزي: ثنا محمد بن إبراهيم: ثنا [أبو] غاضرة العنزي ...أو أنه من وهم البزار؛ فقد تابعه عن ابن المثنى أبو يعلى (1481) ، والدولابي وقرن معه يزيد بن سنان، قالا: حدثنا محمد بن الحسن أبو عبد الله العنزي: ثنا أبو غاضرة محمد بن أبي بكر العنزي ... هكذا على الصواب؛ دون
ذكر محمد بن إبراهيم، على أن هذا لم أعرفه، ومثله محمد بن الحسن العنزي.
ثم ان الطبراني قال عقب الحديث:
" لم يرو عن عمر إلا بهذا الإسناد، تفرد به أبو غاضرة "!
كذا قال! وفاتته رواية أحمد في " المسند " (1/ 22) : حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم: حدثنا المثنى بن عوف العنزي - بصري - قال: أنبأنا الغضبان بن
حنظلة: أن أباه حنظلة بن نعيم وفد إلى عمر ... الحديث نحوه.
قلت: وهذا أصح؛ لأن المثنى هذا وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم وأبو زرعة:
" ليس به بأس ". كما رواه ابن أبي حاتم (4/ 1/ 325) .
بخلاف أبي غاضرة؛ فلم يوثقه غير ابن حبان - كما تقدم -. وإذا عرفت هذا؛ ففي الحديث علة أخرى، وهي الانقطاع أو الإرسال؛ فإن الغضبان لم يدرك عمر رضي الله عنه.
انتهى باختصار.
حديث صحيح أخرجه الإمام مسلم (1252) في صحيحه من طريق الزُّهْرِيُّ، عَنْ حَنْظَلَةَ الْأَسْلَمِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيُهِلَّنَّ ابْنُ مَرْيَمَ بِفَجِّ الرَّوْحَاءِ، حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا، أَوْ لَيَثْنِيَنَّهُ مَا»
وأما لفظ "ويتزوج امرأة من بني أسد ويولد له غلام" فلم ترد إلا عند الديلمي في "مسند الفردوس" (7054) بدون إسناد ، ولم يثبت مرفوعاً ، وذكره بعضهم بلا سند.
ويُنظر "أرشيف ملتقى أهل الحديث-1" (186/50).
جزاكم الله خيراً.