بسم الله الرحمن الرحيم
هذا تخريج لحديث ((إِذَا لَعَنَ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَوَّلَهَا....))
روى من حديث جابر بن عبد الله ، ومعاذ بن جبل ، وعائشة أم المؤمنين
حديث جابر روي من طريق عبد الله بن السري ، واختُلف عليه:
فرواه خلف بن تميم عنه عن محمد بن المنكدر عن جابر قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا لَعَنَ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَوَّلَهَا، فَمَنْ كَتَمَ حَدِيثًا فَقَدْ كَتَمَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ»
أخرجه ابن ماجه (263) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (197/3) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (994) ، والاجري في "الشريعة" (1986) (1987) ، وابن بطة في "الإبانة" (46) (47) (49) ، والعقيلي في "الضعفاء" (264/2) ، وابن عدي في "الكامل" (354/5) ، وعبد الغني المقدسي في "نهاية المراد" (106) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (5/17) ، وفي "تبيين كذب المفتري" (ص30) ، وابن الظاهري في "مشيخة ابن البخاري" (1310/2) ، ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (16/15) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (478/9) ، والداني في "الفتن" (287) ، وفي "الرسالة الوافية" (228) من طرق عنه.
قال البخاري عقبه: ((لا أعرف عبد الله ولا له سماعا من بن المنكدر)).
وخُولف في إسناده ، فرواه ابن عدي في "الكامل" (354/5) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (478/9) من طريق مُوسَى بْنُ النُّعْمَانِ أَبُو هَارُونَ ، ورواه ابن عدي في "الكامل" (354/5) من طريق أَحْمَدُ بْنُ نصر، ورواه المزي في "تهذيب الكمال" (17/15) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (5/17) ، وفي "تبيين كذب المفتري" (ص30) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (478/9) ، والطبراني في "الأوسط" (430) من طريق أَحْمَدُ بْنُ خُلَيْدٍ الْحَلَبِيُّ ، ورواه العقيلي في "الضعفاء" (264/2) من طريق أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَزَّازُ كلهم عن عَبد الله بن السري الأنطاكي، حَدَّثَنا سَعِيد بْنُ زَكَرِيَّا الْمَدَائِنِيُّ عَنِ عَنْبَسَةَ بْنِ عَبد الرَّحْمَنِ عَنْ مُحَمد بْنِ زَاذَانَ عَنْ مُحَمد بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ به مرفوعاً.
قال العقيلي: ((وَهَذَا الْحَدِيثُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ أَشْبَهُ وَأَوْلَى)).
وقال ابن عدي في "الكامل" (354/5): ((قَالَ لنا ابْن صاعد وقد رواه سريج بن يُونُس وقدماء شيوخنا عن خلف بن تميم هكذا وكانوا يرون أن عَبد الله بن السري هذا شيخ قديم ممن لقي بن المنكدر وسمع منه وممن صنف المسند فقد رسمه باسمه في الشيوخ الذين رووا، عنِ ابن المنكدر فحدثنا به عن شيخ خلف بن تميم فإذا هو أصغر منه، وَإذا خلف قد أسقط من الإسناد ثلاثة نفر.))
وقال المزي في "تهذيب الكمال" (16/15): ((هَكَذَا رَوَاهُ خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، عَنْ عَبد اللَّهِ بْنِ السَّرِيِّ. وقَدْ أَسْقَطَ مِنْ إِسْنَادِهِ ثَلاثَةَ رِجَالٍ ضُعَفَاءٍ. ورَوَاهُ غَيْرُ واحِدٍ، عَنْ عَبد اللَّهِ بْنِ السَّرِيِّ، عن سَعِيد بن زكريا الْمَدَائِنِيِّ ، عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَاذَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ.))
وقال الدارقطني في "العلل" (334/13): ((يَرْوِيهِ عَبْدُ الله بن السري، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ؛
فَرَوَاهُ خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، عَنْ عبد الله بن السري، عن محمد بن المنكدر، عن جابر.
ورواه محمد بن يحيى بن رزين، ويوسف بن بحر، عن عبد الله بن السري، عن سعيد بن زكريا المدائني، عن عنبسة بن عبد الرحمن، عن محمد بن زاذان، عن ابن المنكدر، وهو الصواب.
وعبد الله بن السري هو أنطاكي، وهو أصغر سنا من خلف بن تميم، وبينه وبين محمد بن المنكدر ثلاثة أنفس.)).
