اسمه ونسبه:
أبو الحسن علي بن عمر البغدادي الشافعي المقرئ المحدث، الإمام الحافظ المجود، علم الجهابذة، (و: 306 ت: 385) من أهل محلة دار القطن ببغداد .
قال أبو بكر الخطيب: كان الدارقطني فريد عصره، وقريع دهره، ونسيج وحده، وإمام وقته، انتهى إليه علوم الأثر والمعرفة بعلل الحديث وأسماء الرجال، مع الصدق والثقة، وصحة الاعتقاد، والاضطلاع من علوم، سوى الحديث".
وقال أبو الطيب الطبري: كان الدارقطني أمير المؤمنين في الحديث.
قال الذهبي: كان من بحور العلم. ومن أئمة الدنيا.
شيوخ الإمام الدارقطني وتلاميذه:
سمع الدارقطني من أبي القاسم البغوي، وخلقٍ كثير ببغداد والكوفة والبصرة وواسط. وأخذ العلم عن الدَّارقطني محمدُ بن الحسن الشيباني، وصعصعة بن سلام، وأبو معاوية الضرير، وغيرهم.
نموذج من سعة حفظه:
-قال*الخطيب*: حدثنا*الأزهري*قا ل : بلغني أن*الدارقطني*حضر في حداثته مجلس*إسماعيل الصفار*، فجعل ينسخ جزءا كان معه ،*وإسماعيل*يملي ، فقال رجل : لا يصح سماعك وأنت تنسخ ، فقال*الدارقطني*: فهمي للإملاء خلاف فهمك ، كم تحفظ ما أملى الشيخ ؟ فقال : لا أحفظ ، فقال*الدارقطني*: أملى ثمانية عشر حديثا ، الأول عن فلان عن فلان ومتنه كذا وكذا ، والحديث الثاني عن فلان عن فلان ، ومتنه كذا وكذا . ومر في ذلك حتى أتى على الأحاديث ، فتعجب الناس منه أو كما قال .
-وقال*أبو بكر البرقاني*: كان*الدارقطني*يم لي علي العلل من حفظه .
قال الذهبي: إن كان كتاب " العلل " الموجود ، قد أملاه*الدارقطني* من حفظه ، كما دلت عليه هذه الحكاية ، فهذا أمر عظيم ، يقضى به*للدارقطني*أنه أحفظ أهل الدنيا ، وإن كان قد أملى بعضه من حفظه فهذا ممكن ، وقد جمع قبله كتاب " العلل "*علي بن المديني*حافظ زمانه .
هل رأيت مثل نفسك؟!
قال*رجاء المصري*: قلت*للدارقطني*: رأيت مثل نفسك ؟ فقال : قال الله :فلا تزكوا أنفسكم"* فألححت عليه ، فقال : لم أر أحدا جمع ما جمعتُ".
رواها*أبو ذر*،*والصوري*، عن*رجاء المصري*،
وقال*أبو ذر*: قلت*لأبي عبد الله الحاكم*النيسابو ي: هل رأيت مثل*الدارقطني*؟ فقال : هو ما رأى مثل نفسه فكيف*أنا؟!
أحسن الناس كلاما على حديث رسول الله:
قال الحافظ عبد الغني*، يقول : أحسن الناس كلاما على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة :*ابن المديني*في وقته ،*وموسى بن هارون -يعني : ابن الحمال*- في وقته ،*والدارقطني*في وقته .
بغضه لعلم الكلام:
صح عن*الدارقطني*أنه قال : ما شيء أبغض إلي من علم الكلام .
قلت : لم يدخل الرجل أبدا في علم الكلام ولا الجدال ، ولا خاض في ذلك ، بل كان سلفيا ، سمع هذا القول منه*أبو عبد الرحمن السلمي*.
مؤلفاته:
صنف التصانيف ، وسار ذكره في الدنيا ، وهو أول من صنف القراءات ، وعقد لها أبوابا قبل فرش الحروف.
أبرز مؤلفاته:
1- *كتاب السنن.
2- العلل الواردة في الأحاديث النبوية.
3- المُجتبى من السنن المأثورة.
4- المختلف والمؤتلف في أسماء الرجال.
5- كتاب الأفراد.
6- سؤالات الحاكم. وهو كتاب عمدة في الجرح والتعديل.
وفاته:
تُوفِّي الدارقطني سنةَ خمسٍ وثمانين وثلاثمائة رحمه الله تعالى، بعد حياة حافلة بالجِدِّ والحرص على تلقي العلوم ونشرها، وله من العمر سبع وسبعون سنة.