وعبد الله بن السري: ((صدوق زاهد روى مناكير كثيرة يتفرد بها)). ,ولكنه لم يتفرد به ، فقد تابعه مُحَمد بْن معاوية الأنماطي ، أخرجه ابن عدي في "الكامل" (355/5) من طريق ابن صاعد عنه عن سَعِيد بْنُ زَكَرِيَّا عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ عَبد الرَّحْمَنِ عَنْ مُحَمد بْنِ زَاذَانَ عَنْ مُحَمد بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ به مرفوعاً.
ومحمد بن معاوية ، قال ابن حجر في "التقريب": ((صدوق ربما وهم)) ، وخالفهما نعيم بن حماد فقال حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمَدَائِنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ , عَنْ جَابِرٍ به مرفوعاً. فأسقط من الإسناد محمد بن زاذان.
أخرجه الاجري في "الشريعة" (1985) ، وابن بطة في "الإبانة" (48). والظاهر أنه من أوهام نعيم بن حماد ، فقد قال ابن حجر عنه في "التقريب": ((صدوق يخطىء كثيرا)) ، وقال الذهبي في "السير" (605/10): (( وَكَانَ يُحَدِّثُ مِنْ حِفْظِهِ، وَعِنْدَهُ مَنَاكِيْرُ كَثِيْرَةٌ لاَ يُتَابَعُ عَلَيْهَا)).
وعنبسة بن عبد الرحمن قال الذهبي في "الميزان (301/3): ((قال البخاري: تركوه. وروى الترمذي عن البخاري: ذاهب الحديث. وقال أبو حاتم: كان يضع الحديث)) ، وقال في "تاريخ الإسلام" (703/4): ((قَالَ الْبُخَارِيُّ: تَرَكُوهُ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ وَالنَّسَائِيُّ : ضَعِيفٌ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: رَوَى عَنْهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَأَهْلُ الْعِرَاقِ، صَاحِبُ أَشْيَاءَ مَوْضُوعَةٍ، لا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ. رَوَى ابْنُ زُهَيْرٍ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.)). انتهى.
ومحمد بن زاذان ، ((قال البخاري منكر الحديث لا يكتب حديثه وقال أبو حاتم متروك الحديث لا يكتب حديثه وقال بن عدي وله غير ما ذكرت وكلها مضطربة وقال الساجي محمد بن زاذان روى عن هشام بن عروة لا يكتب حديثه روى عنه ابنه عبد الله قال بن معين ليس حديثه بشيء وقال الترمذي محمد بن زاذان منكر الحديث وقال الدارقطني ضعيف)). انظر "تهذيب التهذيب" (165/9)
وعليه فالإسناد من هذا الطريق على الصواب ، ضعيف جداً.
حديث معاذ بن جبل
أخرج حرب الكرماني في "مسائله" (1185/3) ، ومن طريقه أبو بكر الخلال في "السنة" (787) قَالَ: ثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَمَّادُ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَيْضَمٍ، وأخرجه ابْنُ رَزْقُوَيْه في "حديثه" (2) ومن طريقه كل من الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (1354) ، والسبكي في "معجم الشيوخ" (541/1) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْمَفْلُوجُ كلاهما قالا: ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا ظَهَرَتِ الْبِدَعُ، وَسُبَّ أَصْحَابِي، فَعَلَى الْعَالِمِ أَنْ يُظْهِرَ عِلْمَهُ، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ، وَالْمَلَائِكَة ِ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» وزاد محمد بن هيصم: ((قُلْتُ لِلْوَلِيدِ: وَمَا إِظْهَارُ عِلْمِهِ؟ قَالَ: السُّنَّةُ، قَالَ: وَسُئِلَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، وَعَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، فَقَالَ: السُّنَّةُ.)).
ومحمد بن هيصم ، ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (117/8) برواية حماد بن المبارك عنه ولم يحك فيه شيئاً ، فهو مجهول.
ومحمد بن عبد المجيد المفلوج ، قال الذهبي في "الميزان" (630/3): ((ضعفه محمد بن غالب تمتام. ومن مناكيره قال: حدثنا الوليد بن مسلم... فذكر الحديث.)) ، وقال في "التاريخ" (923/5): ((وهو ضعيف. ضعفه تمتام)).
وخالفهما (محمد بن هيصم ، ومحمد بن عبد المجيد) محمد بن عبد الرحمن بن رمل الدمشقي ، فرواه عن الوليد بن مسلم عن ثور عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن معاذ بن جبل به مرفوعاً. فزاد في السند جبير بن نفير بين خالد بن معدان ومعاذ بن جبل.
أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (80/54) في ترجمة محمد بن عبد الرحمن بن رمل ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، فهو مجهول.
والراجح أن ذلك غير محفوط فقد انفرد به دون سائر الرواة.
وقال الاجري في "الشريعة" (2075): حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْعَبَّاسُ بْنُ يُوسُفَ الشِّكْلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُهَلَّبِ الزُّهْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ السَّاحِلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ , وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَا: حَدَّثَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ , عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ , عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ به مرفوعاً.
وإبراهيم بن المهلب الزهري لم أجده ، وأظنه إبراهيم بن الهيثم بن المهلب، أبو إسحاق البلدي ، فإنه من نفس الطبقة وهو ثقة.
وعبد الله بن الحسن الساحلي لم أجده ، فهو مجهول العين.
وأخرج الديلمي كما في "الغرائب الملتقطة من مسند الفردوس" (203) (204) من طريق علي بن الحسن بن بندار ، حدثنا محمد بن إسحاق الرملي ، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا الوليد بن مسلم ، حدثنا ثور بن يزيد ، عن خالد بن معدان ، عن معاذ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : " إذا ظهرت البدعُ في أمتى وشُتِمَ أصحابى فليُظْهِر العالمُ علمَه فإنْ لم يفعلْ فعليه لعنةُ اللهِ "
وعلي بن الحسن ، ضعيف مُتهم بالكذب ، انظر ترجمته في "الروض الباسم" (698/1).
ومحمد بن إسحاق الرملي ، قال الخطيب في "تاريخ بغداد" (205/4): ((مَجْهُولٌ)).
والحاصل أنه لم يروه سوى المجهولين والضعفاء عن الوليد بن مسلم ، ولم يصح عنه من أي طريق ، وفيه علة أخري وهى الإنقطاع بين خالد بن معدان ومعاذ بن جبل ، قال أبو حاتم الرازي: ((خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ عَنْ مُعَاذٍ بْنِ جَبَلٍ مُرْسَلْ لَمْ يَسْمَعْ مَنْهُ وَرُبَّمَا كَانَ بَينَهُمَا اثْنَانُ)). انظر "المراسيل" لابن أبي حاتم (ص52) ، وقال الترمذي في "السنن" (661/4): ((وَخَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ لَمْ يُدْرِكْ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ)).
حديث عائشة
أخرج الاجري في "الشريعة" (1988) عن أَبي مَعْمَرٍ الْقَطِيعِيُّ قَالَ: أَنْبَأَنَا [عبد الله] ابْنُ نُمَيْرٍ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ , عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ , عَنْ عَائِشَةَ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: أُمِرُوا بِالِاسْتِغْفَا رِ لِأَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَبُّوهُمْ , سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَسُبَّ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَوَّلَهَا»
وخُولف القطيعي في إسناده ، فرواه الثعلبي في "الكشف والبيان" (282/9) ، ومن طريقه البغوي في "معالم التنزيل" (61/5) من طريق مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نمير ، ورواه ابن عساكر في "تبيين كذب المفتري" (ص421) من طريق أَحْمد بن زَكَرِيَّا كلاهما عن عبد الله بن النمير عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ به مرفوعاً. فزادا في السند مسروق بين عبد الملك بن عمير وعائشة أم المؤمنين ، وهو الصواب.
وأخرج الطبراني في "الأوسط" عن مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ السَّقَطِيُّ ، وابن بطة في "الإبانة" (15) عن أَبي جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الرَّزَّازُ ، كلاهما قالا: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الصَّفَّارُ، قَالَ: ثنا عُبَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أُمِرْتُمْ بِالِاسْتِغْفَا رِ لِسَلَفِكُمْ فَشَتَمْتُمُوهُ مْ، أَمَا إِنِّي سَمِعْتُ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا تَفْنَى هَذِهِ الْأُمَّةُ حَتَّى يَلْعَنَ آخِرُهَا أَوَّلَهَا»
قال الطبراني: ((لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ إِلَّا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَلَا عَنْ إِسْمَاعِيلَ إِلَّا عُبَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، تَفَرَّدَ بِهِ: يُوسُفُ الصَّفَّارُ)).
قلت: أصاب الطبراني في الشطر الأول من كلامه ، ولم يصب في الاخر فإن عبد الله بن نمير تابع عبيد بن سعيد كما تقدم.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (21/10): ((رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.)).
قلت: إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر ، قال ابن معين والنسائي وأبو داود وابن الجارود: ((ضعيف)) ، وقال البخارى والساجي : ((فى حديثه نظر)) ، وقال أبو حاتم : ((ليس بقوى ، يكتب حديثه)) ، وقال ابن حبان : ((كان فاحش الخطأ)) انظر "تهذيب التهذيب" (279/1).
وعبد الملك بن عمير ، أورده ابن حجر في "طبقات المدلسين" (ص41) في المرتبة الثالثة وقال: ((مشهور بالتدليس وصفه الدارقطني وابن حبان وغيرهما)) ، ولم يُصرّح بالتحديث.
وأصل الحديث في "صحيح مسلم" (3022) من طريق هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَتْ لِي عَائِشَةُ: يَا ابْنَ أُخْتِي «أُمِرُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِأَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَبُّوهُمْ» دون الزيادة الأخيرة.
وله شاهد من حديث الْفَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ أَبُو فَضَالَةَ الشَّامِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: ((إِذَا فَعَلَتْ أُمَّتِي خَمْسَ عَشْرَةَ خَصْلَةً حَلَّ بِهَا الْبَلَاءُ "، فَقِيلَ: وَمَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: " إِذَا كَانَ الْمَغْنَمُ دُوَلًا، وَالْأَمَانَةُ مَغْنَمًا، وَالزَّكَاةُ مَغْرَمًا، وَأَطَاعَ الرَّجُلُ زَوْجَتَهُ وَعَقَّ أُمَّهُ، وَبَرَّ صَدِيقَهُ وَجَفَا أَبَاهُ، وَارْتَفَعَتِ الْأَصْوَاتُ فِي الْمَسَاجِدِ، وَكَانَ زَعِيمُ الْقَوْمِ أَرْذَلَهُمْ، وَأُكْرِمَ الرَّجُلُ مَخَافَةَ شَرِّهِ، وَشُرِبَتِ الْخُمُورُ، وَلُبِسَ الْحَرِيرُ، وَاتُّخِذَتِ الْقَيْنَاتُ وَالْمَعَازِفُ، وَلَعَنَ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَوَّلَهَا، فَلْيَرْتَقِبُو ا عِنْدَ ذَلِكَ رِيحًا حَمْرَاءَ أَوْ خَسْفًا وَمَسْخًا)).
أخرجه الترمذي (2210) وغيره.
وهو حديث منكر باطل ، تفرد به الفرج بن فضالة عن يحيى بن سعيد الأنصاري.
قَالَ الترمذي: ((هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ، لَا نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَلَا نَعْلَمُ أَحَدًا رَوَاهُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ غَيْرَ الْفَرَجِ بْنِ فَضَالَةَ، وَالْفَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ قَدْ تَكَلَّمَ فِيهِ بَعْضُ أَهْلِ الْحَدِيثِ، وَضَعَّفَهُ مِنْ قِبَلِ حِفْظِهِ، وَقَدْ رَوَاهُ عَنْهُ وَكِيعٌ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْأَئِمَّةِ.))
وقال البرقاني في "سؤالاته للدارقطني" (ص50-51): (( سألته عن الفرج بن فضالة ، فقال: ضعيف. قلت: فحديثه عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن على عن على عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا عملت أمتى خمس عشرة خصلة) ؟. قال: هذا باطل. قلت: من جهة الفرج؟ قال: نعم. قلت: يخرج هذا الحديث؟ قال: لا.))
وله شاهد اخر من حديث المُسْتَلِمِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ رُمَيْحٍ الجُذَامِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا اتُّخِذَ الفَيْءُ دُوَلًا، وَالأَمَانَةُ مَغْنَمًا، وَالزَّكَاةُ مَغْرَمًا، وَتُعُلِّمَ لِغَيْرِ الدِّينِ، وَأَطَاعَ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ، وَعَقَّ أُمَّهُ، وَأَدْنَى صَدِيقَهُ، وَأَقْصَى أَبَاهُ، وَظَهَرَتِ الأَصْوَاتُ فِي المَسَاجِدِ، وَسَادَ القَبِيلَةَ فَاسِقُهُمْ، وَكَانَ زَعِيمُ القَوْمِ أَرْذَلَهُمْ، وَأُكْرِمَ الرَّجُلُ مَخَافَةَ شَرِّهِ، وَظَهَرَتِ القَيْنَاتُ وَالمَعَازِفُ، وَشُرِبَتِ الخُمُورُ، وَلَعَنَ آخِرُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَوَّلَهَا، فَلْيَرْتَقِبُو ا عِنْدَ ذَلِكَ رِيحًا حَمْرَاءَ، وَزَلْزَلَةً وَخَسْفًا وَمَسْخًا وَقَذْفًا وَآيَاتٍ تَتَابَعُ كَنِظَامٍ بَالٍ قُطِعَ سِلْكُهُ فَتَتَابَعَ»
أخرجه الترمذي (2211) ، وقال: ((هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الوَجْهِ)).
وفي إسناده رميح الجذامي مجهول ، انظر "تهذيب التهذيب" (288/3) ، "تقريب التهذيب" (ص210) ، "الكاشف" (398/1).
والله أعلم.